مولده ونشأته :
أبو علي محمد بن علي بن محمد بن عبدالله الشوكاني,كان مولده يوم الإثنين الثامن والعشرين من شهر ذي القعدة سنة (1173هـ) في هجرة شوكان، وهي قرية صغيرة جنوب (شوكان)، تبعد عن صنعاء شرقاً نحو عشرين كيلو متر تقريباً، وهي إحدى قرى (السحامية) من بلاد خولان العالية (الطيال).
نشأتــه وطلبه للعــلم :
قال الشوكاني رحمه الله عن بداية طلبه للعلم : "إني لما أردت الشروع في طلب العلم، ولم أكن إذ ذاك قد عرفت شيئاً فيه حتى ما يتعلق بالطهارة والصلاة إلا مجرد ما يتلقاه الصغير من تعليم الكبير لكيفية الصلاة والطهارة ونحوها.
فكان أول بحث طالعته بحث كون الفرجين من أعضاء الوضوء في الأزهار وشرحه، فلما طالعت هذا البحث قبل الحضور عند الشيخ رأيت اختلاف الأقوال فيه!!
فسألت والدي -رحمه الله- عن تلك الأقوال، أيها يكون العمل عليه؟
فقال: يكون العمل على ما في الأزهار.
فقلت: صاحب الأزهار أكثر علماً من هؤلاء؟
قال: لا.
قلت: فكيف كان اتباع قوله دون أقوالهم لازماً؟
فقال: اصنع كما يصنع الناس، فإذا فتح الله عليك فستعرف ما يؤخذ به وما يترك.
قال الشوكاني: فسألت الله عند ذلك أن يفتح علي من معارفه ما يتميز لي به الراجح من المرجوح"
أبــرز شيــوخه :
- العلامة الحسن بن إسماعيل المغربي (ت 1208هـ): وقد وصفه الشوكاني بأنه كان يقبل عليه إقبالاً زائداً، ويعينه على الطلب بكتبه، وهو من أرشده إلى شرح "المنتقى"، وأنه تأثر به في تقوية حياته الروحية، وتنمية اتجاهه السلفي، وتكوينه الخلقي، وخاصة خلق التواضع، وقد سمع منه "التنقيح في علوم الحديث".
- الإمام الحافظ عبدالقادر بن أحمد الكوكباني (ت 1207هـ): وقد وصفه الشوكاني بأنه كان أبرز علماء عصره وأكثرهم إفادة، وذكر أنه لم يكن في اليمن له نظير، وأقر له بالتفرد في جميع العلم كل أحد -وهو من تلاميذ الإمام ابن الأمير الصنعاني، وحامل لواء السنة بعده- وقد قرأ عليه الشوكاني مختلف الفنون من حديث وتفسير ومصطلح وغيره، وقد سمع منه "صحيح مسلم" و"سنن الترمذي" وبعض "موطأ مالك" وبعض "فتح الباري" وبعض "الشفاء".
- العلامة محمد علي بن إبراهيم بن علي بن إبراهيم بن أحمد بن عامر الشهيد (ت 1208هـ): قال عنه الشوكاني: كان إماماً في جميع العلوم، محققاً لكل فن، ذا سكينة ووقار، قل أن يوجد له نظير، وهو شيخ الشوكاني في "صحيح البخاري" حيث سمعه منه من أوله إلى آخره.
- هادي بن حسين القارني (ت 1247هـ): شيخ الشوكاني في القراءات والعربية، ثم أخذ عنه شرح "المنتقى" وغيره.
- العلامة أحمد بن محمد الحرازي ( ت 1227هـ): لازمه الشوكاني ثلاث عشرة سنة وبه انتفع في الفقه.
مكانته العلمية ومعالم شخصيته وتفكيره :
- كان مبرزاً في علوم كثيرة، سيما علوم السنة والتفسير والفقه فروعه وأصوله، مؤرخ، له شعر حسن.
- كرس حياته في سبيل الدفاع عن هذا الدين، وإزالة ما علق به من شوائب التقليد، والتعصب، والجمود وغيرها.
- تصدر الشوكاني للتدريس في جامع صنعاء، وأقبل عليه طلبة العلم من كل مكان ينهلون من معارفه الواسعة، وفيهم من كان من شيوخه.
- تولى الشوكاني القضاء الأكبر للإمام المنصور في شهر رجب سنة (1209هـ) خلفاً للقاضي يحيى بن صالح السحولي على غير رغبة منه، ثم تولى لابنه المتوكل أحمد، فابنه المهدي عبدالله.
- وكان جريئاً في قول الحق، آمراً بالمعروف ناهياً عن المنكر، لا يخشى في الله لومة لائم، أنكر على الهادوية اعتمادهم أقوال أئمتهم وجمودهم على التقليد، فكتب كتابه: "القول المفيد في أدلة الاجتهاد والتقليد".
- قام الشوكاني بالدعوة إلى الإصلاح وجوانب ذلك : دعوته إلى الاجتهاد ونبذ التقليد، ودعوته إلى العقيدة السلفية، وتطهير العقيدة وتنقيتها من مظاهر الشرك.
ثنـاء العلـماء علـيه :
أرسل له العلامة إبراهيم بن محمد بن إسحاق -(ت 1241هـ)- الأبيات التالية:
أيـا بـدر ديــن الله هــنيــت أولاً === بفهمك إن الفـهم أقوى الـدلائــل
بلغت به شأواً رفيـعاً ومـحــتــداً === ونلت بـه ما لـم يـنـل كـل نـائــل
وحققت بالتحقـيق في كـل مطلب === وحزت مع التحقيق كل الفضائل
مؤلفاتــه :
له مؤلفات كثيرة من أشهرها :
1- "نيل الأوطار شرح منتقى الأخبار" (مطبوع)، وهو أشهر كتبه على الإطلاق.
2- "السيل الجرار المتدفق على حدائق الأزهار" (مطبوع)، وهو خلاصة فقه الشوكاني.
3- "الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة" (مطبوع).
4- "إرشاد الفحول إلى تحقيق الحق من علم الأصول" (مطبوع).
5- "البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع" (مطبوع)، اشتمل على تراجم أكابر العلماء من أهل القرن الثامن ومن بعدهم.
6- "الدراري المضيئة" (مطبوع)، وهو شرح متن الدرر البهية في الفقه، كلاهما للمصنف.
7- "وبل الغمام على شفاء الأوام" (مطبوع)، في الفقه.
8- "الدر النضيد في إخلاص كلمة التوحيد" (مطبوع)، في العقيدة.
9- "فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير" (مطبوع)، في التفسير.
10- "در السحابة في مناقب القرابة والصحابة" (مطبوع).
وفاتــه :
توفي الإمام الشوكاني -رحمه الله تعالى- ليلة الأربعاء لثلاث بقين من جمادى الآخرة سنة (1250هـ) بصنعاء عن ستٍ وسبعين سنة وسبعة أشهر. وصُلي عليه بالجامع الكبير بصنعاء رحمه الله.
المصدر ...موقع التوحيد
أبو علي محمد بن علي بن محمد بن عبدالله الشوكاني,كان مولده يوم الإثنين الثامن والعشرين من شهر ذي القعدة سنة (1173هـ) في هجرة شوكان، وهي قرية صغيرة جنوب (شوكان)، تبعد عن صنعاء شرقاً نحو عشرين كيلو متر تقريباً، وهي إحدى قرى (السحامية) من بلاد خولان العالية (الطيال).
نشأتــه وطلبه للعــلم :
قال الشوكاني رحمه الله عن بداية طلبه للعلم : "إني لما أردت الشروع في طلب العلم، ولم أكن إذ ذاك قد عرفت شيئاً فيه حتى ما يتعلق بالطهارة والصلاة إلا مجرد ما يتلقاه الصغير من تعليم الكبير لكيفية الصلاة والطهارة ونحوها.
فكان أول بحث طالعته بحث كون الفرجين من أعضاء الوضوء في الأزهار وشرحه، فلما طالعت هذا البحث قبل الحضور عند الشيخ رأيت اختلاف الأقوال فيه!!
فسألت والدي -رحمه الله- عن تلك الأقوال، أيها يكون العمل عليه؟
فقال: يكون العمل على ما في الأزهار.
فقلت: صاحب الأزهار أكثر علماً من هؤلاء؟
قال: لا.
قلت: فكيف كان اتباع قوله دون أقوالهم لازماً؟
فقال: اصنع كما يصنع الناس، فإذا فتح الله عليك فستعرف ما يؤخذ به وما يترك.
قال الشوكاني: فسألت الله عند ذلك أن يفتح علي من معارفه ما يتميز لي به الراجح من المرجوح"
أبــرز شيــوخه :
- العلامة الحسن بن إسماعيل المغربي (ت 1208هـ): وقد وصفه الشوكاني بأنه كان يقبل عليه إقبالاً زائداً، ويعينه على الطلب بكتبه، وهو من أرشده إلى شرح "المنتقى"، وأنه تأثر به في تقوية حياته الروحية، وتنمية اتجاهه السلفي، وتكوينه الخلقي، وخاصة خلق التواضع، وقد سمع منه "التنقيح في علوم الحديث".
- الإمام الحافظ عبدالقادر بن أحمد الكوكباني (ت 1207هـ): وقد وصفه الشوكاني بأنه كان أبرز علماء عصره وأكثرهم إفادة، وذكر أنه لم يكن في اليمن له نظير، وأقر له بالتفرد في جميع العلم كل أحد -وهو من تلاميذ الإمام ابن الأمير الصنعاني، وحامل لواء السنة بعده- وقد قرأ عليه الشوكاني مختلف الفنون من حديث وتفسير ومصطلح وغيره، وقد سمع منه "صحيح مسلم" و"سنن الترمذي" وبعض "موطأ مالك" وبعض "فتح الباري" وبعض "الشفاء".
- العلامة محمد علي بن إبراهيم بن علي بن إبراهيم بن أحمد بن عامر الشهيد (ت 1208هـ): قال عنه الشوكاني: كان إماماً في جميع العلوم، محققاً لكل فن، ذا سكينة ووقار، قل أن يوجد له نظير، وهو شيخ الشوكاني في "صحيح البخاري" حيث سمعه منه من أوله إلى آخره.
- هادي بن حسين القارني (ت 1247هـ): شيخ الشوكاني في القراءات والعربية، ثم أخذ عنه شرح "المنتقى" وغيره.
- العلامة أحمد بن محمد الحرازي ( ت 1227هـ): لازمه الشوكاني ثلاث عشرة سنة وبه انتفع في الفقه.
مكانته العلمية ومعالم شخصيته وتفكيره :
- كان مبرزاً في علوم كثيرة، سيما علوم السنة والتفسير والفقه فروعه وأصوله، مؤرخ، له شعر حسن.
- كرس حياته في سبيل الدفاع عن هذا الدين، وإزالة ما علق به من شوائب التقليد، والتعصب، والجمود وغيرها.
- تصدر الشوكاني للتدريس في جامع صنعاء، وأقبل عليه طلبة العلم من كل مكان ينهلون من معارفه الواسعة، وفيهم من كان من شيوخه.
- تولى الشوكاني القضاء الأكبر للإمام المنصور في شهر رجب سنة (1209هـ) خلفاً للقاضي يحيى بن صالح السحولي على غير رغبة منه، ثم تولى لابنه المتوكل أحمد، فابنه المهدي عبدالله.
- وكان جريئاً في قول الحق، آمراً بالمعروف ناهياً عن المنكر، لا يخشى في الله لومة لائم، أنكر على الهادوية اعتمادهم أقوال أئمتهم وجمودهم على التقليد، فكتب كتابه: "القول المفيد في أدلة الاجتهاد والتقليد".
- قام الشوكاني بالدعوة إلى الإصلاح وجوانب ذلك : دعوته إلى الاجتهاد ونبذ التقليد، ودعوته إلى العقيدة السلفية، وتطهير العقيدة وتنقيتها من مظاهر الشرك.
ثنـاء العلـماء علـيه :
أرسل له العلامة إبراهيم بن محمد بن إسحاق -(ت 1241هـ)- الأبيات التالية:
أيـا بـدر ديــن الله هــنيــت أولاً === بفهمك إن الفـهم أقوى الـدلائــل
بلغت به شأواً رفيـعاً ومـحــتــداً === ونلت بـه ما لـم يـنـل كـل نـائــل
وحققت بالتحقـيق في كـل مطلب === وحزت مع التحقيق كل الفضائل
مؤلفاتــه :
له مؤلفات كثيرة من أشهرها :
1- "نيل الأوطار شرح منتقى الأخبار" (مطبوع)، وهو أشهر كتبه على الإطلاق.
2- "السيل الجرار المتدفق على حدائق الأزهار" (مطبوع)، وهو خلاصة فقه الشوكاني.
3- "الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة" (مطبوع).
4- "إرشاد الفحول إلى تحقيق الحق من علم الأصول" (مطبوع).
5- "البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع" (مطبوع)، اشتمل على تراجم أكابر العلماء من أهل القرن الثامن ومن بعدهم.
6- "الدراري المضيئة" (مطبوع)، وهو شرح متن الدرر البهية في الفقه، كلاهما للمصنف.
7- "وبل الغمام على شفاء الأوام" (مطبوع)، في الفقه.
8- "الدر النضيد في إخلاص كلمة التوحيد" (مطبوع)، في العقيدة.
9- "فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير" (مطبوع)، في التفسير.
10- "در السحابة في مناقب القرابة والصحابة" (مطبوع).
وفاتــه :
توفي الإمام الشوكاني -رحمه الله تعالى- ليلة الأربعاء لثلاث بقين من جمادى الآخرة سنة (1250هـ) بصنعاء عن ستٍ وسبعين سنة وسبعة أشهر. وصُلي عليه بالجامع الكبير بصنعاء رحمه الله.
المصدر ...موقع التوحيد
آخر تعديل: