
الوصـــــــل:
هو عطف جملة على أخرى بالواو،و إنما قصر علماء المعاني عنايتهم على حرف الواو دون بقية الحروف لأنها الأداة التي تخفى الحاجة إليها.
ويحتاج العطف بالواو الى لطف في الفهم و دقة في الادراك. باقي حروف العطف تفيد معاني زائدة.
مواضــــع الوصـــل:
يجب الوصل بين الجملتين في 3مواضع:
1_إذا قصد اشراكهما في الحكم الاعرابي:
أي أن تعرب الجملة الثانية بعد الواو نفس اعراب الجملة الاولى .
كقوله تعالى:((إن الأبرار لفي نعيم و إن الفجار لفي جحيم))
2_إذا اتفقتا خبرا و انشاء و كانت بينهما مناسبة تامة و لم يكن هناك سبب يقتضي الفصل بينهما:
كقول المتنبي:
يشمر للج عن ساقه ~~~ و يغمره الموج في الساحل
الجملتان متحدتان خبرا متناسبتان معنى ، وليس هناك من سبب يقتضي الفصل : لذلك عطفت الثانية على الأولى.
و يقول بشار بن برد:
و أدن إلى القربى المقرب نفسه~~~ولا تشهد الشورى أمرا غير كاتم
الجملتان متحدتان انشاء متناسبتان معنى.
3_إذا اختلفتا خبرا و انشاء و أوهم الفصل خلاف المقصود:
مثلا: قولك لمن عرض عليك مساعدة لست في حاجة إليها: ((لا وبارك الله فيك))
الجملة الأولى
لتوهم السامع أنك تدعو عليه في حين أنك تقصد الدعاء له.و لذلك وجب العدول عن الفصل الى الوصل.
الفصــــــــــــل:
إذا كان الوصل هو العطف بحرف الواو بين جملتين فإن الفصل ترك ذلك العطف.
مواضع الفصــــل:
في 3مواضع:
1_أن يكون بينهما اتحاد تام، كأن تكون الجملة الثانية توكيدا للأولى أو بيانا لها أو بدلا منها ويقال حينئذ أن بين الجملتين كمال الاتصال.
مثل قول المتنبي:
وما الدهر إلا من رواة قصائدي ~~~ إذا قلت شعرا أصبح الدهر منشدا
فالجملة الثانية لم تجئ الا توكيدا للأولى فهعما تحملان نفس المعنى.
وقوله تعالى
فجملة
وقوله أيضا: ((واتقوا الذي أمدكم بما تعلمون أمدكم بأنعام و بنين))
فجملة : ((أمدكم بأنعام و بنين)) بمنزلة البدل من الجملة الاولى.
2_ أنه يكون بينهما مناسبة ما. و يقال حينئذ ان بين الجملتين كمال الانقطاع.
مثل قول ابي العتاهية:
يا صاحب الدنيا المحب لها ~~~ أنت الذي لا ينقضي تعبه
اختلاف بين الجملتين خبرا و انشاء
3_أن تكون الجملة الثانية جوابا عن سؤال يفهم من البأولى و يقال حينئذ ان بين الجملتين كمال الاتصال.
مثل قول أبي تمام:
ليس الحجاب بمقص عنك يا أملا ~~~ إن السماء ترجى حين تحتجب
نلاحظ رابطا قويا بين الجملتين لأن الجملة الثانية هي جواب لسؤال نشأ في الجملة الثانية.فجاء الجواب شديد الارتباط و الاتصال بالسؤال.
المراجع:
_البلاغة الواضحة لعلي الجارم
_جواهر البلاغة لاحمد الهاشمي
بأسلوب حكايا الورد
