بحث حول نظرية النظم
المقدمة:
تعد نظرية النظم إحدى أهم النظريات في التنظيم، والتي جاءت بعد عدة نظريات سبقتها، مثل النظرية الكلسيكية،
والنظرية السلوكية، والنظرية الموقفية. ولنتوصل لفضل فهم لهذه النظرية، علينا أول الحديث عن مفهوم التنظيم
بشكل عام، ثم النظريات التنظيمية بشكل موجز، وتبيين جوانب القصور فيها. لذا ستكون محاور البحث هي:
مفهوم التنظيم.
النظرية الكلسيكية. ·
النظرية السلوكية. ·
نظرية النظم. ·
مفهوم التنظيم:
هنالك تعاريف عديدة للتنظيم، وهذه التعاريف تختلف عن بعضها البعض، حتى أصبح تعريف التنظيم وتحديد مفهومه
غاية في حد ذاته. وسنذكر هنا عددا من التعاريف الشائعة للتنظيم:
يستخدم بعض المديرين ورجال العمال كلمة )تنظيم( بمعنى )تصميم الهيكل التنظيمي
فهم ينظرون إلى ·
)التنظيم( على أنه تلك العملية المتعلقة بعمل )الخرائط التنظيمية( التي توجد بها مربعات وخطوط بين تلك المربعات
توضح )من رئيس من(.
الشكل الخاص بطرق وارتباط أعداد كبيرة من الفراد مشتركة في أعمال معقدة وأكثر من أن تكون بينها علقات ·
مباشرة، بعضهم ببعض وظهورهم في وضع مرتب محسوس لتحقيق أهداف مشتركة متفق عليها.
أما نحن فسنعتمد تعريف )وارين بلنكت( و )ريموند اتنر( في كتابهم )مقدمة الدارة( حيث عرّفا وظيفة التنظيم على
أنها عملية دمج الموارد البشرية والمادية من خلل هيكل رسمي يبين المهام والسلطات.
النظرية الكلسيكية )التقليدية
ظهرت في مطلع القرن العشرين، وتسميتها بالكلسيكية ليست لقدمها وتخلفها، وإنما لنمط التفكير الذي قات على
أساسه النظرية. حيث ركزّت في مجملها على العمل معتبرة أن الفرد آلة وليس من المتغيرات التي لها أثرها في
السلوك التنظيمي، وعليه التكيفّ والتأقلم مع العمل الذي يزاوله، وهذا ما حدى بالبعض من أمثال )سيمون( أن يطلقوا
على هذه النظريات )نموذج اللة(.
ويبنى النموذج الكلسيكي على أربعة محاور رئيسية، هي:
تقسيم العمل.
نطاق الشراف.
التدرج الرئاسي أو التدرج الهرمي )الهيكل(.
المشورة والخدمات المعاونة المتخصصة.
ومن أهم رواد هذه النظرية: هنري فايول وفريدريك تايلور وماكس ويبر.
النظرية السلوكية )الكلسيكية الحديثة
جاءت كردة فعل للنظرية الكلسيكية. فاهتمت هذه المدرسة بالفرد وسلوكه في التنظيم. وأنه ل يمكن معالجة الفرد
كوحدة منعزلة ولكن يجب معالجة الفرد كعضو في جماعة يتعرض لضغوطها وتأثيراتها. وأن سلوك الفرد أو الجماعة
في التنظيم الرسمي قد يختلف على سلوكهم الحقيقي. لذا اهتم أنصار هذه المدرسة بالتنظيم غير الرسمي،
كالصداقات بين أعضاء التنظيم وبالشلل وتأثيراتها على القيادة.
ومن أهم رواد هذه النظرية: شيستر برنارد وهيربرت سيمون وكرس أرجريس.
نظرية النظم:
تأتي نظرية النظم في إطار النظريات الحديثة التي تقوم على أساس نقد النظريات السابقة سواء التقليدية أو
السلوكية لن كل منهما ركز على أحد متغيري التنظيم )العمل والنسان( باعتبار أن التنظيم نظام مقفل، بينما يرى
للتنظيم في نظرية النظم إلى أنه نظام مفتوح يتفاعل مع البيئة المحيطة به وذلك ضمانا لستمرارية التنظيم.
إن دراسة أي تنظيم لبد أن تكون من منطق النظم، بمعنى تحليل المتغيرات وتأثيراتها المتبادلة. فالنظم البشرية
تحوي عددا كبيرا من المتغيرات المرتبطة ببعضها، وبالتالي فنظرية النظم نقلت منهج التحليل إلى مستوى أعلى مما
كان عليه في النظرية الكلسيكية والنظرية السلوكية، فهي تتصدى لتساؤلت لم تتصدى النظريتين السابقتين.
تقوم هذه النظرية على أجزاء يتكون منها النظام لها علقة وثيقة ببعضها البعض. هذه الجزاء هي:
إن الجزء الساسي في النظام هو الفرد )قائدا أو منفذا( وبصفة أساسية التركيب السيكولوجي أو هيكل الشخصية الذي
يحضره معه في المنظمة. لذا فمن أهم المور التي تعالجها النظرية حوافر الفرد واتجاهاته وافتراضاته عن الناس
والعاملين.
إن الجزء الساسي الثاني في النظام هو الترتيب الرسمي للعمل أو الهيكل التنظيمي وما يتبعه من المناصب.
إن الجزء الساسي الثالث في النظام هو التنظيم غير الرسمي وبصفة خاصة أنماط العلقات بين المجموعات وأنماط
تفاعلهم مع بعضهم وعملية تكييف التوقعات المتبادلة.
الجزء الساسي الرابع في النظام هو تكنولوجيا العمل ومتطلباتها الرسمية. فاللت والعمليات يجب تصميمها بحيث تتمشى
مع التركيب السيكولوجي والفسيولوجي للبشر.
الخاتمة:
نرى أن هذه النظرية لم تركز على متغير واحد على حساب المتغير الخر. فكما أشارت إلى أهمية سلوك الفراد
بالتنظيمين الرسمي وغير الرسمي، أشارت كذلك إلى أهمية الهتمام بالتكنولوجيا واللت. فنوع وحجم العاملين مهم
كما أن نوع وحجم اللت مهم أيضا.
لذا تعد هذه النظرية من أحدث وأدق نظريات التنظيم. إل أن تطبيقها يختلف من منظمة لخرى، وذلك حسب ظروف
كل منظمة.
المراجع:
محمد مهنأ العلي: الوجيز في الدارة العامة، الدار السعودية للنشر والتوزيع، جدة، الطبعة الولى، 1984 م.
سيد هواري: التنظيم، مكتبة عين شمس، القاهرة، الطبعة الخامسة، 1992 م