هل تذكرون بعض العلماء الذين تكفلوا بجمع حديث رسول الله (ص) ؟
الدرس : من عظماء الأمة
أسئلة للدخول إلى الشخصيات المطلوبة
1 / ما هو المذهب المنتشر في الجزائر ؟ المذهب المالكي
من هو الإمام مالك رضي الله عنه؟
الإمام مالك93ه/179ه
هو أبو عبد الله مالك بن انس الأصبحي الحميري إمام دار الهجرة وأحد أعلام الإسلام
نشأته :
ولد مالك بن أنس عام 93 هجري و توفي عام 179 للهجرة
كانت أسرته أسرة علم جده أحد الكتاب الذين نسخوا القرآن في عهد الخليفة عثمان
ووالده انس كان عالما
حفظ القرآن وهو صغير في العاشرة من عمره جلس للفتوى وعمره 25 سنة
برع في الفقه حتى انتهت إليه إمامة الفقه في الحجاز حتى قيل عنه : (لا يفتى ومالك في المدينة)
من مؤلفاته الموطأ
مكث فيه 40 سنة ينقحه ويهذبه وحين أراد الخليفة العباسي تعليقه على الكعبة رفض الإمام مالك ذلك
2/ رسالة في الأقضية
3/ رسالة في القدر
4/ كتاب المجالسات
كتاب في النجوم وحساب مدار الزمان ومنازل القمر 5/
من أشهر اقواله : (العلم يؤتى ولا يأتي ) عبارة قالها لرسول هارون الرشيد حين طلب من مالك المجيء إليه
كل أحد يِخذ من كلامه ويترك إلا المعصوم صلى الله عليه وسلم
إن الصحابة تفرقوا في البلاد وكان كل منهم يحمل علما نقله على الناس . وفي اختلاف العلماء رحمة بالأمة.
وفاته : توفى رضي الله عنه بالمدينة المنورة سنة 179 ه و دفن بالبقيع حيث دفن الصحابة و أمهات المؤمنين رضي الله عنهم
ما هي العوامل التي ساعدت على تنشئة افمام مالك محبا للعلم؟
نشأته في أسرة علم جده صحابي أبوه كان عالما اهتمام أمه به
2 الإمام البخاري194ه/256ه
أمير المؤمنين في الحديث
الإمام البخاري(194-256هـ)هو محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن بردزبه البخاري .. ويروى أن الإمام البخاري قد عميَ في صغره, فرأت أمّه رؤيا جاءها فيها الخليل إبراهيم وقال لها يا هذه قد رد الله على ابنك بصره لكثرة بكائك فأصبحت وقد شفى ابنها.
نشأ يتيما فمتعهدته أمه بالرعاية و التعليم
العوامل المساعدة على نبوغه
واشتهر الإمام البخاري بقوة حفظه
ودقته في الرواية وصبره على جمع الحديث.
كانت بخارى آنذاك مركزًا من مراكز العلم تمتلئ بحلقات المحدِّثين والفقهاء،
واستقبل حياته في وسط أسرة كريمة ذات دين ومال؛ فكان أبوه عالمًا محدِّثًا،
كثرة رحلاته في طلب الحديث
كان يحفظ مائة ألف حديث صحيح و مائتي ألف حديث غير صحيح
نشأ البخاري يتيمًا؛ فقد تُوفِّيَ أبوه مبكرًا، لكن أمة تعهدته بالرعاية والتعليم،و دفعته إلى العلم و حببته فيه ؛ فشب مستقيم النفس، عفَّ اللسان، كريم الخلق، مقبلا على الطاعة، وما كاد يتم حفظ القرآن حتى بدأ يتردد على حلقات
من مؤلفاته الجامع الصحيح المعروف بصحيح البخاري
هو أشهر كتب البخاري، بل هو أشهر كتب الحديث النبوي كافة. بذل فيه صاحبه جهدًا كبيرا, وانتقل في تأليفه وجمعه وترتيبه وتبويبه ستة عشر عاما. ابتدأ البخاري تأليف كتابه في المسجد الحرام والمسجد النبوي، ولم يتعجل إخراجه للناس بعد أن فرغ منه، ولكن عاود النظر فيه مرة بعد أخرى، وتعهده بالمراجعة والتنقيح؛ ولذلك صنفه ثلاث مرات حتى خرج على الصورة التي عليها الآن.
2/:قرة العين برفع اليدين في الصلاة
3/ :الأدب المفرد
4/ :الضعفاء الصغير
5/التاريخ الكبير / الأوسط / الصغير
6/ : خلق أفعال العباد
7/ :القراءة خلف الإمام
من أشهر أقواله:
ما وضعت في كتابي الصحيح حديثا إلا اغتسلت قبل ذلك و صليت ركعتين
توفي البخاري رحمه الله ليلة عيد الفطر سنة 256ه
التطبيق : لم سمي البخاري بأمير المؤمنين في الحديث؟
3/ الإمام مسلم204ه/261ه
اسمه ونسبه:
هو أبو الحسين مسلم بن الحجاج بن مسلم بن ورد بن كوشاذ
القشيري نسبًا النيسابوري بلدًا.
مولده: ولد سنة أربع ومائتين.
طلب العلم صغيرا وتردد على البخاري
بلغ منزلة عظيمة في العلم
العوامل المساعدة على نبوغه :
* ازدهار العلم في مدينته نيسابور
* نشأته في أسرة علم و أدب كان أبوه ممن يتصدرون حلقات العلم
* ميله الشديد لطلب العلم
* رخاؤه المادي مكنه من الرحلات في طلب العلم كونه كان يشتغل بالتجارة
من مؤلفاته
صحيح مسلم و هو المرجع الثاني في الحديث بعد صحيح البخاري
ألفه خلال 15 سنة وفيه 300000 حديث عرضه على علماء عصره وكلما أشار أحد إلى وجود علة بحديث تركه
2/ الكنى والأسماء
3/ طبقات التابعين ورجال عروة بن الزبير
4/ المنفردات والوجدان
أشهر أقواله:
ما وضعت في كتابي شيئا إلا بحجة وما أسقطت منه شيئا إلا بحجة
بلغ من حبه للبخاري وإجلاله لمنزلته أن قال له: "دعني حتى أقبل رجليك يا أستاذ الأستاذين، وسيد المحدثين وطبيب الحديث في علله"
أين يتجلى احترام العلماء لحديث رسول الله (ص)؟
كيف يمكن أن نقتفي آثارهم ؟
كيف ندافع عن الرسول (ص) اليوم
للفــــــــــــــــــائدة
مالك بن أنس
بُشِّر أنس بن مالك بن أبي عامر ذات يوم ببشرى سعيدة، فقد رزقه الله بمولود أسماه (مالكًا) كان ذلك الحدث السعيد سنة ثلاث وتسعين من الهجرة على بقعة من أطهر بقاع الأرض وهي المدينة المنورة، البلد الذي هاجر إليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه، فاستنارت بهم وازدانت.
فتح مالك عينيه على الحياة، فوجد التقدير والمهابة يعم المدينة وأهلها، وكيف لا وقد حوى ترابها جثمان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ودفن فيها، وضمت أرجاؤها حلقات العلم التي تنتشر في كل مكان.
نشأ الطفل في أسرة تشتغل بالعلم، فجده (مالك بن أبي عامر) من كبار التابعين فشجعه ذلك على حفظ القرآن الكريم، فأتم حفظه وأتقن تلاوته، لكنه لم يكتفِ بذلك بل إنه أراد حفظ أحاديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فذهب إلى أمه وقال لها: يا أماه إني أحب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأريد أن أحفظ أحاديثه، فكيف لي بذلك؟! ابتسمت أمه ابتسامة صافية، وضمته إليها، ثم ألبسته ثيابًا جميلة وعممته وقالت له: اذهب إلى (ربيعة الرأي) -وكان فقيهًا كبيرًا- وتعلم من أدبه قبل علمه.
فجلس الطفل الصغير -مالك بن أنس- يستمع إلى شيخه وينهل من علمه، وبعد انتهاء الدرس يسرع بالجلوس تحت ظلال الأشجار ليحفظ ما سمعه من معلمه؛ حتى لا ينساه، وقد رأته أخته ذات مرة وهو على هذه الحال؛ فذهبت إلى أبيها وقصت عليه ما شاهدته، فقال لها: يا بنيتي إنه يحفظ أحاديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وكان مالك بن أنس كغيره من الأطفال الصغار يحب اللعب؛ فشغله ذلك عن الدرس والعلم قليلاً إلى أن حدث له موقف كان له أثر كبير في حياته، فقد سأله أبوه يومًا في مسألة هو وأخوه النضر، فأصاب النضر، وأخطأ مالك في الرد على السؤال؛ فغضب منه والده، فكانت هذه الحادثة سببًا في عزمه على الجد والاجتهاد في العلم، فذهب من فوره إلى (ابن هرمز) وهو عالم كبير، فأخذ يتلقى العلم عليه سبع سنوات، وكان شديد الحرص على الاستفادة منه خلالها.
قال (ابن هرمز) لجاريته في يوم من الأيام: انظري من بالباب، فلم تر إلا (مالكًا) فرجعت إلى الشيخ وقالت له: لا يوجد إلا ذلك الغلام الأشقر (تعني مالكًا) فقال لها: دعيه يدخل فذلك عالم الناس!! وتعلم منه مالك كيف يرد على أصحاب البدع والضلالات، وأراد مالك المزيد، فذهب إلى نافع (مولى عبد الله بن عمر) أحد الرواة العظام الذين رووا عن ابن عمر أحاديث الرسول -صلى الله عليه وسلم- وكان ينتظره في شدة الحر يترقب خروجه من منزله، ثم يصطحبه إلى المسجد، حتى إذا ما انتهى (نافع) من أداء الصلاة ومكث برهة؛ انتهز الصبي الصغير الفرصة وسأله في الحديث والفقه، فنهل من علمه وأخذ عنه ما في رأسه من نور رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ثم لازم مالك بن أنس المحدث الكبير (ابن شهاب الزهري) ليتعلم على يديه، وحرص على ألا يفوته درس من دروس هذا الشيخ، حتى يوم العيد نفسه وهو اليوم الذي يلهو فيه الصبيان ويمرحون، روي عن مالك أنه قال: شهدت العيد، فقلت: هذا يوم يخلو فيه ابن شهاب، فانصرفت من المصلى حتى جلست على بابه، فسمعته يقول لجاريته: انظري من بالباب، فنظرت، فسمعتها تقول: مولاك الأشقر مالك.. قال: أدخليه، فدخلت، فقال: ما أراك انصرفت بعد إلى منزلك؟ قلت: لا، قال: هل أكلت شيئًا ؟ قلت: لا، قال: اطعم، قلت: لا حاجة لي فيه، قال: فما تريد؟ قلت: تحدثني.. قال لي: هات، فأخرجت ألواحي، فحدثني بأربعين حديثًا فقلت: زدني، قال: حسبك، إن كنت رويت هذه الأحاديث (أي يكفيك هذه الأحاديث إن كنت حفظتها) فأنت من الحفاظ، قلت: قد رويتها، فجذب الألواح من يدي، ثم قال حدث، فحدثته بها، فردها إليَّ.. أي الألواح.
ولم يكن بالمدينة عالم من بعد التابعين يشبه مالكًا في العلم والفقه، والحفظ، والعزة ولم يجلس للفتوى حتى شهد له سبعون من جلة العلماء أنه أهل لذلك، يقول الإمام مالك: (ما أجبت في الفتوى حتى سألت من هو أعلم مني: هل تراني موضعًا لذلك؟ سألت ربيعة، وسألت يحيى بن سعيد، فأمراني بذلك، فقال له رجل: فلو أنهم نهوك؟ قال مالك: كنت أنتهي، لا ينبغي للرجل أن يبذل نفسه حتى يسأل من هو أعلم منه).
