mouradinho24
:: عضو منتسِب ::
- إنضم
- 19 ديسمبر 2012
- المشاركات
- 40
- نقاط التفاعل
- 33
- النقاط
- 3
![67209001y.gif](/forum/proxy.php?image=http%3A%2F%2Fimg198.imageshack.us%2Fimg198%2F1077%2F67209001y.gif&hash=c2e3e9018b50cc2a8b6279aa45071d9b)
لقد أسيل حبر كثير في مسألة اعتذار فرنسا للجزائر عن الماضي الاستعماري البغيض الأسود، ودارت سجالات ساخنة ومجادلات طاحنة بين الجزائريين في الداخل، وبين الجزائريين والفرنسيين عبر وسائل الإعلام المختلفة حتى تشنجت العلاقات وأصابها البرود..!
والغريب أن هناك معادلة خاطئة في المسألة لابد من تصحيحها، ففي الجانب الفرنسي هناك فئة من المسؤولين الفرنسيين ما يزالون يفكرون بعقلية المستعمر، أو بعقلية "السيد" الذي يريد أن يفرض هيمنته على الآخرين، رغم أن فرنسا من صناع "الإعلان العالمي لحقوق الإنسان"، ويمثل هذه الفئة الاستعمارية "جيرار لونغي" وزير الدفاع الفرنسي السابق، الذي تصرف تصرفا غير أخلاقي في مجلس الشيوخ الفرنسي وهو يتحدث عن مسألة اعتذار فرنسا للجزائريين عن جرائمها التاريخية، أثناء الحقبة الاستعمارية التي دامت 132 سنة..!
أما في الجانب الجزائري فهناك تساهل ملحوظ مع القضية، وكان من الواجب على الجزائريين أن يطالبوا فرنسا بالتعويض عن الفترة الاستعمارية كلها، لأن الجرائم لا تسقط بالتقادم كما هو متعارف عليه في القوانين، وهناك بعض التحركات الشعبية من وطنيين جزائريين غيورين لم يشجعوا عليها، جمعوا الوثائق والصور واستقصوا بالدليل أغلب ما نهبته فرنسا في الفترة الاستعمارية، من ثروات بنت بها اقتصادها وصناعتها وزراعتها... وهيأت مستقبلها بما استنزفته من الجزائريين الذين عاشوا أرذل فترة تاريخية في حياتهم حين استعمرتهم فرنسا "الصليبية"... بل والعجيب أن "الدَّين" الذي في رقبة فرنسا من المال والقمح أيام الداي حسين لم يُرد إلى حد الساعة..!
إن اعتذار فرنسا عن جرائمها في الجزائر أمر غير كاف، بل يجب أن يتعدى إلى المطالبة بالتعويض المادي عن الفترة الاستعمارية كلها، والجزائر لا تنقصها الوثائق والحقائق، ومن أبنائها البررة الأحرار من هم قادرون بالخبرة العلمية الدقيقة في هذا المجال على تحديد التعويض المادي المناسب، والدفع بهذا الملف –على الأقل- إلى المحكمة الدولية لتفصل فيه دون الحاجة إلى انتظار أي عطف من الفرنسيين الذين بخلوا علينا حتى باعتذار شفهي، وهم الذين ضغطوا على ألمانيا كي تعتذر عن الأيام التي احتلت فيها فرنسا أثناء الحكم النازي، ولم يهدأ للساسة الفرنسيين - على اختلاف توجهاتهم- بال حتى نالوا مرادهم معنويا وماديا سرا وعلانية.!
إن المسألة متعلقة بالجانب الجزائري أكثر مما هي متعلقة بالجانب الفرنسي، لأنه إذا ضعف الطالب تقوّى المطلوب وامتنع عن تحقيق المرغوب..!
فعلى الجزائريين سلطة وشعبا أن لا يتنازلوا عن مسألة اعتذار فرنسا عن جرائمها في الفترة الاستعمارية كحد أدنى مهما يتطلّب الأمر، ولابد أن يسعوا إلى المطالبة بالتعويض المادي عن كل ما نهبته فرنسا أثناء تواجدها الاستعماري في الجزائر، بدءا من "الدَّيْن" الذي لم تسدده للدولة الجزائرية أيام حكم "الداي حسين"، والأرشيف الذي نهبته فرنسا وأخفته عن الأعين خير شاهد.. وانتهاء بكل مسروقاتها أثناء مغادرة آخر جندي فرنسي أرض الجزائر.!