بسم الله الرحمان الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الفوائد من غض البصر
إحداهما - حلاة الإيمان ولذته التي هي أحلى وأطيب مما تركه لله فإن { من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه }
وأما الفائدة الثانية من غض البصر فهو : يورث نور القلب والفراسة قال تعالى عن قوم لوط : { لَعَمْرُكَ إنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ } (1) فالتعلق في الصور يوجب فساد العقل وعمى البصيرة وسكر القلب بل جنونه .
وذكر سبحانه آية النور عقيب آيات غض البصر فقال : { اللهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ والأرْضِ } (2) وكان شاه بن شجاع الكرماني لا تخطئ له فراسةٌ وكان يقول : من عمر ظاهره باتباع السنة وباطنه بدوام المراقبة ؛ وغض بصره عن المحارم ؛ وكف نفسه عن الشهوات ؛ وذكر خصلةً خامسةً - أظنه - هي أكل الحلال : لم تخطئ له فراسةٌ . والله تعالى يجزي العبد على عمله بما هو من جنس عمله ؛ فيطلق نور بصيرته ويفتح عليه باب العلم والمعرفة والكشوف ونحو ذلك مما ينال بصيرة القلب .
والفائدة الثالثة : قوة القلب وثباته وشجاعته فيجعل الله له سلطان البصيرى مع سلطان الحجة ، فإن الرجل الذي يخالف هواه يفرق الشيطان من ظله ولهذا يوجد في المتبع هواه من ذل النفس وضعفها ومهانتها ما جعله الله لمن عصاه وإن الله جعل العزة لمن أطاعه والذلة لمن عصاه . قال تعالى : { يَقُولُونَ لَئِن رَّجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الأَعَزُّ مِنْهَا الأَذَلَّ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ } (3) وقال تعالى : { وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ } (4) ولهذا كان في كلام الشيوخ : الناس يطلبون العز بأبواب الملوك ولا يجدونه إلا في طاعة الله . وكان الحسن البصري يقول : وإن هملجت بهم البراذين وطقطقت بهم البغال فإن ذل المعصية في رقابهم أبي الله إلا أن يذل من عصاه ومن أطاع الله فقد والاه فيما أطاعه فيه ومن عصاه ففيه قسطٌ من فعل عاداه بمعاصية وفي دعاء القنوت : { إنه لا يذل من واليت ولا يعز من عاديت }
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الفوائد من غض البصر
إحداهما - حلاة الإيمان ولذته التي هي أحلى وأطيب مما تركه لله فإن { من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه }
وأما الفائدة الثانية من غض البصر فهو : يورث نور القلب والفراسة قال تعالى عن قوم لوط : { لَعَمْرُكَ إنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ } (1) فالتعلق في الصور يوجب فساد العقل وعمى البصيرة وسكر القلب بل جنونه .
وذكر سبحانه آية النور عقيب آيات غض البصر فقال : { اللهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ والأرْضِ } (2) وكان شاه بن شجاع الكرماني لا تخطئ له فراسةٌ وكان يقول : من عمر ظاهره باتباع السنة وباطنه بدوام المراقبة ؛ وغض بصره عن المحارم ؛ وكف نفسه عن الشهوات ؛ وذكر خصلةً خامسةً - أظنه - هي أكل الحلال : لم تخطئ له فراسةٌ . والله تعالى يجزي العبد على عمله بما هو من جنس عمله ؛ فيطلق نور بصيرته ويفتح عليه باب العلم والمعرفة والكشوف ونحو ذلك مما ينال بصيرة القلب .
والفائدة الثالثة : قوة القلب وثباته وشجاعته فيجعل الله له سلطان البصيرى مع سلطان الحجة ، فإن الرجل الذي يخالف هواه يفرق الشيطان من ظله ولهذا يوجد في المتبع هواه من ذل النفس وضعفها ومهانتها ما جعله الله لمن عصاه وإن الله جعل العزة لمن أطاعه والذلة لمن عصاه . قال تعالى : { يَقُولُونَ لَئِن رَّجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الأَعَزُّ مِنْهَا الأَذَلَّ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ } (3) وقال تعالى : { وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ } (4) ولهذا كان في كلام الشيوخ : الناس يطلبون العز بأبواب الملوك ولا يجدونه إلا في طاعة الله . وكان الحسن البصري يقول : وإن هملجت بهم البراذين وطقطقت بهم البغال فإن ذل المعصية في رقابهم أبي الله إلا أن يذل من عصاه ومن أطاع الله فقد والاه فيما أطاعه فيه ومن عصاه ففيه قسطٌ من فعل عاداه بمعاصية وفي دعاء القنوت : { إنه لا يذل من واليت ولا يعز من عاديت }
آخر تعديل: