ⵣ رح يكون تغطية مستمرة لفعاليات امازيغ واد مزاب. غرداية. ⵣ
تتواصل المبادرات، وتتجسد الإنجازات، انقضى العام وجاءت لحظة التكريم، طيلة شهر من ترشيحاتكم، ثم دراسة ما وصلنا من أسماء نعتبرها كلها مما نفخر به ونعتز، فأعظم ما نثمّنه هو رصيد المجتمع من الرجال إذ ما فتئوا يتركون بصمات خالدة، جعلها الله في ميزان حسناتهم، وبارك خطواتهم وجهود كل عامل مخلص فعّال.
وكما تقتضي القواعد التي تعمل بها مناسبتنا هاته "شخصية مزاب" فيتم تكريم اسم واحد، ليس بمعنى المفاضلة أو التمييز، وليس بمفهوم الربح والخسارة، وبعيدا عن المفاهيم الضيقة، إنما الكل فائز إن شاء الله، فجائزتنا رمزية، هي خطوة وإسهام في تكريم من يستحق التكريم، فيشرفنا أن نسدل الستار عن شخصية عام 2012 وهو:
د. محمد موسى باباعمي
ابن بن يزجن العريقة الأصيلة، ورجل الميدان، ورمز التواضع والسماحة، أعماله في الكواليس أكثر من أن تحصى، وفي الميدان لا يرقى إليها أدنى شك، مما نعلم ومما لا عالم به إلا الله، له جهود فكرية بأبعادها الإنسانية الحضارية العالمية، بحث، تأليف، إدارة، إشراف، إلهام...، تجاوز بها مساحته الجغرافية، عرفه الصغار والكبار، وامتدت آثاره مدارس ومؤسسات، مشاريع، وإنجازات... فاللهم باركه وتقبل منه وممن حوله من المخلصين.
ابن بن يزجن العريقة الأصيلة، ورجل الميدان، ورمز التواضع والسماحة، أعماله في الكواليس أكثر من أن تحصى، وفي الميدان لا يرقى إليها أدنى شك، مما نعلم ومما لا عالم به إلا الله، له جهود فكرية بأبعادها الإنسانية الحضارية العالمية، بحث، تأليف، إدارة، إشراف، إلهام...، تجاوز بها مساحته الجغرافية، عرفه الصغار والكبار، وامتدت آثاره مدارس ومؤسسات، مشاريع، وإنجازات... فاللهم باركه وتقبل منه وممن حوله من المخلصين.
للاطلاع على السيرة الذاتية والعلمية للمتوّج
كلمة الدكتور محمد باباعمي بالمناسبة:
بسم الله الرحمن الرحيم
وعليكم السلام ورحمته تعالى وبركاته
إخوتي الأحبة المشرفين على موقع مزاب ميديا،
سلامي إليكم طيبا طاهرا عبقا من سفوح الأناضول، إلى ربوع وطننا المفدى: الجزائر
الحقُّ أني أبادلكم التحية بالتحية، والشعورَ بالشعور، ولا أجد نفسي الصغيرة شيئا يُذكر، وإنما أنا جنديٌّ في صفِّ الحبيب المصطفى، مِن أصغر الجنود وأقلهم شأنا وشأوا...
أمَّا عن اختياركم، وحسن ظنكم، فالحق أنني وقعت بين عاطفتين متناقضتين:
الأولى، هو التقدير لكم ولجهودكم، والاعتراف بأفضالكم، ومِن ثم فهي عاطفة إيجابية تجاهكم، داعيا الله أن يثبتكم ويكلأكم بعينه التي لا تنام...
