على هامش الشعر

سراي علي

:: عضو مُتميز ::
إنضم
2 أفريل 2010
المشاركات
804
نقاط التفاعل
303
النقاط
23
هل فكرت يوما ما أن تكون شاعرا .. وأيُّ شاعرِ ..؟ شاعر يستدعي القوافي فتأتيه طائعة ، وتسجد بحضرة جلاله في هيبة ووقار .. يامرها فتطيعه .. ويدعوها فتجيبه ..شاعر رخامي .. شاعر في صفاء السماء ولون القمر .. وهدوء الليل وقت السحر .. وشدة الريح .. ووخز المطر .. شاعر مميز في كل شيئ ..

إن كنت قد فكرت في كل ذلك .. فقد سقطت في غيابات جب الشعر ولن تجد لك سيارة فيرسلو واردهم فيدلي دلوه لينقذك من جب الشعر وغياباته ..

كان الشعر في زمن الشعر الذي ولى وانتهى ليس اكثر من خاطر يراود صاحبه ثم ينساب بين شفتيه و على لسانه في نسق يشد اليه سامعه .، ولم يكن الشاعر يلتفت الى الفاظه بقدر التفاته الى معانيه .. فلم يكن يعوزه اللفظ الرقيق ولا المبنى الصحيح ..

وتذكر مصارد التاريخ ودواوين الشعراء ان الحسن بن هانئ أبا نواس جلس الى ثلة من جلسائه فقال لهم من يجيز لي هذا الشطر من الشعر ..

عَذُبَ الماءُ وطاباَ .................

فما وجد ممن هم حوله من جلسائه من يجيزه

فوفد عليهم ابو العتاهية فألقي إليه الأمر فقال من حينه

........ حبذا الماء شرابا

فتعجب ابو نواس من حضور بداهته الشعرية بتلك السرعة العجيبة ثم قال لهم : اما والله انه لأشعركم

قد يعجب احدنا من تلك القصة الطريفة ويتساءل اين الشعر فيما قالا :

والحقيقة الكامنة في الحكاية كلها اننا لونظرنا الى شطر ابي نواس لوجدنا الفاظه من البساطة السهلة التي لا تحتاج الى عناء كبير في فهم معناها .. عذب .. الماء .. وطابا

كلمات بسيطة والمعنى يوشك ان يكون مما تألفه الاسماع ولا غرابة فيه

وهو يحتاج الى شطر في مثل بساطته من حيث المعنى والمبنى وهو الذي عجز عن اجازته جلساء ابي نواس واجازه ابو العتاهية .. فاستحق الحكم له ..

إن الذي ينظر في شعر اليوم يوشك ان يصاب بدوار الشعر ، إن صح هذا التعبير .. دوار أشد وطأة على القلب والعقل معا من دوار البحر ..


فتجد الشاعر يجنح الى الرمزية المفرطة في تلك المعاني المبهمة ، حتى تفقد طرف الخيط الأول ولا تعرف ان كنت تقرأ أول القصيدة ام آخرها ، ولا تعرف إن كنت تقرأ قصيدة شعر ام طلاسم ساحر يطارد ماردا من الجن في فيافي اللغة ومعانيها

فربما كتب أحدهم عن حبيبته يغازلها فيقول مثلا :

حبيبتي قمر فضي

وانا ما عدت لأعرف الواني

فرشاتي تعبث فوق دفاتر ايامي

وانا الدفتر والفرشات

وملامح ليل لا ينتهي

قد يكتبني جرحي الوانا

وحبيبتي طيف شفاف

يتهاوى مثل ورق التوت في فصل الخريف

***

او شيئا من هذا القبيل الذي تسيطر عليه رموز لا يعرف حل طلاسمها الا كاتبها

وقد تتحول الالفاظ الى هذر من الكلام ، لا معنى له ..

إن حاجة الشعر اليوم الى قوة اللفظ ودقة المعنى اكثر من حاجتها الى تلك الرمزية الغريبة التي في اعتقادي انها كانت نتاج فكر يعتقد بعض واضعيه انه تجديد حديث في عالم الاوزان والقوافي ،

................... يتبع إن شاء الله

كتبه : سراي علي بن احمد / الجلفة

 
آخر تعديل:
إنّ من البيان لسحراً
نتتبعُ بتلهّف ..مستجدّاتك
أيها القلم الساحر
و الشاعر

القطب الصغير
محيّ مستفيد
و الله يعلم ...أني بمكاني هنا { الاوّل} و الاخر ...إن شاء الله
لمغتبطٌ.
سلامٌ لكْ
 
إنّ من البيان لسحراً
نتتبعُ بتلهّف ..مستجدّاتك
أيها القلم الساحر
و الشاعر

القطب الصغير
محيّ مستفيد
و الله يعلم ...أني بمكاني هنا { الاوّل} و الاخر ...إن شاء الله
لمغتبطٌ.
سلامٌ لكْ



حياك الله أخي الفاضل القطب الكبير .. وأيم الله إن تعليقك هذا لسحر من السحر ينفذ الى قلب دون استئذان
ولا أجد ما يكافئه سوى ان أسال الله جل في علاه ان يغفر لي ولك .. ويشملنا برحمته الواسعة وما نكتبه هنا لا يعدو ان يكون نفثات خاطر ليست اكثر من ذلك نشاركها اخواننا علنا ان نستفيد اكثر مما نفيد ،

والسلام عليكم ورحمة الله

 
السلام عليكم
لا أدري لماذا لم ألحظ هذا الموضوع حتى الساعة
نعم الأدب هذا يا صاحبي، قراءة موضوعية لما يحدث للأدب وما يعانيه من إساءة اليوم
كما قلت طلاسم وكتابات مبعثرة لا يُفهم آخرها من أولها.
جميل أخي متتبع لهذه الحلقات
 

السلام عليكم
لا أدري لماذا لم ألحظ هذا الموضوع حتى الساعة
نعم الأدب هذا يا صاحبي، قراءة موضوعية لما يحدث للأدب وما يعانيه من إساءة اليوم
كما قلت طلاسم وكتابات مبعثرة لا يُفهم آخرها من أولها.
جميل أخي متتبع لهذه الحلقات


جزاك الله كل خير اخي الكريم على التعليق والتعقيب ، لقد كان في نيتي ان اسطر بضع حلقات حول الموضوع فيما له صلة بالشعر مما يعن لي مما يمليه الخاطر او مما ننقله من بطون الكتب عسى ان نستفيد منها ونفيد اخواننا في هذا المنتدى ثم حال موج المرض بيني وبين ما نويت فكنت من المغرقين الى حين وقد بدأت أجد في نفسي منذ أيام بقية عافية اتوكأ عليها واهش بها على صحتي فأرجو ان استأنف ما كنت قد بدأت فيه

والله المستعان
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top