وضع ريال مدريد قدما في الدور قبل النهائي ببطولة كأس ملك أسبانيا لكرة القدم وصالح جماهيره بعد تعادله السلبي المخيب للأمال أمام أوساسونا ، حيث تغلب على ضيفه فالنسيا 2/صفر مساء الثلاثاء في ذهاب دور الثمانية من بطولة الكأس . افتتح النجم الفرنسي كريم بنزيمة التسجيل للريال في الدقيقة 37 ثم أضاف الأرجنتيني جونزالو هيجوين ، الذي شارك مكانه من مقعد البدلاء خلال الشوط الثاني ، الهدف الآخر للريال في الدقيقة 73 . كانت المباراة هي الأولى من ثلاث مباريات متتالية تجمع بين الريال وفالنسيا في بطولتي الدوري والكأس ، حيث يلتقي الفريقان يوم الأحد المقبل في المرحلة العشرين من الدوري الأسباني ثم يلتقيان مجددا على ملعب "المستايا" في إياب دور الثمانية بكأس الملك على أن يتأهل الفائز في مجموع المباراتين إلى الدور قبل النهائي حيث يلتقي الفائز في مواجهة دور الثمانية بين برشلونة ومالاجا . بدأ البرتغالي جوزيه مورينيو المباراة بطريقة 4-2-3-1 ودفع بقوته الضاربة في الهجوم حيث شارك النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو العائد من الإيقاف أمام لوكا مودريتش وكريم بنزيمة وسامي خضيرة ، ولعب خلفهم مسعود أوزيل ومايكل ايسيان وتشابي ألونسو. استمر غياب المدافع سيرخيو راموس عن صفوف الريال بسبب عقوبة الإيقاف خمس مباريات ، التي فرضت عليه بسبب إهانة أحد الحكام ، كما يغيب بيبي بسبب الإصابة. شهدت المباراة مشاركة الظهير الأيسر ضمن التشكيل الأساسي للريال علما بأنه لم يلعب أي مباراة منذ أكتوبر الماضي بسبب إصابة بكسر في القدم. كذلك خاض إرنستو فالفيردي المدير الفني لفالنسيا المباراة بطريقة 4-2-3-1 وافتقد جهود القائد ديفيد ألبيلدا بسبب الإصابة التي تعرض لها خلال المباراة التي انتهت بفوز الفريق على أشبيلية 2/صفر يوم السبت الماضي. واستمر غياب سيرخيو كاناليس وجيريمي ماتيو بسبب الإصابات ، بينما غاب سفيان فيجولي بسبب انضمامه للمنتخب الجزائري الذي يستعد لخوض كأس الأمم الأفريقية 2013 بجنوب أفريقيا. حقق الريال بداية قوية وسريعا ما ظهر التأثير الإيجابي لعودة النجم رونالدو للمشاركة ضمن صفوف الفريق وقدم بنزيمة وخضيرة مستويات أفضل من التي ظهرا بها خلال مباراة أوساسونا ، وتراجع الحماس الهجومي للفريق الملكي لفترة لكنه قدم صحوة بعدها وكاد أن ينهي المباراة بفوز ساحق لولا تألق حارس مرمى فالنسيا الذي أضاع على رونالدو أكثر من هدف محقق. ولم يكن فالنسيا منافسا سهلا حيث قدم عرضا جيدا وكان الأخطر في الجانب الهجومي في بعض الفترات لكن إيكر كاسياس تألق في الدفاع عن مرماه وحافظ على شباكه نظيفة حتى نهاية المباراة. بدأت المباراة بإيقاع لعب سريع وأراد النجم رونالدو أن يعلن عن عودته بقوة بعد خضوعه لعقوبة إيقاف بسبب حصوله على خمسة إنذارات هذا الموسم ، وكاد أن يسجل في الدقيقة الأولى من ضربة حرة لكن جوايتا حارس مرمى فالنسيا تصدى للكرة ببراعة وأخرجها إلى ضربة ركنية لم تستغل. ولاقى رونالدو الدعم الكافي من خلال تمريرات زملائه لكن لوكا مودريتش أضاع على الفريق فرصة ذهبية في الدقيقة الثامنة عندما تلقى عرضية من كريم بنزيمة وكان رونالدو يتمركز في مكان خطير بجواره ، لكن مودريتش فضل التسديد وصوب كرة زاحفة مرت بجوار القائم. استمر التفوق الهجومي للريال وشكل ضغطا متواصلا على منافسه من خلال تحركات مسعود أوزيل وكريم بنزيمة ومودريتش ومهارة رونالدو في التوغل داخل منطقة الجزاء. لكن فالنسيا لم يقبل أن يكتفي بتأمين الجانب الدفاعي وبدأ الإعلان عن نفسه من خلال أكثر من هجمة منظمة ، وهو ما أسفر عن تسديدتين خطيرتين من تينو كوستا وجوناس ، إلى أن إيكر كاسياس تألق في التصدي لهما. بعدها انتقلت الدفة الهجومية شيئا ما إلى فالنسيا الذي أظهر رغبة قوية في هز شباك الفريق الملكي وكاد أن يسجل بتسديدة صاروخية من جوناس في الدقيقة 35 ، لكن الكرة مرت فوق العارضة مباشرة ، كما تصدى كاسياس لكرة في غاية الخطورة بعدها بثوان. وفي الدقيقة 37 أعاد الريال منافسه إلى الواقعية من جديد ، وافتتح التسجيل إثر هجمة رائعة بدأها مايكل ايسيان ومرر الكرة إلى سامي خضيرة الذي وجهها عرضية إلى كريم بنزيمة ليسكنها في الشباك معلنا تقدم الريال 1/صفر.
بعدها انصب تركيز الريال على الحفاظ على تقدمه ولجأ إلى تضييق المساحات لإبعاد الخطورة عن شباكه ، مع انتظار الفرصة من خلال الهجمات المرتدة السريعة مستغلا فارق السرعة والمهارة. وفي بداية الشوط الثاني ، أجرى مورينيو تغييرا وحيدا حيث أشرك فابيو كوينتراو بدلا من مارسيلو. واستعاد الفريقان الحماس الهجومي بشكل واضح وتبادلا إهدار الفرص ، حيث سعى الريال لتعزيز تقدمه بالهدف الثاني بينما تمسك فالنسيا بأمل تعديل النتيجة وعزز الرقابة الدفاعية على النجم رونالدو وكذلك أعاق تحركات بنزيمة وأوزيل بشكل أكبر مما كان عليه الحال في الشوط الأول. وفي الدقيقة 62 أكد مورينيو عدم قناعته بهدف وحيد ودفع بأنخيل دي ماريا بدلا من لوكا مودريتش لتنشيط الجانب الهجومي من جديد. وأتيحت فرصة خطيرة أمام روبرتو سولدادو لاعب فالنسيا في الدقيقة 66 لكن الحكم أوقف اللعب بدعوى وجود تسلل ، في قرار مثير للجدل ، وبعد ثوان استطاع سولدادو اختراق دفاع الريال مجددا وسدد كرة قوية تصدى لها كاسياس لكنه لم يمسك بها لترتد إلى جوناس الذي كان متمركزا أمام المرمى الخالي لكنه أخطأ التصويب وسدد الكرة بجوار القائم. وفي الدقيقة 69 ، دفع مورينيو بورقته الأخيرة وأشرك الأرجنتيني جونزالو هيجوين بدلا من بنزيمة ، لمساندة رونالدو في الهجوم. لم يمر سوى أربع دقائق حتى وضع هيجوين بصمته وأضاف الهدف الثاني الذي عزز موقف مورينيو نظرا لأن البدلاء الثلاثة شاركوا في تسجيله ، حيث مرر دي ماريا طولية إلى كوينتراو الذي توغل داخل منطقة الجزاء ثم أرسل عرضية إلى هيجوين لترتطم الكرة بالحارس جوايتا وزميله جواردادو قبل أن يدفع بها هيجوين إلى داخل الشباك. وأنقذ الحارس جوايتا فريقه من الهدف الثالث في الدقيقة 78 حيث انطلق أوزيل من الناحية اليسرى ومرر عرضية نموذجية إلى رونالدو الذي سددها دون تردد لكن الحارس تصدى لها ، كما تصدى ببراعة لكرة خطيرة أخرى من رونالدو بعدها بأقل من دقيقتين وسددها إثر خطأ فادح من الدفاع. بعدها توالت محاولات رونالدو وكذلك أوزيل لهز الشباك مجددا وحسم المواجهة من جولة الذهاب ، لكن جميع المحاولات تحطمت في منطقة جزاء فالنسيا وانتهت المباراة بفوز الريال 2/صفر.