أما الثانية، فهي التي تخصُّني، وتخصُّ اختياركم لي شخصيةً لهذا العام المنصرم، والتحقيق أني أوحِّد الله تعالى أن خلق مِن لا شيء كلِّ شيء، وأن جعل قطرة الماء دليلا على البحار والمحيطات والحياة، والذرةَ عنوانا على بديع صنعه وعظيم خلقه؛ أمَّا أنا فلا شيء، وأقلَّ من القطرة، وأهون من الذرة. وإني لأعرف نفسي جيدا، وأعرف مدى قصورها وتقصيرها، وأستعير في هذه المناسبة قول أحد العارفين: "ومن نعمةِ الله أنَّ المعاصي لا تفوح" وإلا لنفر الجميع من الجميع، ولانكشف أمرنا ونحن المقصِّرون في حقه سبحانه، المذنبون المخطئون الغافلون في جنابه سبحانه، وهو أبدا يستر ويغفر ويرحم..."إنَّ الله لعفوٌّ غفور"، "إنه هو التواب الرحيم"، " ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدوٌّ مبين،وأن اعبدوني هذا صراط مستقيم".
إخوتي، لقد هممتُ أن أعتذر ولا أقبل ترشيحَكم، لولا أني خفتُ ارتكاب ذنب آخر في حقِّكم، ولولا أني خشيتُ أن أكون ممن يردُّ الإحسان بالإساءة، والتحيةَ بأسوء منها، ولولا أنَّ علماء أجلاء سبقوني لقبول اختياركم، وأقصد أخي العزيز العالم العارف، صديق الدرب، وحبيب القلب: الدكتور باحمد ارفيس، زكَّى الله أنفاسه، ونفع بخيره وعلمه الأمَّة أجمع.
ثم أقصد المرحوم المجاهد المجتهد، مَن كان شعلة من الأمل المشرق، وتحية من الكبار للصغار، أعني به الشيخ الصديق: محمد رشوم، رحمه الله تعالى برحمته الواسعة.
ومَن أكون أنا تجاه هؤلاء وغيرهم من العلماء الأعلام؟!
ثم إني فكَّرت مليًّا فوجدت المئات، بل الآلاف، ممن هم أحقُّ بها منِّي، وهم في سبيل الخير كادحون، ولخير الأمَّة زارعون، بل إني أجد نفسي آخر فرد من المجتمع ممن يحقُّ له أن يحلم أو يفكِّر بالترشيح، بله الترشُّح.
وإني لأذكر في هذا المقام كلمةَ إمامنا الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "إني كنت أرعي الغنم لبني فلان على قراريط، وكنت كذا وكذا" فلمَّا سئل عن ذلك، قال: "حدثني نفسي فأردتُ أن أرغمها".
إخوتي الأعزة، هذا عمر الفاروق، ومَن أكون أنا؟
وإني لأحسب أنه لو كان بين ظهرانينا لما قبلني خادما له، ولما رضيني جنديا صغيرا في جيشه، ولأدَّبني بدرَّته مرَّات ومرات، ولما تجرَّأت على الوقوف أمامه وجها لوجه... حياء واعتذارا.
لذا، لو كان لي من كلمة بالمناسبة لقلت:
أغتنم الفرصة لتقدير جهود جميع العاملين، وللدعوة العامَّة للمصالحة وللمغافرة، ولرفع الحدَّة من العلاقات التي بيننا، والتشنجِ من العمل الاجتماعي، ثم أدعو دعوة أخرى لإعادة جوِّ الألفة والشفقة والمحبة إلى النفوس جميعها، وللصبر على بعضنا البعض ما استطعنا إلى ذلك سبيلا، ما دام الله غايتنا، ورضاه متهى رجائنا، ووجهه الكريم رأس مالنا، وحقيقة وجودنا.
وبالمناسبة، وددت لو أهدي هذا التكريم لقائمة المتوفِّين الذين ألحقتموهم بموقعكم، ففيهم مَن هو معلِّم لي، وفيهم الصديق، وفيهم القدوة... فرحمهم الله برحمته الواسعة، ومَن يدري لعلَّنا نكون آخرَ العام القابل ضمن هذه الأسماء؟! سائلين الله المثوبة والمغفرة للجميع.
ثم أغتنم الفرصة لأعيد نشر كلمة إثر وفاة الأستاذ العزيز عبد العزيز بيوض، رحمه الله تعالى، أتوجه بها إلى القارئ الحبيب:
وعليكم السلام ورحمته تعالى وبركاته
إخوتي الأحبة المشرفين على موقع مزاب ميديا،
سلامي إليكم طيبا طاهرا عبقا من سفوح الأناضول، إلى ربوع وطننا المفدى: الجزائر
الحقُّ أني أبادلكم التحية بالتحية، والشعورَ بالشعور، ولا أجد نفسي الصغيرة شيئا يُذكر، وإنما أنا جنديٌّ في صفِّ الحبيب المصطفى، مِن أصغر الجنود وأقلهم شأنا وشأوا...
أمَّا عن اختياركم، وحسن ظنكم، فالحق أنني وقعت بين عاطفتين متناقضتين:
الأولى، هو التقدير لكم ولجهودكم، والاعتراف بأفضالكم، ومِن ثم فهي عاطفة إيجابية تجاهكم، داعيا الله أن يثبتكم ويكلأكم بعينه التي لا تنام...
أما الثانية، فهي التي تخصُّني، وتخصُّ اختياركم لي شخصيةً لهذا العام المنصرم، والتحقيق أني أوحِّد الله تعالى أن خلق مِن لا شيء كلِّ شيء، وأن جعل قطرة الماء دليلا على البحار والمحيطات والحياة، والذرةَ عنوانا على بديع صنعه وعظيم خلقه؛ أمَّا أنا فلا شيء، وأقلَّ من القطرة، وأهون من الذرة. وإني لأعرف نفسي جيدا، وأعرف مدى قصورها وتقصيرها، وأستعير في هذه المناسبة قول أحد العارفين: "ومن نعمةِ الله أنَّ المعاصي لا تفوح" وإلا لنفر الجميع من الجميع، ولانكشف أمرنا ونحن المقصِّرون في حقه سبحانه، المذنبون المخطئون الغافلون في جنابه سبحانه، وهو أبدا يستر ويغفر ويرحم..."إنَّ الله لعفوٌّ غفور"، "إنه هو التواب الرحيم"، " ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدوٌّ مبين،وأن اعبدوني هذا صراط مستقيم".
إخوتي، لقد هممتُ أن أعتذر ولا أقبل ترشيحَكم، لولا أني خفتُ ارتكاب ذنب آخر في حقِّكم، ولولا أني خشيتُ أن أكون ممن يردُّ الإحسان بالإساءة، والتحيةَ بأسوء منها، ولولا أنَّ علماء أجلاء سبقوني لقبول اختياركم، وأقصد أخي العزيز العالم العارف، صديق الدرب، وحبيب القلب: الدكتور باحمد ارفيس، زكَّى الله أنفاسه، ونفع بخيره وعلمه الأمَّة أجمع.
ثم أقصد المرحوم المجاهد المجتهد، مَن كان شعلة من الأمل المشرق، وتحية من الكبار للصغار، أعني به الشيخ الصديق: محمد رشوم، رحمه الله تعالى برحمته الواسعة.
ومَن أكون أنا تجاه هؤلاء وغيرهم من العلماء الأعلام؟!
ثم إني فكَّرت مليًّا فوجدت المئات، بل الآلاف، ممن هم أحقُّ بها منِّي، وهم في سبيل الخير كادحون، ولخير الأمَّة زارعون، بل إني أجد نفسي آخر فرد من المجتمع ممن يحقُّ له أن يحلم أو يفكِّر بالترشيح، بله الترشُّح.
وإني لأذكر في هذا المقام كلمةَ إمامنا الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "إني كنت أرعي الغنم لبني فلان على قراريط، وكنت كذا وكذا" فلمَّا سئل عن ذلك، قال: "حدثني نفسي فأردتُ أن أرغمها".
إخوتي الأعزة، هذا عمر الفاروق، ومَن أكون أنا؟
وإني لأحسب أنه لو كان بين ظهرانينا لما قبلني خادما له، ولما رضيني جنديا صغيرا في جيشه، ولأدَّبني بدرَّته مرَّات ومرات، ولما تجرَّأت على الوقوف أمامه وجها لوجه... حياء واعتذارا.
لذا، لو كان لي من كلمة بالمناسبة لقلت:
أغتنم الفرصة لتقدير جهود جميع العاملين، وللدعوة العامَّة للمصالحة وللمغافرة، ولرفع الحدَّة من العلاقات التي بيننا، والتشنجِ من العمل الاجتماعي، ثم أدعو دعوة أخرى لإعادة جوِّ الألفة والشفقة والمحبة إلى النفوس جميعها، وللصبر على بعضنا البعض ما استطعنا إلى ذلك سبيلا، ما دام الله غايتنا، ورضاه متهى رجائنا، ووجهه الكريم رأس مالنا، وحقيقة وجودنا.
وبالمناسبة، وددت لو أهدي هذا التكريم لقائمة المتوفِّين الذين ألحقتموهم بموقعكم، ففيهم مَن هو معلِّم لي، وفيهم الصديق، وفيهم القدوة... فرحمهم الله برحمته الواسعة، ومَن يدري لعلَّنا نكون آخرَ العام القابل ضمن هذه الأسماء؟! سائلين الله المثوبة والمغفرة للجميع.
ثم أغتنم الفرصة لأعيد نشر كلمة إثر وفاة الأستاذ العزيز عبد العزيز بيوض، رحمه الله تعالى، أتوجه بها إلى القارئ الحبيب:
موت الفجأة... ودعوة للتغافر الشامل
كنت منهمكًا بين المطالعة والكتابة، في مكتبي بالأكاديميا؛ إذا بنبأ ينزل عليََّ نزول السموات السبع الطباق، فيلفُّني في رداء الفكر والتأمُّل ساعات، ويعيد أمام ناظري شريط الزمن ساعة بساعة؛ وإذا بي ألوذ بـ"إنا لله وإنا إليه راجعون"؛ معتبرا موقنا مستذكرا... نعم، قال الناعي: "بلغنا بأسى وحزن نبأ وفاة أخينا عبد العزيز بيوض، على إثر حادث مرور".
ثم لما تأكَّدت من أنه أخي الذي أعرفه ويعرفني(1)، أحبُّه وأجلُّه، أرى فيه سمات الصالحين الموقنين، العالمين العاملين(2)؛ جمدت عيناي شدَّة وأسًى، وساح قلبي في فضاءات الذكر، صابرا محتسبا... وإذا بلساني يشرد عني ويردِّد مع الخنساء قصيدتها العصماء:
كنت منهمكًا بين المطالعة والكتابة، في مكتبي بالأكاديميا؛ إذا بنبأ ينزل عليََّ نزول السموات السبع الطباق، فيلفُّني في رداء الفكر والتأمُّل ساعات، ويعيد أمام ناظري شريط الزمن ساعة بساعة؛ وإذا بي ألوذ بـ"إنا لله وإنا إليه راجعون"؛ معتبرا موقنا مستذكرا... نعم، قال الناعي: "بلغنا بأسى وحزن نبأ وفاة أخينا عبد العزيز بيوض، على إثر حادث مرور".
ثم لما تأكَّدت من أنه أخي الذي أعرفه ويعرفني(1)، أحبُّه وأجلُّه، أرى فيه سمات الصالحين الموقنين، العالمين العاملين(2)؛ جمدت عيناي شدَّة وأسًى، وساح قلبي في فضاءات الذكر، صابرا محتسبا... وإذا بلساني يشرد عني ويردِّد مع الخنساء قصيدتها العصماء:
أعـيْنيَّ جُودَا ولا تجَـمَّدا...ألا تبـكيانِ لصخرِ النّـدى
ألا تبكيانِ الجريءَ الجميلَ...ألا تبكيانِ الـفَـتى السـيدا
إذا القوْمُ مَدّوا بأيديهِـمِ...إلى المَـــجدِ مدّ إلَيهِ يَـدا
فنالَ الذي فـوْقَ أيديهِمِ...من المجدِ ثمّ مضَى مُصْـعِـدا
ألا تبكيانِ الجريءَ الجميلَ...ألا تبكيانِ الـفَـتى السـيدا
إذا القوْمُ مَدّوا بأيديهِـمِ...إلى المَـــجدِ مدّ إلَيهِ يَـدا
فنالَ الذي فـوْقَ أيديهِمِ...من المجدِ ثمّ مضَى مُصْـعِـدا
مهلا، ألم يأمرنا الشارع الحكيم أن نستعيذ بالله من "فجأة نقمته"؟ ثم ألم نعْتَدْ على الاستعاذة من "موت الفجاءة"؟ وكيف نفهم - في ظلِّ هذه الاستعاذة وهذا التوجيه – قوله عليه السلام، في حديث عائشة رضي الله عنها أنها قالت: "سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن موت الفجأة، فقال: راحة للمؤمن، وأخْذة أسَف للفاجر"(3)؟!.
لا ريب أنَّ الشريعة لا تعارُض فيها؛ والجمع بين هذا وذاك هو أنَّ موت الفجأة بمثل هدمٍ وحرقٍ وغرقٍ وحادث مرور، وما شابه ذلك، هي راحة للمؤمن المراقِب لله تعالى، المستعدِّ للموت، المتنصِّل من التبعات، الموفِّي لدينه؛ من يخاطَب يوم اللقاء بـ: "يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية، فادخلي في عبادي، وادخلي جنتي".
أمَّا الغافل المسوِّف في التوبة، المجترح للسيئات، الخائض اللاعب اللاغي؛ "فموت الفجأة" أسفٌ وحسرة في حقِّه؛ إذ إنَّ موته بعد مرضٍ مثلا، أو بعد مدَّة من ظهور أمارات اقتراب الأجل عنده، يفتح أمامه المجال للتوبة، وللتنصل من حقوق العباد، وأداء حقوق المعبود.
ونحن نحسب أنَّ أخانا عبد العزيز، بحول الله، مات على الإيمان واليقين، وهو مسالم للعباد، لا يُعرف منه إلاَّ الخير؛ ولذا فموته بإذن الله، ولا نزكِّي على الله أحدا، ولنعتبر هذه الشهادة دعاء له؛ هو راحة له، وامتحان لأهله، ولنا جميعا؛ أنصبر أم نكفر، وهل نعتبر أو لا نعتبر... وهي مناسبة لنسأل أنفسنا:
*ترى من هو صاحب الدور المقبل منَّا؟ *ومتى أجلي أنا يا ترى؟
رحمك الله أخي رحمة واسعة، ورضي عنك، ورزق أهلك وذويك، ورزقنا جميعا، الصبر واليقين، وجازانا بـ"أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة، وأولئك هم المهتدون".
لا ريب أنَّ الشريعة لا تعارُض فيها؛ والجمع بين هذا وذاك هو أنَّ موت الفجأة بمثل هدمٍ وحرقٍ وغرقٍ وحادث مرور، وما شابه ذلك، هي راحة للمؤمن المراقِب لله تعالى، المستعدِّ للموت، المتنصِّل من التبعات، الموفِّي لدينه؛ من يخاطَب يوم اللقاء بـ: "يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية، فادخلي في عبادي، وادخلي جنتي".
أمَّا الغافل المسوِّف في التوبة، المجترح للسيئات، الخائض اللاعب اللاغي؛ "فموت الفجأة" أسفٌ وحسرة في حقِّه؛ إذ إنَّ موته بعد مرضٍ مثلا، أو بعد مدَّة من ظهور أمارات اقتراب الأجل عنده، يفتح أمامه المجال للتوبة، وللتنصل من حقوق العباد، وأداء حقوق المعبود.
ونحن نحسب أنَّ أخانا عبد العزيز، بحول الله، مات على الإيمان واليقين، وهو مسالم للعباد، لا يُعرف منه إلاَّ الخير؛ ولذا فموته بإذن الله، ولا نزكِّي على الله أحدا، ولنعتبر هذه الشهادة دعاء له؛ هو راحة له، وامتحان لأهله، ولنا جميعا؛ أنصبر أم نكفر، وهل نعتبر أو لا نعتبر... وهي مناسبة لنسأل أنفسنا:
*ترى من هو صاحب الدور المقبل منَّا؟ *ومتى أجلي أنا يا ترى؟
رحمك الله أخي رحمة واسعة، ورضي عنك، ورزق أهلك وذويك، ورزقنا جميعا، الصبر واليقين، وجازانا بـ"أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة، وأولئك هم المهتدون".
