- إنضم
- 24 ديسمبر 2011
- المشاركات
- 24,973
- نقاط التفاعل
- 28,673
- النقاط
- 976
- محل الإقامة
- فار إلى الله
- الجنس
- ذكر
نسمع دائما عن الاحاديث الاربعين النووية ,قالوا نووية نسبة للامام النووي جامعها و شارحها ..
فمن هو هذا الامام:
الأمام الحافظ محيي الدين أبو زكريا يحيى بن شرف بن مـرِّي بن حسن بن حسين بن محمد بن جمعة بن حزام النووي الشافعي الدمشقي المشهور بالإمام النووي ( المحرم 631 - 676 65259; \ 1255 - 1300 م ), أحد أشهر علماء السنة و له مؤلفات عديدة في الحديث و الفقه ولد في قرية نوى وهي قرية من قُرى حوران بالقرب من دمشق و لذلك سمي بالنووي الدمشقي ، شيخ المذاهب وكبير الفقهاء في زمانه.
مولده و نشأته
ولد النووي في قرية نوى في حوران (درعا) بسوريا من أبوين صالحين ، ولما بلغ العاشرة من عمره بدأ في حفظ القرآن وقراءة الفقه على بعض أهل العلم هناك ، وصادف أن مر بتلك القرية ياسين بن يوسف المراكشي ، فرأى الصبيان يكرهونه على اللعب وهو يهرب منهم ويبكي لإكراهم ويقرأ القرآن فذهب الشيخ إلى والد النووي ونصحه أن يفرغه لطلب العلم ، فاستجاب له. في سنة 649 هـ قدم مع أبيه إلى دمشق لاستكمال طلب العلم في دار الحديث الأشرفية وسكن المدرسة الرواحية وهي ملاصقة للمسجد الأموي من جهة الشرق ، فحفظ المطولات وقرأالمجلدات ، ونبغ في العلم حتى غدا معيداً لدرس شيخه الكمال إسحاق بن أحمد المغربي. حج مع ابيه عام 651هـ ثم رجع إلي دمشق واستكمل حياته في طلب العلم .
حياته العلمية
تميزت حياةُ النووي العلمية بعد وصوله إلى دمشق بثلاثة أمور:[*الأول: الجدّ في طلب العلم والتحصيل في أول نشأته وفي شبابه ، وقد كان جادّاً في القراءة والحفظ ، وقيل أنه حفظ كتاب "التنبيه" في أربعة أشهر ونصف ، وحفظ ربع العبادات من كتاب "المهذب" في باقي السنة، واستطاع في فترة وجيزة أن ينال إعجاب وحبَّ أستاذه أبي إبراهيم إسحاق بن أحمد المغربي ، فجعلَه مُعيد الدرس في حلقته. ثم درَّسَ بدار الحديث الأشرفية، وغيرها.
[*]الثاني: سعَة علمه وثقافته ، وقد جمع إلى جانب الجدّ في الطلب غزارة العلم والثقافة المتعددة ، وقد حدَّثَ تلميذُه علاء الدين بن العطار عن فترة التحصيل والطلب، أنه كان يقرأ كلَ يوم اثني عشر درساً على المشايخ شرحاً وتصحيحاً ، درسين في كتاب الوسيط ، وثالثاً في كتاب المهذب ، ودرساً في الجمع بين الصحيحين ، وخامساً في صحيح مسلم، ودرساً في كتاب اللمع لابن جني في النحو ، ودرساً في كتاب إصلاح المنطق لابن السكّيت في اللغة، ودرساً في الصرف ، ودرساً في أصول الفقه، وتارة في اللمع لأبي إسحاق، وتارة في كتاب المنتخب للفخر الرازي ، ودرساً في أسماء الرجال، ودرساً في أصول الدين، وكان يكتبُ جميعَ ما يتعلق بهذه الدروس من شرح مشكل وإيضاح عبارة وضبط لغة.
[*]الثالث: غزارة إنتاجه، اعتنى بالتأليف وبدأه عام 660 هـ، وكان قد بلغ الثلاثين من عمره، وقد بارك اللّه له في وقته وأعانه، فأذابَ عُصارة فكره في كتب ومؤلفات عظيمة ومدهشة، تلمسُ فيها سهولةُ العبارة، وسطوعَ الدليل، ووضوحَ الأفكار، والإِنصافَ في عرض أراء الفقهاء، وما زالت مؤلفاته حتى الآن تحظى باهتمام كل مسلم، والإنتفاع بها في سائر البلاد.