اشتهر الإمام مالك بكتابه (الموطأ) وهو كتاب حديث وفقه معًا، جمع فيه ما قوي عنده من حديث أهل الحجاز وأضاف إليه أقوال الصحابة وفتاوى التابعين، ثم رتبه على أبواب الفقه كالطهارة والصلاة والزكاة، وقد عمل في هذا الكتاب نحو أربعين عامًا، وقد تلقاه الناس بالقبول، وسمى مالك كتابه بهذا الاسم لأنه مهد به للناس ما اشتمل عليه من الحديث والفقه، أو لأن العلماء المعاصرين له بالمدينة واطئوه ووافقوه عليه، وقد طُبِعَ الكتاب كثيرًا في مصر والهند.
والإمام مالك هو مؤسس المذهب المالكي الذي انتشر في المغرب العربي وبلاد الأندلس وصعيد مصر، فهذا هو مالك بن أنس شيخ الأئمة، وإمام دار الهجرة، مات بالمدينة سنة 179هـ وهو ابن تسعين سنة
البخاري
محمد بن إسماعيل البخاري
الإمام البخاري(194-256هـ/810-869م)هو محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن بردزبه البخاري . ولد في يوم الجمعة الرابع من شوال سنة أربع وتسعين و مئة للهجرة. ويروى أن الإمام البخارى قد عميَ في صغره, فرأت أمّه رؤيا جائها فيها الخليل إبراهيم وقال لها يا هذه قد رد الله على ابنك بصره لكثرة بكائك فأصبحت وقد شفى ابنها. واشتهر الإمام البخارى بقوة حفظه ودقته في الرواية وصبره على جمع الحديث. كانت بخارى آنذاك مركزًا من مراكز العلم تمتلئ بحلقات المحدِّثين والفقهاء، واستقبل حياته في وسط أسرة كريمة ذات دين ومال؛ فكان أبوه عالمًا محدِّثًا، عُرِف بين الناس بحسن الخلق وسعة العلم، وكانت أمه امرأة صالحة، لا تقل ورعًا وصلاحًا عن أبيه. والبخاري ليس من أرومة عربية، بل كان تركي الأصل (أو فارسي الأصل). وأول من أسلم من أجداده هو "المغيرة بن برد زبة"، وكان إسلامه على يد "اليمان الجعفي" والي بخارى؛ فنُسب إلى قبيلته، وانتمى إليها بالولاء، وأصبح "الجعفي" نسبًا له ولأسرته من بعده.
نشأ البخاري يتيمًا؛ فقد تُوفِّيَ أبوه مبكرًا، لكن أمة تعهدتة بالرعاية والتعليم،و دفعته إلى العلم و حببتة فيه ؛ فشب مستقيم النفس، عفَّ اللسان، كريم الخلق، مقبلا على الطاعة، وما كاد يتم حفظ القرآن حتى بدأ يتردد على حلقات المحدثين. وفي هذه السنِّ المبكرة مالت نفسه إلى الحديث، ووجد حلاوته في قلبه؛ فأقبل عليه محبًا، حتى إنه ليقول عن هذه الفترة: "ألهمت حفظ الحديث وأنا في المكتب (الكُتّاب)، ولي عشر سنوات أو أقل". كانت حافظته قوية، وذاكرته لاقطة لا تُضيّع شيئًا مما يُسمع أو يُقرأ، وما كاد يبلغ السادسة عشرة من عمره حتى حفظ كتب ابن المبارك، ووكيع، وغيرها من كتب الأئمة المحدثين.
قوة حفظ محمد بن إسماعيل البخاري
قوة حفظه: قدم محمد بن إسماعيل البخاري بغداد فسمع به أصحاب الحديث فاجتمعوا وأرادوا امتحان حفظه. فعمدوا إلى مائة حديث فقلبوا متونها وأسانيدها وجعلوا متن هذا الإسناد لإسناد آخر وإسناد هذا المتن لمتن آخر ودفعوها إلى عشرة أنفس لكل رجل عشرة أحاديث وأمروهم إذا حضروا المجلس أن يلقوا ذلك على البخاري. وأخذوا عليه الموعد للمجلس فحضروا وحضر جماعة من الغرباء من أهل خراسان وغيرهم ومن البغداديين. فلما اطمأن المجلس بأهله انتدب رجل من العشرة فسأله عن حديث من تلك الأحاديث فقال البخاري لا أعرفه فما زال يلقى عليه واحدا بعد واحد حتى فرغ البخاري يقول لا أعرفه. وكان العلماء ممن حضر المجلس يلتفت بعضهم إلى بعض ويقولون فهم الرجل، ومن كان لم يدر بالقصة يقضي على البخاري بالعجز والتقصير وقلة الحفظ ثم انتدب رجل من العشرة أيضا فسأله عن حديث من تلك الأحاديث المقلوبة فقال لا أعرفه فسأله عن آخر فقال لا أعرفه فلم يزل يلقي عليه واحدا واحدا حتى فرغ من عشرته والبخاري يقول لا أعرفه ثم انتدب الثالث والرابع إلى تمام العشرة حتى فرغوا كلهم من إلقاء تلك الأحاديث المقلوبة والبخاري لا يزيدهم على: لا أعرفه. فلما علم أنهم قد فرغوا إلتفت إلى الأول فقال أما حديثك الأول فقلت كذا وصوابه كذا وحديثك الثاني كذا وصوابه كذا والثالث والرابع على الولاء حتى أتى على تمام العشرة فرد كل متن إلى إسناده وكل إسناد إلى متنه وفعل بالآخرين مثل ذلك فأقر الناس له بالحفظ وأذعنوا له بالفضل. قلت هنا يخضع للبخاري فما العجب من رده الخطأ إلى الصواب فإنه كان حافظا بل العجب من حفظه للخطأ على ترتيب ما ألقوه عليه من مرة واحدة. أنظر المقال الرئيسي صحيح البخاري هو أشهر كتب البخاري، بل هو أشهر كتب الحديث النبوي كافة. بذل فيه صاحبه جهدًا كبيرا, وانتقل في تأليفه وجمعه وترتيبه وتبويبه ستة عشر عاما. ابتدأ البخاري تأليف كتابه في المسجد الحرام والمسجد النبوي، ولم يتعجل إخراجه للناس بعد أن فرغ منه، ولكن عاود النظر فيه مرة بعد أخرى، وتعهده بالمراجعة والتنقيح؛ ولذلك صنفه ثلاث مرات حتى خرج على الصورة التي عليها الآن.
