سفير الغرباء
:: عضوية محظورة ::
- إنضم
- 13 جانفي 2013
- المشاركات
- 154
- نقاط التفاعل
- 21
- النقاط
- 7
سفير الغرباء، تم حظره "حظر دائم". السبب: مخالفة القوانين
[FONT=&]بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم...
وبعد...
[/FONT]
[FONT=&]تمكنت الجزائر أواخر العهد العثماني من صنع أضخم وأخطر مدفع في العالم أجمعوقتها وأطلقت عليه تسمية "[/FONT]بابا مرزوق[FONT=&]". وقد صادره المحتل الفرنسي سنة 1830 وأخذه إلى فرنسا أين وضعه كنصب في إحدى ساحات مدينة "بيرست" إلى غاية اليوم.
وحتى يومنا هذا ووقتنا بهذا اليوم فيوجد مدفع بابا مرزوق بميناء بريست الفرنسي، منصوبًا وفوهته إلى السماء بشكل عمودي، وجرى غلق فوهته عمدًا بمجسم لكرة أرضية يقف فوقها ديك فرنسي، للدلالة على أن فرنسا تحكم العالم.
"[/FONT]ولسوف ينتف ريش الديك الشاذ المخنث[FONT=&]"
[/FONT]
الديك الفرنسي "المنتوف" يغلق فوهة الوحش الجزائري ويقف على رأسها
]
متى تسترجع كرامة الجزائر مدفع "بابا مرزوق" من فرنسا ؟
عندما نفتح دفتر التاريخ ونتصفح أولى صفحاته، يتأكد لدينا أكثر أن الجزائر كانت قلعة صلبة تمنعت عن الرضوخ لكل المغامرين الذين راهنوا على اغتصاب هدوئها واستقرارها، لكن محاولاتهم الفاشلة ولدت لديهم إصرارا على كسر كبرياء هذه المدينة التي هي بوابة الدنيا وورّثوا هذا الإصرار لأبنائهم وأحفادهم ما جعلها هدفا يستحيل التراجع عن تحقيقه وهكذا توالت الإعتداءات، وحملات الاحتلال قادها أباطرة وجنرالات وجدوا في شعبها قوة لا تقهر ، ولم يدس المحتلون ترابها إلا بعد أن اختل ميزان القوى بين الضفتين.
مدفع* بابا* مرزوڤ* السلاح* الذي* استفز* الفرنسيين
لقد قاوم الجزائريون وصدّوا هجمات الجيوش القادمة من أوروبا خاصة فرنسا وتفننوا من أجل الدفاع عن مدينتهم في صنع الأسلحة والبناء بحيث توشحت الجزائر بجملة من الحصون التي كانت الحاجز أمام الأساطيل الفرنسية، ودعموا هذه الحصون بمدافع قوية حالت دون سقوط مدينة مزغنة واجهة الجزائر، ولعل من أهم القطع الحربية التي استفزت الفرنسيين، أحد المدافع الذي دخل التاريخ، لأنه وقف في وجه المحتل وكان وسيلة رد بها داي الجزائر على القصف الفرنسي الذي شنه الأميرال دوكين والماريشال دستري والذي سمي مدفع بابا مرزوڤ.
ذكرت مصادر تاريخية أن مدفع بابا مرزوڤ يحمل اسما فرنسيا هو le cousulaire اكتسبه من حادثتين هامتين، حيث قذف منه قنصلان فرنسيان هما الأب لوفاشي le père levacher وبيول Piole ولقد جاءت الحادثة الأولى بعد أن أمطر الأسطول الفرنسي مدينة الجزائر بوابل من القذائف المدفعية في 24 جويلية 1683 واستمر أربعة أيام دون انقطاع، وأمام فشل المفاوضات التي كانت بين داي الجزائر والأميرال الفرنسي بسبب الشروط الفرنسية المهينة للجزائر والمتمثلة في إطلاق الأسرى الأوروبيين ودفع غرامة مالية كبيرة تقدمها الجزائر لفرنسا، الأمر الذي دفع بالداي* الحاج* حسين* ميزومورتو* رئيس* المفاوضين* الجزائريين* للتدخل* للفصل* في* المسألة* التي* بدأت* تأخذ* أبعادا* لدى* ديوان* الجزائر،* حيث* أقدم* على* قتل* بابا* حسن* والإستيلاء* على* الحكم*.
ولم يتوان الداي الجديد في الكشف عن موقفه المتصلب إزء الفرنسيين، حيث أرسل للأميرال دوكين عن طريق ضابط فرنسي تحذيرات تقضي بإعدام المسيحيين برميهم عن طريق المدافع إذا استمر القصف البحري، لكن الأميرال دوكين لم يكترث بهذه التحذيرات معتقدا أن الداي لن يقدم على تنفيذ تهديداته، إلّا أن هذا الأخير نفذ تهديده وقام باقتياد القنصل الفرنسي "لوفاشي" بمعية عشرين أسيرا إلى رصيف الميناء وربطهم على فوهة مدفع بابا مرزوڤ ورماهم، وكان الرد الفرنسي بتكثيف القصف الذي أسفر عن تهديم 60 منزلا وخمسة مساجد وقتل 400 جزائري ماتوا تحت الأنقاض، ومع ذلك استمر الجزائريون في الصمود والمقاومة، رغم تواصل قنبلة مدينتهم ولم يستسلموا للضغوط الفرنسية، مجبرين بذلك الأميرال دوكين على الانسحاب إلى مدينة تولون الفرنسية في 25 أكتوبر 1683 بعد أربعة أشهر من الهجوم الفاشل، ولتدارك هذه النتيجة وافقت فرنسا في* 25* أفريل* 1684،* أي* بعد* سبعة* أشهر* من* الهجوم،* على* توقيع* معاهدة* الصلح* مع* الجزائر* أُقر* فيها* على* ضمان* تجارة* حرة* لهما* دون* قيود* ومعالجة* قضية* الأسرى* التي* بقيت* عالقة* بين* الطرفين*.
عمّرت هذه المعاهدة عامين فقط، بعد أن قام أصحاب السفن المارسيلية والقراصنة الفرنسيون في 1686 بانتهاك بنود المعاهدة ليعود التوتر بين الطرفين أعلن على إثره الملك لويس 14 الحرب على الجزائر فأرسل الماريشال دستري Maréchal déstrée على رأس أسطول بحري إلى الجزائر يوم 26 جوان 1688؛ كانت المعركة تدور بين المدفعية الفرنسية التي أطلقت حوالي عشرة آلاف قنبلة على مدينة الجزائر خلّفت أضرارا جسيمة تمثلت في تهديم المنازل والمساجد وقنوات المياه، وبين المدفعية الجزائرية التي تصدّت للهجوم الهمجي برٌا بإغراق سفن حربية حاولت الاقتراب من الرصيف. الحرب التي استمرت أسبوعين، أوحت للداي الحاج حسين ميزومورتو إعادة الكرّة وإعدام مسيحيين فرنسيين بالطريقة الأولى نفسها، فأمر بربط أربعين مسيحيا على رأسهم الأب بيول على فوهات المدافع وإرسال تحذيرات للماريشال ديستري بإعدامهم إذا لم يتوقف القصف، لكن ذلك لم يجد، وتم تنفيذ الإعدام. لم تتوان فرنسا في الانتقام من ذلك بتقتيل جزائريين بالطريقة نفسها واستمرت المعركة: هجوم فرنسي شرس ومقاومة جزائرية متصلبة ألحقت خسائر كبيرة بالأسطول الفرنسي وكانت وراء إجبار المارشال على الانسحاب من ميدان المعركة، حاملا فشلا* آخر* لفرنسا* وكان* هذا* الفشل* وراء* التخطيط* المحكم* الذي* أدى* إلى* احتلالها* في* سنة* 1830*.
* فرنسا* لا* تزال* تنتقم* من* أسير* عمره* 466* سنة
"بابا مرزوڤ" هو من أقدم المدافع وأشهرها على الإطلاق تم صنعه من مادة البرونز بمصنع دار النحاس في سنة 1542م من طرف مهندس من البندقية وكان ذلك احتفاء بانتهاء أشغال بناء تحصينات الرصيف الذي يربط البنيون بمدينة الجزائر ودار الصناعة وتم وضعه داخل تحصينات الميناء قرب برج القومان حيث بقي حتى سنة 1830، حمل اسم لوكنسولار Le consulaire استولى عليه عند احتلال الجزائر ضمن مجموعة الغنائم التّذكارية لعرضها في متحف "الأنفاليد" بالعاصمة الفرنسية باريس بناء على رغبة الأميرال "دوبيري" الذي راسل وزير البحرية الفرنسية في 6 أوت* 1830* يطلب* السماح* بنقل* هذه* القطعة* الحربية* التي* أهدرت* رغبة* الجيوش* الفرنسية* لسنوات* خلت* إلى* مدينة* بريست* Brest* حيث* تم* نصبها* في* ساحة* الترسانة* في* سنة* 1833* بعد* ثلاث* سنوات* من* احتلال* الجزائر*.
والمدفع "بابا مرزوڤ" يبلغ من العمر الآن 466 سنة قضى منها 291 سنة شامخا بإحدى حصون ميناء الجزائر و175 سنة أسيرا في ساحة الترسانة. يبلغ طول هذه القطعة الحربية النادرة سبعة أمتار ويقدر مدى رميه بـ 4872 م ووزنه الكلي يقدر بحوالي 25 ألف كلغ وعياره يساوي 270 ملم، فيما بلغ وزن قنابله 68 كلغ، ويخلو من أية زخرفة ماعدا النقش باللغة الفرنسية الذي كتب عليه أثناء غنمه. واعترف الفرنسيون بقوة هذا المدفع وجاء في مجلة la france maritime أن هذا المدفع منح حصون رصيف الميناء قوة كبيرة وكانت هذه الفوهة النارية متجهة صوب رأس البيسكاد pointe pescade وهي سهلة الاستعمال رغم طولها المعتبر وخصص لها نخبة من المدفعيين الذين اعتادوا على شحنها وتصويبها وتحديد مدى رميها فيطلقون القذائف بدقة كبيرة تعترض كل سفينة أجنبية تجتاز الرأس البحري.
لم ينس الفرسيون على مر السنين، واختصروا في بابا مرزوڤ صمود الجزائريين ومقاومتهم الباسلة التي صدت هجومين كانا شرسين، وأعادت كم من مارشال وأميرال إلى بلدهم حاملين مرارة الهزيمة والإنكسار، وهاهم حتى الآن ينتقمون منه في ساحة الترسانة حيث يقف "بابا مرزوڤ" ولما أرادوا كسر شموخه وضعوا فوقه الديك رمز الفرنسيين في إشارة منهم إلى قوتهم وانتصارهم، وحتى يورثوا هذا الشعور لم يخطر ببالهم إعادته إلى الجزائر في إطار إعادة ما تم نهبه إبان الإحتلال، وحان الوقت لأن يطالب الجزائريون بهذه التحفة الأسطورية على اعتبار أنها حق لكل* الجزائريين* خاصة* وأنها* كانت* في* أصعب* فترات* التاريخ* رمز* الصمود* والانتصار*.
لقي مدفع بابا مرزوڤ وما زال اهتمام المؤرخين والباحثين في تاريخ الجزائر القديم والحديث، واتفق الجميع على أنه قطعة حربية نادرة في العالم لما كان يمثله من قوة دفاعية تعادل قوة العديد من المحاربين في آن واحد، حتى أن ذلك كان مبعث خوف مستمر لدى قادة الجيوش الفرنسية* بشهادة* هؤلاء* أنفهسم،* ومن* الأساتذة* الباحثين* الجزائريين* كان* بلقاسم* بابا* سي* الكاتب* والباحث* في* التاريخ* واحدا* من* الذين* عكفوا* على* تعرية* حقيقة* هذا* المحارب* الذي* زرع* الهواجس* والرّيبة* في* صدور* المحتلين*.
بابا* مرزوڤ،* محارب* مطلوب* القبض* عليه
كشف بلقاسم باباسي أن مدفع بابا مرزوڤ تم صنعه في دار النحاس التي كانت موجودة بجوار ثانوية الأمير عبد القادر حاليا بالعاصمة سنة 1542، بعد أن جاء الإخوة خير الدين وعروج بربروس إلى الجزائر سنة 1529 لرد خطر الإسبانيين الذين احتلوا قلعة "البنيون"، فكان أول ما قام به خير الدين بربروس هو دعم الصناعة المدفعية وكان مدفع بابا مرزوڤ من أهم ما تم صنعه خلال تلك الفترة وتم وضعه في برج رأس عمار بميناء الجزائر فوق ضريح سيدي ابراهيم السلامي، وكان لقوته الأثر الكبير في دحر خطر الفرنسيين، وأضاف أنه كان لهذا المدفع مميزات جعلته في مصاف الأسلحة المتطورة في ذلك الحين، ذلك أن رميه كان يصل إلى 05 كلم أي من ميناء الجزائر إلى شاطىء تمانفوست، ولم يكتف بنوع واحد من القنابل بل كان يقذف حتى القنابل الرخامية. وعكس ما تم ذكره في المصادر التاريخية التي أشرنا إليها سالفا فإن الباحث باباسي يؤكد* أن* المدفع* بابا* مرزوڤ* كان* يحمل* نقوشات* فنية* راقية* الجمال* وأن* الفرنسيين* كانوا* محتارين* من* أي* موضع* كان* يطلق* قذائفه* لأن* قنابلهم* المتساقطة* على* الميناء* عجزت* عن* الوصول* إليه* وتدميره*.
هذه الآلة الحربية التي حركت جنون القادة الفرنسيين جعلتهم يطلقون عليها لقب المحارب، وكان الأميرال دوبري يأمر جنوده بالوصول إليه والقبض عليه لمسح الألم الذي خلفته حادثتا قتل القنصل لوفاشي وبيول وعشرات المسيحيين، وأكّد المتحدث أن هذا الأميرال الذي ينحدر من منطقة بريست استولى على هذه التحفة الحربية النادرة في العالم وأخذها إلى مدينته ليتباهى بانتصاره ليس على الجزائريين فقط بل انتصاره على بابا مرزوڤ بذاته، فأسره وأذله بوضع الديك رمز الفرنسيين فوقه في المكان المسمى الترسانة حيث مازال منتصبا هناك يلفه التهميش واللامبالاة، وإلى جانب هذه القطعة التي كانت محط اهتمام الكتاب والباحثين الفرنسيين حيث تطرقوا إليه في كتاباتهم على اعتباره رمز انتهاك المسيح من طرف المسيحيين، يوجد الآن في متحف الانفاليد 26 قطعة حربية (مدافع) سرقت من الجزائر ما يفند بالحجة أن الفرنسيين في احتلالهم* للجزائر* لم* يحملوا* حضارة* بل* سرقوا* حضارة* الجزائر* إلى* متاحفهم*.
الاغلال ما تزال تطوق بابا مزوق
بابا مرزوق.. سيد مدافع المحروسة وأقدم أسير جزائري بفرنسا
ملحمة شعرية مقروءة تروي قصة مدفع شهير صنع مجد البحرية الجزائرية واستولت عليه فرنسا لتزين به إحدى ساحاتها.
ميدل ايست اونلاين
الجزائر - صدر مؤخرا عن الوكالة الإفريقية للإنتاج الثقافي والسينمائي وبدعم الديوان الوطني لحقوق المؤلف بالجزائر كتاب "بابا مرزوق سيد مدافع المحروسة"، للشاعر الشعبي أحمد بوزيان، وهو عبارة عن ملحمة شعرية مقروءة مستوحاة من تاريخ الجزائر، تحكي قصة المدفع الشهير باسم بابا مرزوق في الدفاع عن الجزائر العاصمة، والانتصارات التي حققها ضد الغزاة.
والديوان ملحمة جمع فيها الشاعر بين المادة التاريخية والطابع الدرامي في قالب فني من أجل إظهار أهمية هذا المدفع المنتسب إلي تاريخ وتراث الجزائر.
كما أنه محاولة لابراز أهمية هذا المعلم التاريخي والتراثي الذي يعد، حسب المؤلف، مفخرة الجزائر وأحد رموز مجدها إبان العهد العثماني، كما أنه مساهمة ترمي إلي تحسيس الجهات المعنية في الجزائر بأهمية التحرك من اجل استرجاعه من فرنسا.
ووفقا للعديد من الدراسات التاريخية تندرج صناعة المدفع في اطار مخطط الداي حسن باشا لتحصين مدينة الجزائر سنة 1542.
ويبلغ طول المدفع سبعة أمتار ويبلغ مداه 4872 مترا، ويشرف عليه أربعة من رجال المدفعية. وقد استطاع مدفع بابا مرزوق لفترة طويلة صد حملات الغزاة والمحتلين وثنيهم بدء بحملة لويس الرابع عشر بقيادة الأميرال أبراهام دوكيسن في 1671، وحملة الاميرال إيستري سنة 1688.
وبعد قرن ونصف تقريبا عززت فرنسا ترسانتها العسكرية البحرية واغتنمت حادثة المروحة في 1827 ليبعث شارل العاشر بحملة سماها بالعقابية في مايو/آيار 1830 قوامها 675 باخرة حربية و37000 عسكري نزلوا بساحل سيدي فرج الضاحية الغربية للعاصمة واحتلوا الجزائر المحروسة في الخامس من يوليو/تموز 1830.
واللافت أن تمسك الجزائريين بـ"بابا مرزوق" لم يفتر مع مر السنين، فقد تقدم محاربو شمال إفريقيا سنة 1912، بعريضة طالبوا فيها فرنسا باعادة المدفع إلي الجزائر العاصمة باعتباره مكانه التاريخي والطبيعي.
وقد أشاد مستشار الرئيس بوتفليقة محمد بن عمرو الزرهوني، في تقديمه للكتاب، بالديوان الذي جعل المدفع يمثل حيا ناطقا أمام الجاهلين قصة هذا السلاح الفتاك، كما لم يفت الزرهوني التذكير بدور هذه الملحمة بابا مرزوق التي ستساهم حتما في تحسيس الجزائريين والجزائريات بواجب التحرك من أجل استعادة المدفع من فرنسا وتخليصه من غربته، وهي الغربة التي عبّر عنها الشاعر علي لسان بابا مرزوق، حيث قال "راني في الأحكام نرجي/في الساحة للناس فرجة/مسبي وسباوني فرنجة، في الغربة وحدي بعيد علي الرسام.
وبالاضافة إلي رفضها الاعتذار عما اقترفته في حق الجزائريين من جرائم ضد الانسانية، ما تزال فرنسا تصر علي رفض إعادة "بابا مرزوق" إلي اصحابه، بدعوى أنّ البحرية الفرنسية ترفض التخلي عن هذه القطعة الحربية الهامة التي تعني لها الكثير، في إشارة إلي ما لقيته البحرية علي يد هذه الآلة الحربية الفتاكة.
والديوان عبارة عن حوار بين المدفع والشاعر، الذي يسترجع أحداثاً مهمة ومحطات بارزة من تاريخ الجزائر، والتعريف بهذا الرمز من خلال الجمع بين المادة التاريخية والعنصر الدرامي والقالب الفني.
تبدأ القصيدة الملحمة بشبح رجل جليل يجر أذيال برنوسه الأبيض كفرسان الأساطير، لحيته البيضاء وجبينه الساطع كأنه منحوت من فضة، يأتي الشبح يتخطى سدوف الزمن وينتصب لشاعرنا لروي حكايته قائلا:
"واحترت أناكي نابل
ذا الطيف اللي جاي عاجل
شيخ من العربان فاضل
وطرق حزني خفا وحيّاني بسلام
حتى لومه كان هايل
قالي علي بالقضا جارت الأحكام
راني بين الناس حافي
فارس وحديثه مرصع
ختم فوق القلب وطبع
وحكى لي قصة تروع
عقلي وسط حكايته في لحظه هام
قال جبيني كان يسطع
غير إذا كان غيرت وجهى الأعوام
ضاعت في الغربة أوصافي"
ويعود محمد بوزيان بالقارئ، عبر الشخصية المجسدة لـ"بابا مرزوق"، إلي عصور مختلفة من تاريخ الجزائر، بدءا بالعهد الزاهر للدايات والباشاوات الذين حكموا البلاد قبيل الاحتلال الفرنسي، مرورا بأبطال المقاومة الشعبية بعد الاحتلال الفرنسي، ووصولا إلي عصرنا الحاضر، حيث تأسف الكاتب لتنكر الجيل الجديد لتضحيات الاجداد.
وذكر الشاعر أنّ الجيل الجديد لم يقدر هذه التضحيات حق قدرها، فراحوا يتقاتلون فيما بينهم، في إشارة واضحة إلي سنوات الأزمة الوطنية، حيث ضمّن كتابه بعض النصائح للجيل الجديد قصد تثمين تضحيات الاجداد في سبيل الحرية، نذكر منها مايلي:
كانت لي زمان صولة
جاملها خصلة وطولة
فرساني كلها فحولة
كنت الدرع علي الرعية والحكام
غنمت مع الأحباب جولة
كنت سلاح العز كي كانت الأيام
صاعي كان زمان وافي
والملحمة القصيدة استهلكت 72 صفحة من القطع الصغير، والكتاب يحتوي على 99 صفحة بالمقدمتين، التصدير الذي دبجه الأستاذ محمد بن عمرو الزرهوني وكذا التعريف بالبطل الاسطوري المدفع "بابا مرزوق" الذي غنى للبحر والشمس نغمات الرعد بلسان الانتصارات.
ولم تكتف فرنسا بالسطو علي مدفع بابا مرزوق ، حيث نقله الأميرال فيكتور غي دوبري في 1833 إلي مدينة بريست، ووضع في إحدي الساحات وقد نقش عليه إفريقيا المحررة، المنعشة والمنارة بأفضال فرنسا والحضارة ، كما وضعت علي فوهته كرة تحت قدم ديك (رمز فرنسا) يظهرها في صورة المهيمن على العالم، إمعانا في اذلال المدفع بابا مرزوق .
وفي هذا الشأن، يقول المدفع علي لسان الشاعر "صلبوني وأسروا جنودي.. . فوق شموخي ديكهم حطوه أعلام، داس برجله علي شفافي ، ليوجه الشاعر في الاخير نداء عندي في الأخير مطلب، بابا مرزوق ذاك مكسب، أنا قلت عليه نكتب، نتجرأ ونهز ضمير الحكام، بالاك الفكرة تقرب، يرجع لنا الغريب وينور، هذاك دوايا الشافي.
الجزائر تخدع نفسها وتمني الكرامة الجزائرية نفسها بعودة بابا مرزوق
مدفع "بابا مرزوق" مرعب فرنسا يعود إلى الجزائر بعد 150 سنة
مدفع أبو مرزوق النسخة المزورة يتحرر من الأسر تصوير: (علاء بويموت)
نجحت وزارة الدفاع، في الذكرى الخمسين لإستقلال الجزائر،من صنع مدفع "بابا مرزوق" مقلد للمدفع الذي صادره المحتل الفرنسي سنة 1830 وأخذه إلى فرنسا أين وضعه كنصب في إحدى ساحات مدينة "بيرست" وفوقه ديك رومي إلى غاية اليوم.
فرنسا لا تزال تنتقم من أسير عمره 466 سنة
"بابا مرزوڤ" هو من أقدم المدافع وأشهرها تم صنعه من مادة البرونز بمصنع دار النحاس في سنة 1542م من طرف مهندس من البندقية وكان ذلك احتفاء بانتهاء أشغال بناء تحصينات الرصيف الذي يربط البنيون بمدينة الجزائر ودار الصناعة وتم وضعه داخل تحصينات الميناء قرب برج القومان حيث بقي حتى سنة 1830، حمل اسم لوكنسولار Le consulaire استولى عليه عند احتلال الجزائر ضمن مجموعة الغنائم التّذكارية لعرضها في متحف "الأنفاليد" بالعاصمة الفرنسية باريس بناء على رغبة الأميرال "دوبيري" الذي راسل وزير البحرية الفرنسية في 6 أوت 1830 يطلب السماح بنقل هذه القطعة الحربية التي أهدرت رغبة الجيوش الفرنسية لسنوات خلت إلى مدينة بريست Brest حيث تم نصبها في ساحة الترسانة في سنة 1833 أي بعد ثلاث سنوات من احتلال الجزائر، قبل أن يتم في السنوات الموالية وضع ديك رومي مصنوع بالبرونز فوقه.
"بابا مرزوق" في 30 يوما وفرنسا تحت الصدمة
تمكنت القوات البحرية التابعة لوزارة الدفاع الوطني، من صنع مدفع "بابا مرزوق" العملاق طبقا للأصل،بمناسبة الذكرى الخمسين لاستقلال الجزائر، والذي لم يكن مجرد قطعة عسكرية عادية بل كان رمزا لقوة الجزائر العسكرية، وعن كيفية صنعه قال أحد المساهمين في صناعته بالقوات البحرية العقيد لطفي بداوي في تصريح لـ "الشروق"، أنهم قاموا بإجراء بحث للحصول على أدق التفاصيل والمقاييس والمواصفات التي استعملت في صناعة "بابا مرزوق" الحقيقي والإرادة القوية للقوات البحرية، مكنتها من صنعه بنفس المواصفات بمؤسسة البناء والتصليح البحري بالمرسى الكبير بوهران.
وأضاف محدثنا أن مسافة قذف مدفع بابا مرزوق المقلد تتجاوز الـ 5 كلم، وهي نفس مسافة قذف المدفع الأصلي فيما يبلغ طوله 7.5 متر، مؤكدا أن هذا المدفع تم إنجازه في ظرف لم يتجاوز 30 يوما فقط بسبب حصول القوات البحرية على جميع المعلومات وتفاصيل الخاصة بصنعه وتركيبه.