ويذكر الشيخ الإِسنوي تعليلاً لطيفاً ومعقولاً لغزارة إنتاجه فيقول: "اعلم أن الشيخ محيي الدين رحمه اللّه لمّا تأهل للنظر والتحصيل، رأى في المُسارعة إلى الخير؛ أن جعل ما يحصله ويقف عليه تصنيفاً، ينتفع به الناظر فيه، فجعل تصنيفه تحصيلاً، وتحصيله تصنيفاً، وهو غرض صحيح، وقصد جميل، ولولا ذلك لما تيسر له من التصانيف ما تيسر له".
اخلاقه و صفاته
أجمعَ أصحابُ كتب التراجم أن النووي كان رأساً في الزهد ، وقدوة في الورع ، وعديم النظير في مناصحة الحكام والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ويطيب لنا في هذه العجالة عن حياة النووي أن نتوقف قليلاً مع هذه الصفات المهمة في حياته :
1- الزهد
تفرَّغَ الإِمام النووي من شهوة الطعام واللباس والزواج ، ووجد في لذّة العلم التعويض الكافي عن كل ذلك . والذي يلفت النظر أنه انتقل من بيئة بسيطة إلى دمشق حيث الخيرات والنعيم ، وكان في سن الشباب حيث قوة الغرائز ، ومع ذلك فقد أعرض عن جميع المتع والشهوات وبالغ في التقشف وشظف العيش .
2-الورع
وفي حياته أمثلة كثيرة تدلُّ على ورع شديد ، منها أنه كان لا يأكل من فواكه دمشق ، ولما سُئل عن سبب ذلك قال : " إنها كثيرة الأوقاف ، والأملاك لمن تحت الحجر شرعاً ، ولا يجوز التصرّف في ذلك إلا على وجه الغبطة والمصلحة ، والمعاملة فيها على وجه المساقاة ، وفيها اختلاف بـين العلمـاء . ومـن جوَّزَهـا قـال : بشـرط المـصلحة والغبطة لليتيم والمحجور عليه، والناس لا يفعـلونهـا إلا على جـزء من ألف جزء من الثمرة للمالك، فكيف تطيب نفسي ؟ " . واختار النزول في المدرسة الرواحيّة على غيرها من المدارس لأنها كانت من بناء بعض التجّار . وكان لدار الحديث راتب كبير فما أخذ منه فلساً ، بل كان يجمعُها عند ناظر المدرسة ، وكلما صار له حق سنة اشترى به ملكاً ووقفه على دار الحديث ، أو اشترى كتباً فوقفها على خزانة المدرسة، ولم يأخذ من غيرها شيئاً . وكان لا يقبل من أحد هديةً ولا عطيّةً إلا إذا كانت به حاجة إلى شيء وجاءه ممّن تحقق دينه . وكان لا يقبل إلا من والديه وأقاربه ، فكانت أُمُّه ترسل إليه القميص ونحوه ليلبسه ، وكان أبوه يُرسل إليه ما يأكله ، وكان ينام في غرفته التي سكن فيها يوم نزل دمشق في المدرسة الرواحية ، ولم يكن يبتغي وراء ذلك شيئاً .
وَفَاته
وفي سنة 676 هـ رجع إلى نوى بعد أن ردّ الكتب المستعارة من الأوقاف ، وزار مقبرة شيوخه ، فدعا لهم وبكى ، وزار أصحابه الأحياء وودّعهم، وبعد أن زار والده زار بيت المقدسوالخليل ، وعاد إلى نوى فمرض بها وتوفي في 24 رجب .
ولما بلغ نعيه إلى دمشق ارتجّت هي وما حولها بالبكاء ، وتأسف عليه المسلمون أسفاً شديداً ، وتوجّه قاضي القضاة عزّ الدين محمد بن الصائغ وجماعة من أصحابه إلى نوى للصلاة عليه في قبره ، ورثاه جماعة ، منهم محمد بن أحمد بن عمر الحنفي الإِربلي، وهذه الأبيات من قصيدة بلغت ثلاثة وثلاثين بيتاً:
عزَّ العزاءُ وعمَّ الحادث الجلل .....وخاب بالموت في تعميرك الأمل
واستوحشت بعدما كنت الأنيس لها.....وساءَها فقدك الأسحارُ والأصلُ
وكنت للدين نوراً يُستضاء به ......مسدَّد منك فيه القولُ والعملُ
زهدتَ في هذه الدنيا وزخرفها......عزماً وحزماً ومضروب بك المثل
أعرضت عنها احتقاراً غير محتفل.... وأنت بالسعي في أخراك محتفل
وهكذا انطوت صفحة من صفحات عَلَمٍ من أعلاَم المسلمين، بعد جهاد في طلب العلم، ترك للمسلمين كنوزاً من العلم، لا زال العالم الإسلامي يذكره بخير، ويرجو له من اللَّه الله أن تناله رحماته ورضوانه .
رحم اللّه الإِمام النووي رحمة واسعة، وحشره مع الذين أنعم اللّه عليهم من النبيين والصدّيقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً، وجمعنا به تحت لواءمحمد صلى اللّه عليه وسلم .
فمن هو هذا الامام:
الأمام الحافظ محيي الدين أبو زكريا يحيى بن شرف بن مـرِّي بن حسن بن حسين بن محمد بن جمعة بن حزام النووي الشافعي الدمشقي المشهور بالإمام النووي ( المحرم 631 - 676 65259; \ 1255 - 1300 م ), أحد أشهر علماء السنة و له مؤلفات عديدة في الحديث و الفقه ولد في قرية نوى وهي قرية من قُرى حوران بالقرب من دمشق و لذلك سمي بالنووي الدمشقي ، شيخ المذاهب وكبير الفقهاء في زمانه.
مولده و نشأته
ولد النووي في قرية نوى في حوران (درعا) بسوريا من أبوين صالحين ، ولما بلغ العاشرة من عمره بدأ في حفظ القرآن وقراءة الفقه على بعض أهل العلم هناك ، وصادف أن مر بتلك القرية ياسين بن يوسف المراكشي ، فرأى الصبيان يكرهونه على اللعب وهو يهرب منهم ويبكي لإكراهم ويقرأ القرآن فذهب الشيخ إلى والد النووي ونصحه أن يفرغه لطلب العلم ، فاستجاب له. في سنة 649 هـ قدم مع أبيه إلى دمشق لاستكمال طلب العلم في دار الحديث الأشرفية وسكن المدرسة الرواحية وهي ملاصقة للمسجد الأموي من جهة الشرق ، فحفظ المطولات وقرأالمجلدات ، ونبغ في العلم حتى غدا معيداً لدرس شيخه الكمال إسحاق بن أحمد المغربي. حج مع ابيه عام 651هـ ثم رجع إلي دمشق واستكمل حياته في طلب العلم .
حياته العلمية
تميزت حياةُ النووي العلمية بعد وصوله إلى دمشق بثلاثة أمور:[*الأول: الجدّ في طلب العلم والتحصيل في أول نشأته وفي شبابه ، وقد كان جادّاً في القراءة والحفظ ، وقيل أنه حفظ كتاب "التنبيه" في أربعة أشهر ونصف ، وحفظ ربع العبادات من كتاب "المهذب" في باقي السنة، واستطاع في فترة وجيزة أن ينال إعجاب وحبَّ أستاذه أبي إبراهيم إسحاق بن أحمد المغربي ، فجعلَه مُعيد الدرس في حلقته. ثم درَّسَ بدار الحديث الأشرفية، وغيرها.
[*]الثاني: سعَة علمه وثقافته ، وقد جمع إلى جانب الجدّ في الطلب غزارة العلم والثقافة المتعددة ، وقد حدَّثَ تلميذُه علاء الدين بن العطار عن فترة التحصيل والطلب، أنه كان يقرأ كلَ يوم اثني عشر درساً على المشايخ شرحاً وتصحيحاً ، درسين في كتاب الوسيط ، وثالثاً في كتاب المهذب ، ودرساً في الجمع بين الصحيحين ، وخامساً في صحيح مسلم، ودرساً في كتاب اللمع لابن جني في النحو ، ودرساً في كتاب إصلاح المنطق لابن السكّيت في اللغة، ودرساً في الصرف ، ودرساً في أصول الفقه، وتارة في اللمع لأبي إسحاق، وتارة في كتاب المنتخب للفخر الرازي ، ودرساً في أسماء الرجال، ودرساً في أصول الدين، وكان يكتبُ جميعَ ما يتعلق بهذه الدروس من شرح مشكل وإيضاح عبارة وضبط لغة.
[*]الثالث: غزارة إنتاجه، اعتنى بالتأليف وبدأه عام 660 هـ، وكان قد بلغ الثلاثين من عمره، وقد بارك اللّه له في وقته وأعانه، فأذابَ عُصارة فكره في كتب ومؤلفات عظيمة ومدهشة، تلمسُ فيها سهولةُ العبارة، وسطوعَ الدليل، ووضوحَ الأفكار، والإِنصافَ في عرض أراء الفقهاء، وما زالت مؤلفاته حتى الآن تحظى باهتمام كل مسلم، والإنتفاع بها في سائر البلاد.
ويذكر الشيخ الإِسنوي تعليلاً لطيفاً ومعقولاً لغزارة إنتاجه فيقول: "اعلم أن الشيخ محيي الدين رحمه اللّه لمّا تأهل للنظر والتحصيل، رأى في المُسارعة إلى الخير؛ أن جعل ما يحصله ويقف عليه تصنيفاً، ينتفع به الناظر فيه، فجعل تصنيفه تحصيلاً، وتحصيله تصنيفاً، وهو غرض صحيح، وقصد جميل، ولولا ذلك لما تيسر له من التصانيف ما تيسر له".
اخلاقه و صفاته
أجمعَ أصحابُ كتب التراجم أن النووي كان رأساً في الزهد ، وقدوة في الورع ، وعديم النظير في مناصحة الحكام والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ويطيب لنا في هذه العجالة عن حياة النووي أن نتوقف قليلاً مع هذه الصفات المهمة في حياته :
1- الزهد
تفرَّغَ الإِمام النووي من شهوة الطعام واللباس والزواج ، ووجد في لذّة العلم التعويض الكافي عن كل ذلك . والذي يلفت النظر أنه انتقل من بيئة بسيطة إلى دمشق حيث الخيرات والنعيم ، وكان في سن الشباب حيث قوة الغرائز ، ومع ذلك فقد أعرض عن جميع المتع والشهوات وبالغ في التقشف وشظف العيش .
2-الورع
وفي حياته أمثلة كثيرة تدلُّ على ورع شديد ، منها أنه كان لا يأكل من فواكه دمشق ، ولما سُئل عن سبب ذلك قال : " إنها كثيرة الأوقاف ، والأملاك لمن تحت الحجر شرعاً ، ولا يجوز التصرّف في ذلك إلا على وجه الغبطة والمصلحة ، والمعاملة فيها على وجه المساقاة ، وفيها اختلاف بـين العلمـاء . ومـن جوَّزَهـا قـال : بشـرط المـصلحة والغبطة لليتيم والمحجور عليه، والناس لا يفعـلونهـا إلا على جـزء من ألف جزء من الثمرة للمالك، فكيف تطيب نفسي ؟ " . واختار النزول في المدرسة الرواحيّة على غيرها من المدارس لأنها كانت من بناء بعض التجّار . وكان لدار الحديث راتب كبير فما أخذ منه فلساً ، بل كان يجمعُها عند ناظر المدرسة ، وكلما صار له حق سنة اشترى به ملكاً ووقفه على دار الحديث ، أو اشترى كتباً فوقفها على خزانة المدرسة، ولم يأخذ من غيرها شيئاً . وكان لا يقبل من أحد هديةً ولا عطيّةً إلا إذا كانت به حاجة إلى شيء وجاءه ممّن تحقق دينه . وكان لا يقبل إلا من والديه وأقاربه ، فكانت أُمُّه ترسل إليه القميص ونحوه ليلبسه ، وكان أبوه يُرسل إليه ما يأكله ، وكان ينام في غرفته التي سكن فيها يوم نزل دمشق في المدرسة الرواحية ، ولم يكن يبتغي وراء ذلك شيئاً .
وَفَاته
وفي سنة 676 هـ رجع إلى نوى بعد أن ردّ الكتب المستعارة من الأوقاف ، وزار مقبرة شيوخه ، فدعا لهم وبكى ، وزار أصحابه الأحياء وودّعهم، وبعد أن زار والده زار بيت المقدسوالخليل ، وعاد إلى نوى فمرض بها وتوفي في 24 رجب .
ولما بلغ نعيه إلى دمشق ارتجّت هي وما حولها بالبكاء ، وتأسف عليه المسلمون أسفاً شديداً ، وتوجّه قاضي القضاة عزّ الدين محمد بن الصائغ وجماعة من أصحابه إلى نوى للصلاة عليه في قبره ، ورثاه جماعة ، منهم محمد بن أحمد بن عمر الحنفي الإِربلي، وهذه الأبيات من قصيدة بلغت ثلاثة وثلاثين بيتاً:
عزَّ العزاءُ وعمَّ الحادث الجلل .....وخاب بالموت في تعميرك الأمل
واستوحشت بعدما كنت الأنيس لها.....وساءَها فقدك الأسحارُ والأصلُ
وكنت للدين نوراً يُستضاء به ......مسدَّد منك فيه القولُ والعملُ
زهدتَ في هذه الدنيا وزخرفها......عزماً وحزماً ومضروب بك المثل
أعرضت عنها احتقاراً غير محتفل.... وأنت بالسعي في أخراك محتفل
وهكذا انطوت صفحة من صفحات عَلَمٍ من أعلاَم المسلمين، بعد جهاد في طلب العلم، ترك للمسلمين كنوزاً من العلم، لا زال العالم الإسلامي يذكره بخير، ويرجو له من اللَّه الله أن تناله رحماته ورضوانه .
رحم اللّه الإِمام النووي رحمة واسعة، وحشره مع الذين أنعم اللّه عليهم من النبيين والصدّيقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً، وجمعنا به تحت لواءمحمد صلى اللّه عليه وسلم .