وشرطه في "صحيحه" هذا أعز من شرط كل كتاب صنف في "الصحيح"، لا يوازيه فيه غيره، لا "صحيح مسلم" ولا غيره. وما أحسن ما قال بعض الفصحاء من الشعراء:
صحــيح البخــاري لـو أنصفـــــوه ـــــــــــ ما خــط إلا بمــاء الــذهــــــــب
هــو الفـرق بيـن الهـدى والعمـى ــــــــــ هــو السـد بيـن الفتـى والعطـب
أســانيد مثــل نجــوم السـمــــــاء ــــــــــــ أمــام متــون كمثـــــل الشــهب
بهــا قـام مـيزان ديـن الرســــول ـــــــــــــ ودان بــه العجــم بعــد العـــرب
فيــا عالمــا أجــمع العـالمـــــون ــــــــــــــ عــلى فضـل رتبتـه فـي الــرتب
] صحيح البخاري
هو أشهر كتب البخاري، بل هو أشهر كتب الحديث النبوي كافة. بذل فيه صاحبه جهدًا كبيرا, وانتقل في تأليفه وجمعه وترتيبه وتبويبه ستة عشر عاما. ابتدأ البخاري تأليف كتابه في المسجد الحرام والمسجد النبوي، ولم يتعجل إخراجه للناس بعد أن فرغ منه، ولكن عاود النظر فيه مرة بعد أخرى، وتعهده بالمراجعة والتنقيح؛ ولذلك صنفه ثلاث مرات حتى خرج على الصورة التي عليها الآن.
وشرطه في "صحيحه" هذا أعز من شرط كل كتاب صنف في "الصحيح"، لا يوازيه فيه غيره، لا "صحيح مسلم" ولا غيره. وما أحسن ما قال بعض الفصحاء من الشعراء:
صحــيح البخــاري لـو أنصفـــــوه ـــــــــــ ما خــط إلا بمــاء الــذهــــــــب
هــو الفـرق بيـن الهـدى والعمـى ــــــــــ هــو السـد بيـن الفتـى والعطـب
أســانيد مثــل نجــوم السـمــــــاء ــــــــــــ أمــام متــون كمثـــــل الشــهب
بهــا قـام مـيزان ديـن الرســــول ـــــــــــــ ودان بــه العجــم بعــد العـــرب
فيــا عالمــا أجــمع العـالمـــــون ــــــــــــــ عــلى فضـل رتبتـه فـي الــرتب
مسلم بن الحجاج
المولد والنشأة
ولد في نيسابور تلك المدينة العريقة التي اشتهرت بازدهار علم الحديث والرواية فيها ولد مسلم بن الحجاج سنة 206 هـ = 821م على أرجح أقوال المؤرخين، ونشأ في أسرة كريمة، وتأدب في بيت علم وفضل، فكان أبوه فيمن يتصدرون حلقات العلم، ولذا عني بتربية ولده وتعليمه، فنشأ شغوفًا بالعلم مجدًا في طلبه محبا للحديث النبوي، فسمع وهو في الثامنة من عمره من مشايخ نيسابور، وكان الإمام يحيى بن بكير التميمي أول شيخ يجلس إليه ويسمع منه، وكانت جلسة مباركة أورثت في قلب الصغير النابه حب الحديث فلم ينفك يطلبه، ويضرب في الأرض ليحظى بسماعه وروايته عن أئمته الأعلام.
وتذكر كتب التراجم والسير أن الإمام مسلم كان يعمل بالتجارة، وكانت له أملاك وضياع مكنته من التفرغ للعلم، والقيام بالرحلات الواسعة إلى الأئمة الأعلام الذين ينتشرون في بقاع كثيرة من العالم الإسلامي.
رحلاته العلمية وشيوخه
ابتدأ الإمام مسلم رحلاته في طلب العلم، وكان ذلك سنة متبعة بين طلبة العلم، إلى الحجاز، ولم يتجاوز سنه الرابعة عشرة لأداء فريضة الحج، وملاقاة أئمة الحديث والشيوخ الكبار، فسمع في الحجاز من إسماعيل بن أويس، وسعيد بن منصور، ثم تعددت رحلاته إلى دمشق والكوفة وبغداد والري، ومصر، والشام وغيرها ولقي خلال هذه الرحلات عددًا كبيرًا من كبار الحفاظ والمحدثين، تجاوز المائة، كان من بينهم الإمام البخاري أمير المؤمنين في الحديث وصاحب صحيح البخاري، وقد لازمه واتصل به وبلغ من حبه له وإجلاله لمنزلته أن قال له: "دعني حتى أقبل رجليك يا أستاذ الأستاذين، وسيد المحدثين وطبيب الحديث في علله".
وكان من شيوخه محمد بن يحيى الذهلي إمام أهل الحديث بخراسان، والحافظ الدارمي أحد الأئمة الحفاظ وصاحب مسند الدارمي، وعبد الله بن مسلمة المعروف بالقعنبي، وأبو زرعة الرازي محدث الري المعروف.
] مؤلفاته
• الكنى والأسماء
• طبقات التابعين ورجال عروة بن الزبير
• المنفردات والوجدان
[وله كتب مفقودة، منها :
• أولاد الصحابة
• الإخوة والأخوات
• الأقران،
• أوهام المحدثين
• ذكر أولاد الحسين
• مشايخ مالك
• مشايخ الثوري
• ومشايخ شعبة
وفاته
ظل الإمام مسلم بن الحجاج بنيسابور يقوم بعقد حلقات العلم التي يؤمها طلابه والمحبون لسماع أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، ومن أشهر تلاميذه الذين رحلوا إليه أبو عيسى الترمذي، ويحيى بن صاعد، وابن خزيمة وأبو بكر محمد بن النضر الجارودي وغيرهم، كما شغل وقته بالتأليف والتصنيف حتى إن الليلة التي توفي فيها كان مشغولا بتحقيق مسألة علمية عرضت له في مجلس مذاكرة، فنهض لبحثها وقضى ليله في البحث، لكنه لقي ربه قبل أن ينبلج الصباح في 25 من رجب 261 هـ = 6 من مايو 875م، وهو في الخامسة والخمسين من عمره، ودفن يوم الإثنين في مقبرته بنصر آباد في بنيسابور
الدرس : من عظماء الأمة
أسئلة للدخول إلى الشخصيات المطلوبة
1 / ما هو المذهب المنتشر في الجزائر ؟ المذهب المالكي
من هو الإمام مالك رضي الله عنه؟
الإمام مالك93ه/179ه
هو أبو عبد الله مالك بن انس الأصبحي الحميري إمام دار الهجرة وأحد أعلام الإسلام
نشأته :
ولد مالك بن أنس عام 93 هجري و توفي عام 179 للهجرة
كانت أسرته أسرة علم جده أحد الكتاب الذين نسخوا القرآن في عهد الخليفة عثمان
ووالده انس كان عالما
حفظ القرآن وهو صغير في العاشرة من عمره جلس للفتوى وعمره 25 سنة
برع في الفقه حتى انتهت إليه إمامة الفقه في الحجاز حتى قيل عنه : (لا يفتى ومالك في المدينة)
من مؤلفاته الموطأ
مكث فيه 40 سنة ينقحه ويهذبه وحين أراد الخليفة العباسي تعليقه على الكعبة رفض الإمام مالك ذلك
2/ رسالة في الأقضية
3/ رسالة في القدر
4/ كتاب المجالسات
كتاب في النجوم وحساب مدار الزمان ومنازل القمر 5/
من أشهر اقواله : (العلم يؤتى ولا يأتي ) عبارة قالها لرسول هارون الرشيد حين طلب من مالك المجيء إليه
كل أحد يِخذ من كلامه ويترك إلا المعصوم صلى الله عليه وسلم
إن الصحابة تفرقوا في البلاد وكان كل منهم يحمل علما نقله على الناس . وفي اختلاف العلماء رحمة بالأمة.
وفاته : توفى رضي الله عنه بالمدينة المنورة سنة 179 ه و دفن بالبقيع حيث دفن الصحابة و أمهات المؤمنين رضي الله عنهم
ما هي العوامل التي ساعدت على تنشئة افمام مالك محبا للعلم؟
نشأته في أسرة علم جده صحابي أبوه كان عالما اهتمام أمه به
2 الإمام البخاري194ه/256ه
أمير المؤمنين في الحديث
الإمام البخاري(194-256هـ)هو محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن بردزبه البخاري .. ويروى أن الإمام البخاري قد عميَ في صغره, فرأت أمّه رؤيا جاءها فيها الخليل إبراهيم وقال لها يا هذه قد رد الله على ابنك بصره لكثرة بكائك فأصبحت وقد شفى ابنها.
نشأ يتيما فمتعهدته أمه بالرعاية و التعليم
العوامل المساعدة على نبوغه
واشتهر الإمام البخاري بقوة حفظه
ودقته في الرواية وصبره على جمع الحديث.
كانت بخارى آنذاك مركزًا من مراكز العلم تمتلئ بحلقات المحدِّثين والفقهاء،
واستقبل حياته في وسط أسرة كريمة ذات دين ومال؛ فكان أبوه عالمًا محدِّثًا،
كثرة رحلاته في طلب الحديث
كان يحفظ مائة ألف حديث صحيح و مائتي ألف حديث غير صحيح
نشأ البخاري يتيمًا؛ فقد تُوفِّيَ أبوه مبكرًا، لكن أمة تعهدته بالرعاية والتعليم،و دفعته إلى العلم و حببته فيه ؛ فشب مستقيم النفس، عفَّ اللسان، كريم الخلق، مقبلا على الطاعة، وما كاد يتم حفظ القرآن حتى بدأ يتردد على حلقات
من مؤلفاته الجامع الصحيح المعروف بصحيح البخاري
هو أشهر كتب البخاري، بل هو أشهر كتب الحديث النبوي كافة. بذل فيه صاحبه جهدًا كبيرا, وانتقل في تأليفه وجمعه وترتيبه وتبويبه ستة عشر عاما. ابتدأ البخاري تأليف كتابه في المسجد الحرام والمسجد النبوي، ولم يتعجل إخراجه للناس بعد أن فرغ منه، ولكن عاود النظر فيه مرة بعد أخرى، وتعهده بالمراجعة والتنقيح؛ ولذلك صنفه ثلاث مرات حتى خرج على الصورة التي عليها الآن.
2/:قرة العين برفع اليدين في الصلاة
3/ :الأدب المفرد
4/ :الضعفاء الصغير
5/التاريخ الكبير / الأوسط / الصغير
6/ : خلق أفعال العباد
7/ :القراءة خلف الإمام
من أشهر أقواله:
ما وضعت في كتابي الصحيح حديثا إلا اغتسلت قبل ذلك و صليت ركعتين
توفي البخاري رحمه الله ليلة عيد الفطر سنة 256ه
التطبيق : لم سمي البخاري بأمير المؤمنين في الحديث؟
3/ الإمام مسلم204ه/261ه
اسمه ونسبه:
هو أبو الحسين مسلم بن الحجاج بن مسلم بن ورد بن كوشاذ
القشيري نسبًا النيسابوري بلدًا.
مولده: ولد سنة أربع ومائتين.
طلب العلم صغيرا وتردد على البخاري
بلغ منزلة عظيمة في العلم
العوامل المساعدة على نبوغه :
* ازدهار العلم في مدينته نيسابور
* نشأته في أسرة علم و أدب كان أبوه ممن يتصدرون حلقات العلم
* ميله الشديد لطلب العلم
* رخاؤه المادي مكنه من الرحلات في طلب العلم كونه كان يشتغل بالتجارة
من مؤلفاته
صحيح مسلم و هو المرجع الثاني في الحديث بعد صحيح البخاري
ألفه خلال 15 سنة وفيه 300000 حديث عرضه على علماء عصره وكلما أشار أحد إلى وجود علة بحديث تركه
2/ الكنى والأسماء
3/ طبقات التابعين ورجال عروة بن الزبير
4/ المنفردات والوجدان
أشهر أقواله:
ما وضعت في كتابي شيئا إلا بحجة وما أسقطت منه شيئا إلا بحجة
بلغ من حبه للبخاري وإجلاله لمنزلته أن قال له: "دعني حتى أقبل رجليك يا أستاذ الأستاذين، وسيد المحدثين وطبيب الحديث في علله"
أين يتجلى احترام العلماء لحديث رسول الله (ص)؟
كيف يمكن أن نقتفي آثارهم ؟
كيف ندافع عن الرسول (ص) اليوم
للفــــــــــــــــــائدة
مالك بن أنس
بُشِّر أنس بن مالك بن أبي عامر ذات يوم ببشرى سعيدة، فقد رزقه الله بمولود أسماه (مالكًا) كان ذلك الحدث السعيد سنة ثلاث وتسعين من الهجرة على بقعة من أطهر بقاع الأرض وهي المدينة المنورة، البلد الذي هاجر إليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه، فاستنارت بهم وازدانت.
فتح مالك عينيه على الحياة، فوجد التقدير والمهابة يعم المدينة وأهلها، وكيف لا وقد حوى ترابها جثمان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ودفن فيها، وضمت أرجاؤها حلقات العلم التي تنتشر في كل مكان.
نشأ الطفل في أسرة تشتغل بالعلم، فجده (مالك بن أبي عامر) من كبار التابعين فشجعه ذلك على حفظ القرآن الكريم، فأتم حفظه وأتقن تلاوته، لكنه لم يكتفِ بذلك بل إنه أراد حفظ أحاديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فذهب إلى أمه وقال لها: يا أماه إني أحب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأريد أن أحفظ أحاديثه، فكيف لي بذلك؟! ابتسمت أمه ابتسامة صافية، وضمته إليها، ثم ألبسته ثيابًا جميلة وعممته وقالت له: اذهب إلى (ربيعة الرأي) -وكان فقيهًا كبيرًا- وتعلم من أدبه قبل علمه.
فجلس الطفل الصغير -مالك بن أنس- يستمع إلى شيخه وينهل من علمه، وبعد انتهاء الدرس يسرع بالجلوس تحت ظلال الأشجار ليحفظ ما سمعه من معلمه؛ حتى لا ينساه، وقد رأته أخته ذات مرة وهو على هذه الحال؛ فذهبت إلى أبيها وقصت عليه ما شاهدته، فقال لها: يا بنيتي إنه يحفظ أحاديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وكان مالك بن أنس كغيره من الأطفال الصغار يحب اللعب؛ فشغله ذلك عن الدرس والعلم قليلاً إلى أن حدث له موقف كان له أثر كبير في حياته، فقد سأله أبوه يومًا في مسألة هو وأخوه النضر، فأصاب النضر، وأخطأ مالك في الرد على السؤال؛ فغضب منه والده، فكانت هذه الحادثة سببًا في عزمه على الجد والاجتهاد في العلم، فذهب من فوره إلى (ابن هرمز) وهو عالم كبير، فأخذ يتلقى العلم عليه سبع سنوات، وكان شديد الحرص على الاستفادة منه خلالها.
قال (ابن هرمز) لجاريته في يوم من الأيام: انظري من بالباب، فلم تر إلا (مالكًا) فرجعت إلى الشيخ وقالت له: لا يوجد إلا ذلك الغلام الأشقر (تعني مالكًا) فقال لها: دعيه يدخل فذلك عالم الناس!! وتعلم منه مالك كيف يرد على أصحاب البدع والضلالات، وأراد مالك المزيد، فذهب إلى نافع (مولى عبد الله بن عمر) أحد الرواة العظام الذين رووا عن ابن عمر أحاديث الرسول -صلى الله عليه وسلم- وكان ينتظره في شدة الحر يترقب خروجه من منزله، ثم يصطحبه إلى المسجد، حتى إذا ما انتهى (نافع) من أداء الصلاة ومكث برهة؛ انتهز الصبي الصغير الفرصة وسأله في الحديث والفقه، فنهل من علمه وأخذ عنه ما في رأسه من نور رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ثم لازم مالك بن أنس المحدث الكبير (ابن شهاب الزهري) ليتعلم على يديه، وحرص على ألا يفوته درس من دروس هذا الشيخ، حتى يوم العيد نفسه وهو اليوم الذي يلهو فيه الصبيان ويمرحون، روي عن مالك أنه قال: شهدت العيد، فقلت: هذا يوم يخلو فيه ابن شهاب، فانصرفت من المصلى حتى جلست على بابه، فسمعته يقول لجاريته: انظري من بالباب، فنظرت، فسمعتها تقول: مولاك الأشقر مالك.. قال: أدخليه، فدخلت، فقال: ما أراك انصرفت بعد إلى منزلك؟ قلت: لا، قال: هل أكلت شيئًا ؟ قلت: لا، قال: اطعم، قلت: لا حاجة لي فيه، قال: فما تريد؟ قلت: تحدثني.. قال لي: هات، فأخرجت ألواحي، فحدثني بأربعين حديثًا فقلت: زدني، قال: حسبك، إن كنت رويت هذه الأحاديث (أي يكفيك هذه الأحاديث إن كنت حفظتها) فأنت من الحفاظ، قلت: قد رويتها، فجذب الألواح من يدي، ثم قال حدث، فحدثته بها، فردها إليَّ.. أي الألواح.
ولم يكن بالمدينة عالم من بعد التابعين يشبه مالكًا في العلم والفقه، والحفظ، والعزة ولم يجلس للفتوى حتى شهد له سبعون من جلة العلماء أنه أهل لذلك، يقول الإمام مالك: (ما أجبت في الفتوى حتى سألت من هو أعلم مني: هل تراني موضعًا لذلك؟ سألت ربيعة، وسألت يحيى بن سعيد، فأمراني بذلك، فقال له رجل: فلو أنهم نهوك؟ قال مالك: كنت أنتهي، لا ينبغي للرجل أن يبذل نفسه حتى يسأل من هو أعلم منه).
اشتهر الإمام مالك بكتابه (الموطأ) وهو كتاب حديث وفقه معًا، جمع فيه ما قوي عنده من حديث أهل الحجاز وأضاف إليه أقوال الصحابة وفتاوى التابعين، ثم رتبه على أبواب الفقه كالطهارة والصلاة والزكاة، وقد عمل في هذا الكتاب نحو أربعين عامًا، وقد تلقاه الناس بالقبول، وسمى مالك كتابه بهذا الاسم لأنه مهد به للناس ما اشتمل عليه من الحديث والفقه، أو لأن العلماء المعاصرين له بالمدينة واطئوه ووافقوه عليه، وقد طُبِعَ الكتاب كثيرًا في مصر والهند.
والإمام مالك هو مؤسس المذهب المالكي الذي انتشر في المغرب العربي وبلاد الأندلس وصعيد مصر، فهذا هو مالك بن أنس شيخ الأئمة، وإمام دار الهجرة، مات بالمدينة سنة 179هـ وهو ابن تسعين سنة
البخاري
محمد بن إسماعيل البخاري
الإمام البخاري(194-256هـ/810-869م)هو محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن بردزبه البخاري . ولد في يوم الجمعة الرابع من شوال سنة أربع وتسعين و مئة للهجرة. ويروى أن الإمام البخارى قد عميَ في صغره, فرأت أمّه رؤيا جائها فيها الخليل إبراهيم وقال لها يا هذه قد رد الله على ابنك بصره لكثرة بكائك فأصبحت وقد شفى ابنها. واشتهر الإمام البخارى بقوة حفظه ودقته في الرواية وصبره على جمع الحديث. كانت بخارى آنذاك مركزًا من مراكز العلم تمتلئ بحلقات المحدِّثين والفقهاء، واستقبل حياته في وسط أسرة كريمة ذات دين ومال؛ فكان أبوه عالمًا محدِّثًا، عُرِف بين الناس بحسن الخلق وسعة العلم، وكانت أمه امرأة صالحة، لا تقل ورعًا وصلاحًا عن أبيه. والبخاري ليس من أرومة عربية، بل كان تركي الأصل (أو فارسي الأصل). وأول من أسلم من أجداده هو "المغيرة بن برد زبة"، وكان إسلامه على يد "اليمان الجعفي" والي بخارى؛ فنُسب إلى قبيلته، وانتمى إليها بالولاء، وأصبح "الجعفي" نسبًا له ولأسرته من بعده.
نشأ البخاري يتيمًا؛ فقد تُوفِّيَ أبوه مبكرًا، لكن أمة تعهدتة بالرعاية والتعليم،و دفعته إلى العلم و حببتة فيه ؛ فشب مستقيم النفس، عفَّ اللسان، كريم الخلق، مقبلا على الطاعة، وما كاد يتم حفظ القرآن حتى بدأ يتردد على حلقات المحدثين. وفي هذه السنِّ المبكرة مالت نفسه إلى الحديث، ووجد حلاوته في قلبه؛ فأقبل عليه محبًا، حتى إنه ليقول عن هذه الفترة: "ألهمت حفظ الحديث وأنا في المكتب (الكُتّاب)، ولي عشر سنوات أو أقل". كانت حافظته قوية، وذاكرته لاقطة لا تُضيّع شيئًا مما يُسمع أو يُقرأ، وما كاد يبلغ السادسة عشرة من عمره حتى حفظ كتب ابن المبارك، ووكيع، وغيرها من كتب الأئمة المحدثين.
قوة حفظ محمد بن إسماعيل البخاري
قوة حفظه: قدم محمد بن إسماعيل البخاري بغداد فسمع به أصحاب الحديث فاجتمعوا وأرادوا امتحان حفظه. فعمدوا إلى مائة حديث فقلبوا متونها وأسانيدها وجعلوا متن هذا الإسناد لإسناد آخر وإسناد هذا المتن لمتن آخر ودفعوها إلى عشرة أنفس لكل رجل عشرة أحاديث وأمروهم إذا حضروا المجلس أن يلقوا ذلك على البخاري. وأخذوا عليه الموعد للمجلس فحضروا وحضر جماعة من الغرباء من أهل خراسان وغيرهم ومن البغداديين. فلما اطمأن المجلس بأهله انتدب رجل من العشرة فسأله عن حديث من تلك الأحاديث فقال البخاري لا أعرفه فما زال يلقى عليه واحدا بعد واحد حتى فرغ البخاري يقول لا أعرفه. وكان العلماء ممن حضر المجلس يلتفت بعضهم إلى بعض ويقولون فهم الرجل، ومن كان لم يدر بالقصة يقضي على البخاري بالعجز والتقصير وقلة الحفظ ثم انتدب رجل من العشرة أيضا فسأله عن حديث من تلك الأحاديث المقلوبة فقال لا أعرفه فسأله عن آخر فقال لا أعرفه فلم يزل يلقي عليه واحدا واحدا حتى فرغ من عشرته والبخاري يقول لا أعرفه ثم انتدب الثالث والرابع إلى تمام العشرة حتى فرغوا كلهم من إلقاء تلك الأحاديث المقلوبة والبخاري لا يزيدهم على: لا أعرفه. فلما علم أنهم قد فرغوا إلتفت إلى الأول فقال أما حديثك الأول فقلت كذا وصوابه كذا وحديثك الثاني كذا وصوابه كذا والثالث والرابع على الولاء حتى أتى على تمام العشرة فرد كل متن إلى إسناده وكل إسناد إلى متنه وفعل بالآخرين مثل ذلك فأقر الناس له بالحفظ وأذعنوا له بالفضل. قلت هنا يخضع للبخاري فما العجب من رده الخطأ إلى الصواب فإنه كان حافظا بل العجب من حفظه للخطأ على ترتيب ما ألقوه عليه من مرة واحدة. أنظر المقال الرئيسي صحيح البخاري هو أشهر كتب البخاري، بل هو أشهر كتب الحديث النبوي كافة. بذل فيه صاحبه جهدًا كبيرا, وانتقل في تأليفه وجمعه وترتيبه وتبويبه ستة عشر عاما. ابتدأ البخاري تأليف كتابه في المسجد الحرام والمسجد النبوي، ولم يتعجل إخراجه للناس بعد أن فرغ منه، ولكن عاود النظر فيه مرة بعد أخرى، وتعهده بالمراجعة والتنقيح؛ ولذلك صنفه ثلاث مرات حتى خرج على الصورة التي عليها الآن.
وشرطه في "صحيحه" هذا أعز من شرط كل كتاب صنف في "الصحيح"، لا يوازيه فيه غيره، لا "صحيح مسلم" ولا غيره. وما أحسن ما قال بعض الفصحاء من الشعراء:
صحــيح البخــاري لـو أنصفـــــوه ـــــــــــ ما خــط إلا بمــاء الــذهــــــــب
هــو الفـرق بيـن الهـدى والعمـى ــــــــــ هــو السـد بيـن الفتـى والعطـب
أســانيد مثــل نجــوم السـمــــــاء ــــــــــــ أمــام متــون كمثـــــل الشــهب
بهــا قـام مـيزان ديـن الرســــول ـــــــــــــ ودان بــه العجــم بعــد العـــرب
فيــا عالمــا أجــمع العـالمـــــون ــــــــــــــ عــلى فضـل رتبتـه فـي الــرتب
] صحيح البخاري
هو أشهر كتب البخاري، بل هو أشهر كتب الحديث النبوي كافة. بذل فيه صاحبه جهدًا كبيرا, وانتقل في تأليفه وجمعه وترتيبه وتبويبه ستة عشر عاما. ابتدأ البخاري تأليف كتابه في المسجد الحرام والمسجد النبوي، ولم يتعجل إخراجه للناس بعد أن فرغ منه، ولكن عاود النظر فيه مرة بعد أخرى، وتعهده بالمراجعة والتنقيح؛ ولذلك صنفه ثلاث مرات حتى خرج على الصورة التي عليها الآن.
وشرطه في "صحيحه" هذا أعز من شرط كل كتاب صنف في "الصحيح"، لا يوازيه فيه غيره، لا "صحيح مسلم" ولا غيره. وما أحسن ما قال بعض الفصحاء من الشعراء:
صحــيح البخــاري لـو أنصفـــــوه ـــــــــــ ما خــط إلا بمــاء الــذهــــــــب
هــو الفـرق بيـن الهـدى والعمـى ــــــــــ هــو السـد بيـن الفتـى والعطـب
أســانيد مثــل نجــوم السـمــــــاء ــــــــــــ أمــام متــون كمثـــــل الشــهب
بهــا قـام مـيزان ديـن الرســــول ـــــــــــــ ودان بــه العجــم بعــد العـــرب
فيــا عالمــا أجــمع العـالمـــــون ــــــــــــــ عــلى فضـل رتبتـه فـي الــرتب
مسلم بن الحجاج
المولد والنشأة
ولد في نيسابور تلك المدينة العريقة التي اشتهرت بازدهار علم الحديث والرواية فيها ولد مسلم بن الحجاج سنة 206 هـ = 821م على أرجح أقوال المؤرخين، ونشأ في أسرة كريمة، وتأدب في بيت علم وفضل، فكان أبوه فيمن يتصدرون حلقات العلم، ولذا عني بتربية ولده وتعليمه، فنشأ شغوفًا بالعلم مجدًا في طلبه محبا للحديث النبوي، فسمع وهو في الثامنة من عمره من مشايخ نيسابور، وكان الإمام يحيى بن بكير التميمي أول شيخ يجلس إليه ويسمع منه، وكانت جلسة مباركة أورثت في قلب الصغير النابه حب الحديث فلم ينفك يطلبه، ويضرب في الأرض ليحظى بسماعه وروايته عن أئمته الأعلام.
وتذكر كتب التراجم والسير أن الإمام مسلم كان يعمل بالتجارة، وكانت له أملاك وضياع مكنته من التفرغ للعلم، والقيام بالرحلات الواسعة إلى الأئمة الأعلام الذين ينتشرون في بقاع كثيرة من العالم الإسلامي.
رحلاته العلمية وشيوخه
ابتدأ الإمام مسلم رحلاته في طلب العلم، وكان ذلك سنة متبعة بين طلبة العلم، إلى الحجاز، ولم يتجاوز سنه الرابعة عشرة لأداء فريضة الحج، وملاقاة أئمة الحديث والشيوخ الكبار، فسمع في الحجاز من إسماعيل بن أويس، وسعيد بن منصور، ثم تعددت رحلاته إلى دمشق والكوفة وبغداد والري، ومصر، والشام وغيرها ولقي خلال هذه الرحلات عددًا كبيرًا من كبار الحفاظ والمحدثين، تجاوز المائة، كان من بينهم الإمام البخاري أمير المؤمنين في الحديث وصاحب صحيح البخاري، وقد لازمه واتصل به وبلغ من حبه له وإجلاله لمنزلته أن قال له: "دعني حتى أقبل رجليك يا أستاذ الأستاذين، وسيد المحدثين وطبيب الحديث في علله".
وكان من شيوخه محمد بن يحيى الذهلي إمام أهل الحديث بخراسان، والحافظ الدارمي أحد الأئمة الحفاظ وصاحب مسند الدارمي، وعبد الله بن مسلمة المعروف بالقعنبي، وأبو زرعة الرازي محدث الري المعروف.
] مؤلفاته
• الكنى والأسماء
• طبقات التابعين ورجال عروة بن الزبير
• المنفردات والوجدان
[وله كتب مفقودة، منها :
• أولاد الصحابة
• الإخوة والأخوات
• الأقران،
• أوهام المحدثين
• ذكر أولاد الحسين
• مشايخ مالك
• مشايخ الثوري
• ومشايخ شعبة
وفاته
ظل الإمام مسلم بن الحجاج بنيسابور يقوم بعقد حلقات العلم التي يؤمها طلابه والمحبون لسماع أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، ومن أشهر تلاميذه الذين رحلوا إليه أبو عيسى الترمذي، ويحيى بن صاعد، وابن خزيمة وأبو بكر محمد بن النضر الجارودي وغيرهم، كما شغل وقته بالتأليف والتصنيف حتى إن الليلة التي توفي فيها كان مشغولا بتحقيق مسألة علمية عرضت له في مجلس مذاكرة، فنهض لبحثها وقضى ليله في البحث، لكنه لقي ربه قبل أن ينبلج الصباح في 25 من رجب 261 هـ = 6 من مايو 875م، وهو في الخامسة والخمسين من عمره، ودفن يوم الإثنين في مقبرته بنصر آباد في بنيسابور