رؤية الله يوم القيامة أجلّ ما يطمح إليه العبد السّالك في دينه سبيل السّلامة

ابو ليث

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
8 جانفي 2010
المشاركات
10,466
نقاط التفاعل
10,287
النقاط
356
محل الإقامة
الجزائر
رؤية الله يوم القيامة أجلّ ما يطمح إليه العبد السّالك في دينه سبيل السّلامة

الصلة بين الصلاة ورؤية الله

إن تمام المنّة وأكمل نعيم أهل الجنة رؤيةُ ربهم العظيم ذي الجلال والجمال ، بهجة قلوبهم وقرة عيونهم وأعظم هناءتهم ولذتهم في دار النعيم.

روى مسلم في صحيحه عَنْ صُهَيْبٍ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ - قَالَ - يَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى تُرِيدُونَ شَيْئًا أَزِيدُكُمْ فَيَقُولُونَ أَلَمْ تُبَيِّضْ وُجُوهَنَا أَلَمْ تُدْخِلْنَا الْجَنَّةَ وَتُنَجِّنَا مِنَ النَّارِ - قَالَ - فَيَكْشِفُ الْحِجَابَ فَمَا أُعْطُوا شَيْئًا أَحَبَّ إِلَيْهِمْ مِنَ النَّظَرِ إِلَى رَبِّهِمْ عَزَّ وَجَلَّ ».

وبين رؤية الله والصلاة صلة فمن كان من أهل الصلاة فهو حري بهذا المن العظيم ، ومن كان مضيعا لها فهو حري بالحرمان وأهل للخسران ، وقد دل على هذا الارتباط الكتاب والسنة .

أما الكتاب فيقول الله تعالى { وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (23) وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ (24) تَظُنُّ أَن يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ (25) كَلاَّ إِذَا بَلَغَتْ التَّرَاقِيَ (26) وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ (27) وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ (28) وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ (29) إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ (30) فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّى (31) وَلَكِن كَذَّبَ وَتَوَلَّى}

فقوله تعالى: { وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ } من النضارة، أي حسنة بَهِيَّة مشرقة مسرورة،

{ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ } أي: تراه عيانا بأبصارها ،

قال الحسن البصري : " وحق لها أن تنضر وهي تنظر إلى الخالق ".

ثم ذكر جل شأنه القسم الآخر أهل الوجوه الباسرة الكالحة القاطبة وذكر في جملة أعمالهم ترك الصلاة فدل على أن أهل القسم الأول أهل النضرة والنظر إلى الله هم أهل الصلاة.

وأما السنة ففي الصحيحين عن جَرِيرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- إِذْ نَظَرَ إِلَى الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ فَقَالَ « أَمَا إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ كَمَا تَرَوْنَ هَذَا الْقَمَرَ لاَ تُضَامُّونَ فِى رُؤْيَتِهِ فَإِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ لاَ تُغْلَبُوا عَلَى صَلاَةٍ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا فَافْعَلُوا ». يَعْنِى الْعَصْرَ وَالْفَجْرَ ثُمَّ قَرَأَ جَرِيرٌ (وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا ).

ففي هذا الحديث إشارة إلى الصلة بين الصلاة والرؤية، قال ابن رجب رحمه الله : " وقد قيل في مناسبة الأمر بالمحافظة على هاتين الصلاتين عقيب ذكر الرؤية : أن أعلى ما في الجنة رؤية الله عز وجل ، وأشرف ما في الدنيا من الأعمال هاتان الصلاتان ، فالمحافظة عليهما يرجى بها دخول الجنة ورؤية الله عز وجل فيها"(1) .

ولاشك أنَّ الصحابة لما سمعوا قول النبي صلى الله عليه وسلم: " إنَّكم سترون ربكم عز وجل كما ترون هذا القمر، لا تضامون في رؤيته " قد جال في نفوسهم شوق عظيم وتساءل عن العمل الذي ينال به هذا المطلب الجليل ، ومن تمام نصح النبي صلى الله عليه وسلم وكمال بيانه أنَّ أجاب عليه دون أن يُسأل ، فقال: " فإن استطعتم ألا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا "

وفي هذا إشارة منه صلى الله عليه وسلم إلى أنَّ رؤية الله عز وجل يوم القيامة لا تنال بمجرد الأماني: {لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ} ، بل لابد من عمل وجد واجتهاد وإقبال على الله تبارك وتعالى،

ولهذا أرشد النبي صلى الله عليه وسلم إلى الأسباب التي ينال بها العبد رؤية الله عز وجل،

فأرشد صلى الله عليه وسلم إلى صلاتين عظيمتين ـ وهما الفجر والعصر ـ

وقد ورد في شأنهما نصوص كثيرة جداً تدل على فضلهما، فخصّهما لما فيهما من عظيم الفضل، ولما فيهما من الثقل على كثير من الناس، فمن سمت همته وأعانه الله عز وجل ووفقه للمحافظة على هاتين الصلاتين فهو لما سواهما من الصلوات أكثر محافظة، بل إن صلاة الفجر خاصة مفتاح اليوم، ومن أكرمه الله عز وجل بالنهوض لهذه الصلاة والاهتمام بها أعين على الصلوات بقية اليوم، فإن ما يكون من العبد في الفجر ينسحب على بقية اليوم، كما قال بعض السلف:"يومك مثل جملك إذا أمسكت أوله تبعك آخره".

وفي قوله " ألا تغلبوا " إشارة إلى أنَّ في الدنيا أموراً كثيرة تغالب الناس على المحافظة على هاتين الصلاتين، وما أكثر الصوارف في أيامنا هذه، فمن الناس من يغلبه على الصلاة التي هي زينة الحياة الدنيا شرب الشاي، وبعضهم يغلبه حديث تافه وسمر ماجن ولهو باطل ومشاهدات رديئة، ومن الناس من يغلبه النوم، وهكذا.

وفي الحديث دلالة على أنَّ الاعتقاد الصحيح السليم يؤثر على عمل العبد وسلوكه، فكلما ازداد إيمانه وقوي يقينه ازداد استقامة وجِداً وعملاً وبذلاً ومحافظة على طاعة الله.

ولهذا الارتباط بين الصلاة والرؤية كان نبينا صلى الله عليه وسلم يسأل الله في خاتمة صلاته قبل أن يسلم هذه اللذة العظيمة والثواب الجزيل .

روى النسائي في السنن عن عطاء بن السائب، عن أبيه، قال: صَلَّى بِنَا عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ صَلَاةً، فَأَوْجَزَ فِيهَا، فَقَالَ لَهُ بَعْضُ الْقَوْمِ: لَقَدْ خَفَّفْتَ أَوْ أَوْجَزْتَ الصَّلَاةَ، فَقَالَ: أَمَّا عَلَى ذَلِكَ، فَقَدْ دَعَوْتُ فِيهَا بِدَعَوَاتٍ سَمِعْتُهُنَّ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا قَامَ تَبِعَهُ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ هُوَ أُبَيٌّ غَيْرَ أَنَّهُ كَنَى عَنْ نَفْسِهِ، فَسَأَلَهُ عَنِ الدُّعَاءِ، ثُمَّ جَاءَ فَأَخْبَرَ بِهِ الْقَوْمَ: «اللَّهُمَّ بِعِلْمِكَ الْغَيْبَ، وَقُدْرَتِكَ عَلَى الْخَلْقِ، أَحْيِنِي مَا عَلِمْتَ الْحَيَاةَ خَيْرًا لِي، وَتَوَفَّنِي إِذَا عَلِمْتَ الْوَفَاةَ خَيْرًا لِي، اللَّهُمَّ وَأَسْأَلُكَ خَشْيَتَكَ فِي الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ، وَأَسْأَلُكَ كَلِمَةَ الْحَقِّ فِي الرِّضَا وَالْغَضَبِ، وَأَسْأَلُكَ الْقَصْدَ فِي الْفَقْرِ وَالْغِنَى، وَأَسْأَلُكَ نَعِيمًا لَا يَنْفَدُ، وَأَسْأَلُكَ قُرَّةَ عَيْنٍ لَا تَنْقَطِعُ، وَأَسْأَلُكَ الرِّضَاءَ بَعْدَ الْقَضَاءِ، وَأَسْأَلُكَ بَرْدَ الْعَيْشِ بَعْدَ الْمَوْتِ، وَأَسْأَلُكَ لَذَّةَ النَّظَرِ إِلَى وَجْهِكَ، وَالشَّوْقَ إِلَى لِقَائِكَ فِي غَيْرِ ضَرَّاءَ مُضِرَّةٍ، وَلَا فِتْنَةٍ مُضِلَّةٍ، اللَّهُمَّ زَيِّنَّا بِزِينَةِ الْإِيمَانِ، وَاجْعَلْنَا هُدَاةً مُهْتَدِينَ».

منَّ الله علينا أجمعين بالمحافظة على الصلاة ، ونسأله سبحانه لذة النظر إلى وجهه، والشوق إلى لقائه في غير ضراء مضرة، ولا فتنة مضلة.

***

--------------

(1) فتح الباري (4/323)



http://www.al-badr.net/web/index.php...=view&pageid=9

 
آخر تعديل:
رؤية الله تعالى يوم القيامة

هناك جدل في مسألة الرؤيا، أي رؤية الله - سبحانه وتعالى- يوم القيامة، وقد كثر الخصام، فمن الناس من يقول: إن الله لن يرى، ومنهم من يقول: إنه سيرى، وكل منهم يأتي بالأحاديث وبعض الآيات الكريمة لنفي أقوال الطرف الآخر، أفتونا - جزاكم الله خيرا

الجواب:

قول أهل السنة والجماعة، وهو إجماع الصحابة - رضي الله عنهم- وإجماع أهل السنة بعدهم أن الله – سبحانه- يُرى يوم القيامة ، يراه المؤمنون ويرونه في الجنة أيضاً، أجمع أهل العلم على هذا ، أجمع علماء الصحابة والمسلمون الذين هم أهل السنة والجماعة على هذا،

وقد دل عليه القرآن العظيم ، والسّنة المطهّرة الصّحيحة،

يقول الله - عز وجل- :" وجوه يومئذٍ ناضرة إلى ربّها ناظرة ": ناضرة يعني بهية جميلة،

إلى ربّها ناظرة تنظر إلى وجهه الكريم - سبحانه وتعالى-.

وقال - عز وجل- :" للذين أحسنوا الحسنى وزيادة "، صح عن رسول الله - عليه الصلاة والسلام- أنه قال : الحسنى: الجنة، والزيادة: النظر إلى وجه الله.

وقال الله:" كلا إنهم عن ربّهم يومئذٍ لمحجوبون ".

فإذا حجب الكفار علم أن المؤمنين غير محجوبين بل يرون ربّهم في القيامة وفي الجنة،

وقد توارت الأحاديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أن المؤمنين يرون ربّهم في القيامة وفي الجنة، يقول - صلى الله عليه وسلم- : (إنكم ترون ربّكم يوم القيامة كما ترون القمر ليلة البدر لا تمارون في رؤيته). وفي لفظ: (لا تضارون في رؤيته) .

وفي اللفظ الآخر: (كما تطلع الشمس صحوا ليس دونها سحاب).

فالكلام بيّن واضح ، بيّن عليه الصلاة والسلام أن المؤمنين يُرون ربّهم رؤيةً ظاهرة جلية كما ترى الشمس صحوا ليس دونها سحاب ، وكما يُرى القمر ليلة البدر ليس هناك سحاب ،

وهل بعد هذا البيان بيان؟ ما أوضح هذا البيان وما أبينه وما أكمله.

وأخبر - صلى الله عليه وسلم- أنّهم يرونه في الجنّة أيضاً.

فمن أنكر الرؤية فهو مرتد ضال. من أنكر رؤية الله للمؤمنين كلهم له يوم القيامة وفي الجنة فهو ضال مرتد -

نسأل الله العافية -.



http://www.binbaz.org.sa/audio/noor/006622.mp3


http://www.binbaz.org.sa/mat/10369
 
س: هذا سائل لم يذكر الاسم في هذه الرسالة ، ويقول فيها : أريد من سماحة الشيخ الإجابة على هذا السؤال ، يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رواه الشيخان : "إنكم سترون ربكم عيانا كما ترون هذا القمر ، لا تضامون في رؤيته ، فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا "والسؤال هو : لماذا قرن في هذا الحديث بين رؤية الله عز وجل ، وبين صلاة الفجر وصلاة العصر؟ هل المحافظة على هذه الصلاة في هذين الوقتين سبب لرؤية الله عز وجل ؟ جزاكم الله خيرا .

الجواب :

رؤية الله سبحانه في الجنة ويوم القيامة حق يراه المؤمنون وهي أعلى نعيم أهل الجنة ، إذا كشف الحجاب عن وجهه ورأوه ما أعطوا شيئا أحب إليهم من النظر إلى وجهه ، وقد أخبر جل وعلا أنهم يرونه يوم القيامة عيانا كما يرون الشمس صحوة ليس دونها سحاب ، وكما يرون القمر ليلة البدر لا يضامون في رؤيته ، عند أهل السنة والجماعة ، ويقول صلى الله عليه وسلم :" إن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس ، وقبل غروبها فافعلوا يعني : صلاة العصر وصلاة الفجر[/U "] ،


ذكر أهل العلم أن السّرّ في ذلك أنّ من حافظ عليهما يكون ممّن ينظر إلى الله ، بكرة وعشيًّا في الجنة ، يعني هي مقدار البكرة والعشي ،

الجنة ليس فيها ليل كلها نهار مطرد ، لكن هي مقدار البكرة والعشي كما قال تعالى :" ولهم رزقهم فيها بكرة وعشيّا " ، يعني هي مقدار البكرة والعشي في الدنيا

وهكذا في الرؤية في مقدار البكرة والعشي يعني خواص أهل الجنة لهم رؤية ما بين البكرة والعشي يعني رؤية كثيرة بسبب أعمالهم الطيبة وإيمانهم الصادق ، ومن أسباب ذلك محافظتهم على صلاة العصر وصلاة الصبح ؛ لخصوصيات أهل صلاة العصر وصلاة الصبح والمحافظة عليهما ، مما يدل على قوة الإيمان وكمال الإيمان مع بقية الصلوات ،

الواجب أن يحافظ على الجميع ، ولكن يخصّ العصر والفجر بمزيد عناية ؛ لأنها ضدّ ما يفعله المنافقون وضد ما عليه الكسالى .


فتاوى نور على الدرب:

المجلد الأول > كتاب العقيدة > باب ما جاء في الأسماء والصفات > رؤية الله سبحانه وتعالى يوم القيامة



http://www.alifta.net/fatawa/fatawaD...No=1&PageID=56






56 - رؤية رسول الله صلى الله عليه وسلم لربه في الدنيا

س: تسأل السائلة وتقول : هل هناك دليلٌ على أن الرسول صلى الله عليه وسلم رأى الله عز وجل ؟ وهل هناك دليلٌ على رؤية الناس يوم القيامة للرسول صلى الله عليه وسلم؟ .


الجواب :

أما في الدنيا فلم ير ربّه - عليه الصلاة والسلام ، وقد طلب موسى أن يرى ربّه فقال: "لن تراني " ، وقال نبينا محمد عليه الصلاة والسلام : "واعلموا أنه لن يرى أحدكم ربّه حتى يموت

والنبي صلى الله عليه وسلم لم ير ربّه ، سئل عن هذا ، قال لما سأله أبو ذر ، قال يا رسول الله : هل رأيت ربّك؟ قال : رأيت نورا ، وفي لفظ قال : نور أنى أراه ، رواهما مسلم في الصحيح .

فبيّن لنا أنه لن يرى أحدٌ منَّا ربّه حتى يموت ، فعلم بهذا أنه لا يُرى في الدنيا سبحانه وتعالى ، وإنما يُرى في الآخرة ،

قد يُرى في النوم كما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم ، لكن لا يرى بالعين في اليقظة إلا في الآخرة ،

فقد تواترت الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الله يُرى في الآخرة ، يراه المؤمنون في القيامة ، ويراه أهل الجنة في الجنة ، وهذا إجماع أهل السنة والجماعة ، وقد أنكر ذلك بعض أهل البدع ، وقالوا : إنه لا يُرى حتى في الآخرة ،

وهذا قولٌ باطل ، بل من عرف الأحاديث الصحيحة المتواترة عرف أنه حقّ ، أنه يُرى في الآخرة ويُرى في الجنة ، يراه المؤمنون ، وأن من أنكر ذلك فقد كذب الرسول صلى الله عليه وسلم ،

فالرسول صلى الله عليه وسلم أخبرنا أننا نرى ربّنا ، قال في بعض الروايات في الصحيحين عليه الصلاة والسلام :" إنكم سترون ربكم كما ترون القمر ليلة البدر لا تضامون في رؤيته ، وكما ترون الشمس صحواً ليس دونها سحاب "

فأخبر صلى الله عليه وسلم أنه يُرى جل وعلا رؤية واضحة ظاهرة ، يراه المؤمنون في القيامة ، ويراه المؤمنون في الجنة كما يُرى القمر ليلة البدر لا يضامون في رؤيته ، يعني لا يُزاحمون في رؤيته ولا يتضامون أيضاً ولا يشكون برؤيته سبحانه وتعالى ،

هكذا أخبر صلى الله عليه وسلم ، بل جاءت به الأخبار عن رسول الله المتواترة ، اليقينية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأجمع عليه أهل السنة والجماعة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وأتباعهم بإحسان ، كلهم أجمعوا على أن الله سبحانه - يُرى في الآخرة ، ويراه أهل الجنة ، يراه المؤمنون ولا يراه الكافرون ،

قال تعالى :" كلاَّ إنّهم عن ربّهم يومئذٍ لمحجوبون " يعني : الكفار ، لا يرونه في القيامة محجوبون عنه ،

وأما المؤمنون فيرونه في القيامة ويرونه في الجنة كما يشاء سبحانه وتعالى ،

هذا هو قول أهل الحق وهو قول أهل السنة والجماعة ،

وقد ذهب جمعٌ من أهل العلم على أن من أنكر ذلك فهو كافر ، ذهب جمع من أهل السنة والجماعة على من أنكر رؤية الله في الجنة وفي القيامة يكون كافراً ، لأنه مكذبٌ للرسول صلى الله عليه وسلم فيما صح عنه عليه الصلاة والسلام من الأحاديث المتواترة الصحيحة الثابتة عن رسول الله عليه الصلاة والسلام ،

نسأل الله أن يجعلنا وإياكم وسائر المسلمين ممّن يراه ، ومن يفوز بذلك يوم القيامة وفي دار الكرامة ، ونسأل الله العافية من طاعة الهوى والشيطان .


3d877d0b5bdbff1dd25c67df1f81843b.jpg




س: هل رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ربّه ليلة الإسراء والمعراج ، علما أني سمعت رجلا يقول في قوله تعالى :"ولقد رآه نزلة أخرى (13) عند سدرة المنتهى(14)عندها جنّة المأوى (15) " إن جبريل عليه السلام لا يستطيع الوصول إلى هذا المكان ، إنما هو الله سبحانه؟ أرشدوني جزاكم الله خيرا .


الجواب :

الصواب أن نبيّنا محمدا صلى الله عليه وسلم لم ير ربّه ليلة الإسراء والمعراج ، وإنما رأى جبرائيل ، هذا هو الصواب ، كما قال الله سبحانه : "والنّجم إذا هوى(1) ماضلّ صاحبكم وما غوى (2) وما ينطق عن الهوى (3) إن هو إلاّ وحيٌّ يوحى (4) علّمه شديدُ القُوى (5) "

هذا جبرائيل عليه السلام :" ذو مرّة " يعني : ذا قوة، "ثمّ دنا " يعني : جبرائيل ،

"ثمّ دنا فتدلّى (8) "يعني : من محمد عليه الصلاة والسلام ، "فكان قاب قوسين أو أدنى "يعني : أوحى جبرائيل إلى عبد الله ، هو محمد عليه الصلاة والسلام يعني معروفا من السياق ،

"فأوحى إلى عبده ماأوحى (10)ماكذب الفؤاد مارأى (11) أفتمارونه على ما يرى(12)ولقد رآه نزلة أخرى (13) عند سدرة المنتهى (14) "

كل هذا في جبرائيل هذا هو الصواب ، إنه السياق كله في جبرائيل لا في حق الله عز وجل ، هذا هو الحق ، وقد وقع في رواية شريك بن عبد الله بعض الأغلاط ، وذكر ما يدل على أنه الله سبحانه وتعالى ، ولكن أهل الحق من أئمة الحديث غلطوا شريكا في ذلك ، فالصواب أن الآية في جبرائيل ،"ولقد رآه نزلة أخرى (13) عند سدرة المنتهى (14) " هذا جبرائيل عليه الصلاة والسلام ،

وكان رآه مرتين في صورته التي خلقه الله عليها ، رآه في مكة ورآه عند السدرة ، وله ستمائة جناح ، كل جناح منها مد البصر ، وهذا من آيات الله العظيمة سبحانه وتعالى ،

وفي صحيح مسلم عن أبي ذر رضي الله عنه ، قال : سألت النبي عليه الصلاة والسلام : هل رأيت ربّك؟ فقال عليه الصلاة والسلام : "رأيت نورا" وفي لفظ آخر:" نور أنى أراه "

فبيّن عليه الصلاة والسلام أنه لم ير ربه وإنما رأى نورا ، سئلت عائشةعن ذلك؛ فأفادت أنه لم ير ربّه ، وتلت قوله تعالى :"لاتدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار " يعني : في الدنيا

أما في الآخرة فيراه النبي صلى الله عليه وسلم ، والمؤمنون يرونه يوم القيامة ، ويرونه في الجنة كما يشاء ، سبحانه وتعالى ، هذا بإجماع أهل السنة والجماعة ، المؤمنون يرونه يوم القيامة في عرصات القيامة ، ويرونه في الجنة كما تواترت به الأخبار عن رسول الله عليه الصلاة والسلام ، أنه قال للصحابة : هل تضارون في رؤية الشمس صحوا من دون سحاب ؟ ، قالوا : لا . قال : هل تضارون في رؤية القمر ليلة البدر ليس دونه سحاب ؟ قالوا : لا . قال : فإنكم سترون ربّكم كذلك ، ترونه كما ترون هذه الشمس وهذا القمر يعني : رؤية حقيقية .

هذا واضح في مسألة الرؤية ، وأن المؤمنين يرون ربّهم جل وعلا ، يوم القيامة وفي دار الكرامة كما ترى الشمس ، وكما يرى القمر وهذا تشبيه للرؤية ، لا للمرئي ، ربّنا لا شبيه له سبحانه وتعالى ، ليس كمثله شيء سبحانه وتعالى ، ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم شبّه الرؤية في وضوحها ، وإنها يقين كرؤية الشمس والقمر ، يعني : أنها رؤية واضحة ثابتة ، يقينية لا شبه فيها .

أما المرئي سبحانه فليس له شبيه ، ولا نظير ، جل وعلا .

وهذا هو قول أهل الحق ، قول أهل السنة والجماعة ، وقد ثبت هذا في الصحيحين ، من حديث أبي هريرة وحديث جرير بن عبد الله البجلي ،ومن أحاديث أخرى كثيرة متواترة ، عن رسول الله عليه الصلاة والسلام ، في إثبات رؤية الله جل وعلا ، المؤمنون يرونه يوم القيامة ، ويرونه أيضا في الجنة ،

أما الكفار فإنهم محجوبون عن الله عز وجل ، كما أخبر بهذا سبحانه :"كلاّ بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون (14)كلاّإنّهم عن ربّهم يومئذٍ لمحجوبون (15) " فهم محجوبون عن رؤية الله عز وجل ، لا يرونه أما أهل الإيمان فيرونه ،

وهذا معنى قوله سبحانه :"وجوهٌ يومئذٍ ناضرة " وجوه ناضرة يعني من البهاء والحسن ، ناضرة من النضارة من البهاء والحسن والجمال ،"إلى ربّها ناظرة " ، تنظر إليه سبحانه وتعالى كما يشاء ، فضلا منه وإحسانا سبحانه وتعالى ،

وكما قال عز وجل : "للّذين أحسنوا الحُسنى وزيادة "المعنى للذين أحسنوا في الدنيا الحسنى في الآخرة ، وهي الجنة وزيادة وهي النظر إلى ربنا سبحانه وتعالى ،

فالواجب على كل مؤمن وكل مؤمنة أن يعتقد ذلك ، وأن يؤمن بذلك وأن يبرأ إلى الله من طريقة أهل البدع ، الذين أنكروا الرؤية ونفوها كالجهمية والمعتزلة ، ومن سار في ركابهم ، هذا القول من أبطل الباطل ، وأضل الضلال ، وجحدان لما بيّنه الله في كتابه ، وبيّنه رسوله عليه الصلاة والسلام .

نسأل الله أن لا يحجبنا عن رؤيته ، وأن يوفقنا وجميع إخواننا المؤمنين لرؤيته سبحانه وتعالى ، والتنعّم بذلك في القيامة وفي دار الكرامة؛ إنه جل وعلا جواد كريم ،

ونسأل الله العافية من هذه البدع ، الذين حرموا هذا الخير ، وحرموا هذا التوفيق ، نسأل الله العافية . وحرموا أن يقروا بالحق الذي أقر به المؤمنون ، وهم جديرون بأن يمنعوا من هذا يوم القيامة؛ لجحدهم إياه ، نسأل الله العافية .


فتاوى نور على الدرب:

المجلد الأول > كتاب العقيدة > باب ما جاء في الأسماء والصفات > رؤية رسول الله صلى الله عليه وسلم لربه في الدنيا



http://www.alifta.net/fatawa/fatawaD...No=1&PageID=57


 
يآ رب يآ علي يآ قدير
الله لآ ترحمنآ من فردوسك الاعلى
واجعلنآ من مقيمي الصلآة والمحآفظين عليهآ يآ رب
بآرك الله فيكم على الطرح القيم​
 
بآرك الله فيكم على الطرح القيم
 
بارك الله فيكم نسال الله ان نكون من الذين يرزقون الحسنى وزيادة
حفظكم الله اخي الكريم ابا الليث
 
بل إن صلاة الفجر خاصة مفتاح اليوم، ومن أكرمه الله عز وجل بالنهوض لهذه الصلاة والاهتمام بها أعين على الصلوات بقية اليوم، فإن ما يكون من العبد في الفجر ينسحب على بقية اليوم، كما قال بعض السلف:"يومك مثل جملك إذا أمسكت أوله تبعك آخره".


جعلنا الله ممن يتمتعون بلذة النظر الى وجهه الكريم
جزاكم الله خيرا
 
جزى الله كل اخواني الخير و الفضل منه سبحانه.
و رزقنا و اياهم النظر الى وجهه الكريم في جنة الفردوس، فإن ذلك أعظم نعيم أهل الايمان.
 
بارك الله فيك أستاذي الفاضل
ولا حرمك الأجر
وجعله شفيعا لك يوم القيامة
ونسأل الله أن يرزقنا ولا يحرمنا لذة النظر لوجهه الكريم يارب
وجميع المسلمين


منَّ الله علينا أجمعين بالمحافظة على الصلاة ، ونسأله سبحانه لذة النظر إلى وجهه، والشوق إلى لقائه في غير ضراء مضرة، ولا فتنة مضلة.
 
أحسن الله اليك أختي أمينة.
أسأل الله الكريم أن يعاملنا بفضله، و لا يوخذنا بما اجترمت نفوسنا و جوارحنا من سابق الذنب و سالفات المعاصي.
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top