نعتذر لك .. !
الآن .. و الكلمات تكتظ بالهباء
الآن.. و الأشياء تفقد ماهية الأشياء
نعتذر لك !
يا وحش الحضارة !
يا إمبراطور هذه الأرض المستسلمة لرعاة البقر !
إنّــــــــا نعتذر !!
على كل ما ارتكبناه من المعاصي في حقّك
فقد داست خيولنا عشبك المقدس !
احتللنا مدنك المتوّجة بالأتقياء ..و علّقنا على مساجدك الأجراس !
و أعلناها خرابا .. خرابا .. خرابا !!
***
نحن الذين احتللنا و انتهكتا و اغتصبنا
نحن الذين قتلنا رسلنا حبا في الخلود !
على هذا المدى المفتوح للضغينة و الحدود !
نحن الذين غضب الله علينا فكفرنا و ضللنا
تشتتنا في كتب التاريخ كي نكتشف قارة نسميها أمريكا !
لنبني حضارتنا على تاريخ الهنود !
نعتذر لك
نعتذر على قصائدنا العتيقة ..
على عشاقنا المجانين، و حكايات "قيس بن الملوح" و "المتنبي" و " الشنفرة"
نعتذر لك على فتوحاتنا القديمة
على أبطال تسمّيهم " ساديين" !
نعتذر على ما كتبناه في وطن لم يكن لنا
و على سلام لم يكن ممكنا !
نعتذر على ثوراتنا .. و على شهداء تصفهم ب"القتلة"
***
ها هي الصورة مكتملة كالبدر يا سيد الأرض !!
فالتقطها ليراها أحفادك .. و أجيال تعدها بالسلام من دوننا !
فصوّروا موتانا الذين لم يعتذروا منكم .. صوّروهم
و ضعوهم في ألبوم للصور..
و تباهوا بانتصاراتكم عليهم
ثم اقتلونا ثانية إن لم نعتذر !!
للكاتبة الجزائرية : ياسمينة صالح