تمهـــيد
تسعى المنظمة من خلال تحليل البيئة إلى تحقيق هدفين أساسيين هما خلق القيمة وتحقيق الميزة التنافسية ،إذ لا يكفي تحليل البيئة الخارجية للوصول إلى هذين الهدفين من دون تحليل البيئة الداخلية للوقوف على نقاط القوة والضعف ،وتعد هذه الخطوة ضرورية لأنها تحدد مقدرة المنظمة على استغلال الفرص والتعامل مع التهديدات التي أسفر عنها تحليل البيئة الخارجية ويبنى التحليل الداخلي على معلومات تفصيلية عن مختلف العمليات والأنشطة الإدارية والتنظيمية ،كالمبيعات والأرباح والتكاليف والهيكل التنظيمي والانتاج والسلع ; لهذا سنقوم في هذا البحث بدراسة شاملة للمحيط الداخلي للمنظمة والقيام بتحليله ; وذلك بهدف تحديد نقاط القوة والضعف في امكانيات الموارد البشرية ; لتتمكن ادارة المؤسسة من تحديد مدى قدرة هذه الموارد البشرية على تلبية الاحتياجات وانجاز استراتيجية المنظمة العامة ; وتحقيق رسالتها المستقبلية
فماذا نعني بالمحيط الداخلي للمؤسسة ؟ وماهي مكوناته ؟ وكيف يتم تحليل وتقييم هذا المحيط الداخلي؟ وماهي العوامل والمتغيرات الواجب دراستها
* يعتبر تحليل المحيط الداخلي للمؤسسة احد الدعائم الرئيسية في تحديد واختيار البدائل الاستراتيجية واتخاذ القرارات
* ان عملية تقييم المحيط الداخلي – تحديد نقاط القوة ونقاط الضعف- يعتبر خطوة تقييمية مهمة في تحديد الإستراتيجيات المتبعة لاقتناص الفرص ومواجهة التهديدات التي يظهرها تحليل المحيط الخارجي، حيث أنه من المستحيل أن تكون المؤسسة ذات قوة في جميع مجالاتها الوظيفية، أو في الجوانب الإدارية والبشرية فإنه يكون لزاما على المؤسسة أن تحدد ما هي نقاط القوة ونقاط الضعف في أدائها الإداري أو الوظيفي.
المبحث الاول : ماهية المحيط الداخلي للمؤسسة
المطلب الاول: تعريف المحيط الداخلي للمؤسسة
*هو مجموعة العوامل والمتغيرات التي يمكن للمنظمة التحكم فيها والسيطرة عليها,ومن أمثلها مايتعلق بإمكانات التنظيم وموارده المالية أو المادية وذلك إضافة إلى موارده البشرية والمعنوية والتي يمكن تحويلها إلى مجموعة أنشطة وأعمال إنتاجية وتسويقية ومالية.
وتقييم الإمكانات الداخلية للمنظمة يعني تجميع بيانات عن الأداء الداخلي للمنظمة وتحليلها للكشف عن نقاط القوة والضعف النسبية أي بالنسبة للمنافسين في الصناعة 1
*يتمثل المحيط الداخلي للمؤسسة في مجموعة من العوامل والمكونات والمتغيرات المادية والمعرفية والتنظيمية ذات الصلة الوثيقة بحدود المنظمة الداخلية حيث يرى "سيرتو" أن البيئة الداخلية للمنظمة تمثل المستوى البيئي التنظيمي الداخلي المرتبط بشكل محدد ودقيق بالتطبيقات الإدارية والتنظيمية لمنظمة الأعمال لذلك فإن اختلاف البيئة الداخلية لمنظمات الأعمال يتجسد باختلاف في قدرات هذه المنظمات ونواحي قوتها الجوهرية أو وضعفها والتي من الممكن أن تصبح محددا أساسيا لاستغلال الفرص أو التعامل مع التهديدات في البيئة الخارجية للمنظمة 2
¹ بن خديجة منصف ودعاس نبيل, أهمية الإدارة الإستراتيجية للمنظمة في بيئتها, مذكرة ليسانس 2003,صفحة21 ــ 22 .
² الدكتور طاهر محسن منصور الغالي والأستاذ وائل محمد صبحي إدريس، الإدارة الإستراتيجية منظور منهجي متكامل، دار وائل للنشر والتوزيع الأردن، 2007، ص 283 ــ 284
المطلب الثاني: عناصر المحيط الداخلي للمؤسسة
أ / الهيكل التنظيمي:
نقصد بالهيكل التنظيمي: ذلك البناء الذي يحدد التركيب الداخلي للمنشأة, حيث يوضح التقسيمات والتنظيمات والوحدات الفرعية التي تؤدي مختلف الأعمال والأنشطة اللازمة لتحقيق أهداف المؤسسة كما انه يعكس نوعية وطبيعة العلاقة بين أقسامها وطبيعة المسؤوليات والصلاحيات لكل منها فضلا عن تحديد وانسيابية المعلومات بين مختلف المستويات الإدارية في المنظمة.
ويشير بعض المختصين إلى أن الهيكل التنظيمي ماهو إلا الإطار الذي يرشدنا إلى الطرق التي يتم فيها توزيع الواجبات على الأفراد والطرق التي يتجمع فيها الأفراد معا في أقسام ووظائف المنظمة والهيكل هو الذي يعكس خارطة المنظمة كما انه التصميم الرسمي الذي يقرر العلاقات ويحدد عدد المستويات في السلم التنظيمي.
والهيكل التنظيمي يفرض على المؤسسة وجود عدد من المدراء الكفوئين القادرين على أن يجمعوا في أيديهم كل خيوط النجاح والابتكار والتجديد الاستراتيجي كما يتطلب وجود مسؤول رئيسي يعمل بين المدراء ويستوعب نشاطهم وآخر حركاتهم لغرض هيكلة الوظائف ووضع العربة على السكة بدكه ورفع الإستراتيجية بشكل مدروس كالقيادة والقوة والثقافة المؤسسية وتعطي الإدارة القدرة على للعمل مع بقية الموظفين بروح واحدة. وتقسم الهياكل التنظيمية إلى أشكال رئيسية وهي:
أ ــ الهيكل التنظيمي البسيط: وهذا الهيكل يتكون من مستويين إداريين فقط. فالمدير العام صاحب المؤسسة في أغلب الحالات يشغل مستوى الإدارة العليا بينما العاملين في المؤسسة يرتبطون به مباشرة.
وهذا النوع من الهياكل يناسب المؤسسات صغيرة الحجم والمتخصصة بخط إنتاجي واحد. بحيث يمتاز الهيكل بسهولة اتخاذ القرارات وبساطة العلاقة بين المدير العام والعاملين معه.
ب ــ الهيكل الوظيفي: ويتم تقسيم العمل في هذا الهيكل إلى عدد من الوظائف الخاصة بالمنشأة وهي: العمليات, المالية, التسويق والبحث والتطوير الشراء ويتصف هذا النوع بكونه يساعد المنظمة في الاستفادة من المتخصصين والتعامل مع الإنتاج المعقد.
وهذا الهيكل يناسب الإدارة الراغبة في استثمار طاقاتها بنشاطات متعددة.ويناسب المؤسسات الكبيرة الحجم.
ج ــ الهيكل القطاعي (تنظيم أقسام المنتجات): وفي هذا الهيكل يضم رؤساء القطاعات ويتوسط المستوى الخاص بالإدارة العليا والإدارات الوظيفية الأخرى ويطلق عليه البعض الهيكل الخاص بوحدات العمال الإستراتيجية حيث يمثل كل منتج وحدة خاصة من وحدات الأعمال الإستراتيجية. وتحدد فيه مجموعات تنظيمية مستقلة تتكون من قطاعي السوق وتكون السلعة مستقلة ومتميزة وتعطي صلاحية أولوية لإدارة مناطقها الوظيفية.
د ــ هيكل المصفوفة: في هذا الهيكل يتم دمج مجالات الأقسام والوظائف في وقت واحد وفي نفس المستوى حيث يكون للعاملين رئيسان أحدهما إداري والأخر إداري متخصص ويستدعي الأفراد من الوحدات الوظيفية على أساس مؤقت لوحدة مشروع معينة وتعمل وحدات المشروع كأقسام من حيث كونها مختلفة بالسلع والسوق وهذا الهيكل يجمع بين استقرار الهيكل الوظيفي ومرونة تنظيم المشروع ويكون فعالا وحيويا عندما تكون المتغيرات البيئية متغيرة ومعقدة خاصة في التكنولوجية والأسواق.
هـ ــ الهيكل المختلط : هو عبارة عن تجميع أقسام مفصلة تنتج سلعا مختلفة من أسواق مختلفة, ولكنها تعمل تحت خيمة منشأة واحدة حيث الأقسام تكون مستقلة بعضها عن البعض الأخر , ولكنها تشترك في الاعتماد على المركز الرئيسي فيما يتعلق بتخصيص الموارد وكذلك التخطيط على مستوى المنشأة ككل.
ومن فوائد هذا الهيكل أنه يساهم في تحديد الالتزام القانوني ويعمل على احتمال تخفيض الضرائب.......
ب / ثقافة المنظمة:
أ التعريف بالثقافة: يمكن أن نعرف الثقافة بأنها ثمرة كل نشاط إنساني محلي نابع عن البيئة ومعبر عنها أو مواصل لتقاليدها في هذا الميدان أو ذاك. وهي مجموع المعلومات التي يقوم عليها نظام حياة أي شعب من الشعوب على هذا أسلوب حياته ومحيطه الفكري ونظرته إلى الحياة, ولابد أن تكون خاصة به نابعة من ظروفه واحتياجاته وبيئته الجغرافية وتطور بلاده التاريخي الحضاري فهي إذن محلية تخص أمة دون أخرى.
ب ــ قوة الثقافة التنظيمية :
ونعني بقوة الثقافة التنظيمية شدة استجابة العاملين في التنظيم للثقافة خلال تنفيذهم الأنشطة اليومية, فكلما كانت الاستجابة فعالة كلما برهن ذلك على درجة قوة الثقافة وثأتيرها في حياة المؤسسة ودرجة القوة وهذه تعتمد على توفر ثلاثة خصائص أساسية هي:
ـــ كثافة الثقافة التنظيمية: ونعني بها عدد الافتراضات المهمة المشتركة التي تشكل الثقافة, والتي تمثل قيم وتقاليد وقواعد مختلفة.
ـــ نطاق المشاركة: فكلما كانت الافتراضات واسعة التأثير ويعتقد أن بها عدد كبيرا من العاملين كلما كبر تأثيرها مقارنة بالثقافات التي لا تتمتع بهذه الصفة.
ـــ وضوح الترتيب: وهو صفة للثقافة التنظيمية القوية التي تتميز بقواعد وتقاليد منطقية وواضحة وبسيطة مع قدرة على تكوين نمط من التقاليد يميزها عن المنظمات الشبيهة الموجودة في نفس قطاع الصناعة والمجتمع.
ج ـــ أهمية الثقافة التنظيمية: إن عملية التخطيط الاستراتيجي هي بصورة جوهرية تجربة تعلم وعملية"وعي تنظيمي" تمنح المنظمة ميزة إستراتيجية وقدرة حيوية في الإنتاج والتطوير والإبداع التكنولوجي.
إن الوعي بثقافة المنظمة وإدارة هذه الثقافة بطريقة كفؤ يساعد في تصميم وتطبيق خطة إستراتيجية متكاملة كما أن هذه الثقافة تؤثر ايجابيا في تكوين أنظمة اتصال فعالة ومفتوحة و بعدة اتجاهات تساند بصورة مباشرة عمليات اتخاذ قرارات إدارية تتصف بالعقلانية والدقة وبأقل قدرة من التكاليف والمعوقات لأن الثقافة التنظيمية توفر مناخ تنظيمي ملائم لاتخاذ القرارات الصعبة بما توفره من قيم مشتركة لمختلف المستويات الإدارية ومراكز صنع القرارات.إنها دليل عمل. ومن هنا كان التحدي الرئيسي الذي تواجهه الإدارة الإستراتيجية في هذا الصدد هو الصياغة الدقيقة لعلاقة إستراتيجية الأعمال بثقافة المنظمة.
د ــ وظائف الثقافة التنظيمية: تؤدي الثقافة المنظمية عدة وظائف أساسية يمكن تحديدها كما يلي:
ــ يؤدي وجودها إلى تنمية الشعور بالذاتية والهوية الخاصة بالعاملين وتعطيهم تميز.
ــ تلعب دورا مهما في خلق روح الالتزام والولاء بين العاملين يسمو على المصالح الشخصية.
ــ تساهم في تحقيق الاستقرار داخل المنظمة كنظام اجتماعي متجانس ومتكامل.
ــ تعمل على تكوين مرجعية لنشاط المنظمة, تحدد سلوك العاملين, كدليل مهم ومرشد
هـ ــ طبيعة ثقافة المنظمة: ثقافة المنظمة هي بيئتها الثقافية هي الغلاف القيمي والفكري والسلوكي والمعرفي الذي يغلف المنظمة ويكون المرجعية لقيادتها الإدارية وللعاملين معها إنها الهوية والهوية هي: كل مايميزك عن الغير.
و ــ العلاقة بين الرسالة الإستراتيجية وثقافة المنظمة: قام بعض الباحثين من ذوي الاختصاص إلى تصنيف المنظمات إلى عدة أنواع وفقا للعلاقة بين الثقافة الخاصة بها وإستراتيجيتها ورسائلها حيث أكدوا أن ثقافة المنظمة هي التي تشكل طبيعة الإستراتيجية والسياسية والخطط وهي التي تحدد العلاقة بين المنظمة وبيئتها الخارجية كما أن الثقافة المنظمية مثل : نماذج القوة والهيكل التنظيمي والقيم والموارد تتأثر بدرجة كبيرة بالرسالة الأساسية الخاصة بها. ويشمل التصنيف المذكور أربعة مجموعات من المنظمات: المدافعون والمنقبون والمحللون والمستجيبون.
ن ــ أساس ثقافة المنظمة: لاريب أن الأساس لثقافة المنظمة هو تمكين : الشركة من التكيف والاستجابة لمتغيرات البيئة, ولكن كيف يتسنى لهذه الشركة أن تؤسس وتبني قيمها السلوكية وتحقق أهدافها الأساسية؟
إن العامل الأول والجوهري الذي يؤثر في ثقافتها هو المؤسس لهذه المنظمة, فثقافته وافتراضاته ومعتقداته في أساليب النجاح وطرقه, هو الذي يعد المكون الأساسي لثقافة المنظمة بالإضافة إلى هوية المنظمة وسلوكيتها المستقرة ومعتقداتها. ولكن على الإدارة العليا أن تنتبه وتستجيب لمتغيرات البيئة, إن كانت على خلاف كفاءة المؤسس وقيمه.
أما أساس النجاح في تحقيق وأداء المنظمة فيكون بين الملائمة والانسجام بين ثقافة المنظمة + إستراتيجيتها المعتمدة فيها وبشرط أن تكون هذه الثقافة قادرة على مساعدة المنظمة في التكيف مع متغيرات البيئة.
كما نجد أن كل من وترمن وبيتر اللذان أشار في كتابهما الواسع الانتشار" البحت عن التميز " أن المؤسسات التي تتمتع بثقافة تنظيمية متماسكة وقوية هي المؤسسات الاكتر إبداعا في كل شيء بينما تميزت المؤسسات غير المبدعة بوجود ثقافة تنظيمية فيها تميل إلى التركيز على القوة والنفوذ داخل المؤسسة بدلا من الاهتمام بالزبائن.كما وصف هذه المؤسسات بأنها تميل إلى التركيز على الكم على حساب الكيف وتهمل العنصر البشري وتتجنب الإبداع.
ج /الموارد:
إن صياغة الإستراتيجية وتثبيت رسالتها وأهدافها ووضعها موضع التنفيذ يتطلب أن تحصل المنظمة على مواردها وتشمل الموارد المالية والموارد الطبيعية والموارد البشرية والقدرات التكنولوجية هذه الموارد لابد من توفرها لكي تساهم في تنشيط وتفعيل طاقات المنظمة وإمكانيات نجاحها واستمرار بقائها في السوق وانجاز أنشطتها المختلفة فهي روح المنظمة وسر ديناميكيتها وحيويتها إنها الغداء الفعال لاستمرارها.
وهنا لدينا الموارد التنظيمية وهي: أنظمة وعمليات أية منظمة وتشمل على الاستراتيجيات والهيكل التنظيمي والثقافة التنظيمية وإدارة الموارد والمشتريات والإنتاج والمالية والبحث والتطوير ونظم المعلومات والتسويق لأنظمة الرقابة.
ونلاحظ هنا أن مفهوم الموارد التنظيمية يعد إطارا شموليا ومتكاملا للموارد التي تمتلكها المنظمة أو التي تحتاجها لإنجاز أهدافها ورسالتها في السوق والمجتمع أي الموارد التنظيمية تضم الموارد المادية.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ
¹ الدكتور عبد العزيز صالح بن حبتور, كتاب الإدارة الإستراتيجية ,دار المسيرة للنشر والتوزيع بعمان, صفحة 192 –205
المطلب الثالث: اهمية المحيط الداخلي للمؤسسة
ليس بوسع أي منظمة، مهما كان حجمها أن تضع إستراتيجية مادون تقدير وتحليل تقييم بنيتها الداخلية فعلى الرغم أن السوق الحالي أو المستقبلي قد يبدو جذابا وبه فرص تسويقية يمكن انتهازها إلا أن إستراتيجية المنظمة يجب أن تضع في اعتبارها تلك العوامل والموارد الخاصة بها كذلك مدى كفاءة إدارتها ومن ثم يجب أن تنبثق الإستراتيجية من التقييم المتكامل لكل من القوى والعوامل الداخلية والخارجية.
فالمنظمات تهتم بتحليل وتقيم كافة العوامل الداخلية وذلك لغرض رئيسي يتمثل في بيان نقاط القوة والضعف التي يتسم بها كل عامل من العوامل الداخلية بما يساعد على اتخاذ قراراتها الإستراتيجية واختيار البدائل المناسبة لها وبوجه عام فإن تحليل البيئة الداخلية يمثل خطوة هامة وضرورية في اختيار الإستراتيجية المناسبة للمنظمة.
هنا تكمن الإضاءة, أهمية البيئة الداخلية للمنظمة فالبيئة الداخلية للمنظمة تضم بين جناحيها عناصر القوة والضعف للمنظمة وتحليل هذه العناصر هو الذي يضع الأرضية القوية لانطلاقة المنظمة لان هذا التحليل وحده يساهم في تقييم والإمكانيات المادية والبشرية والمعنوية المتاحة للمنظمة. وبواسطته يتم إيضاح موقف المنظمة بالنسبة لغيرها من المنضمات في الصناعة وبه يمكن بيان نقاط القوة وتعزيزها للاستفادة منها والبحث عن طرق ووسائل تدعيمها مستقبلا وذلك بما يساعد في القضاء على المعوقات البيئية أو انتهاز الفرص الموجودة فيها. كما يحدد نقاط الضعف حثى يمكن التغلب عليها أو احتوائها ببعض نقاط القوة الحالية للمنظمة. وأخيرا فان هذا التحليل يؤكد لنا ضرورة الترابط بين التحليل الداخلي (نقاط القوة والضعف) والتحليل الخارجي (مجالات الفرص والمخاطر) فانه لا فائدة من كشف الفرص والمخاطر البيئية دون الوقوف على النقاط التي تمثل قوة للمنظمة أو ضعفا لها فإذا كان الهدف من التحليل الداخلي يتمثل في الوقوف على نقاط القوة أو الضعف فان ذلك يمثل الطريقة التي ترشدنا لانتهاز الفرص التسويقية وتجنب المخاطر ويمكن القول إن لكل منظمة أو منشاة نواحي قوتها التي تختلف عن نواحي ضعفها، ويجدر بالمديرين التعرف على نواحي القوة في منشآتهم حتى يكونوا اقدر على استخدامها من خلال انتهاز الفرص السائحة في السوق الخارجية وكذا التعرف على نواحي الضعف في منشآتهم حتى يكونوا أقدر على مواجهة تهديدات البيئة الخارجية للمنشأة باستخدام السياسة الملائمة في الناحيتين.
بالمنظمة خطوات رئيسية أهمها: تحديد نوع المعلومات الخاصة بالأداء الداخلي، وجمع هذه المعلومات وتبويبها ومناقشتها وتحديد أثرها على مسار ومستقبل الشركة....والمقصود بتحليل الأداء الداخلي للشركة هو تحديد موقع المنظمة في الوقت الحالي وكيفية التوصل إلى تحقيق الأهداف.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
¹ دكتور عبد العزيز صالح بن حبتور، مرجع سابق، ص184 .
المطلب الرابع: وظائف المحيط الداخلي للمؤسسة
لا بد على المؤسسة أن تتعرف على نقاط قوتها و ضعفها و ذلك عن طريق تقييم مواردها و إمكانياتها و لذلك لابد من دراسة أهم الوظائف و هي:
*وضيفة التسويق :تضم كل الأنشطة التي تضمن إيصال منتوجات المؤسسة إلى المستهلك النهائي في أحسن الظروف ،كما يجب على المؤسسة أن تقييم قدرتها على التنبؤ و يعني هل لها القدرة على القيام بالحملات إشهارية أي هل يمكنها تخصيص ميزانية كافية للقيام بحملات إشهارية .
*وضيفة الإنتاج:الاهتمام الأساسي بها هو تحويل المواد الأولية إلى مواد تامة الصنع و لذلك على مؤسسة أن تتعرف على ما مدى -قدرتها على إنتاج منتوجات ذات جودة عالية أو عكس
-قدرتها على صيانة آلاتها و متابعة عمل أو سير هذه الآلات
-قدرتها على تحقيق تكاليف الإنتاج
-قدرة تكنولوجيا على إنتاج منتوجات ذات جودة عالية و كميات كبيرة
*وضيفة التموين:تتضمن وضيفة التموين مجموعة من الأنظمة التي تهدف إلى توفير مستلزمات الإنتاج و المواد الأولية في الأوقات المناسبة و المحافظة عليها من التلف و الفقدان .إن قدرة المؤسسة على شراء كميات كبيرة يساعد على تخفيض من تكاليفها .على المؤسسة أن تتعرف على العديد من الموردين من اجل تفادي المشاكل التي تحدث في غالب الأحيان كما عليها أن تحاول قدر الإمكان من تقريب المخازن من مصادر مواد الخام.
*وضيفة الموارد البشرية:لا بد أن تكون هناك سياسة واضحة لتعين الأفراد المؤهلين حسب المهارات و الكفاءات داخل المؤسسة من اجل تحسين أهدافها :كما أن استقرار العمال في مؤسسة له اثر عميق فعدم استقرارهم و تغيرهم دليل على عدم وجود استقرار في المؤسسة .
*وضيفة التمويل:تهتم هذه الو ضيفة بالأنشطة المالية للمؤسسة أي تهتم بجلب و طريقة جلب الأموال إلى المؤسسة و حسن استعمالها أي يمثل مدى قدرة المؤسسة على الحصول على قروض و نوع القرض الذي يمكن أن تحصل عليه .
المبحث الثاني : تحليل المحيط الداخلي للمؤسسة
المطلب الاول : عوامل ومتغيرات المحيط الداخلي الواجب دراستها
لمتغيــــــــــــــــرات
العوامــــــــــــــــــل
ـــ نصيب المنظمة من الحصة التسويقية
ـــ ترويج المنتجات – بحوث التسويق –
ـــ وضع المنتجات في دورة حياة المنتج
ـــ مدى الاعتماد على منتجات رئيسية في تحقيق المبيعات
ـــ شبكة التوزيع " قنوات ومنافذ التوزيع"
ـــ الترويج , الإعلان
1 ـــ التسويق
ـــ حجم ونوع وموقع وعمر المصانع ومواقع العمل المتاحة
ـــ الآلات " التخصص – تعدد الأغراض, حداثة طرق الإنتاج –
ـــ نظم الرقابة على الإنتاج
ـــ تكاليف الإنتاج: المباشرة / الثابتة والمتغيرة
ـــ المواد, ومدى سهولة الحصول عليها ومدى ملاءمته.
2 ــ الإنتاج
ـــ هيكل الأصول الحالي – التدفق النقدي والسيولة
ـــ هيكل رأس المال وحقوق الملكية
ـــ الربحية " العائد على الاستثمارات والمبيعات"
ـــ الإجراءات الخاصة بالإدارة المالية
ـــ هيكل الديون
3 ــ التمويل
ـــ تخطيط القوى العاملة " العرض والطلب "
4 ــ الأفراد
ـــ جودة الهيكل التنظيمي وعلاقاته المتشابكة
ـــ مستويات التنظيم ومكانتها
ـــ أخلاقيات الإدارة العليا
5 ــ الهيكل التنظيمي
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ
¹ الدكتور عبد العزيز صالح بن حبتور , مرجع سابق, صفحة 186
المطلب الثاني: فوائد تحليل المحيط الداخلي
تتأتى قيمة تحليل المحيط الداخلي من كونها تحقق للمنظمة مايلي:
ـــ التعرف على قدرات المنظمة المادية والبشرية ومستوى أدائها.
ـــ تحديد نقاط القوة لدى المنظمة وسبل توظيفها في تطور المنظمة.
ـــ الوقوف على موقع المنظمة مقارنة بالمنظمات الشبيهة مما يتيح لها فرصة وضع الخطط العملية للنهوض بأنشطتها ورسم طريقها التنافسي والتكاملي بين هذه المنظمات.
ـــ تحديد نقاط الضعف في المنظمة, الأمر الذي يكفل للمنظمة وضع الإجراءات اللازمة لتجنبها أو تحييدها أو إيجاد حلول لها.
عقد مقارنة بين نقاط القوة والضعف بما يعطي للمنظمة القدرة على معرفة إمكانياتها الحقيقية فتبني عليها تقديرات واقعية.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــ
² الدكتور مجيد الكرخي، كتاب التخطيط الاستراتيجي عرض نظري وتطبيقي, دار المناهج للنشر والتوزيع عمان, ص 171 ــ 172
المطلب الثالث : العوامل والقضايا اللي تؤثر على تحليل المحيط الداخلي
أ- العوامل التي تؤثر على المحيط الداخلي:
تتلخص العوامل التي تؤثر على البيئة الداخلية في مايلي:
ـــ طبيعة القيادة الإدارية للمنظمة.
ـــ الصلاحيات المخولة للآخرين ومدى فعاليتها.
ـــ إستراتيجية الإدارة في التعامل مع التحديات والفرص المتاحة.
ـــ المبادئ الفلسفية التي تستند إليها المنظمة.
ـــ القواعد والأنظمة والتعليمات الموجهة للأعمال.
ـــ مستوى تطور العاملين وقدراتهم.
ـــ الهيكل التنظيمي للمنظمة.
ـــ خطط الموارد البشرية ومدى نجاحها في رفع كفاءة العاملين وتحفيزهم وتدريبهم.
ب- القضايا المهمة في المحيط الداخلي:
هناك مناطق في البيئة الداخلية تكون اهتماماتها الرئيسية والتي يتعين إيلائها الاهتمام من قبل محللي هذه البيئة وهي كالآتي:
أ ــ إنتاجية المنظمة الكمية والنوعية على المستوى الكلي والإدارات والأفراد
ب ــ الثقة بين العاملين وبينهم وبين الآخرين
ج ــ التعامل بمهنية عالية في تنفيذ مهامها
د ــ الالتزام والانضباط في تنفيذ الأعمال والأنظمة السارية
هـ ــ سيادة قيم ومبادئ تحكم تصرفات المنظمة وتوجهاتها
و ــ الشعور بالمسؤولية في تنفيذ البرامج والأنشطة والمهام
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــ
⁽¹⁾⁽²⁾ الدكتور مجيد الكرخي مرجع سابق, ص 175
المطلب الرابع: كيفية تحليل وتقييم المحيط الداخلي وماهي عناصر القوة والضعف ؟
أ- كيفية تقييم المحيط الداخلي:
من المفيد للمنظمة إثارة الأسئلة التالية والبحث عن الإجابات التحليلية المتكاملة لها عند تقييمها للبيئة الداخلية:
ــ ماهي نقاط القوة والضعف لدى المنظمة؟ ماهي الأعمال الأفضل التي قامت بها؟ أين تحتاج المنظمة للتطوير؟
ــ ماهي أسباب نجاح المنظمة في السابق؟ والفشل السابق؟ وماهي العوامل التي يمكن أن تسبب نجاح أو فشل المنظمة في المستقبل؟
ــ هل تتوفر لدى العاملين المعرفة و المهارات والقدرات التي تتطلبها عمليات تحقق رسالة المنظمة؟
ـــ ما مدى الانسجام والتعاون والتنسيق بين إدارات المنظمة وأقسامها؟1
ب- عناصر القوة والضعف في تحليل المحيط الداخلي:
تتلخص عناصر القوة والضعف التي طالما واجهتها المنظمات عند تحليل بيئتها الداخلية في الآتي:
1 ــ عناصر القوة: وتكمن في موارد المنظمة وقدراتها التي يمكن أن تستخدم في تطوير المنظمة ومنها:
ــ تميز المنظمة وتفوقها في أدائها
ـــ شهرة المنظمة وانتشار اسمها
ــ تقدير عال من قبل المستفيدين
ــ امتلاكها قدرات مالية كافية
ــ امتلاكها شبكة علاقات واسعة
ــ وجود إدارة تطويرية عالية الأداء
ــ وجود هيكل تنظيمي يتلاءم مع نمو المنظمة
ــ امتلاكها قدرات بشرية ومتمرسة في عملها ومتحمسة للعمل
2 ــ عناصر الضعف: إن غياب بعض عناصر القوة أو وجود تدني في أداء بعض جوانب النشاط في المنظمة تشكل بحد ذاتها عناصر ضعف فيها ومن ذلك:
ــ ضعف أدائها وعدم تمييزها
ــ عدم ظهور اسمها وافتقادها للشهرة
ــ عدم تقدير المستفيدين لها
ــ ضعف قدراتها المالية
ــ افتقارها للإدارة الكفؤة
ــ ضعف علاقاتها مع الآخرين
ـــ جمود هيكلها التنظيمي ولوائح العمل فيها
ــ ضعف قدرات العاملين فيها وافتقار عدد كبير منهم للمهارات المهنية2
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ
1الدكتور مجيد الكرخي، مرجع سابق، ص 179 .
2 الدكتور مجيد الكرخي مرجع سابق, ص 175 ــ 176 .
الخـــــــــــــــــاتمة:
بعد هذه الدراسة تبين لنا أن لتحليل المحيط الداخلي أهمية بالغة في رسم أي إستراتيجية للمؤسسةمن خلال اكتشاف نقاط القوة التي تتمتع بها وتحقق من خلالها ميزة تنافسية ونقاط الضعف التي ينبغي عليها تلافيها وتحويلها لنقاط قوة ،وذلك من أجل اختيار الاستراتيجية المناسبة لإمكانيات وقدرات المنظم. وكلما زاد الإلمام بحسن تحليل المحيط الداخلي كلما أدى ذلك إلى الاستجابة لتحقيق أهداف المنظمة بفعالية كبيرة
قائمة المراجع:
ــ عبد الرزاق بن حبيب: اقتصاد وتسيير المؤسسة، ديوان المطبوعات الجامعية.
ـــ الدكتور دادي عدون، كتاب اقتصاد مؤسسة ، دار المحمدية العامة بالجزائر، الطبعة الأولى 1998 .
ـــ بن خديجة منصف ودعاس نبيل, أهمية الإدارة الإستراتيجية للمنظمة في بيئتها, مذكرة ليسانس 2003.
ـــ الدكتور طاهر محسن منصور الغالي والأستاذ وائل محمد صبحي إدريس، الإدارة الإستراتيجية منظور منهجي متكامل، دار وائل للنشر والتوزيع الأردن 2007 .
ـــ الدكتور عبد العزيز صالح بن حبتور, كتاب الإدارة الإستراتيجية ,دار المسيرة للنشر والتوزيع بعمان.
ـــ الدكتور مجيد الكرخي، كتاب التخطيط الاستراتيجي عرض نظري وتطبيقي, دار المناهج للنشر والتوزيع عمان، سنة 2009.
تسعى المنظمة من خلال تحليل البيئة إلى تحقيق هدفين أساسيين هما خلق القيمة وتحقيق الميزة التنافسية ،إذ لا يكفي تحليل البيئة الخارجية للوصول إلى هذين الهدفين من دون تحليل البيئة الداخلية للوقوف على نقاط القوة والضعف ،وتعد هذه الخطوة ضرورية لأنها تحدد مقدرة المنظمة على استغلال الفرص والتعامل مع التهديدات التي أسفر عنها تحليل البيئة الخارجية ويبنى التحليل الداخلي على معلومات تفصيلية عن مختلف العمليات والأنشطة الإدارية والتنظيمية ،كالمبيعات والأرباح والتكاليف والهيكل التنظيمي والانتاج والسلع ; لهذا سنقوم في هذا البحث بدراسة شاملة للمحيط الداخلي للمنظمة والقيام بتحليله ; وذلك بهدف تحديد نقاط القوة والضعف في امكانيات الموارد البشرية ; لتتمكن ادارة المؤسسة من تحديد مدى قدرة هذه الموارد البشرية على تلبية الاحتياجات وانجاز استراتيجية المنظمة العامة ; وتحقيق رسالتها المستقبلية
فماذا نعني بالمحيط الداخلي للمؤسسة ؟ وماهي مكوناته ؟ وكيف يتم تحليل وتقييم هذا المحيط الداخلي؟ وماهي العوامل والمتغيرات الواجب دراستها
* يعتبر تحليل المحيط الداخلي للمؤسسة احد الدعائم الرئيسية في تحديد واختيار البدائل الاستراتيجية واتخاذ القرارات
* ان عملية تقييم المحيط الداخلي – تحديد نقاط القوة ونقاط الضعف- يعتبر خطوة تقييمية مهمة في تحديد الإستراتيجيات المتبعة لاقتناص الفرص ومواجهة التهديدات التي يظهرها تحليل المحيط الخارجي، حيث أنه من المستحيل أن تكون المؤسسة ذات قوة في جميع مجالاتها الوظيفية، أو في الجوانب الإدارية والبشرية فإنه يكون لزاما على المؤسسة أن تحدد ما هي نقاط القوة ونقاط الضعف في أدائها الإداري أو الوظيفي.
المبحث الاول : ماهية المحيط الداخلي للمؤسسة
المطلب الاول: تعريف المحيط الداخلي للمؤسسة
*هو مجموعة العوامل والمتغيرات التي يمكن للمنظمة التحكم فيها والسيطرة عليها,ومن أمثلها مايتعلق بإمكانات التنظيم وموارده المالية أو المادية وذلك إضافة إلى موارده البشرية والمعنوية والتي يمكن تحويلها إلى مجموعة أنشطة وأعمال إنتاجية وتسويقية ومالية.
وتقييم الإمكانات الداخلية للمنظمة يعني تجميع بيانات عن الأداء الداخلي للمنظمة وتحليلها للكشف عن نقاط القوة والضعف النسبية أي بالنسبة للمنافسين في الصناعة 1
*يتمثل المحيط الداخلي للمؤسسة في مجموعة من العوامل والمكونات والمتغيرات المادية والمعرفية والتنظيمية ذات الصلة الوثيقة بحدود المنظمة الداخلية حيث يرى "سيرتو" أن البيئة الداخلية للمنظمة تمثل المستوى البيئي التنظيمي الداخلي المرتبط بشكل محدد ودقيق بالتطبيقات الإدارية والتنظيمية لمنظمة الأعمال لذلك فإن اختلاف البيئة الداخلية لمنظمات الأعمال يتجسد باختلاف في قدرات هذه المنظمات ونواحي قوتها الجوهرية أو وضعفها والتي من الممكن أن تصبح محددا أساسيا لاستغلال الفرص أو التعامل مع التهديدات في البيئة الخارجية للمنظمة 2
¹ بن خديجة منصف ودعاس نبيل, أهمية الإدارة الإستراتيجية للمنظمة في بيئتها, مذكرة ليسانس 2003,صفحة21 ــ 22 .
² الدكتور طاهر محسن منصور الغالي والأستاذ وائل محمد صبحي إدريس، الإدارة الإستراتيجية منظور منهجي متكامل، دار وائل للنشر والتوزيع الأردن، 2007، ص 283 ــ 284
المطلب الثاني: عناصر المحيط الداخلي للمؤسسة
أ / الهيكل التنظيمي:
نقصد بالهيكل التنظيمي: ذلك البناء الذي يحدد التركيب الداخلي للمنشأة, حيث يوضح التقسيمات والتنظيمات والوحدات الفرعية التي تؤدي مختلف الأعمال والأنشطة اللازمة لتحقيق أهداف المؤسسة كما انه يعكس نوعية وطبيعة العلاقة بين أقسامها وطبيعة المسؤوليات والصلاحيات لكل منها فضلا عن تحديد وانسيابية المعلومات بين مختلف المستويات الإدارية في المنظمة.
ويشير بعض المختصين إلى أن الهيكل التنظيمي ماهو إلا الإطار الذي يرشدنا إلى الطرق التي يتم فيها توزيع الواجبات على الأفراد والطرق التي يتجمع فيها الأفراد معا في أقسام ووظائف المنظمة والهيكل هو الذي يعكس خارطة المنظمة كما انه التصميم الرسمي الذي يقرر العلاقات ويحدد عدد المستويات في السلم التنظيمي.
والهيكل التنظيمي يفرض على المؤسسة وجود عدد من المدراء الكفوئين القادرين على أن يجمعوا في أيديهم كل خيوط النجاح والابتكار والتجديد الاستراتيجي كما يتطلب وجود مسؤول رئيسي يعمل بين المدراء ويستوعب نشاطهم وآخر حركاتهم لغرض هيكلة الوظائف ووضع العربة على السكة بدكه ورفع الإستراتيجية بشكل مدروس كالقيادة والقوة والثقافة المؤسسية وتعطي الإدارة القدرة على للعمل مع بقية الموظفين بروح واحدة. وتقسم الهياكل التنظيمية إلى أشكال رئيسية وهي:
أ ــ الهيكل التنظيمي البسيط: وهذا الهيكل يتكون من مستويين إداريين فقط. فالمدير العام صاحب المؤسسة في أغلب الحالات يشغل مستوى الإدارة العليا بينما العاملين في المؤسسة يرتبطون به مباشرة.
وهذا النوع من الهياكل يناسب المؤسسات صغيرة الحجم والمتخصصة بخط إنتاجي واحد. بحيث يمتاز الهيكل بسهولة اتخاذ القرارات وبساطة العلاقة بين المدير العام والعاملين معه.
ب ــ الهيكل الوظيفي: ويتم تقسيم العمل في هذا الهيكل إلى عدد من الوظائف الخاصة بالمنشأة وهي: العمليات, المالية, التسويق والبحث والتطوير الشراء ويتصف هذا النوع بكونه يساعد المنظمة في الاستفادة من المتخصصين والتعامل مع الإنتاج المعقد.
وهذا الهيكل يناسب الإدارة الراغبة في استثمار طاقاتها بنشاطات متعددة.ويناسب المؤسسات الكبيرة الحجم.
ج ــ الهيكل القطاعي (تنظيم أقسام المنتجات): وفي هذا الهيكل يضم رؤساء القطاعات ويتوسط المستوى الخاص بالإدارة العليا والإدارات الوظيفية الأخرى ويطلق عليه البعض الهيكل الخاص بوحدات العمال الإستراتيجية حيث يمثل كل منتج وحدة خاصة من وحدات الأعمال الإستراتيجية. وتحدد فيه مجموعات تنظيمية مستقلة تتكون من قطاعي السوق وتكون السلعة مستقلة ومتميزة وتعطي صلاحية أولوية لإدارة مناطقها الوظيفية.
د ــ هيكل المصفوفة: في هذا الهيكل يتم دمج مجالات الأقسام والوظائف في وقت واحد وفي نفس المستوى حيث يكون للعاملين رئيسان أحدهما إداري والأخر إداري متخصص ويستدعي الأفراد من الوحدات الوظيفية على أساس مؤقت لوحدة مشروع معينة وتعمل وحدات المشروع كأقسام من حيث كونها مختلفة بالسلع والسوق وهذا الهيكل يجمع بين استقرار الهيكل الوظيفي ومرونة تنظيم المشروع ويكون فعالا وحيويا عندما تكون المتغيرات البيئية متغيرة ومعقدة خاصة في التكنولوجية والأسواق.
هـ ــ الهيكل المختلط : هو عبارة عن تجميع أقسام مفصلة تنتج سلعا مختلفة من أسواق مختلفة, ولكنها تعمل تحت خيمة منشأة واحدة حيث الأقسام تكون مستقلة بعضها عن البعض الأخر , ولكنها تشترك في الاعتماد على المركز الرئيسي فيما يتعلق بتخصيص الموارد وكذلك التخطيط على مستوى المنشأة ككل.
ومن فوائد هذا الهيكل أنه يساهم في تحديد الالتزام القانوني ويعمل على احتمال تخفيض الضرائب.......
ب / ثقافة المنظمة:
أ التعريف بالثقافة: يمكن أن نعرف الثقافة بأنها ثمرة كل نشاط إنساني محلي نابع عن البيئة ومعبر عنها أو مواصل لتقاليدها في هذا الميدان أو ذاك. وهي مجموع المعلومات التي يقوم عليها نظام حياة أي شعب من الشعوب على هذا أسلوب حياته ومحيطه الفكري ونظرته إلى الحياة, ولابد أن تكون خاصة به نابعة من ظروفه واحتياجاته وبيئته الجغرافية وتطور بلاده التاريخي الحضاري فهي إذن محلية تخص أمة دون أخرى.
ب ــ قوة الثقافة التنظيمية :
ونعني بقوة الثقافة التنظيمية شدة استجابة العاملين في التنظيم للثقافة خلال تنفيذهم الأنشطة اليومية, فكلما كانت الاستجابة فعالة كلما برهن ذلك على درجة قوة الثقافة وثأتيرها في حياة المؤسسة ودرجة القوة وهذه تعتمد على توفر ثلاثة خصائص أساسية هي:
ـــ كثافة الثقافة التنظيمية: ونعني بها عدد الافتراضات المهمة المشتركة التي تشكل الثقافة, والتي تمثل قيم وتقاليد وقواعد مختلفة.
ـــ نطاق المشاركة: فكلما كانت الافتراضات واسعة التأثير ويعتقد أن بها عدد كبيرا من العاملين كلما كبر تأثيرها مقارنة بالثقافات التي لا تتمتع بهذه الصفة.
ـــ وضوح الترتيب: وهو صفة للثقافة التنظيمية القوية التي تتميز بقواعد وتقاليد منطقية وواضحة وبسيطة مع قدرة على تكوين نمط من التقاليد يميزها عن المنظمات الشبيهة الموجودة في نفس قطاع الصناعة والمجتمع.
ج ـــ أهمية الثقافة التنظيمية: إن عملية التخطيط الاستراتيجي هي بصورة جوهرية تجربة تعلم وعملية"وعي تنظيمي" تمنح المنظمة ميزة إستراتيجية وقدرة حيوية في الإنتاج والتطوير والإبداع التكنولوجي.
إن الوعي بثقافة المنظمة وإدارة هذه الثقافة بطريقة كفؤ يساعد في تصميم وتطبيق خطة إستراتيجية متكاملة كما أن هذه الثقافة تؤثر ايجابيا في تكوين أنظمة اتصال فعالة ومفتوحة و بعدة اتجاهات تساند بصورة مباشرة عمليات اتخاذ قرارات إدارية تتصف بالعقلانية والدقة وبأقل قدرة من التكاليف والمعوقات لأن الثقافة التنظيمية توفر مناخ تنظيمي ملائم لاتخاذ القرارات الصعبة بما توفره من قيم مشتركة لمختلف المستويات الإدارية ومراكز صنع القرارات.إنها دليل عمل. ومن هنا كان التحدي الرئيسي الذي تواجهه الإدارة الإستراتيجية في هذا الصدد هو الصياغة الدقيقة لعلاقة إستراتيجية الأعمال بثقافة المنظمة.
د ــ وظائف الثقافة التنظيمية: تؤدي الثقافة المنظمية عدة وظائف أساسية يمكن تحديدها كما يلي:
ــ يؤدي وجودها إلى تنمية الشعور بالذاتية والهوية الخاصة بالعاملين وتعطيهم تميز.
ــ تلعب دورا مهما في خلق روح الالتزام والولاء بين العاملين يسمو على المصالح الشخصية.
ــ تساهم في تحقيق الاستقرار داخل المنظمة كنظام اجتماعي متجانس ومتكامل.
ــ تعمل على تكوين مرجعية لنشاط المنظمة, تحدد سلوك العاملين, كدليل مهم ومرشد
هـ ــ طبيعة ثقافة المنظمة: ثقافة المنظمة هي بيئتها الثقافية هي الغلاف القيمي والفكري والسلوكي والمعرفي الذي يغلف المنظمة ويكون المرجعية لقيادتها الإدارية وللعاملين معها إنها الهوية والهوية هي: كل مايميزك عن الغير.
و ــ العلاقة بين الرسالة الإستراتيجية وثقافة المنظمة: قام بعض الباحثين من ذوي الاختصاص إلى تصنيف المنظمات إلى عدة أنواع وفقا للعلاقة بين الثقافة الخاصة بها وإستراتيجيتها ورسائلها حيث أكدوا أن ثقافة المنظمة هي التي تشكل طبيعة الإستراتيجية والسياسية والخطط وهي التي تحدد العلاقة بين المنظمة وبيئتها الخارجية كما أن الثقافة المنظمية مثل : نماذج القوة والهيكل التنظيمي والقيم والموارد تتأثر بدرجة كبيرة بالرسالة الأساسية الخاصة بها. ويشمل التصنيف المذكور أربعة مجموعات من المنظمات: المدافعون والمنقبون والمحللون والمستجيبون.
ن ــ أساس ثقافة المنظمة: لاريب أن الأساس لثقافة المنظمة هو تمكين : الشركة من التكيف والاستجابة لمتغيرات البيئة, ولكن كيف يتسنى لهذه الشركة أن تؤسس وتبني قيمها السلوكية وتحقق أهدافها الأساسية؟
إن العامل الأول والجوهري الذي يؤثر في ثقافتها هو المؤسس لهذه المنظمة, فثقافته وافتراضاته ومعتقداته في أساليب النجاح وطرقه, هو الذي يعد المكون الأساسي لثقافة المنظمة بالإضافة إلى هوية المنظمة وسلوكيتها المستقرة ومعتقداتها. ولكن على الإدارة العليا أن تنتبه وتستجيب لمتغيرات البيئة, إن كانت على خلاف كفاءة المؤسس وقيمه.
أما أساس النجاح في تحقيق وأداء المنظمة فيكون بين الملائمة والانسجام بين ثقافة المنظمة + إستراتيجيتها المعتمدة فيها وبشرط أن تكون هذه الثقافة قادرة على مساعدة المنظمة في التكيف مع متغيرات البيئة.
كما نجد أن كل من وترمن وبيتر اللذان أشار في كتابهما الواسع الانتشار" البحت عن التميز " أن المؤسسات التي تتمتع بثقافة تنظيمية متماسكة وقوية هي المؤسسات الاكتر إبداعا في كل شيء بينما تميزت المؤسسات غير المبدعة بوجود ثقافة تنظيمية فيها تميل إلى التركيز على القوة والنفوذ داخل المؤسسة بدلا من الاهتمام بالزبائن.كما وصف هذه المؤسسات بأنها تميل إلى التركيز على الكم على حساب الكيف وتهمل العنصر البشري وتتجنب الإبداع.
ج /الموارد:
إن صياغة الإستراتيجية وتثبيت رسالتها وأهدافها ووضعها موضع التنفيذ يتطلب أن تحصل المنظمة على مواردها وتشمل الموارد المالية والموارد الطبيعية والموارد البشرية والقدرات التكنولوجية هذه الموارد لابد من توفرها لكي تساهم في تنشيط وتفعيل طاقات المنظمة وإمكانيات نجاحها واستمرار بقائها في السوق وانجاز أنشطتها المختلفة فهي روح المنظمة وسر ديناميكيتها وحيويتها إنها الغداء الفعال لاستمرارها.
وهنا لدينا الموارد التنظيمية وهي: أنظمة وعمليات أية منظمة وتشمل على الاستراتيجيات والهيكل التنظيمي والثقافة التنظيمية وإدارة الموارد والمشتريات والإنتاج والمالية والبحث والتطوير ونظم المعلومات والتسويق لأنظمة الرقابة.
ونلاحظ هنا أن مفهوم الموارد التنظيمية يعد إطارا شموليا ومتكاملا للموارد التي تمتلكها المنظمة أو التي تحتاجها لإنجاز أهدافها ورسالتها في السوق والمجتمع أي الموارد التنظيمية تضم الموارد المادية.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ
¹ الدكتور عبد العزيز صالح بن حبتور, كتاب الإدارة الإستراتيجية ,دار المسيرة للنشر والتوزيع بعمان, صفحة 192 –205
المطلب الثالث: اهمية المحيط الداخلي للمؤسسة
ليس بوسع أي منظمة، مهما كان حجمها أن تضع إستراتيجية مادون تقدير وتحليل تقييم بنيتها الداخلية فعلى الرغم أن السوق الحالي أو المستقبلي قد يبدو جذابا وبه فرص تسويقية يمكن انتهازها إلا أن إستراتيجية المنظمة يجب أن تضع في اعتبارها تلك العوامل والموارد الخاصة بها كذلك مدى كفاءة إدارتها ومن ثم يجب أن تنبثق الإستراتيجية من التقييم المتكامل لكل من القوى والعوامل الداخلية والخارجية.
فالمنظمات تهتم بتحليل وتقيم كافة العوامل الداخلية وذلك لغرض رئيسي يتمثل في بيان نقاط القوة والضعف التي يتسم بها كل عامل من العوامل الداخلية بما يساعد على اتخاذ قراراتها الإستراتيجية واختيار البدائل المناسبة لها وبوجه عام فإن تحليل البيئة الداخلية يمثل خطوة هامة وضرورية في اختيار الإستراتيجية المناسبة للمنظمة.
هنا تكمن الإضاءة, أهمية البيئة الداخلية للمنظمة فالبيئة الداخلية للمنظمة تضم بين جناحيها عناصر القوة والضعف للمنظمة وتحليل هذه العناصر هو الذي يضع الأرضية القوية لانطلاقة المنظمة لان هذا التحليل وحده يساهم في تقييم والإمكانيات المادية والبشرية والمعنوية المتاحة للمنظمة. وبواسطته يتم إيضاح موقف المنظمة بالنسبة لغيرها من المنضمات في الصناعة وبه يمكن بيان نقاط القوة وتعزيزها للاستفادة منها والبحث عن طرق ووسائل تدعيمها مستقبلا وذلك بما يساعد في القضاء على المعوقات البيئية أو انتهاز الفرص الموجودة فيها. كما يحدد نقاط الضعف حثى يمكن التغلب عليها أو احتوائها ببعض نقاط القوة الحالية للمنظمة. وأخيرا فان هذا التحليل يؤكد لنا ضرورة الترابط بين التحليل الداخلي (نقاط القوة والضعف) والتحليل الخارجي (مجالات الفرص والمخاطر) فانه لا فائدة من كشف الفرص والمخاطر البيئية دون الوقوف على النقاط التي تمثل قوة للمنظمة أو ضعفا لها فإذا كان الهدف من التحليل الداخلي يتمثل في الوقوف على نقاط القوة أو الضعف فان ذلك يمثل الطريقة التي ترشدنا لانتهاز الفرص التسويقية وتجنب المخاطر ويمكن القول إن لكل منظمة أو منشاة نواحي قوتها التي تختلف عن نواحي ضعفها، ويجدر بالمديرين التعرف على نواحي القوة في منشآتهم حتى يكونوا اقدر على استخدامها من خلال انتهاز الفرص السائحة في السوق الخارجية وكذا التعرف على نواحي الضعف في منشآتهم حتى يكونوا أقدر على مواجهة تهديدات البيئة الخارجية للمنشأة باستخدام السياسة الملائمة في الناحيتين.
بالمنظمة خطوات رئيسية أهمها: تحديد نوع المعلومات الخاصة بالأداء الداخلي، وجمع هذه المعلومات وتبويبها ومناقشتها وتحديد أثرها على مسار ومستقبل الشركة....والمقصود بتحليل الأداء الداخلي للشركة هو تحديد موقع المنظمة في الوقت الحالي وكيفية التوصل إلى تحقيق الأهداف.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
¹ دكتور عبد العزيز صالح بن حبتور، مرجع سابق، ص184 .
المطلب الرابع: وظائف المحيط الداخلي للمؤسسة
لا بد على المؤسسة أن تتعرف على نقاط قوتها و ضعفها و ذلك عن طريق تقييم مواردها و إمكانياتها و لذلك لابد من دراسة أهم الوظائف و هي:
*وضيفة التسويق :تضم كل الأنشطة التي تضمن إيصال منتوجات المؤسسة إلى المستهلك النهائي في أحسن الظروف ،كما يجب على المؤسسة أن تقييم قدرتها على التنبؤ و يعني هل لها القدرة على القيام بالحملات إشهارية أي هل يمكنها تخصيص ميزانية كافية للقيام بحملات إشهارية .
*وضيفة الإنتاج:الاهتمام الأساسي بها هو تحويل المواد الأولية إلى مواد تامة الصنع و لذلك على مؤسسة أن تتعرف على ما مدى -قدرتها على إنتاج منتوجات ذات جودة عالية أو عكس
-قدرتها على صيانة آلاتها و متابعة عمل أو سير هذه الآلات
-قدرتها على تحقيق تكاليف الإنتاج
-قدرة تكنولوجيا على إنتاج منتوجات ذات جودة عالية و كميات كبيرة
*وضيفة التموين:تتضمن وضيفة التموين مجموعة من الأنظمة التي تهدف إلى توفير مستلزمات الإنتاج و المواد الأولية في الأوقات المناسبة و المحافظة عليها من التلف و الفقدان .إن قدرة المؤسسة على شراء كميات كبيرة يساعد على تخفيض من تكاليفها .على المؤسسة أن تتعرف على العديد من الموردين من اجل تفادي المشاكل التي تحدث في غالب الأحيان كما عليها أن تحاول قدر الإمكان من تقريب المخازن من مصادر مواد الخام.
*وضيفة الموارد البشرية:لا بد أن تكون هناك سياسة واضحة لتعين الأفراد المؤهلين حسب المهارات و الكفاءات داخل المؤسسة من اجل تحسين أهدافها :كما أن استقرار العمال في مؤسسة له اثر عميق فعدم استقرارهم و تغيرهم دليل على عدم وجود استقرار في المؤسسة .
*وضيفة التمويل:تهتم هذه الو ضيفة بالأنشطة المالية للمؤسسة أي تهتم بجلب و طريقة جلب الأموال إلى المؤسسة و حسن استعمالها أي يمثل مدى قدرة المؤسسة على الحصول على قروض و نوع القرض الذي يمكن أن تحصل عليه .
المبحث الثاني : تحليل المحيط الداخلي للمؤسسة
المطلب الاول : عوامل ومتغيرات المحيط الداخلي الواجب دراستها
لمتغيــــــــــــــــرات
العوامــــــــــــــــــل
ـــ نصيب المنظمة من الحصة التسويقية
ـــ ترويج المنتجات – بحوث التسويق –
ـــ وضع المنتجات في دورة حياة المنتج
ـــ مدى الاعتماد على منتجات رئيسية في تحقيق المبيعات
ـــ شبكة التوزيع " قنوات ومنافذ التوزيع"
ـــ الترويج , الإعلان
1 ـــ التسويق
ـــ حجم ونوع وموقع وعمر المصانع ومواقع العمل المتاحة
ـــ الآلات " التخصص – تعدد الأغراض, حداثة طرق الإنتاج –
ـــ نظم الرقابة على الإنتاج
ـــ تكاليف الإنتاج: المباشرة / الثابتة والمتغيرة
ـــ المواد, ومدى سهولة الحصول عليها ومدى ملاءمته.
2 ــ الإنتاج
ـــ هيكل الأصول الحالي – التدفق النقدي والسيولة
ـــ هيكل رأس المال وحقوق الملكية
ـــ الربحية " العائد على الاستثمارات والمبيعات"
ـــ الإجراءات الخاصة بالإدارة المالية
ـــ هيكل الديون
3 ــ التمويل
ـــ تخطيط القوى العاملة " العرض والطلب "
4 ــ الأفراد
ـــ جودة الهيكل التنظيمي وعلاقاته المتشابكة
ـــ مستويات التنظيم ومكانتها
ـــ أخلاقيات الإدارة العليا
5 ــ الهيكل التنظيمي
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ
¹ الدكتور عبد العزيز صالح بن حبتور , مرجع سابق, صفحة 186
المطلب الثاني: فوائد تحليل المحيط الداخلي
تتأتى قيمة تحليل المحيط الداخلي من كونها تحقق للمنظمة مايلي:
ـــ التعرف على قدرات المنظمة المادية والبشرية ومستوى أدائها.
ـــ تحديد نقاط القوة لدى المنظمة وسبل توظيفها في تطور المنظمة.
ـــ الوقوف على موقع المنظمة مقارنة بالمنظمات الشبيهة مما يتيح لها فرصة وضع الخطط العملية للنهوض بأنشطتها ورسم طريقها التنافسي والتكاملي بين هذه المنظمات.
ـــ تحديد نقاط الضعف في المنظمة, الأمر الذي يكفل للمنظمة وضع الإجراءات اللازمة لتجنبها أو تحييدها أو إيجاد حلول لها.
عقد مقارنة بين نقاط القوة والضعف بما يعطي للمنظمة القدرة على معرفة إمكانياتها الحقيقية فتبني عليها تقديرات واقعية.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــ
² الدكتور مجيد الكرخي، كتاب التخطيط الاستراتيجي عرض نظري وتطبيقي, دار المناهج للنشر والتوزيع عمان, ص 171 ــ 172
المطلب الثالث : العوامل والقضايا اللي تؤثر على تحليل المحيط الداخلي
أ- العوامل التي تؤثر على المحيط الداخلي:
تتلخص العوامل التي تؤثر على البيئة الداخلية في مايلي:
ـــ طبيعة القيادة الإدارية للمنظمة.
ـــ الصلاحيات المخولة للآخرين ومدى فعاليتها.
ـــ إستراتيجية الإدارة في التعامل مع التحديات والفرص المتاحة.
ـــ المبادئ الفلسفية التي تستند إليها المنظمة.
ـــ القواعد والأنظمة والتعليمات الموجهة للأعمال.
ـــ مستوى تطور العاملين وقدراتهم.
ـــ الهيكل التنظيمي للمنظمة.
ـــ خطط الموارد البشرية ومدى نجاحها في رفع كفاءة العاملين وتحفيزهم وتدريبهم.
ب- القضايا المهمة في المحيط الداخلي:
هناك مناطق في البيئة الداخلية تكون اهتماماتها الرئيسية والتي يتعين إيلائها الاهتمام من قبل محللي هذه البيئة وهي كالآتي:
أ ــ إنتاجية المنظمة الكمية والنوعية على المستوى الكلي والإدارات والأفراد
ب ــ الثقة بين العاملين وبينهم وبين الآخرين
ج ــ التعامل بمهنية عالية في تنفيذ مهامها
د ــ الالتزام والانضباط في تنفيذ الأعمال والأنظمة السارية
هـ ــ سيادة قيم ومبادئ تحكم تصرفات المنظمة وتوجهاتها
و ــ الشعور بالمسؤولية في تنفيذ البرامج والأنشطة والمهام
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــ
⁽¹⁾⁽²⁾ الدكتور مجيد الكرخي مرجع سابق, ص 175
المطلب الرابع: كيفية تحليل وتقييم المحيط الداخلي وماهي عناصر القوة والضعف ؟
أ- كيفية تقييم المحيط الداخلي:
من المفيد للمنظمة إثارة الأسئلة التالية والبحث عن الإجابات التحليلية المتكاملة لها عند تقييمها للبيئة الداخلية:
ــ ماهي نقاط القوة والضعف لدى المنظمة؟ ماهي الأعمال الأفضل التي قامت بها؟ أين تحتاج المنظمة للتطوير؟
ــ ماهي أسباب نجاح المنظمة في السابق؟ والفشل السابق؟ وماهي العوامل التي يمكن أن تسبب نجاح أو فشل المنظمة في المستقبل؟
ــ هل تتوفر لدى العاملين المعرفة و المهارات والقدرات التي تتطلبها عمليات تحقق رسالة المنظمة؟
ـــ ما مدى الانسجام والتعاون والتنسيق بين إدارات المنظمة وأقسامها؟1
ب- عناصر القوة والضعف في تحليل المحيط الداخلي:
تتلخص عناصر القوة والضعف التي طالما واجهتها المنظمات عند تحليل بيئتها الداخلية في الآتي:
1 ــ عناصر القوة: وتكمن في موارد المنظمة وقدراتها التي يمكن أن تستخدم في تطوير المنظمة ومنها:
ــ تميز المنظمة وتفوقها في أدائها
ـــ شهرة المنظمة وانتشار اسمها
ــ تقدير عال من قبل المستفيدين
ــ امتلاكها قدرات مالية كافية
ــ امتلاكها شبكة علاقات واسعة
ــ وجود إدارة تطويرية عالية الأداء
ــ وجود هيكل تنظيمي يتلاءم مع نمو المنظمة
ــ امتلاكها قدرات بشرية ومتمرسة في عملها ومتحمسة للعمل
2 ــ عناصر الضعف: إن غياب بعض عناصر القوة أو وجود تدني في أداء بعض جوانب النشاط في المنظمة تشكل بحد ذاتها عناصر ضعف فيها ومن ذلك:
ــ ضعف أدائها وعدم تمييزها
ــ عدم ظهور اسمها وافتقادها للشهرة
ــ عدم تقدير المستفيدين لها
ــ ضعف قدراتها المالية
ــ افتقارها للإدارة الكفؤة
ــ ضعف علاقاتها مع الآخرين
ـــ جمود هيكلها التنظيمي ولوائح العمل فيها
ــ ضعف قدرات العاملين فيها وافتقار عدد كبير منهم للمهارات المهنية2
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ
1الدكتور مجيد الكرخي، مرجع سابق، ص 179 .
2 الدكتور مجيد الكرخي مرجع سابق, ص 175 ــ 176 .
الخـــــــــــــــــاتمة:
بعد هذه الدراسة تبين لنا أن لتحليل المحيط الداخلي أهمية بالغة في رسم أي إستراتيجية للمؤسسةمن خلال اكتشاف نقاط القوة التي تتمتع بها وتحقق من خلالها ميزة تنافسية ونقاط الضعف التي ينبغي عليها تلافيها وتحويلها لنقاط قوة ،وذلك من أجل اختيار الاستراتيجية المناسبة لإمكانيات وقدرات المنظم. وكلما زاد الإلمام بحسن تحليل المحيط الداخلي كلما أدى ذلك إلى الاستجابة لتحقيق أهداف المنظمة بفعالية كبيرة
قائمة المراجع:
ــ عبد الرزاق بن حبيب: اقتصاد وتسيير المؤسسة، ديوان المطبوعات الجامعية.
ـــ الدكتور دادي عدون، كتاب اقتصاد مؤسسة ، دار المحمدية العامة بالجزائر، الطبعة الأولى 1998 .
ـــ بن خديجة منصف ودعاس نبيل, أهمية الإدارة الإستراتيجية للمنظمة في بيئتها, مذكرة ليسانس 2003.
ـــ الدكتور طاهر محسن منصور الغالي والأستاذ وائل محمد صبحي إدريس، الإدارة الإستراتيجية منظور منهجي متكامل، دار وائل للنشر والتوزيع الأردن 2007 .
ـــ الدكتور عبد العزيز صالح بن حبتور, كتاب الإدارة الإستراتيجية ,دار المسيرة للنشر والتوزيع بعمان.
ـــ الدكتور مجيد الكرخي، كتاب التخطيط الاستراتيجي عرض نظري وتطبيقي, دار المناهج للنشر والتوزيع عمان، سنة 2009.
آخر تعديل: