بسم الله الرحمن الرحيم
مَاءُ الحَيَاةِ بِذِي الدُّنْيَا وَإِنْ عَذُبَا == أَخُو السَّرَابِ فَلاَ يَغْرُرْكَ مَنْ شَرِبَا
هذه قصيدة لأبي الفضل عادل رفوش المراكشي وفقه الله، يرثي فيها الشيخ العلامة المحدث: محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.
قال حفظه الله:
قال حفظه الله:
مَاءُ الحَيَاةِ بِذِي الدُّنْيَا وَإِنْ عَذُبَا == أَخُو السَّرَابِ فَلاَ يَغْرُرْكَ مَنْ شَرِبَا
فَمَا تَطِيبُ كُؤُوسٌ مِنْ مُعَتَّقَةٍ(1) == مَا دَامَ كَأْسُ المَنَايَا(2) صَاحِ مُقْتَرِبَا
فَاعْمَلْ لِتَلْقَى الذِّي تَسْرُرْكَ طَلْعَتُهُ == وَقَدِّمَنْ صَالِحَ الأَعْمَالِ وَالقُرَبَا
فَلَيْسَ يُذْكَرُ بَعْدَ اللَّحْدِ مِنْ نَشَبٍ(3) == إِلاَّ بِصَالِحَةٍ تَسْتَصْلِحُ النَّشَبَا
طُوبَى لِعَبْدٍ أَتَى الدُّنْيَا عَلَى وَجَلٍ == كَمَا أَتَى نَاصِرُ الدِّينِ الَّذِي ذَهَبَا
مَضَى إِلَى اللهِ وَاسْتَوْفَى الّذِي كَتَبَا == وَمَا تَلَوَّنَ بِالدُّنْيَا وَمَا اضْطَرَبَا
وَمَا تَلَوَّثَ فِي أَدْرَانِهَا رَغَبَا == وَمَا تَرَدَّدَ فِي حَقٍّ بِهَا رَهَبَا
بَلْ كَانَ حَيْثُ ثَوَى(4) كَالبَدْرِ مُكْتَمِلاَ == يَعْلُو سَمَاءَ العُلاَ فِي عِزَّةٍ وَإِبَا(5)
مَضَى إِلَى اللهِ يَا لَلْحُزْنِ مِنْ خَبَرٍ == لَوْ أَنَّهُ كَذِبٌ قَدْ أَمْدَحُ الكَذِبَا
أَوْ أَنَّهُ مِنْ كَرَى(6) الأَضْغَاثِ(7) صَاعِقَةٌ == لأَهْجُرَنَّ فِرَاشَ النَّوْمِ وَالأُهُبَا(8)
وَأُعْطِيَنَّ بِتَكْذِيبٍ لَهُ مُهَجَا(9) == وَأَبْذُلَنَّ عَلَيْهِ الوُرْقَ(10) وَالذَّهَبَا
لَكِنَّهُ الصِّدْقُ حَمْداً لِلإِلَهِ عَلَى == مَا أَمْسَكَ الدَّهْرُ مِنْ نُعْمَى وَمَنْ وَهَبَا
صِدْقٌ يُبَدِّدُ(11) آمَالاً وَيَبْعَثُ مِنْ == أَصْدَائِهِ أَخْوَفَ الآلاَمِ وَالشَّجَبَا(12)
صِدْقٌ أَحَرُّ مِنَ الرَّمْضَا(13) عَلَى كَبِدِي == أَبْقَى الفُؤَادَ غَلِيلاً هَيِّناً وَصِبَا(14)
أَلْوِي بِصَبْرِيَ حَتَّى خِفْتُ مِنْ جَزَعٍ == وَأُسْبِلُ الدَّمْعَ مُنْهَلاًّ وَمُنْسَكِبَا
وَلَسْتُ وَحْدِيَ أَرْثِيهِ وَأَنْدُبُهُ == فَلَسْتُ إِلاَّ فَتًى فِي عَالَمٍ نَدَبَا
تَبْكِيكَ أَعْلاَمُ حَقٍّ كَانَ يَحْمِلُهَا == شَرْقاً وَغَرْباً بِأَيْدٍ تَقْهَرُ الأَلَبَا(15)
فَمَا تَرَى بَلَداً إِلاَّ لَهُ أَثَرٌ == فِيهِ وَمُتَّخِذٌ فِي بَعْثِهِ سَبَبَا
فَسَلْ دِمَشْقَ وَسَلْ عُمَانَ سَلْ حَرَمًا == وَالهِنْدَ وَالمغْرِبَ الأَقْصَى وَسَلْ حَلَبَا
تَجِدْ مَرَاثِيَ فِي الجُدْرَانِ بَاكِيَةً == كَأَنَّ دَمْعَتَهَا قَدْ فَارَقَتْ صَبَبَا
تَبْكِيهِ حُزْناً وَإِجْمَاعاً تَقُولُ لَنَا == أَكْرِمْ بِهِ عَلَماً وَعَالِماً وَأَبَا
سَلْ عَنْهُ طُلاَّبَهُ الأَفْذَاذَ فِي دُوَلٍ == شَتَّى تَجِدْ عَبَرَاتٍ تَسْبِقُ الذَّرِبَا
فَمَا رَأَتْ مِثْلَهُ فِي وُدِّهِ طَرَبَا == وَلاَ رَأَتْ مِثْلَهُ فِي الحَقِّ إِنْ غَضِبَا
وَسَلْ مُعَاشِرَهُ عَنْ خَشْيَةٍ وَتُقًى == كَمْ أَرْسَلَتْ دَمْعَهُ فِي اللَّيْلِ مُنْتَصِبَا
يَأْبَى المُبَاحَ وَيَأْبَى المَدْحَ عَنْ وَرَعٍ == وَيَسْتَعِيذُ بِرَبِّ العَرْشِ مُرْتَقِبَا
وَكَمْ رَأَى الصَّالِحُونَ الغُرُّ فِيهِ رُؤًى == مِنْ عَاجِلِ البِشْرِ قَدْ جَاءَتْهُ فَاكْتَرَبَا(16)
أَنْ قِيلَ إِنَّكَ تَقْفُو المُصْطَفَى فَبَكَى == وَاسْتَوْكَفَ(17) العَبَرَاتِ الحُمْرَ وَانْتَحَبَا(18)
سَبْعُونَ عَاماً مِنَ الأَزْمَانِ أَسْكَنَهَا == بَيْنَ الأَحَادِيثِ يَا بُشْرَاهُ مَا كَتَبَا
سَبْعُونَ عَاماً مُحَيَّاهُ يُنَضَّرُ فِي == سَرْدِ الأَحَادِيثِ وَالآثَارِ مُحْتَسِبَا
مَا كَانَ يَطْمَعُ أَنْ يَحْظَى بِجَائِزَةٍ == لِذَاكَ لمَاَّ أَتَتْهُ أَشْرَقَتْ طَرَبَا
سَبْعُونَ عَاماً يَذُبُّ الرَّيْبَ عَنْ سُنَنٍ == إِنْ يُبْدِ مُبْتَدِعٌ أَوْ ذُو هَوَى نَعَبَا(19)
يَسْتَنْفِرُ الشَّيْخُ مَنْصُوراً بِحُجَّتِهِ == حَتَّى كَأَنَّ لَهُ مِنْ رَبِّهِ شُهُبَا
فَيُبْطِلُ البِدَعَ السَّوْدَا وَيُزْهِقُهَا == وَلاَ تُصِيبُ دَماً مِنْهُ وَلاَ سَلَباً
يَدْعُو إِلَى دَعْوَةِ التَّوْحِيدِ مُنْتَبِذاً == أَوْ حَالَ شِرْكٍ إِذَا المَطْلُوبُ قَدْ طُلِبَا
أَعْلَى لأَهْلِ الحَدِيثِ رَايَةً حُجِبَتْ == دَهْراً فَكَشَّفَ عَنْهَا السِّتْرَ وَالحُجُبَا
أَعْلَى بِهِ اللهُ قَوْلَ الحَقِّ فِي زَمَنٍ == يَسْطُو بِغُرْبَةِ أَهْلِ السُّنَّةِ الغُرَبَا
دَوَّى بِهِ(20) سَلَفِيَّ النَّهْجِ مُتَّبِعاً == هَدْيَ الرَّسُولِ وَمَنْ لِلْمُصْطَفَى صَحِبَا
صَفَّى وَرَبَّى وَقَدْ أَبَّتْ أِبَابَتُهُ(21) == عَلَى الوُضُوحِ فَمَا اشْرَوْرَى(22) وَلاَ انْتَقَبَا(23)
وَأَيْقَظَ الأُمَّةَ السَّكْرَى بِأَجْوِبَةٍ == مِنْ مُحْكَمِ الفِقْهِ يُبْدِي الفِقْهَ وَالأَدَبَا
وَصَارَ لِلسُّنَّةِ الغَرَّاءِ مَدْرَسَةً == قَدْ جَدَّدَتْ بِالحَدِيثِ العُجْمَ وَالعَرَبَا
للهِ دَرُّكَ يَا شَيْخَ الشُّيُوخِ وَيَا == عَلاَّمَةَ العَصْرِ يَا نِبْرَاسَ(24) مَنْ سَرَبَا(25)
مَا زَالَ صَوْتُكَ فِي أُذْنَيَّ يَأْسِرُنِي == وَنُورُ وَجْهِكَ عَنْ عَيْنَيَّ مَا غَرَبَا
لاَ لاَ تَلُمْنِي أَخِي إِنْ قُلْتُ قَدْ جُمِعَتْ == فِيهِ الخِصَالُ الَّتِي تَسْتَوْجِبُ العَجَبَا
مِنِ ابْنِ حَنْبَلَ نَالَ الصَّبْرَ مُمْتَحَنَا == إِذْ ظَلَّ يُطْرَدُ فِي البُلْدَانِ مُغْتَرِبَا
وَنَالَهُ اللُّؤَمَا الأَوْغَادُ عَنْ جَسَدٍ == بِالطَّعْنِ وَالتُّهَمِ الشَّوْهَا فَمَا اعْتَتَبَا(26)
فَعَادَ جُنْدُ الهَوَى بِالخُسْرِ مُنْهَزِماً == وَعَادَ شَيْخُ الهُدَى بِالنَّصْرِ قَدْ غَلَبَا
وَمِ(27) البُخَارِي أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ أَتَى == عَرْشَ الخِلاَفَةِ فِي التَّحْدِيثِ وَانْتَصَبَا
وَكَانَ كَابْنِ المَدِينِي كَاشِفاً عِلَلاً == تُعْيِي الأَلِبَّا وَمَنْ فِي الفَنِّ قَدْ أَرِبَا(28)
وَمَنْ يُطَالِعْ بِمَحْضِ العَدْلِ مَا كَتَبَتْ == يُمْنَاهُ يَلْقَاهُ نَقَّاداً وَمُنْتَخِبَا
فَكُلُّ خَافِيَةٍ عَنْ شَمْسِهِ اتَّضَحَتْ == وَكُلُّ مُبْتَعِدِ المَعْنَى بِهِ اقْتَرَبَا
سَلْ عَنْهُ مَكْتَبَةً بَلْ مَكْتَبَاتِ هُدًى == تَرَبَّعَ الشَّيْخُ فِي أَرْجَائِهَا وَرَبَا
مَا كَانَ يَسْأَمُ مِنْ عَيْشٍ بِهَا أَبَدَا == وَكَانَ يَهْجُرُ فِيهَا الصَّحْبَ وَالعِنَبَا
وَلاَ يُفَارِقُهَا حِرْصاً عَلَى زَمَنٍ == حَتَّى يُطَالِعَ مِنْهَا الدِّقَّ وَالسَّهَبَا(29)
فَيَفْصِمُ اللُّؤْلُؤَ المَكْنُونَ عَنْ زَبَدٍ == وَيُطْعِمُ العَسَلَ المَعْسُولَ وَالرُّطَبَا
فَأَتْحَفَ الكَوْنَ بِالإِرْوَاءِ أَرْسَلَهُ == كَالجَارِيَاتِ بِيُسْرٍ تَمْحَقُ الجَذَبَا
وَرَصَّعَ الجِيدَ عَنْ عَطْلٍ(30) بِسِلْسِلَةٍ == كَالتَّالِيَاتِ لِذِكْرٍ تَدْرَأُ الكَذِبَا
وَكَمْ مِنَ الكُتُبِ الغَرَّا أَفَادَ بِهَا == تَرْوِي الصَّحِيحَ وَتَنْفِي الزُّورَ وَالشَّغَبَا
وَكَمْ تَحَاكَمَ أَقْوَامٌ إِلَيْهِ فَمَا == نَادَوْهُ إِلاَّ وَأَنْهَى الرَّيْبَ وَالصَّخَبَا
فَسَلْ مُنَاظِرَهُ عَنْ قَدْرِ هَيْبَتِهِ == هَلْ يَسْتَطِيعُ امْتِدَادَ اللَّحْظِ إِنْ قَرُبَا
وَسَلْ مُحَاجِجَهُ عَنْ حَدِّ عَارِضَةٍ == هَلْ يَسْتَطِيعُ لَهَا أَنْ يُثْبِتَ الرُّكَبَا
جَمُّ التَّوَاضُعِ لَمْ يُفْسِدْ وِدَادَ أَخٍ == بِالخُلْفِ فِي نَظَرٍ كَلاَّ وَلاَ أَشَبَا
وَإِنْ تَبَدَّى لَهُ البُرْهَانَ مِنْ أَحَدٍ == أَفْضَى إِلَيْهِ بِفَيْضِ الشُّكْرِ مُنْثَعِبَا(31)
فَاللهُ يَغْفِرُ ذَنْباً لِلأُلَى زَعَمُوا == شُذُوذَ شَيْخِ الهُدَى فِي الرَّأْيِ مُنْعَصِبَا
أَوْ مَنْ يَقُولُ لَدَى الإِيمَانَ إِنَّ لَهُ == مِنْ قَوْلِ مُرْجِئَةٍ كَلاَّ لَقَدْ كَذَبَا
أَوْ مَنْ يَقُولُ تَعَدَّى عِنْدَ قِسْمَتِهِ== كُتْبَ الحَدِيثِ إِلَى مَا لاَنَ أَوْ صَلُبَا
قُلْنَا اقْتَدَى بِالبُخَارِي الشَّهْمِ وَالبَغَوِي == فَهَلْ هُمُوا قَدْ تَعَدَّوْا أَوْ عَلَوْا رُتَبَا
وَالأَمْرُ مَقْصِدُ تَأْلِيفٍ يُيَسِّرُ عَنْ == جُلِّ الوَرَى، وَلِكُلِّ وِجْهَةٌ طَلَبَا
أَوْ مَنْ يَقُولُ بِأَنَّ الفِقْهَ لَيْسَ لَهُ == تَاللهِ مَا عَرَفُوا فِقْهاً وَلاَ أَدَبَا
فَهَلْ رَأَيْتُمْ كَأَحْكَامِ الجَنَائِزِ أَوْ == مَا خَطَّ مِنْ صِفَةٍ لِلْمُصْطَفَى وَحَبَا
مَا الفِقْهُ إِلاَّ حَدِيثُ المُصْطَفَى لِفَتىً == دَقِيقِ فَهْمٍ كَفَهْمِ الشَّيْخِ قَدْ نَجُبَا(32)
قُلْ إِي وَرَبِّيَ إِنَّ الشَّيْخَ مُجْتَهِدٌ == يَقُولُ مَا يَقْتَضِيهِ النَّصُّ مُسْتَهِبَا(33)
فَكَانَ حَتْماً سُلُوكُ العُرْفِ مَعْهُ فَلاَ == يُلاَمُ لَوْماً قَبِيحَ الوَصْفِ مُعْثَلِباً
وَكَمْ تَنَكَّرَ أَقْوَامٌ وَكَمْ جَحَدُوا == لَكِنَّهُمْ سَرَقُوا فِي السِّرِّ مَا كَتَبَا
لَسْنَا نُغَالِي وَلاَ نَدْعُوا لِعِصْمَتِهِ == كَلاَّ وَلاَ نَحْنُ نَجْفُوا عَنْهُ إِنْ حَزَبَا(34)
نُثْنِي عَلَيْهِ كَمَا أَثْنَى جَهَابِذَةٌ == كَابْنِ العُثَيْمِينَ وَابْنِ البَازِ وَالخُطَبَا
بَلْ إِنَّهُ سَلَّمَ الأَعْدَا تَفَرُّدَهُ == مِثْلَ الغُمَارِي وَإِنْ نَاوَاهُمُ(35) وَأَبَى
يَا أَيُّهَا الشَّانِئُ المُبْدِي عَدَاوَتَهُ == رُوَيْدَكَ اليَوْمَ لاَ تَفْرَحْ إِنِ انْشَعَبَا(36)
فَالشَّيْخُ إِنْ مَاتَ جِسْماًَ لَمْ يَمُتْ عَمَلاً == بَلْ خَلَّفَ الذِّكْرَ وَالطُّلاَّبَ وَالكُتُبَا
وَنَحْسِبُ اللهَ وَفَّاهُ بِخَاتِمَةٍ == حُسْنَى فَمَا طَالَ عَنْ دَفْنٍ وَمَا تَعِبَا
وَكَانَ أَوْصَى بِأَنْ تَبْقَى ذَخَائِرُهُ == وَقْفاً لِجَامِعَةٍ قِدْماً لَهَا انْتَدَبَا
إِنَّا نُحِبُّهُ دِيناً قَيِّماً وَنَرَى == سَبِيلَ حُبِّهِ بِالبُرْهَانِ قَدْ وَجَبَا
إِنْ شِئْتَ تُنْمِيهِ(37) فِي الأَبْدَالِ قُلْتُ نَعَمْ == أَهْلُ الحَدِيثِ هُمُ الأَبْدَالُ وَالنُّقَبَا
أَوْ شِئْتَ فِي أَوْلِيَاءِ اللهِ قُلْتُ نَعَمْ == وَمَنْ يُعَادِ وَلِيًّا خَابَ وَانْقَلَبَا
وَلَيْسَ يَطْعَنُ فِيهِمْ غَيْرُ مُبْتَدِعٍ == وَيَنْهَجُ الحُبَّ مَنْ لِلسُّنَّةِ انْتَسَبَا
مَاذَا أَقُولُ لأَسْتَوْفِي مَحَامِدَهُ == وَهَلْ أُحَاوِلُ مَبْسُوطاً وَمُقْتَضِبَا(38)
كَلاَّ سَأَتْعَبُ عَدّاً ثُمَّ أَرْجِعُ كَيْ == أَقُولَ سُبْحَانَ مَنْ أَعْطَى وَمَنْ وَهَبَا
قَدْ ذَكَّرَ النَّاسَ بِالأَسْلاَفِ وَالعُلَمَا == وَكَانَ عَالِمَ هَذَا العَصْرِ دُونَ إِبَا(39)
فَاللهُ يَجْزِيهِ خَيْراً ثُمَّ يُسْكِنُهُ == فَسِيحَ جَنَّاتِهِ مَثْوًى وَمُنْقَلَبَا
وَاللهُ يَجْعَلُ فِي البَاقِينَ تَعْزِيَةً == لِكُلِّ ذِي سُنَّةٍ مِنْ فَقْدِهِ رُعِبَا(40)
فَاعْمَلْ لِتَلْقَى الذِّي تَسْرُرْكَ طَلْعَتُهُ == وَقَدِّمَنْ صَالِحَ الأَعْمَالِ وَالقُرَبَا
فَلَيْسَ يُذْكَرُ بَعْدَ اللَّحْدِ مِنْ نَشَبٍ(3) == إِلاَّ بِصَالِحَةٍ تَسْتَصْلِحُ النَّشَبَا
طُوبَى لِعَبْدٍ أَتَى الدُّنْيَا عَلَى وَجَلٍ == كَمَا أَتَى نَاصِرُ الدِّينِ الَّذِي ذَهَبَا
مَضَى إِلَى اللهِ وَاسْتَوْفَى الّذِي كَتَبَا == وَمَا تَلَوَّنَ بِالدُّنْيَا وَمَا اضْطَرَبَا
وَمَا تَلَوَّثَ فِي أَدْرَانِهَا رَغَبَا == وَمَا تَرَدَّدَ فِي حَقٍّ بِهَا رَهَبَا
بَلْ كَانَ حَيْثُ ثَوَى(4) كَالبَدْرِ مُكْتَمِلاَ == يَعْلُو سَمَاءَ العُلاَ فِي عِزَّةٍ وَإِبَا(5)
مَضَى إِلَى اللهِ يَا لَلْحُزْنِ مِنْ خَبَرٍ == لَوْ أَنَّهُ كَذِبٌ قَدْ أَمْدَحُ الكَذِبَا
أَوْ أَنَّهُ مِنْ كَرَى(6) الأَضْغَاثِ(7) صَاعِقَةٌ == لأَهْجُرَنَّ فِرَاشَ النَّوْمِ وَالأُهُبَا(8)
وَأُعْطِيَنَّ بِتَكْذِيبٍ لَهُ مُهَجَا(9) == وَأَبْذُلَنَّ عَلَيْهِ الوُرْقَ(10) وَالذَّهَبَا
لَكِنَّهُ الصِّدْقُ حَمْداً لِلإِلَهِ عَلَى == مَا أَمْسَكَ الدَّهْرُ مِنْ نُعْمَى وَمَنْ وَهَبَا
صِدْقٌ يُبَدِّدُ(11) آمَالاً وَيَبْعَثُ مِنْ == أَصْدَائِهِ أَخْوَفَ الآلاَمِ وَالشَّجَبَا(12)
صِدْقٌ أَحَرُّ مِنَ الرَّمْضَا(13) عَلَى كَبِدِي == أَبْقَى الفُؤَادَ غَلِيلاً هَيِّناً وَصِبَا(14)
أَلْوِي بِصَبْرِيَ حَتَّى خِفْتُ مِنْ جَزَعٍ == وَأُسْبِلُ الدَّمْعَ مُنْهَلاًّ وَمُنْسَكِبَا
وَلَسْتُ وَحْدِيَ أَرْثِيهِ وَأَنْدُبُهُ == فَلَسْتُ إِلاَّ فَتًى فِي عَالَمٍ نَدَبَا
تَبْكِيكَ أَعْلاَمُ حَقٍّ كَانَ يَحْمِلُهَا == شَرْقاً وَغَرْباً بِأَيْدٍ تَقْهَرُ الأَلَبَا(15)
فَمَا تَرَى بَلَداً إِلاَّ لَهُ أَثَرٌ == فِيهِ وَمُتَّخِذٌ فِي بَعْثِهِ سَبَبَا
فَسَلْ دِمَشْقَ وَسَلْ عُمَانَ سَلْ حَرَمًا == وَالهِنْدَ وَالمغْرِبَ الأَقْصَى وَسَلْ حَلَبَا
تَجِدْ مَرَاثِيَ فِي الجُدْرَانِ بَاكِيَةً == كَأَنَّ دَمْعَتَهَا قَدْ فَارَقَتْ صَبَبَا
تَبْكِيهِ حُزْناً وَإِجْمَاعاً تَقُولُ لَنَا == أَكْرِمْ بِهِ عَلَماً وَعَالِماً وَأَبَا
سَلْ عَنْهُ طُلاَّبَهُ الأَفْذَاذَ فِي دُوَلٍ == شَتَّى تَجِدْ عَبَرَاتٍ تَسْبِقُ الذَّرِبَا
فَمَا رَأَتْ مِثْلَهُ فِي وُدِّهِ طَرَبَا == وَلاَ رَأَتْ مِثْلَهُ فِي الحَقِّ إِنْ غَضِبَا
وَسَلْ مُعَاشِرَهُ عَنْ خَشْيَةٍ وَتُقًى == كَمْ أَرْسَلَتْ دَمْعَهُ فِي اللَّيْلِ مُنْتَصِبَا
يَأْبَى المُبَاحَ وَيَأْبَى المَدْحَ عَنْ وَرَعٍ == وَيَسْتَعِيذُ بِرَبِّ العَرْشِ مُرْتَقِبَا
وَكَمْ رَأَى الصَّالِحُونَ الغُرُّ فِيهِ رُؤًى == مِنْ عَاجِلِ البِشْرِ قَدْ جَاءَتْهُ فَاكْتَرَبَا(16)
أَنْ قِيلَ إِنَّكَ تَقْفُو المُصْطَفَى فَبَكَى == وَاسْتَوْكَفَ(17) العَبَرَاتِ الحُمْرَ وَانْتَحَبَا(18)
سَبْعُونَ عَاماً مِنَ الأَزْمَانِ أَسْكَنَهَا == بَيْنَ الأَحَادِيثِ يَا بُشْرَاهُ مَا كَتَبَا
سَبْعُونَ عَاماً مُحَيَّاهُ يُنَضَّرُ فِي == سَرْدِ الأَحَادِيثِ وَالآثَارِ مُحْتَسِبَا
مَا كَانَ يَطْمَعُ أَنْ يَحْظَى بِجَائِزَةٍ == لِذَاكَ لمَاَّ أَتَتْهُ أَشْرَقَتْ طَرَبَا
سَبْعُونَ عَاماً يَذُبُّ الرَّيْبَ عَنْ سُنَنٍ == إِنْ يُبْدِ مُبْتَدِعٌ أَوْ ذُو هَوَى نَعَبَا(19)
يَسْتَنْفِرُ الشَّيْخُ مَنْصُوراً بِحُجَّتِهِ == حَتَّى كَأَنَّ لَهُ مِنْ رَبِّهِ شُهُبَا
فَيُبْطِلُ البِدَعَ السَّوْدَا وَيُزْهِقُهَا == وَلاَ تُصِيبُ دَماً مِنْهُ وَلاَ سَلَباً
يَدْعُو إِلَى دَعْوَةِ التَّوْحِيدِ مُنْتَبِذاً == أَوْ حَالَ شِرْكٍ إِذَا المَطْلُوبُ قَدْ طُلِبَا
أَعْلَى لأَهْلِ الحَدِيثِ رَايَةً حُجِبَتْ == دَهْراً فَكَشَّفَ عَنْهَا السِّتْرَ وَالحُجُبَا
أَعْلَى بِهِ اللهُ قَوْلَ الحَقِّ فِي زَمَنٍ == يَسْطُو بِغُرْبَةِ أَهْلِ السُّنَّةِ الغُرَبَا
دَوَّى بِهِ(20) سَلَفِيَّ النَّهْجِ مُتَّبِعاً == هَدْيَ الرَّسُولِ وَمَنْ لِلْمُصْطَفَى صَحِبَا
صَفَّى وَرَبَّى وَقَدْ أَبَّتْ أِبَابَتُهُ(21) == عَلَى الوُضُوحِ فَمَا اشْرَوْرَى(22) وَلاَ انْتَقَبَا(23)
وَأَيْقَظَ الأُمَّةَ السَّكْرَى بِأَجْوِبَةٍ == مِنْ مُحْكَمِ الفِقْهِ يُبْدِي الفِقْهَ وَالأَدَبَا
وَصَارَ لِلسُّنَّةِ الغَرَّاءِ مَدْرَسَةً == قَدْ جَدَّدَتْ بِالحَدِيثِ العُجْمَ وَالعَرَبَا
للهِ دَرُّكَ يَا شَيْخَ الشُّيُوخِ وَيَا == عَلاَّمَةَ العَصْرِ يَا نِبْرَاسَ(24) مَنْ سَرَبَا(25)
مَا زَالَ صَوْتُكَ فِي أُذْنَيَّ يَأْسِرُنِي == وَنُورُ وَجْهِكَ عَنْ عَيْنَيَّ مَا غَرَبَا
لاَ لاَ تَلُمْنِي أَخِي إِنْ قُلْتُ قَدْ جُمِعَتْ == فِيهِ الخِصَالُ الَّتِي تَسْتَوْجِبُ العَجَبَا
مِنِ ابْنِ حَنْبَلَ نَالَ الصَّبْرَ مُمْتَحَنَا == إِذْ ظَلَّ يُطْرَدُ فِي البُلْدَانِ مُغْتَرِبَا
وَنَالَهُ اللُّؤَمَا الأَوْغَادُ عَنْ جَسَدٍ == بِالطَّعْنِ وَالتُّهَمِ الشَّوْهَا فَمَا اعْتَتَبَا(26)
فَعَادَ جُنْدُ الهَوَى بِالخُسْرِ مُنْهَزِماً == وَعَادَ شَيْخُ الهُدَى بِالنَّصْرِ قَدْ غَلَبَا
وَمِ(27) البُخَارِي أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ أَتَى == عَرْشَ الخِلاَفَةِ فِي التَّحْدِيثِ وَانْتَصَبَا
وَكَانَ كَابْنِ المَدِينِي كَاشِفاً عِلَلاً == تُعْيِي الأَلِبَّا وَمَنْ فِي الفَنِّ قَدْ أَرِبَا(28)
وَمَنْ يُطَالِعْ بِمَحْضِ العَدْلِ مَا كَتَبَتْ == يُمْنَاهُ يَلْقَاهُ نَقَّاداً وَمُنْتَخِبَا
فَكُلُّ خَافِيَةٍ عَنْ شَمْسِهِ اتَّضَحَتْ == وَكُلُّ مُبْتَعِدِ المَعْنَى بِهِ اقْتَرَبَا
سَلْ عَنْهُ مَكْتَبَةً بَلْ مَكْتَبَاتِ هُدًى == تَرَبَّعَ الشَّيْخُ فِي أَرْجَائِهَا وَرَبَا
مَا كَانَ يَسْأَمُ مِنْ عَيْشٍ بِهَا أَبَدَا == وَكَانَ يَهْجُرُ فِيهَا الصَّحْبَ وَالعِنَبَا
وَلاَ يُفَارِقُهَا حِرْصاً عَلَى زَمَنٍ == حَتَّى يُطَالِعَ مِنْهَا الدِّقَّ وَالسَّهَبَا(29)
فَيَفْصِمُ اللُّؤْلُؤَ المَكْنُونَ عَنْ زَبَدٍ == وَيُطْعِمُ العَسَلَ المَعْسُولَ وَالرُّطَبَا
فَأَتْحَفَ الكَوْنَ بِالإِرْوَاءِ أَرْسَلَهُ == كَالجَارِيَاتِ بِيُسْرٍ تَمْحَقُ الجَذَبَا
وَرَصَّعَ الجِيدَ عَنْ عَطْلٍ(30) بِسِلْسِلَةٍ == كَالتَّالِيَاتِ لِذِكْرٍ تَدْرَأُ الكَذِبَا
وَكَمْ مِنَ الكُتُبِ الغَرَّا أَفَادَ بِهَا == تَرْوِي الصَّحِيحَ وَتَنْفِي الزُّورَ وَالشَّغَبَا
وَكَمْ تَحَاكَمَ أَقْوَامٌ إِلَيْهِ فَمَا == نَادَوْهُ إِلاَّ وَأَنْهَى الرَّيْبَ وَالصَّخَبَا
فَسَلْ مُنَاظِرَهُ عَنْ قَدْرِ هَيْبَتِهِ == هَلْ يَسْتَطِيعُ امْتِدَادَ اللَّحْظِ إِنْ قَرُبَا
وَسَلْ مُحَاجِجَهُ عَنْ حَدِّ عَارِضَةٍ == هَلْ يَسْتَطِيعُ لَهَا أَنْ يُثْبِتَ الرُّكَبَا
جَمُّ التَّوَاضُعِ لَمْ يُفْسِدْ وِدَادَ أَخٍ == بِالخُلْفِ فِي نَظَرٍ كَلاَّ وَلاَ أَشَبَا
وَإِنْ تَبَدَّى لَهُ البُرْهَانَ مِنْ أَحَدٍ == أَفْضَى إِلَيْهِ بِفَيْضِ الشُّكْرِ مُنْثَعِبَا(31)
فَاللهُ يَغْفِرُ ذَنْباً لِلأُلَى زَعَمُوا == شُذُوذَ شَيْخِ الهُدَى فِي الرَّأْيِ مُنْعَصِبَا
أَوْ مَنْ يَقُولُ لَدَى الإِيمَانَ إِنَّ لَهُ == مِنْ قَوْلِ مُرْجِئَةٍ كَلاَّ لَقَدْ كَذَبَا
أَوْ مَنْ يَقُولُ تَعَدَّى عِنْدَ قِسْمَتِهِ== كُتْبَ الحَدِيثِ إِلَى مَا لاَنَ أَوْ صَلُبَا
قُلْنَا اقْتَدَى بِالبُخَارِي الشَّهْمِ وَالبَغَوِي == فَهَلْ هُمُوا قَدْ تَعَدَّوْا أَوْ عَلَوْا رُتَبَا
وَالأَمْرُ مَقْصِدُ تَأْلِيفٍ يُيَسِّرُ عَنْ == جُلِّ الوَرَى، وَلِكُلِّ وِجْهَةٌ طَلَبَا
أَوْ مَنْ يَقُولُ بِأَنَّ الفِقْهَ لَيْسَ لَهُ == تَاللهِ مَا عَرَفُوا فِقْهاً وَلاَ أَدَبَا
فَهَلْ رَأَيْتُمْ كَأَحْكَامِ الجَنَائِزِ أَوْ == مَا خَطَّ مِنْ صِفَةٍ لِلْمُصْطَفَى وَحَبَا
مَا الفِقْهُ إِلاَّ حَدِيثُ المُصْطَفَى لِفَتىً == دَقِيقِ فَهْمٍ كَفَهْمِ الشَّيْخِ قَدْ نَجُبَا(32)
قُلْ إِي وَرَبِّيَ إِنَّ الشَّيْخَ مُجْتَهِدٌ == يَقُولُ مَا يَقْتَضِيهِ النَّصُّ مُسْتَهِبَا(33)
فَكَانَ حَتْماً سُلُوكُ العُرْفِ مَعْهُ فَلاَ == يُلاَمُ لَوْماً قَبِيحَ الوَصْفِ مُعْثَلِباً
وَكَمْ تَنَكَّرَ أَقْوَامٌ وَكَمْ جَحَدُوا == لَكِنَّهُمْ سَرَقُوا فِي السِّرِّ مَا كَتَبَا
لَسْنَا نُغَالِي وَلاَ نَدْعُوا لِعِصْمَتِهِ == كَلاَّ وَلاَ نَحْنُ نَجْفُوا عَنْهُ إِنْ حَزَبَا(34)
نُثْنِي عَلَيْهِ كَمَا أَثْنَى جَهَابِذَةٌ == كَابْنِ العُثَيْمِينَ وَابْنِ البَازِ وَالخُطَبَا
بَلْ إِنَّهُ سَلَّمَ الأَعْدَا تَفَرُّدَهُ == مِثْلَ الغُمَارِي وَإِنْ نَاوَاهُمُ(35) وَأَبَى
يَا أَيُّهَا الشَّانِئُ المُبْدِي عَدَاوَتَهُ == رُوَيْدَكَ اليَوْمَ لاَ تَفْرَحْ إِنِ انْشَعَبَا(36)
فَالشَّيْخُ إِنْ مَاتَ جِسْماًَ لَمْ يَمُتْ عَمَلاً == بَلْ خَلَّفَ الذِّكْرَ وَالطُّلاَّبَ وَالكُتُبَا
وَنَحْسِبُ اللهَ وَفَّاهُ بِخَاتِمَةٍ == حُسْنَى فَمَا طَالَ عَنْ دَفْنٍ وَمَا تَعِبَا
وَكَانَ أَوْصَى بِأَنْ تَبْقَى ذَخَائِرُهُ == وَقْفاً لِجَامِعَةٍ قِدْماً لَهَا انْتَدَبَا
إِنَّا نُحِبُّهُ دِيناً قَيِّماً وَنَرَى == سَبِيلَ حُبِّهِ بِالبُرْهَانِ قَدْ وَجَبَا
إِنْ شِئْتَ تُنْمِيهِ(37) فِي الأَبْدَالِ قُلْتُ نَعَمْ == أَهْلُ الحَدِيثِ هُمُ الأَبْدَالُ وَالنُّقَبَا
أَوْ شِئْتَ فِي أَوْلِيَاءِ اللهِ قُلْتُ نَعَمْ == وَمَنْ يُعَادِ وَلِيًّا خَابَ وَانْقَلَبَا
وَلَيْسَ يَطْعَنُ فِيهِمْ غَيْرُ مُبْتَدِعٍ == وَيَنْهَجُ الحُبَّ مَنْ لِلسُّنَّةِ انْتَسَبَا
مَاذَا أَقُولُ لأَسْتَوْفِي مَحَامِدَهُ == وَهَلْ أُحَاوِلُ مَبْسُوطاً وَمُقْتَضِبَا(38)
كَلاَّ سَأَتْعَبُ عَدّاً ثُمَّ أَرْجِعُ كَيْ == أَقُولَ سُبْحَانَ مَنْ أَعْطَى وَمَنْ وَهَبَا
قَدْ ذَكَّرَ النَّاسَ بِالأَسْلاَفِ وَالعُلَمَا == وَكَانَ عَالِمَ هَذَا العَصْرِ دُونَ إِبَا(39)
فَاللهُ يَجْزِيهِ خَيْراً ثُمَّ يُسْكِنُهُ == فَسِيحَ جَنَّاتِهِ مَثْوًى وَمُنْقَلَبَا
وَاللهُ يَجْعَلُ فِي البَاقِينَ تَعْزِيَةً == لِكُلِّ ذِي سُنَّةٍ مِنْ فَقْدِهِ رُعِبَا(40)
شرح ما تضمنته هذه القصيدة من الألفاظ الغريبة:
(1) المعتقة: من أسماء الخمر.
(2) المنايا: جمع مَنِيَّةٍ وهي الموت.
(3) النشب: المال والعقار.
(4) ثَوَى بالمكان: أقام به
(5) الإباء: الامتناع.
(6) الكَرَى: النعاس
(7) الأَضْغَاثِ: الرؤيا التي لا يصح تأويلها لاختلاطها.
(8) الأُهُب: جمع إِهَابٍ وهو الجلد.
(9) المهج: جمع مهجة وهي الدم، والمهجة الروح.
(10) الوُرْقَ: الدراهم المضروبة.
(11) يُبَدِّدُ: يعطي ويمد.
(12) الشَّجَبُ: الهمُّ والحزن.
(13) الرَّمْضَاءُ: الحجارة الحارة.
(14) الوَصَبُ: المرض.
(15) الأَلَب: الجمع الكثير من الناس.
(16) فاكْتَرَبَا: من الكرب وهو الهم الذي يأخذ بالنفس.
(17) وَاسْتَوْكَفَ: استقطر.
(18) وَانْتَحَبَا: من النحيب وهو البكاء.
(19) نَعَبَا: أي صاح؛ يقال: نعب الغراب إذا صاح وصوَّت.
(20) دَوَّى بِهِ: أي صدع به ورفع صوته به.
(21) أَبَّتْ أِبَابَتُهُ: يقال: أبَّ إذا عزم على السير وتهيأ، والإبابة: الجهاز والمتاع.
(22) اشْرَوْرَى: اضْطَرَبَ
(23) انْتَقَبَا: أي ما كان أمره خفيا.
(24) النِّبْرَاسُ: المصباح.
(25) سَرَبَا: السارب هو المستخفي في الظلمات.
(26) اعْتَتَبَا: اعْتَتَبَ فلانٌ إِذا رَجعَ عن أَمر كان فيه إِلى غيره.
(27) وَمِ: لغة في: «مِنْ».
(28) أَرِبَا: أَرِبَ: الرجل إلى الشيء إذا احتاج إليه
(29) سَهَبَا: السَّهْبُ ما بَعُدَ من الأَرضِ
(30) وَرَصَّعَ الجِيدَ عَنْ عَطْلٍ: رصع: زين. والجيد: العنق. عن عطل: يقال جيد معطل: ليس فيه حلية.
(31) مُنْثَعِباً: أي منسكبا
(32) نَجُبا: من النجابة، والنجيب: المُنْتَجَبُ المُختارُ من كل شيءٍ.
(33) مُسْتَهِبَا:المُسْتَهَبُ : الجَوَادُ
************************************************** ************************************************** **************************** الصواب (مُعَثْلَبَا) قال في العين: عَثْلَبْتُ الحوض إذا كسرته.
(34) حَزَبَا: يقال: حزبه الأمر إِذا نزل به مُهِمّ أَو أَصابَه غمٌّ
(35) نَاوَاهُم: يقال: نَاوَاهُ أي عَادَاهُ.
(36) انْشَعَبَا: يقال: انْشَعَبَ عنِّي فُلانٌ تباعَدَ، والمقصود هنا: مات وتُوفي.
(37) تُنْمِيهِ: أي ترفعه إلى درجة الأبدال وتَعُدُّهُ فيهم.
(38) مُقْتَضِبَا: اقْتضَبَ الكلامَ ارْتجلَه، واقْتضَبَ حَديثَهُ: انتزَعَه واقتطَعَه.
(39) دون إِبَا: الإباء: الامتناع.
(40) رُعِبَا: من الرعب؛ وهو الفزع والخوف.
(2) المنايا: جمع مَنِيَّةٍ وهي الموت.
(3) النشب: المال والعقار.
(4) ثَوَى بالمكان: أقام به
(5) الإباء: الامتناع.
(6) الكَرَى: النعاس
(7) الأَضْغَاثِ: الرؤيا التي لا يصح تأويلها لاختلاطها.
(8) الأُهُب: جمع إِهَابٍ وهو الجلد.
(9) المهج: جمع مهجة وهي الدم، والمهجة الروح.
(10) الوُرْقَ: الدراهم المضروبة.
(11) يُبَدِّدُ: يعطي ويمد.
(12) الشَّجَبُ: الهمُّ والحزن.
(13) الرَّمْضَاءُ: الحجارة الحارة.
(14) الوَصَبُ: المرض.
(15) الأَلَب: الجمع الكثير من الناس.
(16) فاكْتَرَبَا: من الكرب وهو الهم الذي يأخذ بالنفس.
(17) وَاسْتَوْكَفَ: استقطر.
(18) وَانْتَحَبَا: من النحيب وهو البكاء.
(19) نَعَبَا: أي صاح؛ يقال: نعب الغراب إذا صاح وصوَّت.
(20) دَوَّى بِهِ: أي صدع به ورفع صوته به.
(21) أَبَّتْ أِبَابَتُهُ: يقال: أبَّ إذا عزم على السير وتهيأ، والإبابة: الجهاز والمتاع.
(22) اشْرَوْرَى: اضْطَرَبَ
(23) انْتَقَبَا: أي ما كان أمره خفيا.
(24) النِّبْرَاسُ: المصباح.
(25) سَرَبَا: السارب هو المستخفي في الظلمات.
(26) اعْتَتَبَا: اعْتَتَبَ فلانٌ إِذا رَجعَ عن أَمر كان فيه إِلى غيره.
(27) وَمِ: لغة في: «مِنْ».
(28) أَرِبَا: أَرِبَ: الرجل إلى الشيء إذا احتاج إليه
(29) سَهَبَا: السَّهْبُ ما بَعُدَ من الأَرضِ
(30) وَرَصَّعَ الجِيدَ عَنْ عَطْلٍ: رصع: زين. والجيد: العنق. عن عطل: يقال جيد معطل: ليس فيه حلية.
(31) مُنْثَعِباً: أي منسكبا
(32) نَجُبا: من النجابة، والنجيب: المُنْتَجَبُ المُختارُ من كل شيءٍ.
(33) مُسْتَهِبَا:المُسْتَهَبُ : الجَوَادُ
************************************************** ************************************************** **************************** الصواب (مُعَثْلَبَا) قال في العين: عَثْلَبْتُ الحوض إذا كسرته.
(34) حَزَبَا: يقال: حزبه الأمر إِذا نزل به مُهِمّ أَو أَصابَه غمٌّ
(35) نَاوَاهُم: يقال: نَاوَاهُ أي عَادَاهُ.
(36) انْشَعَبَا: يقال: انْشَعَبَ عنِّي فُلانٌ تباعَدَ، والمقصود هنا: مات وتُوفي.
(37) تُنْمِيهِ: أي ترفعه إلى درجة الأبدال وتَعُدُّهُ فيهم.
(38) مُقْتَضِبَا: اقْتضَبَ الكلامَ ارْتجلَه، واقْتضَبَ حَديثَهُ: انتزَعَه واقتطَعَه.
(39) دون إِبَا: الإباء: الامتناع.
(40) رُعِبَا: من الرعب؛ وهو الفزع والخوف.
أنظر كتاب كوكبة من أئمة الهدى للشيخ الدكتور عاصم القيروتي حفظه الله
-الفصل المخصص لترجمة الشيخ الألباني رحمه الله-
المصدر ..منتديات اهل الحديث السلفية