قذف به سفراء باريس.. الجزائر تطالب فرنسا بإرجاع مدفع "بابا مرزوق"
Sunday 05 August 2012
Sunday 05 August 2012
[FONT=&]مفكرة الاسلام: تقدمت الجزائر بطلب رسمي لدى فرنسا لاسترجاع مدفع "بابا مرزوق" الذي قُذف به أحد السفراء الفرنسيين على مسافة خمسة كيلومترات قبل أربعة قرون، وسلبته فرنسا بعد احتلال الجزائر بـ11 يومًا فقط.[/FONT]
[FONT=&]وكشفت جون إيف لو دوريان المستشارة بوزارة الدفاع الفرنسية يوم الجمعة عن تلقي بلادها طلبًا رسميًّا أودعته الحكومة الجزائرية مطلع شهر يوليو الماضي لدى وزارة الخارجية لاسترجاع المدفع، مشيرة إلى أنه يجري دراسة هذا الطلب، إلا أنها أكدت أن البحرية الفرنسية متمسكة بالمدفع بوصفه من ممتلكات وزارة الدفاع.[/FONT] [FONT=&]من جهتها، قالت المحامية الجزائرية فاطمة بن براهم التي تقود رفقة شخصيات وطنية أخرى حملة شعبية ووطنية لاسترجاع مدفع بابا مرزوق لـ"العربية نت": إن "الجزائر أصبح بإمكانها الآن - وبقوة القانون الدولي - المطالبة باسترجاع المدفع الذي يعتبر رمز قوة الجزائر وسيادتها منذ قرون".[/FONT] [FONT=&]وأضافت: إن "القانون الدولي ومنظمة اليونسكو يمنحان الحق للدول لاسترجاع ممتلكاتها التي سلبت منها، بشرط إثبات ملكية الشيء المطلوب والتقدم بطلب للحصول عليه، وهما أمران متوفران في الجزائر".[/FONT] [FONT=&]وأوضحت أن حملة المطالبة ستشمل أيضًا أمورًا أخرى استولت عليها فرنسا عند احتلال الجزائر، منها رؤوس شيوخ المقاومة الجزائرية، كما هو حال رأس الشيخ بوزيان وابنه اللذين أخذت فرنسا رأسيهما بعدما فصلتهما عن جسديها، وهما الآن معروضان في أحد متاحف فرنسا، بالإضافة إلى خيمة لباي قسنطينة التي كان يجتمع تحتها ما لا يقل عن 100 محارب، استولت عليها فرنسا بسبب جمالها وروعة نسيجها.[/FONT] [FONT=&]وقالت: إن "اللجنة الوطنية للمطالبة باسترجاع التراث الوطني راسلت في هذا الشأن كلاًّ من الرئيسين اليامين زروال وعبدالعزيز بوتفليقة، وراسلت كل الهيئات الأخرى، ومنها وزارة الدفاع الوطني، ويفترض أن تستجيب فرنسا لهذه المطالب، إما طواعية وإما عن طريق القضاء الدولي".[/FONT] [FONT=&]قصة حقد عمرها قرون:[/FONT] [FONT=&]وبخصوص رمزية مدفع بابا مرزوق، فتعني تسميته "رزق من الله"، وتم بناؤه عام 1542 في ورشات حربية تابعة لـ"دار النحاس" بحي القصبة التاريخي، ويبلغ طوله قرابة سبعة أمتار بينما يبلغ مداه قرابة خمسة كيلومترات، أي أنه يطلق قذيفة تصيب هدفًا على بعد خمسة كيلومترات من اليابسة.[/FONT] [FONT=&]وهو بهذا يمثل أقوى مدفع في العالم حتى اليوم، ويرمز لقوة الأسطول البحري الجزائري، حيث كان يجبر أساطيل الدول الكبرى على دفع الجزية مقابل المرور عبر سواحل الجزائر.[/FONT] [FONT=&]وفي القرن السادس عشر بعثت الجزائر سفراء لها ليبلغوا البحارة الفرنسيين الذين يشنون حملات متواصلة لغزو الجزائر بهدف نشر "المسيحية" بالتوقف عن شن هذه الحملات، لكن القبطان الفرنسي قتل السفراء حرقًا، فردت عليهم حاكم الجزائر برمي سفراء فرنسا إليه عبر فوهة مدفع بابا مرزوق، حيث وضع الأب لوفاشي في فوهة المدفع، وأرسله مباشرة مع قذيفة المدفع إلى سفينة القبطان الفرنسي.[/FONT] [FONT=&]وقد تولدت ضغينة وحقد فرنسي من هذا المدفع، حتى أنه كان أول شيء يسلبه الفرنسيون بعد احتلال الجزائر صيف 1830، حيث أخذوه بعد 11 يومًا فقط.[/FONT] [FONT=&]واليوم يوجد مدفع بابا مرزوق بميناء بريست الفرنسي، منصوبًا وفوهته إلى السماء بشكل عمودي، وجرى غلق فوهته عمدًا بمجسم لكرة أرضية يقف فوقها ديك فرنسي، للدلالة على أن فرنسا تحكم العالم.[/FONT] [FONT=&]وبمناسبة ذكرى استقلال الجزائر، أزاحت وزارة الدفاع الجزائرية النقاب عن مجسم لمدفع "بابا مرزوق" بكل التفاصيل، في إشارة إلى تمسُّك الجزائر به حتى يتم استرجاع المدفع الأصلي[/FONT]
http://l.********/lo/api/res/1.2/JAPIB66z3RWmrwsB5IyWCQ--/YXBwaWQ9bWti/http://t3.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcRIMaXpv9s4ObNXETew1Iu_nCWOA1u3KKK9uiHjCL3jYOgeTOoj0Yr6R8EX
مستشارة بوزارة الدفاع قالت إن البحرية الفرنسية متمسكة به
الحكومة الجزائرية تطلب رسميا استرجاع مدفع بابا مرزوق من فرنسا
منقول
اخي الحبيب السلفي الخفي
وبعد...
[/FONT]
[FONT=&]تمكنت الجزائر أواخر العهد العثماني من صنع أضخم وأخطر مدفع في العالم أجمعوقتها وأطلقت عليه تسمية "[/FONT]بابا مرزوق[FONT=&]". وقد صادره المحتل الفرنسي سنة 1830 وأخذه إلى فرنسا أين وضعه كنصب في إحدى ساحات مدينة "بيرست" إلى غاية اليوم.
وحتى يومنا هذا ووقتنا بهذا اليوم فيوجد مدفع بابا مرزوق بميناء بريست الفرنسي، منصوبًا وفوهته إلى السماء بشكل عمودي، وجرى غلق فوهته عمدًا بمجسم لكرة أرضية يقف فوقها ديك فرنسي، للدلالة على أن فرنسا تحكم العالم.
"[/FONT]ولسوف ينتف ريش الديك الشاذ المخنث[FONT=&]"
[/FONT]
الديك الفرنسي "المنتوف" يغلق فوهة الوحش الجزائري ويقف على رأسها
قد يكون «بابا مرزوق» أقدم أسير حرب في العالم على الإطلاق، وفي شهر يوليو (تموز) الماضي قد أكمل السنة الثامنة والسبعين بعد القرن تحت الأسر دون أمل في العودة إلى أهله وذويه في الجزائر، وما «بابا مرزوق» إلا مدفع «الجزائر » العملاق الذي استولى عليه الفرنسيون سنة 1830 بعد يوم واحد من احتلال مدينة الجزائر
ولم يكن مدفع «بابا مرزوق» الذي استولى عليه الفرنسيون مجرد قطعة عسكرية عادية. فالفرنسيون كانوا يعرفون بابا مرزوق قبل ذلك التاريخ بوقت طويل، ويعود صنعه إلى العام 1542 أي سنة واحدة بعد حملة الملك الإسباني شارل الخامس الفاشلة على الجزائر. إذ أمر حاكم الجزائر حسن آغا بتأسيس «دار الصناعة» بصنع مدفع تهابه الأعداء ويكون رمزا لقوة الجزائر العسكرية. وصنعه بابا مرزوق من مادة البرونز وبلغ طوله سبعة أمتار أما مدى قذائفه فكان يصل إلى 5000 متر، وهي الميزة التي مكنته من ضرب سفن الغزاة فور اقترابها من مرفأ الجزائر القديم.