دعوة للتغافر الشامل
مسألة أخيرة ومفصلية في حقِّ كلِّ واحد منَّا، وهي دعوةٌ مفتوحة لكلِّ شرائح الأمَّة: صغيرِها وكبيرها، قريبها وبعيدها، ذكرها وأنثاها... أن نتغافر، وأن نتسامح، وأن نتصافح...
ثم إني أوَّل طالب من الجميع: "أن اغفروا لي ما أسرفتُ في حقِّكم، وتوبوا عليَّ فيما فرَّطتُ في جنبكم؛ يغفر الله لكم، ويتوب عليكم"؛
وإني أوَّل مخبر للجميع أني قد عفوت عن كلِّ مَن ظلمني، سواء أعلمت بذلك أم لم أعلم، وسيان عندي أعلم هو أم لم يعلم؛ وأني قد أهديت عرضي للمؤمنين، فمن كان منهم قد نال منه شيئا، فلا تبعة عليه ولا جريرة ولا إثم؛ وإني مُشهد الله أني غفرت له ما مضى؛ بل حتَّى ما سيكون مستقبلا، قد سامحتُ فيه مسبقًا... وأقول لكلِّ معاشريََّ، مِن قريب أو بعيد، ما قاله يوسف عليه الصلاة والسلام لإخوته: "لا تتريب عليكم اليوم، يغفر الله لكم، وهو أرحم الراحمين".
يقول بعض العلماء:"إنَّ توبة العبد إلى ربه محفوفة بتوبة من الله عليه قبلها وتوبة منه بعدها، فتوبته بين توبتين من الله سابقة ولاحقة، فإنه تاب عليه أولا إذنا وتوفيقا وإلهاما، فتاب العبد؛ فتاب الله عليه ثانيا قبولا وإثابة"؛ وهذا مصداقا لقوله: "وعلى الثلاثة الذين خُلِّفوا، حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت؛ وضاقت عليهم أنفسهم؛ وظنوا أن لا ملجأ من الله إلاَّ إليه، ثم تاب عليهم ليتوبوا، إنَّ الله هو التواب الرحيم"...
ولنتذكر جميعا، قول الله تعالى: "وليعفوا وليصفحوا، ألا تحبُّون أن يغفر الله لكم، والله غفور رحيم"...
أهلي، إخوتي، أصدقائي، رفقائي، معاشري ولو لساعة... ها أنذا أمدُّ يد الصفح إليكم، فمدُّوا يد العفو والصفح إليَّ؛ جمع الله بيننا في رحمته، ورضي عنا أجمعين، وغفر لنا ما تقدم من ذنوبنا وما تأخر؛ وفرَّج عن أمَّة الحبيب المصطفى عليه السلام... آمين... آمين... آمين
ملاحظة، وملحق:
مسألة أخيرة ومفصلية في حقِّ كلِّ واحد منَّا، وهي دعوةٌ مفتوحة لكلِّ شرائح الأمَّة: صغيرِها وكبيرها، قريبها وبعيدها، ذكرها وأنثاها... أن نتغافر، وأن نتسامح، وأن نتصافح...
ثم إني أوَّل طالب من الجميع: "أن اغفروا لي ما أسرفتُ في حقِّكم، وتوبوا عليَّ فيما فرَّطتُ في جنبكم؛ يغفر الله لكم، ويتوب عليكم"؛
وإني أوَّل مخبر للجميع أني قد عفوت عن كلِّ مَن ظلمني، سواء أعلمت بذلك أم لم أعلم، وسيان عندي أعلم هو أم لم يعلم؛ وأني قد أهديت عرضي للمؤمنين، فمن كان منهم قد نال منه شيئا، فلا تبعة عليه ولا جريرة ولا إثم؛ وإني مُشهد الله أني غفرت له ما مضى؛ بل حتَّى ما سيكون مستقبلا، قد سامحتُ فيه مسبقًا... وأقول لكلِّ معاشريََّ، مِن قريب أو بعيد، ما قاله يوسف عليه الصلاة والسلام لإخوته: "لا تتريب عليكم اليوم، يغفر الله لكم، وهو أرحم الراحمين".
يقول بعض العلماء:"إنَّ توبة العبد إلى ربه محفوفة بتوبة من الله عليه قبلها وتوبة منه بعدها، فتوبته بين توبتين من الله سابقة ولاحقة، فإنه تاب عليه أولا إذنا وتوفيقا وإلهاما، فتاب العبد؛ فتاب الله عليه ثانيا قبولا وإثابة"؛ وهذا مصداقا لقوله: "وعلى الثلاثة الذين خُلِّفوا، حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت؛ وضاقت عليهم أنفسهم؛ وظنوا أن لا ملجأ من الله إلاَّ إليه، ثم تاب عليهم ليتوبوا، إنَّ الله هو التواب الرحيم"...
ولنتذكر جميعا، قول الله تعالى: "وليعفوا وليصفحوا، ألا تحبُّون أن يغفر الله لكم، والله غفور رحيم"...
أهلي، إخوتي، أصدقائي، رفقائي، معاشري ولو لساعة... ها أنذا أمدُّ يد الصفح إليكم، فمدُّوا يد العفو والصفح إليَّ؛ جمع الله بيننا في رحمته، ورضي عنا أجمعين، وغفر لنا ما تقدم من ذنوبنا وما تأخر؛ وفرَّج عن أمَّة الحبيب المصطفى عليه السلام... آمين... آمين... آمين
ملاحظة، وملحق:
أخي الحبيب، مهما كان مقامك وحالك، فالبركة تتنزل علينا إذا تمثلنا معاني هذا الدعاء في حقِّ بعضنا؛ ولنحذر من "الحرص الشديد" على المنجَزات، أن تغفلنا، وتدفعنا إلى أن يظلم بعضنا بعضا؛ وليكن يقيننا في الله وحده؛ سبحانه.
نص الدعاء:
اللَّهُمَّ: صَـلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِـهِ، وَتَـوَلَّنِي فِي جيرَانِي وَمَوَالِيَّ، وَالْعَـارِفِينَ بحَقِّنَا، وَالْمُنَـابِذِينَ لأَعْدَائِنَا ؛ بِأَفْضَلِ وَلاَيَتِكَ، وَوَفِّقْهُمْ لإقَامَةِ سُنَّتِكَ، وَالأَخْذِ بِمَحَاسِنِ أَدَبِكَ : فِي إرْفَاقِ ضَعِيفِهِمْ، وَسَدِّ خَلَّتِهِمْ، وَعِيَادَةِ مَرِيضِهِمْ، وَهِـدَايَةِ مُسْتَـرْشِدِهِمْ، وَمُنَاصَحَةِ مُسْتَشِيرِهِمْ، وَتَعَهُّدِ قَـادِمِهِمْ، وَكِتْمَانِ أَسْرَارِهِمْ، وَسَتْرِ عَوْرَاتِهِمْ، وَنُصْرَةِ مَظْلُومِهِمْ، وَحُسْنِ مُوَاسَاتِهِمْ بِالْمَاعُونِ، وَالْعَوْدِ عَلَيْهِمْ بِـالْجِـدَةِ وَالاِفْضَـالِ، وَإعْطَآءِ مَـا يَجِبُ لَهُمْ قَبْلَ السُّؤالِ .
واجْعَلْنِي اللَّهُمََّ أَجْزِي بِالإحْسَانِ مُسِيْئَهُمْ، وَأعْرِضُ بِالتَّجَاوُزِ عَنْ ظَالِمِهِمْ، وَأَسْتَعْمِلْ حُسْنَ الظّنِّ فِي كَافَّتِهِمْ، وَأَتَوَلَّى بِالْبِرِّ عَامَّتَهُمْ، وَأَغُضُّ بَصَرِي عَنْهُمْ عِفَّةً، وَألِينُ جَانِبِيْ لَهُمْ تَوَاضُعاً، وَأَرِقُّ عَلَى أَهْلِ الْبَلاءِ مِنْهُمْ رَحْمَةً، وَأسِرُّ لَهُمْ بِالْغَيْبِ مَوَدَّةً، وَاُحِبُّ بَقَاءَ النِّعْمَةِ عِنْدَهُمْ نُصْحاً، وَاُوجِبُ لَهُمْ مَا اُوجِبُ لِعَامَّتِي، وَأَرْعَى لَهُمْ مَا أَرْعَى لِخَاصَّتِي.
اللَّهُمَّ: صَلِّ عَلَى مُحَمِّد وَآلِهِ، وَارْزُقْنِي مِثْلَ ذَلِكَ مِنْهُمْ، وَاجْعَلْ لِي أَوْفَى الْحُظُوظِ فِيمَا عِنْدَهُمْ، وَزِدْهُمْ بَصِيرَةً فِي حَقِّي، وَمَعْرِفَةً بِفَضْلِي، حَتَّى يَسْعَدُوا بِي، وَأَسْعَدَ بِهِمْ، آمِينَ يا رَبَّ الْعَالَمِينَ.
نص الدعاء:
اللَّهُمَّ: صَـلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِـهِ، وَتَـوَلَّنِي فِي جيرَانِي وَمَوَالِيَّ، وَالْعَـارِفِينَ بحَقِّنَا، وَالْمُنَـابِذِينَ لأَعْدَائِنَا ؛ بِأَفْضَلِ وَلاَيَتِكَ، وَوَفِّقْهُمْ لإقَامَةِ سُنَّتِكَ، وَالأَخْذِ بِمَحَاسِنِ أَدَبِكَ : فِي إرْفَاقِ ضَعِيفِهِمْ، وَسَدِّ خَلَّتِهِمْ، وَعِيَادَةِ مَرِيضِهِمْ، وَهِـدَايَةِ مُسْتَـرْشِدِهِمْ، وَمُنَاصَحَةِ مُسْتَشِيرِهِمْ، وَتَعَهُّدِ قَـادِمِهِمْ، وَكِتْمَانِ أَسْرَارِهِمْ، وَسَتْرِ عَوْرَاتِهِمْ، وَنُصْرَةِ مَظْلُومِهِمْ، وَحُسْنِ مُوَاسَاتِهِمْ بِالْمَاعُونِ، وَالْعَوْدِ عَلَيْهِمْ بِـالْجِـدَةِ وَالاِفْضَـالِ، وَإعْطَآءِ مَـا يَجِبُ لَهُمْ قَبْلَ السُّؤالِ .
واجْعَلْنِي اللَّهُمََّ أَجْزِي بِالإحْسَانِ مُسِيْئَهُمْ، وَأعْرِضُ بِالتَّجَاوُزِ عَنْ ظَالِمِهِمْ، وَأَسْتَعْمِلْ حُسْنَ الظّنِّ فِي كَافَّتِهِمْ، وَأَتَوَلَّى بِالْبِرِّ عَامَّتَهُمْ، وَأَغُضُّ بَصَرِي عَنْهُمْ عِفَّةً، وَألِينُ جَانِبِيْ لَهُمْ تَوَاضُعاً، وَأَرِقُّ عَلَى أَهْلِ الْبَلاءِ مِنْهُمْ رَحْمَةً، وَأسِرُّ لَهُمْ بِالْغَيْبِ مَوَدَّةً، وَاُحِبُّ بَقَاءَ النِّعْمَةِ عِنْدَهُمْ نُصْحاً، وَاُوجِبُ لَهُمْ مَا اُوجِبُ لِعَامَّتِي، وَأَرْعَى لَهُمْ مَا أَرْعَى لِخَاصَّتِي.
اللَّهُمَّ: صَلِّ عَلَى مُحَمِّد وَآلِهِ، وَارْزُقْنِي مِثْلَ ذَلِكَ مِنْهُمْ، وَاجْعَلْ لِي أَوْفَى الْحُظُوظِ فِيمَا عِنْدَهُمْ، وَزِدْهُمْ بَصِيرَةً فِي حَقِّي، وَمَعْرِفَةً بِفَضْلِي، حَتَّى يَسْعَدُوا بِي، وَأَسْعَدَ بِهِمْ، آمِينَ يا رَبَّ الْعَالَمِينَ.
محبكم، الداعي والمستدعي
محمد موسى باباعمي
محمد موسى باباعمي