عطاء الله لرسوله صل الله عليه وسلم

حسن العجوز

:: عضوية محظورة ::
إنضم
30 جوان 2012
المشاركات
211
نقاط التفاعل
95
النقاط
7
حسن العجوز، تم حظره "حظر دائم". السبب: مخالفة القوانين
فلنهنئ أنفسنا بفضل الله وكرم الله وعطاء الله ونعم الله وخيرات الله التي حفَّنا بها وأكرمنا ببركة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو كانت الأشجار كلها أقلاماً والبحار والمحيطات كلها مداداً وكتبوا من بدء البدء إلى نهاية النهايات ما وفُّوا بذرة من فضل الله الذي غمر به حبيبه ومصطفاه صلى الله عليه وسلم وهذا الكلام ليس كلامي أنا بل كلام ربِّ العزَّة في قوله {وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا} ولم يقل (وإن تعدوا نعم الله) لو قال: (نِعَمَ الله) كان يعني بذلك التي حولنا والنعم التي فينا والنعم التي لنا السماء والأرض والبصر والسمع والمأكولات والمشروبات والطيور والحشرات والشمس والقمر والنجوم والهواء والضياء والخلاء والملأ والنعم التي ليس لها نهاية

لكن ربَّنا قال لنا: إنَّها نعمةٌ واحدة {وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا} ونعمة الله هنا هو رسول الله صلى الله عليه وسلم من الذي قال ذلك؟ الذي قال ذلك ربُّ العزَّة والقرآن يفسر بعضه بعضاً فقد قال لنا فيه { وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ} ما هذه النعمة؟ {إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً} ما النعمة التي ألَّف بها الله بين القلوب؟ إنَّه الحبيب المحبوب فالنعمة التي عقدت الأخوة بين النفوس رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي أحيا الله به النفوس بعد ضلالة وعلَّمنا به بعد جهالة وجمعنا به بعد فرقة وأعزَّنا به بعد ذلَّة وجعلنا به الله خير أمة أخرجت للناس إذاً النعمة برسول الله لا نقدر عَدَّها لا نقدر عدَّها بمعني لا نقدر أن نَعِدَّ مآثرها ولا فضائلها ولا خصائصها ولا مزاياها التي أكرمنا بها الله في الدنيا والآخرة فلا يوجد أحدٌ في السابقين واللاحقين يقدر أن يعدها - مجرد عدٍّ - وليس يشرحها

فَإِنَّ فَضْلَ رَسُولِ اللهِ لَيْسَ لَهُ حَدٌّ فَيُعْرِبُ عَنْهُ نَاطِقٌ بِفَــمِ

من الذي يستطيع أن يُفصح أو يبيِّن أو يوضح أو حتي يعدّ؟ {وَإِن تَعُدُّواْ} وإن تعدوا خصائص أو فضائل أو جمالات أو كمالات أو منح أو مِنَن أو عطاء الله لرسول الله لن تحصوها أي: لا تستطيعوا حتي كتابتها في كشف - فضلاً عن أن تشرحوها أو تعرفوها أو توفُّوها ففضل الله علينا برسول الله عظيم وعبَّر عن هذه الحقيقة الإمام الشافعي رضي الله عنه وقال في قول مجمل غير مفصَّل (أصبحنا – كلُّنا الأولين والآخرين حتي النبيين والمرسلين حتي الملائكة المقربين حتي أهل عليين - أصبحنا وما بنا من نعمة ظاهرة أو باطنة في دين أو دنيا إلا ورسول الله صلى الله عليه وسلم سَبَبُهَا وهو الذي أوصلها إلينا)

فلنحاول أن نعرف بعض قطرة من بحار الجمالات المحمدية أو بعض ذَرَّةٍ من كنوز الفضائل النبوية وكلُّ واحد فينا سيقول على قدره لأن الله عزَّ وجلَّ أثني - على قدره - على حبيبه ومصطفاه صلى الله عليه وسلم فعندما ننظر إلى آية واحدة من كلام الله {وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى} هذه الآية لما نزلت على حبيب الله ومصطفاه صلى الله عليه وسلم اجتمع أصحابه في مسجده الشريف فرحين ومسرورين وأخذوا يشكرون الله ويثنون على الله على هذا الفضل الذي خصَّ به سيدنا ومولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم والخطباء يبيِّنون ويشرحون والشعراء يقولون ويفصحون وكان من جملة قول إمام الشعراء في زمانه سيدنا حسان بن ثابت رضي الله عنه قوله:

سَمِعْنَا فِي الضُّحَي وَلَسَوْفَ يُعْطِي فَسَرَّ قُلُوبَنَا ذَاكَ العَطَـاءُ
وَكَيْفَ يَا رَسُــولَ اللهِ تَرْضَي وَفِينَا مَنْ يُعَذَّبُ أَوْ يُسَاءُ؟


فهذا من جملة العطاء عندما قال له ربُّه{وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى} بعد أن قال له في الآية الأخرى {وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعاً مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ} ففي هذه الآية يوضح لنا أنه عزَّ وجلَّ أعطاه ما يريد وفي الآية الأولي {وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ} هذا في المستقبل في الدنيا ويوم الدين سيعطيك ما تريد سيدي الإمام جعفر الصادق رضي الله عنه قالوا له: ما حدود العطاء الذي في هذه الآية؟ قال (لن يرضي صلى الله عليه وسلم وواحد من أمته في النار) هذا العطاء لو فصَّلنا بعضه سنعرف ونعلم علم اليقين أننا أمة مكرمة وأمة مرحومة وأمة مخصوصة بالنبي صلى الله عليه وسلم وسنكرر بصوت عال: يا بختنا بالنَّبِيِّ ويا هنانا بالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم


منقول من كتاب [الكمالات المحمدية]

اضغط هنا لتحميل الكتاب مجاناً

Book_Kamalat_mohammadeya.JPG
 
آخر تعديل بواسطة المشرف:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن النعمة في الآية معناها الجمع كما نقله البغوي عن الحسن، ويدل لهذا قوله تعالى: لاَ تُحْصُوهَا {إبراهيم:34} وذلك لأن المفرد لا يصعب إحصاؤه، فالنعمة اسم جنس واسم الجنس يطلق مرادا به الجمع إذا أضيف كما ذكر الشيخ الشنقيطي في الأضواء، ومثل لذلك بهذه الآية، وبقوله تعالى: قَالَ إِنَّ هَؤُلاء ضَيْفِي فَلاَ تَفْضَحُونِ {الحج:68} أي أضيافي ، وبقوله تعالى: فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ {النــور:63} أي عن أوامره.
والله أعلم.


تفسير بن كثير

{ وإن تعدوا نعمة اللّه لا تحصوها إن اللّه لغفور رحيم} أي يتجاوز عنكم ولو طالبكم بشكر جميع نعمه لعجزتم عن القيام بذلك، ولو أمركم به لضعفتم وتركتم، ولو عذبكم لعذبكم وهو غير ظالم لكم، ولكنه غفور رحيم يغفر الكثير ويجازي على اليسير. وقال ابن جرير: يقول: إن اللّه لغفور لما كان منكم من تقصير في شكر بعض ذلك إذا تبتم وأنبتم إلى طاعته واتباع مرضاته، رحيم بكم لا يعذبكم بعد الإنابة والتوبة.



تفسير الجلالين




{ وإن تعدّوا نعمة الله لا تحصوها } تضبطوها فضلاً أن تطيقوا شكرها { إن الله لغفور رحيم } حيث ينعم عليكم مع تقصيركم وعصيانكم .



تفسير القرطبي





قوله تعالى { أي إن تعدوا نعمة الله لا تحصوها} تقدم في إبراهيم. { إن الله لغفور رحيم، والله يعلم ما تسرون وما تعلنون} أي ما تبطنونه وما تظهرونه. وقد تقدم.


 

بسم الله الرحمن الرحيم

نعم الله لا تعد ولا تحصى ، والإنسان في هذه الدنيا يتقلب في نعم الله سبحانه وتعالى ، وإذا تحدثنا عن نعم الله سبحانه وتعالى وكيف يتعامل معها المسلم فإننا أمام قواعد في التعامل مع هذه النعم من أهمها مايلي /
أولاً : إن نعم الله كثيرة على كل إنسان لا يمكن أن تعد، يقول تعالى: "
وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَة اللَّه لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّه لَغَفُور رَحِيم " سورة النحل (18) قال الامام ابن كثير رحمه الله في تفسير هذه الآية : ثُمَّ نَبَّهَهُمْ عَلَى كَثْرَة نِعَمه عَلَيْهِمْ وَإِحْسَانه إِلَيْهِمْ فَقَالَ" وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَة اللَّه لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّه لَغَفُور رَحِيم "
أَيْ يَتَجَاوَز عَنْكُمْ وَلَوْ طَالَبَكُمْ بِشُكْرِ نِعَمه لَعَجَزْتُمْ عَنْ الْقِيَام بِذَلِكَ وَلَوْ أَمَرَكُمْ بِهِ لَضَعُفْتُمْ وَتَرَكْتُمْ وَلَوْ عَذَّبَكُمْ لَعَذَّبَكُمْ وَهُوَ غَيْر ظَالِم لَكُمْ وَلَكِنَّهُ غَفُور رَحِيم يَغْفِر الْكَثِير وَيُجَازِي عَلَى الْيَسِير .
شكا رجل ضيق حاله ومعاشه... فقال له عالم حكيم:أتبيع بصرك بمئة ألف؟قال:
لا.قال الحكيم: أتبيع سمعك بمئة ألف؟قال: لا.قال الحكيم: فأنت الغني بما لا يباع بثمن.
ثانياً : إن النعم ابتلاء وامتحان كلها، حتى ما كان ظاهره الجزاء والإكرام فهو في الحقيقة ابتلاء جديد، يقول تعالى: "فأما الإنسان إذا ما ابتلاه ربه فأكرمه ونعمه فيقول ربي أكرمنِ وأما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربي أهاننِ، كلا" سورة الفجر: 15-17 .
ولو كانت النعمة إكراما لكان الرسل أغنى الناس وأكثرهم أموالا ولما كان للكفار شيء من الدنيا إطلاقا.

ثالثاً / النجاح في التعامل مع النعم إنما يكون بشكر الله تعالى على هذه النعم، والشكر أقسام:
القسم الأول / الشكر بالقلب:
ويتحقق بالاعتقاد الجازم بأن كل النعم من الله وحده لا شريك له، قال
تعالى: "وما بكم من نعمة فمن الله" سورة النحل: 53 القسم الثاني / الشكر باللسان:
هو إظهار الشكر لله بالتحميد ، و إظهار الرضا عن الله تعالى و التحدث بالنعم .
عن النعمان بن بشير قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر : ( من لم يشكر الكثير ، ومن لم يشكر الناس لم يشكر الله ، و التحدث بنعمة الله شكر و تركها كفر ، والجماعة رحمة ، و الفرقة عذاب ) – أخرجه الإمام احمد في المسند و سنده حسن الشكر بالعمل:
والشكر العملي يختلف من نعمة إلى أخرى، فمن رزقه الله الهداية دعا الناس إليها، ومن رزقه الله رجاحة العقل تعلم وعلم، واستخدمه في حل المشكلات خاصة كانت أم عامة ، ومن آتاه الله مالا سخره للإنفاق في سبيل الله سرا وعلانية ، وحافظ عليه فلم يسرف فيه ولم يقتر على نفسه وعياله ، ولم يضع ماله مع من يتلفه بسوء استخدام أو نحوه ، ومن آتاه الله ولداً أحسن تربيته واصلاحه ، فالشكر العملي أن تستخدم هذه النعم جميعا في طاعة الله لا في معصيته قال تعالى : ( اعملوا آل داود شكرا وقليل من عبادي الشكور ) .

الرابع :
أننا نتقلب بين نعم الله الظاهرة و الباطنة ، قال تعالى : ( أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً ) (20) لقمان‏ قال الامام ابن كثير رحمه الله : يَقُول تَعَالَى مُنَبِّهًا خَلْقه عَلَى نِعَمه عَلَيْهِمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة بِأَنَّهُ سَخَّرَ لَهُمْ مَا فِي السَّمَاوَات مِنْ نُجُوم يَسْتَضِيئُونَ بِهَا فِي لَيْلهمْ وَنَهَارهمْ وَمَا يَخْلُق فِيهَا مِنْ سَحَاب وَأَمْطَار وَثَلْج وَبَرَد وَجَعْله إِيَّاهَا لَهُمْ سَقْفًا مَحْفُوظًا وَمَا خَلَقَ لَهُمْ فِي الْأَرْض مِنْ قَرَار وَأَنْهَار وَأَشْجَار وَزُرُوع وَثِمَار وَأَسْبَغَ عَلَيْهِمْ نِعَمه الظَّاهِرَة وَالْبَاطِنَة مِنْ إِرْسَال الرُّسُل وَإِنْزَال الْكُتُب .
الخامس :من قواعد التعامل مع نعم الله تعالى ، بل إن اعظمها هو أن إعظم نعمة امتنها الله علينا أن هدانا لتوحيده جل جلاله : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّىٰ تُؤْفَكُونَ ) فاطر‏ (3).
ثم من أعظم نعم علينا أن جعلنا من أمة محمد صلى الله عليه وسلم الذي آتاه ربه الكتاب ( وهو القرآن العظيم ) والحكمة ( وهي السنة النبوية ) قال ربنا سبحانه ( وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ ) البقرة : 231
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top