الفرنسيون الذين يحتفظون بهذا الأسير بعد 46 سنة من استقلال الجزائر، كانت لهم أكثر من ذكرى سيئة مع بابا مرزوق، وكان استيلاؤهم عليه بمثابة انتصار نفسي ومحاولة محو عار التصق بهم. ففي الربع الأخير من القرن السابع عشر، هاجم الأميرال الفرنسي فرانسوا دوكان مدينة الجزائر دون جدوى، وبعد عدة محاولات في سنوات متتالية عاد إلى الانتقام بأسطول كبير فدمر جزءاً من المدينة، وعندما فشل حاكم الجزائر في إقناع الأميرال بوقف العدوان أحضر أعضاء السلك الدبلوماسي الفرنسي في الجزائر حينها وعددهم 13 وقذفهم من فوهة المدفع بابا مرزوق الواحد تلو الآخر، وتكررت مأساة الدبلوماسيين الفرنسيين مع هذا المدفع الذي أطلقوا عليه اسم «القنصلي» ربما انطلاقا من تلك الذكريات السيئة. وعام 1688 ذهب الماريشال الفرنسي «ديستري» إلى الجزائر انتقاما لذكرى الدبلوماسيين، وقيل بأنه تمكن من تدمير جزء معتبر من المدينة بمدافعه، ولما عجز حاكم الجزائر مرة أخرى عن وقف العدوان أعاد حكاية الدبلوماسيين فوضع 40 فرنسياً من بينهم قنصل فرنسا في الجزائر في فوهة بابا مرزوق وقذف بهم جميعا في البحر، ومن ساعتها دخل هذا المدفع الذاكرة الفرنسية وكان على رأس غنائم حرب احتلال الجزائر سنة 1830 وذهب في السادس من أغسطس (آب) من السنة نفسها إلى فرنسا وتم تقديمه هدية إلى وزير البحرية الذي أهداه بدوره إلى الملك كرمز للنصر. وأمر الملك بوضع المدفع كنصب تذكاري في مدينة «بريست» حيث بقي إلى حد الآن، ولم تتمكن الجزائر المستقلة من استعادة هذا العملاق الذي يشكل جزءاً من ذاكرتها الجماعية.
]
رمز للإباء الوطني اعتقله الاحتلال قبل 178 سنة
مدفع بابا مرزوق هذا هو الآن في ساحة من ساحات مدينة بريست الفرنسية مقيدا بالسلاسل كدلالة على الاعتقال ورأسه إلى الأرض، وفوقه ''ديك فرنسا''.
لقد زارت البحرية الفرنسية عدة مرات الجزائر.. ولكنها لم تقم بإعادة المدفع بابا مرزوق إلى الجزائر!
لقد أعطتنا فرنسا ختم الداي الذي وقع به الاستسلام لفرنسا، لأنه دليل إهانة! ولكنها ترفض إعادة مدفع بابا مرزوق لينصب في مكانه في ساحة الشهداء بلا أغلال! وبلا إهانة من طرف الديك رمز فرنسا!
لقد أعطتنا فرنسا ختم الداي الذي وقع به الاستسلام لفرنسا، لأنه دليل إهانة! ولكنها ترفض إعادة مدفع بابا مرزوق لينصب في مكانه في ساحة الشهداء بلا أغلال! وبلا إهانة من طرف الديك رمز فرنسا!
فخر البحرية الجزائرية لقرون
متى تسترجع كرامة الجزائر مدفع "بابا مرزوق" من فرنسا ؟
عندما نفتح دفتر التاريخ ونتصفح أولى صفحاته، يتأكد لدينا أكثر أن الجزائر كانت قلعة صلبة تمنعت عن الرضوخ لكل المغامرين الذين راهنوا على اغتصاب هدوئها واستقرارها، لكن محاولاتهم الفاشلة ولدت لديهم إصرارا على كسر كبرياء هذه المدينة التي هي بوابة الدنيا وورّثوا هذا الإصرار لأبنائهم وأحفادهم ما جعلها هدفا يستحيل التراجع عن تحقيقه وهكذا توالت الإعتداءات، وحملات الاحتلال قادها أباطرة وجنرالات وجدوا في شعبها قوة لا تقهر ، ولم يدس المحتلون ترابها إلا بعد أن اختل ميزان القوى بين الضفتين.
مدفع* بابا* مرزوڤ* السلاح* الذي* استفز* الفرنسيين
لقد قاوم الجزائريون وصدّوا هجمات الجيوش القادمة من أوروبا خاصة فرنسا وتفننوا من أجل الدفاع عن مدينتهم في صنع الأسلحة والبناء بحيث توشحت الجزائر بجملة من الحصون التي كانت الحاجز أمام الأساطيل الفرنسية، ودعموا هذه الحصون بمدافع قوية حالت دون سقوط مدينة مزغنة واجهة الجزائر، ولعل من أهم القطع الحربية التي استفزت الفرنسيين، أحد المدافع الذي دخل التاريخ، لأنه وقف في وجه المحتل وكان وسيلة رد بها داي الجزائر على القصف الفرنسي الذي شنه الأميرال دوكين والماريشال دستري والذي سمي مدفع بابا مرزوڤ.
ذكرت مصادر تاريخية أن مدفع بابا مرزوڤ يحمل اسما فرنسيا هو le cousulaire اكتسبه من حادثتين هامتين، حيث قذف منه قنصلان فرنسيان هما الأب لوفاشي le père levacher وبيول Piole ولقد جاءت الحادثة الأولى بعد أن أمطر الأسطول الفرنسي مدينة الجزائر بوابل من القذائف المدفعية في 24 جويلية 1683 واستمر أربعة أيام دون انقطاع، وأمام فشل المفاوضات التي كانت بين داي الجزائر والأميرال الفرنسي بسبب الشروط الفرنسية المهينة للجزائر والمتمثلة في إطلاق الأسرى الأوروبيين ودفع غرامة مالية كبيرة تقدمها الجزائر لفرنسا، الأمر الذي دفع بالداي* الحاج* حسين* ميزومورتو* رئيس* المفاوضين* الجزائريين* للتدخل* للفصل* في* المسألة* التي* بدأت* تأخذ* أبعادا* لدى* ديوان* الجزائر،* حيث* أقدم* على* قتل* بابا* حسن* والإستيلاء* على* الحكم*.
ولم يتوان الداي الجديد في الكشف عن موقفه المتصلب إزء الفرنسيين، حيث أرسل للأميرال دوكين عن طريق ضابط فرنسي تحذيرات تقضي بإعدام المسيحيين برميهم عن طريق المدافع إذا استمر القصف البحري، لكن الأميرال دوكين لم يكترث بهذه التحذيرات معتقدا أن الداي لن يقدم على تنفيذ تهديداته، إلّا أن هذا الأخير نفذ تهديده وقام باقتياد القنصل الفرنسي "لوفاشي" بمعية عشرين أسيرا إلى رصيف الميناء وربطهم على فوهة مدفع بابا مرزوڤ ورماهم، وكان الرد الفرنسي بتكثيف القصف الذي أسفر عن تهديم 60 منزلا وخمسة مساجد وقتل 400 جزائري ماتوا تحت الأنقاض، ومع ذلك استمر الجزائريون في الصمود والمقاومة، رغم تواصل قنبلة مدينتهم ولم يستسلموا للضغوط الفرنسية، مجبرين بذلك الأميرال دوكين على الانسحاب إلى مدينة تولون الفرنسية في 25 أكتوبر 1683 بعد أربعة أشهر من الهجوم الفاشل، ولتدارك هذه النتيجة وافقت فرنسا في* 25* أفريل* 1684،* أي* بعد* سبعة* أشهر* من* الهجوم،* على* توقيع* معاهدة* الصلح* مع* الجزائر* أُقر* فيها* على* ضمان* تجارة* حرة* لهما* دون* قيود* ومعالجة* قضية* الأسرى* التي* بقيت* عالقة* بين* الطرفين*.
عمّرت هذه المعاهدة عامين فقط، بعد أن قام أصحاب السفن المارسيلية والقراصنة الفرنسيون في 1686 بانتهاك بنود المعاهدة ليعود التوتر بين الطرفين أعلن على إثره الملك لويس 14 الحرب على الجزائر فأرسل الماريشال دستري Maréchal déstrée على رأس أسطول بحري إلى الجزائر يوم 26 جوان 1688؛ كانت المعركة تدور بين المدفعية الفرنسية التي أطلقت حوالي عشرة آلاف قنبلة على مدينة الجزائر خلّفت أضرارا جسيمة تمثلت في تهديم المنازل والمساجد وقنوات المياه، وبين المدفعية الجزائرية التي تصدّت للهجوم الهمجي برٌا بإغراق سفن حربية حاولت الاقتراب من الرصيف. الحرب التي استمرت أسبوعين، أوحت للداي الحاج حسين ميزومورتو إعادة الكرّة وإعدام مسيحيين فرنسيين بالطريقة الأولى نفسها، فأمر بربط أربعين مسيحيا على رأسهم الأب بيول على فوهات المدافع وإرسال تحذيرات للماريشال ديستري بإعدامهم إذا لم يتوقف القصف، لكن ذلك لم يجد، وتم تنفيذ الإعدام. لم تتوان فرنسا في الانتقام من ذلك بتقتيل جزائريين بالطريقة نفسها واستمرت المعركة: هجوم فرنسي شرس ومقاومة جزائرية متصلبة ألحقت خسائر كبيرة بالأسطول الفرنسي وكانت وراء إجبار المارشال على الانسحاب من ميدان المعركة، حاملا فشلا* آخر* لفرنسا* وكان* هذا* الفشل* وراء* التخطيط* المحكم* الذي* أدى* إلى* احتلالها* في* سنة* 1830*.
* فرنسا* لا* تزال* تنتقم* من* أسير* عمره* 466* سنة
"بابا مرزوڤ" هو من أقدم المدافع وأشهرها على الإطلاق تم صنعه من مادة البرونز بمصنع دار النحاس في سنة 1542م من طرف مهندس من البندقية وكان ذلك احتفاء بانتهاء أشغال بناء تحصينات الرصيف الذي يربط البنيون بمدينة الجزائر ودار الصناعة وتم وضعه داخل تحصينات الميناء قرب برج القومان حيث بقي حتى سنة 1830، حمل اسم لوكنسولار Le consulaire استولى عليه عند احتلال الجزائر ضمن مجموعة الغنائم التّذكارية لعرضها في متحف "الأنفاليد" بالعاصمة الفرنسية باريس بناء على رغبة الأميرال "دوبيري" الذي راسل وزير البحرية الفرنسية في 6 أوت* 1830* يطلب* السماح* بنقل* هذه* القطعة* الحربية* التي* أهدرت* رغبة* الجيوش* الفرنسية* لسنوات* خلت* إلى* مدينة* بريست* Brest* حيث* تم* نصبها* في* ساحة* الترسانة* في* سنة* 1833* بعد* ثلاث* سنوات* من* احتلال* الجزائر*.
والمدفع "بابا مرزوڤ" يبلغ من العمر الآن 466 سنة قضى منها 291 سنة شامخا بإحدى حصون ميناء الجزائر و175 سنة أسيرا في ساحة الترسانة. يبلغ طول هذه القطعة الحربية النادرة سبعة أمتار ويقدر مدى رميه بـ 4872 م ووزنه الكلي يقدر بحوالي 25 ألف كلغ وعياره يساوي 270 ملم، فيما بلغ وزن قنابله 68 كلغ، ويخلو من أية زخرفة ماعدا النقش باللغة الفرنسية الذي كتب عليه أثناء غنمه. واعترف الفرنسيون بقوة هذا المدفع وجاء في مجلة la france maritime أن هذا المدفع منح حصون رصيف الميناء قوة كبيرة وكانت هذه الفوهة النارية متجهة صوب رأس البيسكاد pointe pescade وهي سهلة الاستعمال رغم طولها المعتبر وخصص لها نخبة من المدفعيين الذين اعتادوا على شحنها وتصويبها وتحديد مدى رميها فيطلقون القذائف بدقة كبيرة تعترض كل سفينة أجنبية تجتاز الرأس البحري.
لم ينس الفرسيون على مر السنين، واختصروا في بابا مرزوڤ صمود الجزائريين ومقاومتهم الباسلة التي صدت هجومين كانا شرسين، وأعادت كم من مارشال وأميرال إلى بلدهم حاملين مرارة الهزيمة والإنكسار، وهاهم حتى الآن ينتقمون منه في ساحة الترسانة حيث يقف "بابا مرزوڤ" ولما أرادوا كسر شموخه وضعوا فوقه الديك رمز الفرنسيين في إشارة منهم إلى قوتهم وانتصارهم، وحتى يورثوا هذا الشعور لم يخطر ببالهم إعادته إلى الجزائر في إطار إعادة ما تم نهبه إبان الإحتلال، وحان الوقت لأن يطالب الجزائريون بهذه التحفة الأسطورية على اعتبار أنها حق لكل* الجزائريين* خاصة* وأنها* كانت* في* أصعب* فترات* التاريخ* رمز* الصمود* والانتصار*.
لقي مدفع بابا مرزوڤ وما زال اهتمام المؤرخين والباحثين في تاريخ الجزائر القديم والحديث، واتفق الجميع على أنه قطعة حربية نادرة في العالم لما كان يمثله من قوة دفاعية تعادل قوة العديد من المحاربين في آن واحد، حتى أن ذلك كان مبعث خوف مستمر لدى قادة الجيوش الفرنسية* بشهادة* هؤلاء* أنفهسم،* ومن* الأساتذة* الباحثين* الجزائريين* كان* بلقاسم* بابا* سي* الكاتب* والباحث* في* التاريخ* واحدا* من* الذين* عكفوا* على* تعرية* حقيقة* هذا* المحارب* الذي* زرع* الهواجس* والرّيبة* في* صدور* المحتلين*.
بابا* مرزوڤ،* محارب* مطلوب* القبض* عليه
كشف بلقاسم باباسي أن مدفع بابا مرزوڤ تم صنعه في دار النحاس التي كانت موجودة بجوار ثانوية الأمير عبد القادر حاليا بالعاصمة سنة 1542، بعد أن جاء الإخوة خير الدين وعروج بربروس إلى الجزائر سنة 1529 لرد خطر الإسبانيين الذين احتلوا قلعة "البنيون"، فكان أول ما قام به خير الدين بربروس هو دعم الصناعة المدفعية وكان مدفع بابا مرزوڤ من أهم ما تم صنعه خلال تلك الفترة وتم وضعه في برج رأس عمار بميناء الجزائر فوق ضريح سيدي ابراهيم السلامي، وكان لقوته الأثر الكبير في دحر خطر الفرنسيين، وأضاف أنه كان لهذا المدفع مميزات جعلته في مصاف الأسلحة المتطورة في ذلك الحين، ذلك أن رميه كان يصل إلى 05 كلم أي من ميناء الجزائر إلى شاطىء تمانفوست، ولم يكتف بنوع واحد من القنابل بل كان يقذف حتى القنابل الرخامية. وعكس ما تم ذكره في المصادر التاريخية التي أشرنا إليها سالفا فإن الباحث باباسي يؤكد* أن* المدفع* بابا* مرزوڤ* كان* يحمل* نقوشات* فنية* راقية* الجمال* وأن* الفرنسيين* كانوا* محتارين* من* أي* موضع* كان* يطلق* قذائفه* لأن* قنابلهم* المتساقطة* على* الميناء* عجزت* عن* الوصول* إليه* وتدميره*.
هذه الآلة الحربية التي حركت جنون القادة الفرنسيين جعلتهم يطلقون عليها لقب المحارب، وكان الأميرال دوبري يأمر جنوده بالوصول إليه والقبض عليه لمسح الألم الذي خلفته حادثتا قتل القنصل لوفاشي وبيول وعشرات المسيحيين، وأكّد المتحدث أن هذا الأميرال الذي ينحدر من منطقة بريست استولى على هذه التحفة الحربية النادرة في العالم وأخذها إلى مدينته ليتباهى بانتصاره ليس على الجزائريين فقط بل انتصاره على بابا مرزوڤ بذاته، فأسره وأذله بوضع الديك رمز الفرنسيين فوقه في المكان المسمى الترسانة حيث مازال منتصبا هناك يلفه التهميش واللامبالاة، وإلى جانب هذه القطعة التي كانت محط اهتمام الكتاب والباحثين الفرنسيين حيث تطرقوا إليه في كتاباتهم على اعتباره رمز انتهاك المسيح من طرف المسيحيين، يوجد الآن في متحف الانفاليد 26 قطعة حربية (مدافع) سرقت من الجزائر ما يفند بالحجة أن الفرنسيين في احتلالهم* للجزائر* لم* يحملوا* حضارة* بل* سرقوا* حضارة* الجزائر* إلى* متاحفهم*.
الاغلال ما تزال تطوق بابا مزوق
بابا مرزوق.. سيد مدافع المحروسة وأقدم أسير جزائري بفرنسا
ملحمة شعرية مقروءة تروي قصة مدفع شهير صنع مجد البحرية الجزائرية واستولت عليه فرنسا لتزين به إحدى ساحاتها.
ميدل ايست اونلاين
الجزائر - صدر مؤخرا عن الوكالة الإفريقية للإنتاج الثقافي والسينمائي وبدعم الديوان الوطني لحقوق المؤلف بالجزائر كتاب "بابا مرزوق سيد مدافع المحروسة"، للشاعر الشعبي أحمد بوزيان، وهو عبارة عن ملحمة شعرية مقروءة مستوحاة من تاريخ الجزائر، تحكي قصة المدفع الشهير باسم بابا مرزوق في الدفاع عن الجزائر العاصمة، والانتصارات التي حققها ضد الغزاة.
والديوان ملحمة جمع فيها الشاعر بين المادة التاريخية والطابع الدرامي في قالب فني من أجل إظهار أهمية هذا المدفع المنتسب إلي تاريخ وتراث الجزائر.
كما أنه محاولة لابراز أهمية هذا المعلم التاريخي والتراثي الذي يعد، حسب المؤلف، مفخرة الجزائر وأحد رموز مجدها إبان العهد العثماني، كما أنه مساهمة ترمي إلي تحسيس الجهات المعنية في الجزائر بأهمية التحرك من اجل استرجاعه من فرنسا.
ووفقا للعديد من الدراسات التاريخية تندرج صناعة المدفع في اطار مخطط الداي حسن باشا لتحصين مدينة الجزائر سنة 1542.
ويبلغ طول المدفع سبعة أمتار ويبلغ مداه 4872 مترا، ويشرف عليه أربعة من رجال المدفعية. وقد استطاع مدفع بابا مرزوق لفترة طويلة صد حملات الغزاة والمحتلين وثنيهم بدء بحملة لويس الرابع عشر بقيادة الأميرال أبراهام دوكيسن في 1671، وحملة الاميرال إيستري سنة 1688.
وبعد قرن ونصف تقريبا عززت فرنسا ترسانتها العسكرية البحرية واغتنمت حادثة المروحة في 1827 ليبعث شارل العاشر بحملة سماها بالعقابية في مايو/آيار 1830 قوامها 675 باخرة حربية و37000 عسكري نزلوا بساحل سيدي فرج الضاحية الغربية للعاصمة واحتلوا الجزائر المحروسة في الخامس من يوليو/تموز 1830.
واللافت أن تمسك الجزائريين بـ"بابا مرزوق" لم يفتر مع مر السنين، فقد تقدم محاربو شمال إفريقيا سنة 1912، بعريضة طالبوا فيها فرنسا باعادة المدفع إلي الجزائر العاصمة باعتباره مكانه التاريخي والطبيعي.
وقد أشاد مستشار الرئيس بوتفليقة محمد بن عمرو الزرهوني، في تقديمه للكتاب، بالديوان الذي جعل المدفع يمثل حيا ناطقا أمام الجاهلين قصة هذا السلاح الفتاك، كما لم يفت الزرهوني التذكير بدور هذه الملحمة بابا مرزوق التي ستساهم حتما في تحسيس الجزائريين والجزائريات بواجب التحرك من أجل استعادة المدفع من فرنسا وتخليصه من غربته، وهي الغربة التي عبّر عنها الشاعر علي لسان بابا مرزوق، حيث قال "راني في الأحكام نرجي/في الساحة للناس فرجة/مسبي وسباوني فرنجة، في الغربة وحدي بعيد علي الرسام.
وبالاضافة إلي رفضها الاعتذار عما اقترفته في حق الجزائريين من جرائم ضد الانسانية، ما تزال فرنسا تصر علي رفض إعادة "بابا مرزوق" إلي اصحابه، بدعوى أنّ البحرية الفرنسية ترفض التخلي عن هذه القطعة الحربية الهامة التي تعني لها الكثير، في إشارة إلي ما لقيته البحرية علي يد هذه الآلة الحربية الفتاكة.
والديوان عبارة عن حوار بين المدفع والشاعر، الذي يسترجع أحداثاً مهمة ومحطات بارزة من تاريخ الجزائر، والتعريف بهذا الرمز من خلال الجمع بين المادة التاريخية والعنصر الدرامي والقالب الفني.
تبدأ القصيدة الملحمة بشبح رجل جليل يجر أذيال برنوسه الأبيض كفرسان الأساطير، لحيته البيضاء وجبينه الساطع كأنه منحوت من فضة، يأتي الشبح يتخطى سدوف الزمن وينتصب لشاعرنا لروي حكايته قائلا:
"واحترت أناكي نابل
ذا الطيف اللي جاي عاجل
شيخ من العربان فاضل
وطرق حزني خفا وحيّاني بسلام
حتى لومه كان هايل
قالي علي بالقضا جارت الأحكام
راني بين الناس حافي
فارس وحديثه مرصع
ختم فوق القلب وطبع
وحكى لي قصة تروع
عقلي وسط حكايته في لحظه هام
قال جبيني كان يسطع
غير إذا كان غيرت وجهى الأعوام
ضاعت في الغربة أوصافي"
ويعود محمد بوزيان بالقارئ، عبر الشخصية المجسدة لـ"بابا مرزوق"، إلي عصور مختلفة من تاريخ الجزائر، بدءا بالعهد الزاهر للدايات والباشاوات الذين حكموا البلاد قبيل الاحتلال الفرنسي، مرورا بأبطال المقاومة الشعبية بعد الاحتلال الفرنسي، ووصولا إلي عصرنا الحاضر، حيث تأسف الكاتب لتنكر الجيل الجديد لتضحيات الاجداد.
وذكر الشاعر أنّ الجيل الجديد لم يقدر هذه التضحيات حق قدرها، فراحوا يتقاتلون فيما بينهم، في إشارة واضحة إلي سنوات الأزمة الوطنية، حيث ضمّن كتابه بعض النصائح للجيل الجديد قصد تثمين تضحيات الاجداد في سبيل الحرية، نذكر منها مايلي:
كانت لي زمان صولة
جاملها خصلة وطولة
فرساني كلها فحولة
كنت الدرع علي الرعية والحكام
غنمت مع الأحباب جولة
كنت سلاح العز كي كانت الأيام
صاعي كان زمان وافي
والملحمة القصيدة استهلكت 72 صفحة من القطع الصغير، والكتاب يحتوي على 99 صفحة بالمقدمتين، التصدير الذي دبجه الأستاذ محمد بن عمرو الزرهوني وكذا التعريف بالبطل الاسطوري المدفع "بابا مرزوق" الذي غنى للبحر والشمس نغمات الرعد بلسان الانتصارات.
ولم تكتف فرنسا بالسطو علي مدفع بابا مرزوق ، حيث نقله الأميرال فيكتور غي دوبري في 1833 إلي مدينة بريست، ووضع في إحدي الساحات وقد نقش عليه إفريقيا المحررة، المنعشة والمنارة بأفضال فرنسا والحضارة ، كما وضعت علي فوهته كرة تحت قدم ديك (رمز فرنسا) يظهرها في صورة المهيمن على العالم، إمعانا في اذلال المدفع بابا مرزوق .
وفي هذا الشأن، يقول المدفع علي لسان الشاعر "صلبوني وأسروا جنودي.. . فوق شموخي ديكهم حطوه أعلام، داس برجله علي شفافي ، ليوجه الشاعر في الاخير نداء عندي في الأخير مطلب، بابا مرزوق ذاك مكسب، أنا قلت عليه نكتب، نتجرأ ونهز ضمير الحكام، بالاك الفكرة تقرب، يرجع لنا الغريب وينور، هذاك دوايا الشافي.
الجزائر تخدع نفسها وتمني الكرامة الجزائرية نفسها بعودة بابا مرزوق
مدفع "بابا مرزوق" مرعب فرنسا يعود إلى الجزائر بعد 150 سنة
مدفع أبو مرزوق النسخة المزورة يتحرر من الأسر تصوير: (علاء بويموت)
نجحت وزارة الدفاع، في الذكرى الخمسين لإستقلال الجزائر،من صنع مدفع "بابا مرزوق" مقلد للمدفع الذي صادره المحتل الفرنسي سنة 1830 وأخذه إلى فرنسا أين وضعه كنصب في إحدى ساحات مدينة "بيرست" وفوقه ديك رومي إلى غاية اليوم.
فرنسا لا تزال تنتقم من أسير عمره 466 سنة
"بابا مرزوڤ" هو من أقدم المدافع وأشهرها تم صنعه من مادة البرونز بمصنع دار النحاس في سنة 1542م من طرف مهندس من البندقية وكان ذلك احتفاء بانتهاء أشغال بناء تحصينات الرصيف الذي يربط البنيون بمدينة الجزائر ودار الصناعة وتم وضعه داخل تحصينات الميناء قرب برج القومان حيث بقي حتى سنة 1830، حمل اسم لوكنسولار Le consulaire استولى عليه عند احتلال الجزائر ضمن مجموعة الغنائم التّذكارية لعرضها في متحف "الأنفاليد" بالعاصمة الفرنسية باريس بناء على رغبة الأميرال "دوبيري" الذي راسل وزير البحرية الفرنسية في 6 أوت 1830 يطلب السماح بنقل هذه القطعة الحربية التي أهدرت رغبة الجيوش الفرنسية لسنوات خلت إلى مدينة بريست Brest حيث تم نصبها في ساحة الترسانة في سنة 1833 أي بعد ثلاث سنوات من احتلال الجزائر، قبل أن يتم في السنوات الموالية وضع ديك رومي مصنوع بالبرونز فوقه.
"بابا مرزوق" في 30 يوما وفرنسا تحت الصدمة
تمكنت القوات البحرية التابعة لوزارة الدفاع الوطني، من صنع مدفع "بابا مرزوق" العملاق طبقا للأصل،بمناسبة الذكرى الخمسين لاستقلال الجزائر، والذي لم يكن مجرد قطعة عسكرية عادية بل كان رمزا لقوة الجزائر العسكرية، وعن كيفية صنعه قال أحد المساهمين في صناعته بالقوات البحرية العقيد لطفي بداوي في تصريح لـ "الشروق"، أنهم قاموا بإجراء بحث للحصول على أدق التفاصيل والمقاييس والمواصفات التي استعملت في صناعة "بابا مرزوق" الحقيقي والإرادة القوية للقوات البحرية، مكنتها من صنعه بنفس المواصفات بمؤسسة البناء والتصليح البحري بالمرسى الكبير بوهران.
وأضاف محدثنا أن مسافة قذف مدفع بابا مرزوق المقلد تتجاوز الـ 5 كلم، وهي نفس مسافة قذف المدفع الأصلي فيما يبلغ طوله 7.5 متر، مؤكدا أن هذا المدفع تم إنجازه في ظرف لم يتجاوز 30 يوما فقط بسبب حصول القوات البحرية على جميع المعلومات وتفاصيل الخاصة بصنعه وتركيبه.
وبخصوص المجهودات التي بذلتها السلطات الجزائرية لاسترجاع مدفع "بابا مرزوق" ورفض السلطات الفرنسية إرجاعه إلى الجزائر قال العقيد لطفي بداوي، رغم محاولات استعادته إلا أن البحرية الفرنسية ترفض ذلك باستمرار خوفا من أن ينكشف عار الفرنسيين الذي تسبب فيه هذا المدفع العملاق. فكم من فرنسي وضع في فوهته وأطلق كقذيفة إلى البحر وكم من مفخرة حققها للأسطول الجزائري على مدار سنوات طويلة، حيث يروي بعض المؤرخين أن أحد دايات الجزائر الذين جاؤوا بعد وفاة حسن باشا غضب من القنصل الفرنسي وهو "الأب فاشر" سفير الملك لويس الرابع عشر بالجزائر الذي ساعد بتقاريره الاستخبارية الأميرال ابراهام دوكاسن في حملته الفاشلة لغزو الجزائر فوضعه أمام فوهة مدفع "بابا مرزوق" وقصف به السفينة التي تقل قائد الحملة، ومن هنا أصبح الفرنسيون يسمون مدفع بابا مرزوق "لاكونسيلار".
قذف به سفراء باريس.. الجزائر تطالب فرنسا بإرجاع مدفع "بابا مرزوق"
Sunday 05 August 2012
Sunday 05 August 2012
[FONT=&]مفكرة الاسلام: تقدمت الجزائر بطلب رسمي لدى فرنسا لاسترجاع مدفع "بابا مرزوق" الذي قُذف به أحد السفراء الفرنسيين على مسافة خمسة كيلومترات قبل أربعة قرون، وسلبته فرنسا بعد احتلال الجزائر بـ11 يومًا فقط.[/FONT]
[FONT=&]وكشفت جون إيف لو دوريان المستشارة بوزارة الدفاع الفرنسية يوم الجمعة عن تلقي بلادها طلبًا رسميًّا أودعته الحكومة الجزائرية مطلع شهر يوليو الماضي لدى وزارة الخارجية لاسترجاع المدفع، مشيرة إلى أنه يجري دراسة هذا الطلب، إلا أنها أكدت أن البحرية الفرنسية متمسكة بالمدفع بوصفه من ممتلكات وزارة الدفاع.[/FONT] [FONT=&]من جهتها، قالت المحامية الجزائرية فاطمة بن براهم التي تقود رفقة شخصيات وطنية أخرى حملة شعبية ووطنية لاسترجاع مدفع بابا مرزوق لـ"العربية نت": إن "الجزائر أصبح بإمكانها الآن - وبقوة القانون الدولي - المطالبة باسترجاع المدفع الذي يعتبر رمز قوة الجزائر وسيادتها منذ قرون".[/FONT] [FONT=&]وأضافت: إن "القانون الدولي ومنظمة اليونسكو يمنحان الحق للدول لاسترجاع ممتلكاتها التي سلبت منها، بشرط إثبات ملكية الشيء المطلوب والتقدم بطلب للحصول عليه، وهما أمران متوفران في الجزائر".[/FONT] [FONT=&]وأوضحت أن حملة المطالبة ستشمل أيضًا أمورًا أخرى استولت عليها فرنسا عند احتلال الجزائر، منها رؤوس شيوخ المقاومة الجزائرية، كما هو حال رأس الشيخ بوزيان وابنه اللذين أخذت فرنسا رأسيهما بعدما فصلتهما عن جسديها، وهما الآن معروضان في أحد متاحف فرنسا، بالإضافة إلى خيمة لباي قسنطينة التي كان يجتمع تحتها ما لا يقل عن 100 محارب، استولت عليها فرنسا بسبب جمالها وروعة نسيجها.[/FONT] [FONT=&]وقالت: إن "اللجنة الوطنية للمطالبة باسترجاع التراث الوطني راسلت في هذا الشأن كلاًّ من الرئيسين اليامين زروال وعبدالعزيز بوتفليقة، وراسلت كل الهيئات الأخرى، ومنها وزارة الدفاع الوطني، ويفترض أن تستجيب فرنسا لهذه المطالب، إما طواعية وإما عن طريق القضاء الدولي".[/FONT] [FONT=&]قصة حقد عمرها قرون:[/FONT] [FONT=&]وبخصوص رمزية مدفع بابا مرزوق، فتعني تسميته "رزق من الله"، وتم بناؤه عام 1542 في ورشات حربية تابعة لـ"دار النحاس" بحي القصبة التاريخي، ويبلغ طوله قرابة سبعة أمتار بينما يبلغ مداه قرابة خمسة كيلومترات، أي أنه يطلق قذيفة تصيب هدفًا على بعد خمسة كيلومترات من اليابسة.[/FONT] [FONT=&]وهو بهذا يمثل أقوى مدفع في العالم حتى اليوم، ويرمز لقوة الأسطول البحري الجزائري، حيث كان يجبر أساطيل الدول الكبرى على دفع الجزية مقابل المرور عبر سواحل الجزائر.[/FONT] [FONT=&]وفي القرن السادس عشر بعثت الجزائر سفراء لها ليبلغوا البحارة الفرنسيين الذين يشنون حملات متواصلة لغزو الجزائر بهدف نشر "المسيحية" بالتوقف عن شن هذه الحملات، لكن القبطان الفرنسي قتل السفراء حرقًا، فردت عليهم حاكم الجزائر برمي سفراء فرنسا إليه عبر فوهة مدفع بابا مرزوق، حيث وضع الأب لوفاشي في فوهة المدفع، وأرسله مباشرة مع قذيفة المدفع إلى سفينة القبطان الفرنسي.[/FONT] [FONT=&]وقد تولدت ضغينة وحقد فرنسي من هذا المدفع، حتى أنه كان أول شيء يسلبه الفرنسيون بعد احتلال الجزائر صيف 1830، حيث أخذوه بعد 11 يومًا فقط.[/FONT] [FONT=&]واليوم يوجد مدفع بابا مرزوق بميناء بريست الفرنسي، منصوبًا وفوهته إلى السماء بشكل عمودي، وجرى غلق فوهته عمدًا بمجسم لكرة أرضية يقف فوقها ديك فرنسي، للدلالة على أن فرنسا تحكم العالم.[/FONT] [FONT=&]وبمناسبة ذكرى استقلال الجزائر، أزاحت وزارة الدفاع الجزائرية النقاب عن مجسم لمدفع "بابا مرزوق" بكل التفاصيل، في إشارة إلى تمسُّك الجزائر به حتى يتم استرجاع المدفع الأصلي[/FONT]
http://l.********/lo/api/res/1.2/JAPIB66z3RWmrwsB5IyWCQ--/YXBwaWQ9bWti/http://t3.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcRIMaXpv9s4ObNXETew1Iu_nCWOA1u3KKK9uiHjCL3jYOgeTOoj0Yr6R8EX
مستشارة بوزارة الدفاع قالت إن البحرية الفرنسية متمسكة به
الحكومة الجزائرية تطلب رسميا استرجاع مدفع بابا مرزوق من فرنسا
منقول
اخي الحبيب السلفي الخفي