[FONT="]العنوسة [/FONT]
[FONT="]قرات هذا الموضوع الذي ادهشني كثير وارتايت ان اطرحه الموضوع يقول
[/FONT]
تعاني الجزائر من ارتفاع لافت لظاهرة العنوسة حيث تشير الأرقام المتوفرة من خلال إحصائيات المعهد الوطني للإحصاء وما تنشره الصحف الوطنية إلى وجود 11 مليون فتاة عانس ، في الوقت الذي تدخل " سوق " العنوسة سنويا 200 ألف فتاة ، ويوجد ضمن الــ 11 مليون عانس قرابة 5 ملايين فوق سن الــ35 سنة.
و أطلق بعض المتابعين لهذه الظاهرة اسم " دولة العوانس " على هذا العدد الكبير منهن إذا ما تمت مقارنة مستوى العنوسة في الجزائر بنظيره في بعض البلدان العربية ، حيث يفوق عدد عوانس الجزائر عدد الشعب في ليبيا ويفوق كذلك عدد 5 دول خليجية مجتمعة.
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول رب العالمين وعلى آله وصحبه الطاهرين الطيبين ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين
أما بعد:
موضوع هام وضروري وغاية في لأهمية في مجتمعنا الإسلامي والمجتمع في بلادنا خاصة وهو موضوع العنوسة وبقاء الفتيات بلا زواج، ومن منا ليس عنده فتيات بنات كن أم أخوات .
الحقيقة ربما لا يخلو بيت أو عائلة إلا ولديه بنت عانس أي أن قطار الزواج قد فاتها ، وتأخر عنها طلب الرجال للزواج ،فهي إما ستبقى هكذا عزباء بقية عمرها وتعيش الوحدة والقهر ، أو ربما تقدم لخطبتها وطلب يدها رجل كبير في السن أو غير كفؤ لها كما كانت تتصور أو ترغب .
وتلك المشكلة تقض بال الكثيرين وتزعج وتؤرق البنات وأرباب الأسر والعائلات في كل المجتمع الإسلامي وهي ظاهرة خطيرة ويجب علاجها وتقد سببها وإلا ففي تنامي خطرها ضرر كبير على المجتمع وبلاء لا يعلم به إلا الله .
أسباب العنوسة
-اعتقاد بعض الشباب أن الزواج يجلب الإرهاق النفسي والقلق وهذا أبعد ما يكون عن الواقع والحقيقة بل هو يحقق السكن والهدوء
- المغالاة في مهور الفتيات وتكليف راغبي الزواج بما لا يطيقون.
- تعنت الأهل
- اعتقاد بعض الشباب أن الزواج يقلل من فرص التحصيل العلمي ، وهذا بعيد عن الصواب فالزواج ربما يعين على فرص النجاح وقد يكون أحد أسبابها .
- الخوف من عدم توفر المادة وهذا مفهوم خاطئ فهو خلاف ما أمر لله به ورسوله .
- عدم الاقتناع بفكرة التبكير في الزواج وذلك إما جهلاً أو خوفاً أن عدم التوفيق وذلك خلاف لأصل الفطرة. وربما تلك الفكرة استعمارية وخطة يهودية تدمر بواسطتها أخلاق لشباب والشابات حيث تشبع الغرائز بكل الطرق إلا طريق الزواج.
- المبالغة في اشتراط المؤهلات العليمة والمكانة الاجتماعية العالية للشباب وذلك بدعوى أن لا تقل منزلة المخطوبة عن مثيلاتها من الفتيات.
- اشتراط بعض الأسر الزواج لبناتهن حسب تسلسل أعمارهن مما يضيع الفرصة على إحداهن بسبب أختها الكبرى .
العوامل المساعدة على القضاء على العنوسة في المجتمع
1. تكاتف المجتمع على تقليل المهور ما أمكن،
فكثير من الناس خاصة بعض الشباب الذين يعولون أنفسهم لا يستطيعون دفع مهور مرتفعة، مما يجعلهم يؤخرون زواجهم إلى سن متأخرة وفي هذا ضرر على الفرد والجماعة ولذلك يرى الحنابلة عدم المغالاة في المهور لحديث أعظم النساء بركة أيسرهن مؤنه ويرى الشافعية الاعتدال في الصداق وألا يزاد على ما أصدق رسول الله نساءه وبناته وذلك خمسمائة درهم قال عمر رضى الله عنه (ولا تغالوا بصداق النساء أي بمهورهن فإنها لو كانت مكرمة في الدنيا أو تقوى عند الله كان أولى بها رسول الله )
ويرى المالكية في حاشية الدسوقي إنه أنكر المغالاة في الصداق وفي بدائع الصنائع للحنفية إن أدنى المهر عشرة دراهم.
ولنعلم.أنه في تخفيف المهر راحة للزوج من الديون التي تثقل كاهله وفي تخفيف المهور يضطر الناس إلى عدم الإسراف بالولائم، لأن الوليمة تكفي ولو كانت مختصرة.
ألم يقل ( أولم ولو بشاة ) ( )
فعلى الآباء أن يتقوا الله في شباب الإسلام ولا يكلفوهم ما لا يطيقون ويعملوا على تحصين بناتهم وشبابهم بأسرع ما يكون وأن يقتدوا برسول الله في التيسير في كل أمورهم.
إذن مما يعرقل الزواج ويؤخره تعنت بعض الآباء وشروطهم القاسية التي لا تليق بكرامة المرأة المسلمة
فمنهم من يشترط المهر المرتفع الذي لا يطيقه الزوج،
ومعلوم حث الإسلام على تقبله كما سبق ومنهم من يرد الخاطب الذي خطب فلانة لأن فلانة التي تكبرها سنناً لم تتزوج، ألم يعلم هذا الأب أن كلاً لا يأخذ إلا نصيبه، ألا يعلم أن كل شئ يسير بقدر فقد يمنع زواج الصغيرة قبل الكبيرة ومن ثم تكبر الصغيرات ويصبحن كلهن عوانس فبدل أن كانت عنده عانساً واحدة أصبح عنده ثلاث عوانس أو أربع أو أكثر أو أقل
فهل هذا من الحكمة
وهل هناك دليل شرعي على مراعاة الترتيب في الزواج
وبعض الآباء يكونون سبباً في تأخير الزواج حيث يعتبرون الفتاة خادمة لإخوانهم الذكور ويقولون لا نزوجها حتى يتزوج جميع إخوانها وفي هذا من الخوف والظلم ما لا يعلمه إلا الله ومن يجهل حديث رسول الله عندما قال
( اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم ) ( )
ولم يفرق رسول الله بين الذكور والإناث
والأنثى أحق بالشفقة والرحمة حيث أن عصمتها بيد وليها الذي حمل الأمانة من فوق سبع سموات .
قال تعالى ( إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوماً جهولا ) ( )
وبعض الآباء يكونون سبباً في تأخير الزواج لأنه يقول بنتي لولد عمها والبنت لا تريد ولد عمها، ثم يرد ويقول والله أن تأخذينه أو تمشطينها شيبة، فبأي حق يفرض على هذه البنت رجلاً لا تريده
ألم يقل صلى الله عليه وسلم:
( لا تنكح البكر حتى تستأذن ولا الأيم حتى تستأمر قالوا يا رسول الله ما أذن البكر قال صمتها ) ( )
فما يسمى (بالتحجير) المشتهر بين بعض القبائل من أعظم أسباب تأخر الزواج ويعد هضماً لكرامة المرأة التي عززها ورفع مكانتها منذ أربعة عشر قرناً
فلو رفعت الفتاة المحجرة أمرها إلى القاضي الشرعي لساعد في حل مشكلتها ورفع عنها هذا الظلم المفروض عليها بحكم الأعراف والعادات المخالفة للدين وتعاليمه السمحة،
وبعض الآباء يشترط نسباً (أو بلداً ) معيناً ويرد كثيراً من الخطاب بحجة أنهم أقل منهم نسباً أو ليسوا من قبيلته ولا من بلده ، وفي هذا تأخير للزواج وتفويت للفرص الثمينة التي كان من المفروض حصولها لو بودر بالزواج من المتقدم إذا كان ممن يرضى دينه وأمانته انطلاقاً من قوله تعالى
( وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله اتقاكم ) ( )
فالتقوى والدين والأمانة هي المقاييس التي ينظر إليها الشارع، لذلك بقول رسولنا ( إذا جاءكم من ترضون دينه وأمانته فأنكحوه ألا تفعلوا تكن فتنة وفساد كبير ) ( )
ألم يتزوج الرسول زينب وقد طلقها مولاه زيد بن حارثة
ألم يزوج الرسول فاطمة بنت قيس ،
ألم يتزوج صفية بنت حي بن أخطب وكانت ابنة يهودي،
ألم يزوج أبو حذيفة ابنة أخيه هند لمولاه ،
ألم يبح الإسلام زواج المسلم من الكتابية اليهودية أو النصرانية مع مخالفة المعتقد
وبعض الآباء يشترطون على الزوج شروطاً شكلية ربما لا يستطيع الزوج تحقيقها في أول حياته مثل اشتراط أن يكون معه سيارة أو يكون معه شهادة مثل شهادتها أو أعلى أو يكون عنده مال كثير
أو يكون ممن يسكن وحده ولا شأن لأبويه فيه، ونحو ذلك من الشروط التي تعرقل الحياة الزوجية ويؤخرها وتكون سبباً في تعطيل مصالح كثيرة فلو حصل ا لتساهل والتسامح لما تأخر كثير من الشباب والشابات عن الزواج إلى سن متأخرة قد تصل بها أو ببعضها إلى سن الثلاثين فما فوق .
2. عدم التذرع بحجة الدراسة في تزويج البنات:
وفي هذا ضرر على الفتاة وعلى المجتمع من عدة أمور فمنها أن التعليم الطويل بالنسبة للفتاة في الغالب لا تستفيد منه إذ تتزوج ثم بعد ذلك تنشغل بزوجها وأولادها وتصبح هذه المرأة كغيرها من الفتيات اللاتي تزوجن بسن مبكرة ومعلوم أن الفتاة إذا ردت نصيبها في الزواج المبكر بحجة الدراسة فإن الخطاب قد ينصرفوا عنها لأن كثيراً من الشباب يفضلون زوجات أقل مستوى علمي وبعض الشباب لا يفضلون المرأة التي تخرجت من الجامعة وانشغلت بالعمل وجمع المادة، مع أن السن قد تقدم بها وبدأت تذبل فحري بالمرأة وولي أمرها أن لا يردوا الخاطب في أي لحظة من اللحظات التي يتقدم لهم إذا رضوا دينه سواء قبل أن تواصل دراستها وعملها أم لم يقبل أن تواصل الدراسة والعمل مع أن بعض الشباب لا يمانعون في مواصلة زوجاتهم للدراسة لأنهم يحسون أن المجتمع بحاجة إلى مثل زوجاتهم للتدريس أو التطبيب ونحو ذلك مما يحتاجه المجتمع الإسلامي المحافظ.
فرسولنا يقول:
( إذا جاءكم من ترضون دينه وأمانته فأنكحوه إلا تفعلوا تكن فتنة وفساد كبير ) وقال
( ثلاثة يا علي لا تؤخرهن الصلاة إذا أتت والجنازة إذا حضرت والأيم إذا وجدت كفؤا ) ( )
وتزداد المسارعة في تزويج مثل هذا الرجل فيما لو كانت الفتاة مطلقة أو أرملة أو تقدم بها السن أو كان بها عيب خلقي ونحو ذلك من الأسباب.
فربما يكتب الله لها ذرية صالحة من هذا المعدد أفضل لها من جلوسها كذا من السنوات بدون زوج، وحذار حذار من الزوج الفاسد الذي لا يصلي أو يتعاطى المحرمات كالخمر والمخدرات أو يسافر للفساد ونحو ذلك، حتى لو كان منفرد فضرره ينتقل إلى المرأة وإلى أولادها على المدى القريب أو البعيد.. وعلى نفسها جنت براقش وذلك فيما لو قبلته وهو على تلك الحالة خصوصاً على الإنفراد .
ومن هنا فعلى الرجال المتزوجين خاصة الذين أمتن الله عليهم بنعمة الدين والأخلاق الفاضلة والصحة والمال أن يبادروا ويعددوا زوجاتهم وذلك لما فيه من المصالح الفردية والاجتماعية ولما فيه من حل كثير من المشكلات في المجتمع.
*
فعدم رؤيتها مما يضطر الشاب أن يبحث طويلاً لعله يجد الأسرة التي تقتنع بالرؤية الشرعية وهذا البحث الطويل مما يؤخر الزواج ويفوت فرصاً لكل من الذكر و الأنثى.
ومعلوم أنه قد يبحث طويلاً ولا يجد من يساعده في ذلك ثم يقدم على الزواج ومن ثم لا يقتنع بهذه الزوجة ويحصل الطلاق أو الضم مع الكره وعدم الراحة النفسية لأنه لا يستطيع الطلاق بسبب المجاملة مع أهله أو أهلها خاصة إن كانوا من أقربائه أو بسبب الولد الذي جاء منها ومعلوم النتائج السلبية التي تحصل من جراء ملل هذا الزواج الذي لم يعتمد على الوضوح الكامل.
نحمد الله أن ديننا الإسلامي لم يقف عثرة أمام هذه المشكلة بل حبب للناس أن يعتمدوا على الزواج الكامل الوضوح حيث أجاز الرؤية الشرعية لكل من الخاطب والمخطوبة بشرط عدم الخلوة في بحضور ولي أمر الفتاة من أب وأخ وإليك الأدلة وأقوال العلماء في هذه المسألة.
عن جابر بن عبد الله قال.
قال الرسول
( إذا خطب أحدكم المرأة فإن استطاع أن ينظر منها إلى ما يدعو إلى نكاحها فليفعل ) ( )
وقال للمغبرة لما خطب امرأة ( انظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما ) ( ) ولما خطب رجل امرأة قال له الرسول
(نظرت إليها قال: لا. قال صلى الله عليه وسلم أذهب ، فانظر إليها ) ( )
يقول أحمد: بنظر الوجه والكفين وبعض الحنابلة يرى جواز رؤية ما يظهر غالباً كالرقبة والقدم والشعر لأنه زينة لكن لا يمكنه ولى الأمر من الرؤية إلا بعد العزم على تزويجه.
ويقول الإمام مالك: ينظر إلى الوجه والكفين بشرط ألا يقصد اللذة ويعلم أنه سيجاب إلى طلبه.
وللمرأة النظر إلى الرجل كذلك فقال الشافعية: لها الحق لنفس المعنى الذي بني عليه
جواز نظر الرجل إليها. لأنه يعجبها منه ما يعجبه منها.
وفي الواقع أن الرؤية الشرعية فكرة معقولة ومنطقية حتى لا يتورط كل من الذكر والأنثى بشكل لا يريده ومن ثم يحصل الطلاق أو الضم من كره ومجاملة.
فلربما كبيرة مطلقة أو عانس أفضل بكثير وكثير من هذه الصغيرة سواء في شكلها أو في عملها أو تجاربها في الحياة ومعلوم أن المطلقة أو الأرملة تقنع باليسير من المهر الذي ربما يثقل كاهل الشاب ويجعله يتأخر في زواجه 0
فهذا رسول الله يتزوج السيدة خديجة بنت خويلد ، وعمرها أربعون وعمره خمسة وعشرون سنة وعلى الناس أن يتعاونوا على قبول من به بعض العيوب الخلقية من الذكر والأنثى ويحتسبوا الأجر والثواب من الله سبحانه وتعالى لقبول مثل هذا الزواج، فلربما كتب الله لهم خيراً كثيراً بسبب الإقدام على الزواج من مثل ذلك الحالة قال تعالى:
( ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ) ( )
وبعض الشباب يحتج بتأخير الزواج بقلة المال وعدم سعة اليد يقول أنه مشغول بمواصلة الدراسة وتجده خائفاً من أين يدفع المهر ، وخائفاً من النفقة على الزوجة والأولاد وبحق هذا الخوف لا مبرر له، لأن الله جلت قدرته قد وعد الذين يبادرون إلى الزواج الشرعي بالمعاونة والتأييد وضمن للجميع الرزق من فوق سبع سموات، قال تعالى :
( إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله ) ( )
وقال رسولنا ( ثلاثة حق على الله عونهم المكاتب يريد الأداء والناكح يريد العفاف والمجاهد في سبيل الله ) ( )
وقد تكفل الله برزق جميع الكائنات صغيرها وكبيرها، قال تعالى:
( وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كل في كتاب مبين ) ( )
وقال تعالى: ( وفي السماء رزقكم وما توعدون ) ( )
وقال تعالى مؤنباً كفار قريش الذين يقتلون أولادهم خشية الفقر
( ولا تقتلوا أولادكم من إملاق نحن نرزقكم وإياهم ) ( )
ولذا فالمطلوب من المسلم الإيمان بالقضاء والقدر وعدم الخوف من المستقبل وأن يتوكل على الله تعالى، ويفعل الأسباب ويترك النتائج إلى الله تعالى فهو العليم بكل شئ ويحسن نيته بإعفاف نفسه وصيانتها عن الحرام 0
ولذلك يقول الله تعالى: ( ومن يتوكل على الله فهو حسبه ) ( ) ويقول الرسول ( لو أنكم توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدوا خماصاً وتعود بطانا ) ( ) .
أو لمن يوجد عنده بنات تقدم بهن السن أو كن مطلقات أو أرامل أو نحو ذلك. وعلى الوسيط ألا يتردد في تعريف من يعرف الذكور والإناث وأن يقوم بما يستطيع بمحاولة التوفيق بينهم وألا يقول لا أستطيع التوسط والتدخل في هذا الموضوع خشية العواقب من طلاق أو مشاحنة بين الزوجين، لأن هذا الكلام مخالف لما دل عليه الدين الإسلامي من الأمر بالإصلاح بين الناس، ومساعدتهم على قضاء حوائجهم وأي شئ أعظم حاجة من حاجة الرجل للمرأة وحاجة المرأة للرجل وهذا العمل إذا قصد به وجه الله فهو من التعاون الذي حثنا عليه الدين الإسلامي، قـال تعـالى:
( وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان ) ( )
وقال ( الدال على الخير كفاعله ) ( )
وقال ( اشفعوا تؤجروا ) ( )
وقال ( والله لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ) ( )
فالذي يظهر من الأدلة أن المسلم يؤجر على ذلك العمل إذا صلحت نيته، والمسلم وهو يقوم بمثل هذا العمل مطلوب منه فعل الأسباب فقط والنتائج بيد الله تعالى، أما أن يكون مسؤولاً عما يحدث في المستقبل من طلاق ونحوه فهذا لا يقول به دين ولا عقل، لأن الله تعـالى يقـول :
( ما على المحسنين من سبيل ) ( )
ومعلوم: (أن حافر القبر لا يضمن الجنة ) ويا حبذا لو تولى هذه المهمة بعض أئمة المساجد أو بعض مأذوني الأنكحة، أو يوجد مكاتب بالمدن الرئيسة يشرف عليها رجال أمناء صالحون يحملون مؤهلات شرعية عالية ويشرف على هذه المكاتب الجهات الشرعية وتوضع لها شروط وقيود تحفظ له أهميته واستمراريته ، ولا شك أنه سيقدم خدمات كبيرة جداً في هذا الجانب وسيحل مشكلات اجتماعية ليس بالحسبان حلها الخاصة بمشكلة الأرامل والمطلقات والعوانس ومن في حكم هؤلاء من أصحاب العاهات ونحوها،
هل البحث عن الزوج عيب؟؟
قد يكون غريباً على بعضنا أو قد يكون مستشنعاً عند البعض وقد يعيبه بعض الناس ولكن الحق أحب إلينا جميعاً من كل أحد وقبل أن تعيب هذا الأمر تريث حتى تقرأ دليله واحسب إنك إن شاء الله من الوقافين عند الحق ومن المحبين المتبعين لحق فيقال هاهنا : قد يترك بيت من بيوت المسلمين وما أكثرها فلا يطرق بيتهم طارق لطلب يد ابنتهم ، وقد تمكث البنت في بيت أبيها بعد سن الزواج سنين عددً ولا يزال الزمن يتقدم ولم يتقدم أحد إلى بيتها ، يا ترى أهناك شيء يمكن أن يقوم به الوالد ؟؟
نعم ،
شيء يؤجر عليه أجراً عظيماً ويثاب عليه وله سلف خير منه في هذا الأمر وهذا الأمر أن تسعى أنت وأسعى أنا في البحث عن زوج لابنتي وابنتك في حالتين:
- إذا لم يأتها رجل صالح.
- إذا لم يطرق بابنا أحد من الناس.
فهذا ليس من العيب وليس من العار ،ولا هذه عادات جاهلية دعك منها فأنت مسلم تعتز بإسلامك وتعتز بسلفك الصالح وعلى رأسهم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، اسع أنت في أن تحصل لها على زوج وربما أنت تذهب لكثير من الأماكن لتحصل لها على حاجة أو جلب كتاب من مكتبة ، فحري بك أن تبحث لها عن رجل يقاسمها الحياة يبرها وتبره وتنجب أطفالاً يكونون خلفاً صالحاً لك يرفعون ذكرك في الدنيا والآخرة قد تقول كما سبق أليس هذا عيباً؟؟
الجواب: ليس هذا من العيب وإن قال الناس إنه من العيب فإن هذا من المسؤولية إن دعت لها الحاجة.
سيدنا عمر بن الخطاب رضي لله عنه يعرض ابنته حفصة على عثمان بن عفان رضي الله عنه فيعتذر عن ذلك ثم عرضها على أبي بكر فلم يجد منه موافقة ثم خطبها النبي صلى الله عليه وسلم لتنادى كأشرف لقب/ أم المؤمنين/
قال الحافظ بن حجر/ " وفيه عرض الإنسان بنته وغيرها من مولياته على من يعتقد خيره وصلاحه لما فيه من النفع العائد على المعروضة عليه وأنه لا استحياء في ذلك/ .
إذاً ليس من العيب أن تعرض ابنتك أو أن تبحث لابنتك عن زوج صالح كما فعل عمر بن الخطاب وهل أنت أتقى من عمر فهو الرجل المبشر بالجنة والشيطان يفر من طريقه لما بلغ من العلم والورع والتقى فهو رضي الله عنه عرضها لتمام إدراكه المسؤولية . وتلك برأيي فعلة جيدة يجب أن ينتبه لها لآباء ويفعلوها.
******************
اسأل الله أن ينفعنا بما نكتب
وأن ينفع كل من يقرأ
وأن يجعلنا ممن يسمعون القول فيتبعون أحسنه
هذا وصلى الله على سيدنا وحبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
لا تنسونا من الدعاء في ظهر الغيب ..
[FONT="]قرات هذا الموضوع الذي ادهشني كثير وارتايت ان اطرحه الموضوع يقول
[/FONT]
تعاني الجزائر من ارتفاع لافت لظاهرة العنوسة حيث تشير الأرقام المتوفرة من خلال إحصائيات المعهد الوطني للإحصاء وما تنشره الصحف الوطنية إلى وجود 11 مليون فتاة عانس ، في الوقت الذي تدخل " سوق " العنوسة سنويا 200 ألف فتاة ، ويوجد ضمن الــ 11 مليون عانس قرابة 5 ملايين فوق سن الــ35 سنة.
و أطلق بعض المتابعين لهذه الظاهرة اسم " دولة العوانس " على هذا العدد الكبير منهن إذا ما تمت مقارنة مستوى العنوسة في الجزائر بنظيره في بعض البلدان العربية ، حيث يفوق عدد عوانس الجزائر عدد الشعب في ليبيا ويفوق كذلك عدد 5 دول خليجية مجتمعة.
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول رب العالمين وعلى آله وصحبه الطاهرين الطيبين ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين
أما بعد:
موضوع هام وضروري وغاية في لأهمية في مجتمعنا الإسلامي والمجتمع في بلادنا خاصة وهو موضوع العنوسة وبقاء الفتيات بلا زواج، ومن منا ليس عنده فتيات بنات كن أم أخوات .
الحقيقة ربما لا يخلو بيت أو عائلة إلا ولديه بنت عانس أي أن قطار الزواج قد فاتها ، وتأخر عنها طلب الرجال للزواج ،فهي إما ستبقى هكذا عزباء بقية عمرها وتعيش الوحدة والقهر ، أو ربما تقدم لخطبتها وطلب يدها رجل كبير في السن أو غير كفؤ لها كما كانت تتصور أو ترغب .
وتلك المشكلة تقض بال الكثيرين وتزعج وتؤرق البنات وأرباب الأسر والعائلات في كل المجتمع الإسلامي وهي ظاهرة خطيرة ويجب علاجها وتقد سببها وإلا ففي تنامي خطرها ضرر كبير على المجتمع وبلاء لا يعلم به إلا الله .
أسباب العنوسة
-اعتقاد بعض الشباب أن الزواج يجلب الإرهاق النفسي والقلق وهذا أبعد ما يكون عن الواقع والحقيقة بل هو يحقق السكن والهدوء
- المغالاة في مهور الفتيات وتكليف راغبي الزواج بما لا يطيقون.
- تعنت الأهل
- اعتقاد بعض الشباب أن الزواج يقلل من فرص التحصيل العلمي ، وهذا بعيد عن الصواب فالزواج ربما يعين على فرص النجاح وقد يكون أحد أسبابها .
- الخوف من عدم توفر المادة وهذا مفهوم خاطئ فهو خلاف ما أمر لله به ورسوله .
- عدم الاقتناع بفكرة التبكير في الزواج وذلك إما جهلاً أو خوفاً أن عدم التوفيق وذلك خلاف لأصل الفطرة. وربما تلك الفكرة استعمارية وخطة يهودية تدمر بواسطتها أخلاق لشباب والشابات حيث تشبع الغرائز بكل الطرق إلا طريق الزواج.
- المبالغة في اشتراط المؤهلات العليمة والمكانة الاجتماعية العالية للشباب وذلك بدعوى أن لا تقل منزلة المخطوبة عن مثيلاتها من الفتيات.
- اشتراط بعض الأسر الزواج لبناتهن حسب تسلسل أعمارهن مما يضيع الفرصة على إحداهن بسبب أختها الكبرى .
العوامل المساعدة على القضاء على العنوسة في المجتمع
1. تكاتف المجتمع على تقليل المهور ما أمكن،
فكثير من الناس خاصة بعض الشباب الذين يعولون أنفسهم لا يستطيعون دفع مهور مرتفعة، مما يجعلهم يؤخرون زواجهم إلى سن متأخرة وفي هذا ضرر على الفرد والجماعة ولذلك يرى الحنابلة عدم المغالاة في المهور لحديث أعظم النساء بركة أيسرهن مؤنه ويرى الشافعية الاعتدال في الصداق وألا يزاد على ما أصدق رسول الله نساءه وبناته وذلك خمسمائة درهم قال عمر رضى الله عنه (ولا تغالوا بصداق النساء أي بمهورهن فإنها لو كانت مكرمة في الدنيا أو تقوى عند الله كان أولى بها رسول الله )
ويرى المالكية في حاشية الدسوقي إنه أنكر المغالاة في الصداق وفي بدائع الصنائع للحنفية إن أدنى المهر عشرة دراهم.
ولنعلم.أنه في تخفيف المهر راحة للزوج من الديون التي تثقل كاهله وفي تخفيف المهور يضطر الناس إلى عدم الإسراف بالولائم، لأن الوليمة تكفي ولو كانت مختصرة.
ألم يقل ( أولم ولو بشاة ) ( )
فعلى الآباء أن يتقوا الله في شباب الإسلام ولا يكلفوهم ما لا يطيقون ويعملوا على تحصين بناتهم وشبابهم بأسرع ما يكون وأن يقتدوا برسول الله في التيسير في كل أمورهم.
إذن مما يعرقل الزواج ويؤخره تعنت بعض الآباء وشروطهم القاسية التي لا تليق بكرامة المرأة المسلمة
فمنهم من يشترط المهر المرتفع الذي لا يطيقه الزوج،
ومعلوم حث الإسلام على تقبله كما سبق ومنهم من يرد الخاطب الذي خطب فلانة لأن فلانة التي تكبرها سنناً لم تتزوج، ألم يعلم هذا الأب أن كلاً لا يأخذ إلا نصيبه، ألا يعلم أن كل شئ يسير بقدر فقد يمنع زواج الصغيرة قبل الكبيرة ومن ثم تكبر الصغيرات ويصبحن كلهن عوانس فبدل أن كانت عنده عانساً واحدة أصبح عنده ثلاث عوانس أو أربع أو أكثر أو أقل
فهل هذا من الحكمة
وهل هناك دليل شرعي على مراعاة الترتيب في الزواج
وبعض الآباء يكونون سبباً في تأخير الزواج حيث يعتبرون الفتاة خادمة لإخوانهم الذكور ويقولون لا نزوجها حتى يتزوج جميع إخوانها وفي هذا من الخوف والظلم ما لا يعلمه إلا الله ومن يجهل حديث رسول الله عندما قال
( اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم ) ( )
ولم يفرق رسول الله بين الذكور والإناث
والأنثى أحق بالشفقة والرحمة حيث أن عصمتها بيد وليها الذي حمل الأمانة من فوق سبع سموات .
قال تعالى ( إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوماً جهولا ) ( )
وبعض الآباء يكونون سبباً في تأخير الزواج لأنه يقول بنتي لولد عمها والبنت لا تريد ولد عمها، ثم يرد ويقول والله أن تأخذينه أو تمشطينها شيبة، فبأي حق يفرض على هذه البنت رجلاً لا تريده
ألم يقل صلى الله عليه وسلم:
( لا تنكح البكر حتى تستأذن ولا الأيم حتى تستأمر قالوا يا رسول الله ما أذن البكر قال صمتها ) ( )
فما يسمى (بالتحجير) المشتهر بين بعض القبائل من أعظم أسباب تأخر الزواج ويعد هضماً لكرامة المرأة التي عززها ورفع مكانتها منذ أربعة عشر قرناً
فلو رفعت الفتاة المحجرة أمرها إلى القاضي الشرعي لساعد في حل مشكلتها ورفع عنها هذا الظلم المفروض عليها بحكم الأعراف والعادات المخالفة للدين وتعاليمه السمحة،
وبعض الآباء يشترط نسباً (أو بلداً ) معيناً ويرد كثيراً من الخطاب بحجة أنهم أقل منهم نسباً أو ليسوا من قبيلته ولا من بلده ، وفي هذا تأخير للزواج وتفويت للفرص الثمينة التي كان من المفروض حصولها لو بودر بالزواج من المتقدم إذا كان ممن يرضى دينه وأمانته انطلاقاً من قوله تعالى
( وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله اتقاكم ) ( )
فالتقوى والدين والأمانة هي المقاييس التي ينظر إليها الشارع، لذلك بقول رسولنا ( إذا جاءكم من ترضون دينه وأمانته فأنكحوه ألا تفعلوا تكن فتنة وفساد كبير ) ( )
ألم يتزوج الرسول زينب وقد طلقها مولاه زيد بن حارثة
ألم يزوج الرسول فاطمة بنت قيس ،
ألم يتزوج صفية بنت حي بن أخطب وكانت ابنة يهودي،
ألم يزوج أبو حذيفة ابنة أخيه هند لمولاه ،
ألم يبح الإسلام زواج المسلم من الكتابية اليهودية أو النصرانية مع مخالفة المعتقد
وبعض الآباء يشترطون على الزوج شروطاً شكلية ربما لا يستطيع الزوج تحقيقها في أول حياته مثل اشتراط أن يكون معه سيارة أو يكون معه شهادة مثل شهادتها أو أعلى أو يكون عنده مال كثير
أو يكون ممن يسكن وحده ولا شأن لأبويه فيه، ونحو ذلك من الشروط التي تعرقل الحياة الزوجية ويؤخرها وتكون سبباً في تعطيل مصالح كثيرة فلو حصل ا لتساهل والتسامح لما تأخر كثير من الشباب والشابات عن الزواج إلى سن متأخرة قد تصل بها أو ببعضها إلى سن الثلاثين فما فوق .
2. عدم التذرع بحجة الدراسة في تزويج البنات:
وفي هذا ضرر على الفتاة وعلى المجتمع من عدة أمور فمنها أن التعليم الطويل بالنسبة للفتاة في الغالب لا تستفيد منه إذ تتزوج ثم بعد ذلك تنشغل بزوجها وأولادها وتصبح هذه المرأة كغيرها من الفتيات اللاتي تزوجن بسن مبكرة ومعلوم أن الفتاة إذا ردت نصيبها في الزواج المبكر بحجة الدراسة فإن الخطاب قد ينصرفوا عنها لأن كثيراً من الشباب يفضلون زوجات أقل مستوى علمي وبعض الشباب لا يفضلون المرأة التي تخرجت من الجامعة وانشغلت بالعمل وجمع المادة، مع أن السن قد تقدم بها وبدأت تذبل فحري بالمرأة وولي أمرها أن لا يردوا الخاطب في أي لحظة من اللحظات التي يتقدم لهم إذا رضوا دينه سواء قبل أن تواصل دراستها وعملها أم لم يقبل أن تواصل الدراسة والعمل مع أن بعض الشباب لا يمانعون في مواصلة زوجاتهم للدراسة لأنهم يحسون أن المجتمع بحاجة إلى مثل زوجاتهم للتدريس أو التطبيب ونحو ذلك مما يحتاجه المجتمع الإسلامي المحافظ.
فرسولنا يقول:
( إذا جاءكم من ترضون دينه وأمانته فأنكحوه إلا تفعلوا تكن فتنة وفساد كبير ) وقال
( ثلاثة يا علي لا تؤخرهن الصلاة إذا أتت والجنازة إذا حضرت والأيم إذا وجدت كفؤا ) ( )
وتزداد المسارعة في تزويج مثل هذا الرجل فيما لو كانت الفتاة مطلقة أو أرملة أو تقدم بها السن أو كان بها عيب خلقي ونحو ذلك من الأسباب.
فربما يكتب الله لها ذرية صالحة من هذا المعدد أفضل لها من جلوسها كذا من السنوات بدون زوج، وحذار حذار من الزوج الفاسد الذي لا يصلي أو يتعاطى المحرمات كالخمر والمخدرات أو يسافر للفساد ونحو ذلك، حتى لو كان منفرد فضرره ينتقل إلى المرأة وإلى أولادها على المدى القريب أو البعيد.. وعلى نفسها جنت براقش وذلك فيما لو قبلته وهو على تلك الحالة خصوصاً على الإنفراد .
ومن هنا فعلى الرجال المتزوجين خاصة الذين أمتن الله عليهم بنعمة الدين والأخلاق الفاضلة والصحة والمال أن يبادروا ويعددوا زوجاتهم وذلك لما فيه من المصالح الفردية والاجتماعية ولما فيه من حل كثير من المشكلات في المجتمع.
*
فعدم رؤيتها مما يضطر الشاب أن يبحث طويلاً لعله يجد الأسرة التي تقتنع بالرؤية الشرعية وهذا البحث الطويل مما يؤخر الزواج ويفوت فرصاً لكل من الذكر و الأنثى.
ومعلوم أنه قد يبحث طويلاً ولا يجد من يساعده في ذلك ثم يقدم على الزواج ومن ثم لا يقتنع بهذه الزوجة ويحصل الطلاق أو الضم مع الكره وعدم الراحة النفسية لأنه لا يستطيع الطلاق بسبب المجاملة مع أهله أو أهلها خاصة إن كانوا من أقربائه أو بسبب الولد الذي جاء منها ومعلوم النتائج السلبية التي تحصل من جراء ملل هذا الزواج الذي لم يعتمد على الوضوح الكامل.
نحمد الله أن ديننا الإسلامي لم يقف عثرة أمام هذه المشكلة بل حبب للناس أن يعتمدوا على الزواج الكامل الوضوح حيث أجاز الرؤية الشرعية لكل من الخاطب والمخطوبة بشرط عدم الخلوة في بحضور ولي أمر الفتاة من أب وأخ وإليك الأدلة وأقوال العلماء في هذه المسألة.
عن جابر بن عبد الله قال.
قال الرسول
( إذا خطب أحدكم المرأة فإن استطاع أن ينظر منها إلى ما يدعو إلى نكاحها فليفعل ) ( )
وقال للمغبرة لما خطب امرأة ( انظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما ) ( ) ولما خطب رجل امرأة قال له الرسول
(نظرت إليها قال: لا. قال صلى الله عليه وسلم أذهب ، فانظر إليها ) ( )
يقول أحمد: بنظر الوجه والكفين وبعض الحنابلة يرى جواز رؤية ما يظهر غالباً كالرقبة والقدم والشعر لأنه زينة لكن لا يمكنه ولى الأمر من الرؤية إلا بعد العزم على تزويجه.
ويقول الإمام مالك: ينظر إلى الوجه والكفين بشرط ألا يقصد اللذة ويعلم أنه سيجاب إلى طلبه.
وللمرأة النظر إلى الرجل كذلك فقال الشافعية: لها الحق لنفس المعنى الذي بني عليه
جواز نظر الرجل إليها. لأنه يعجبها منه ما يعجبه منها.
وفي الواقع أن الرؤية الشرعية فكرة معقولة ومنطقية حتى لا يتورط كل من الذكر والأنثى بشكل لا يريده ومن ثم يحصل الطلاق أو الضم من كره ومجاملة.
فلربما كبيرة مطلقة أو عانس أفضل بكثير وكثير من هذه الصغيرة سواء في شكلها أو في عملها أو تجاربها في الحياة ومعلوم أن المطلقة أو الأرملة تقنع باليسير من المهر الذي ربما يثقل كاهل الشاب ويجعله يتأخر في زواجه 0
فهذا رسول الله يتزوج السيدة خديجة بنت خويلد ، وعمرها أربعون وعمره خمسة وعشرون سنة وعلى الناس أن يتعاونوا على قبول من به بعض العيوب الخلقية من الذكر والأنثى ويحتسبوا الأجر والثواب من الله سبحانه وتعالى لقبول مثل هذا الزواج، فلربما كتب الله لهم خيراً كثيراً بسبب الإقدام على الزواج من مثل ذلك الحالة قال تعالى:
( ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ) ( )
وبعض الشباب يحتج بتأخير الزواج بقلة المال وعدم سعة اليد يقول أنه مشغول بمواصلة الدراسة وتجده خائفاً من أين يدفع المهر ، وخائفاً من النفقة على الزوجة والأولاد وبحق هذا الخوف لا مبرر له، لأن الله جلت قدرته قد وعد الذين يبادرون إلى الزواج الشرعي بالمعاونة والتأييد وضمن للجميع الرزق من فوق سبع سموات، قال تعالى :
( إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله ) ( )
وقال رسولنا ( ثلاثة حق على الله عونهم المكاتب يريد الأداء والناكح يريد العفاف والمجاهد في سبيل الله ) ( )
وقد تكفل الله برزق جميع الكائنات صغيرها وكبيرها، قال تعالى:
( وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كل في كتاب مبين ) ( )
وقال تعالى: ( وفي السماء رزقكم وما توعدون ) ( )
وقال تعالى مؤنباً كفار قريش الذين يقتلون أولادهم خشية الفقر
( ولا تقتلوا أولادكم من إملاق نحن نرزقكم وإياهم ) ( )
ولذا فالمطلوب من المسلم الإيمان بالقضاء والقدر وعدم الخوف من المستقبل وأن يتوكل على الله تعالى، ويفعل الأسباب ويترك النتائج إلى الله تعالى فهو العليم بكل شئ ويحسن نيته بإعفاف نفسه وصيانتها عن الحرام 0
ولذلك يقول الله تعالى: ( ومن يتوكل على الله فهو حسبه ) ( ) ويقول الرسول ( لو أنكم توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدوا خماصاً وتعود بطانا ) ( ) .
أو لمن يوجد عنده بنات تقدم بهن السن أو كن مطلقات أو أرامل أو نحو ذلك. وعلى الوسيط ألا يتردد في تعريف من يعرف الذكور والإناث وأن يقوم بما يستطيع بمحاولة التوفيق بينهم وألا يقول لا أستطيع التوسط والتدخل في هذا الموضوع خشية العواقب من طلاق أو مشاحنة بين الزوجين، لأن هذا الكلام مخالف لما دل عليه الدين الإسلامي من الأمر بالإصلاح بين الناس، ومساعدتهم على قضاء حوائجهم وأي شئ أعظم حاجة من حاجة الرجل للمرأة وحاجة المرأة للرجل وهذا العمل إذا قصد به وجه الله فهو من التعاون الذي حثنا عليه الدين الإسلامي، قـال تعـالى:
( وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان ) ( )
وقال ( الدال على الخير كفاعله ) ( )
وقال ( اشفعوا تؤجروا ) ( )
وقال ( والله لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ) ( )
فالذي يظهر من الأدلة أن المسلم يؤجر على ذلك العمل إذا صلحت نيته، والمسلم وهو يقوم بمثل هذا العمل مطلوب منه فعل الأسباب فقط والنتائج بيد الله تعالى، أما أن يكون مسؤولاً عما يحدث في المستقبل من طلاق ونحوه فهذا لا يقول به دين ولا عقل، لأن الله تعـالى يقـول :
( ما على المحسنين من سبيل ) ( )
ومعلوم: (أن حافر القبر لا يضمن الجنة ) ويا حبذا لو تولى هذه المهمة بعض أئمة المساجد أو بعض مأذوني الأنكحة، أو يوجد مكاتب بالمدن الرئيسة يشرف عليها رجال أمناء صالحون يحملون مؤهلات شرعية عالية ويشرف على هذه المكاتب الجهات الشرعية وتوضع لها شروط وقيود تحفظ له أهميته واستمراريته ، ولا شك أنه سيقدم خدمات كبيرة جداً في هذا الجانب وسيحل مشكلات اجتماعية ليس بالحسبان حلها الخاصة بمشكلة الأرامل والمطلقات والعوانس ومن في حكم هؤلاء من أصحاب العاهات ونحوها،
هل البحث عن الزوج عيب؟؟
قد يكون غريباً على بعضنا أو قد يكون مستشنعاً عند البعض وقد يعيبه بعض الناس ولكن الحق أحب إلينا جميعاً من كل أحد وقبل أن تعيب هذا الأمر تريث حتى تقرأ دليله واحسب إنك إن شاء الله من الوقافين عند الحق ومن المحبين المتبعين لحق فيقال هاهنا : قد يترك بيت من بيوت المسلمين وما أكثرها فلا يطرق بيتهم طارق لطلب يد ابنتهم ، وقد تمكث البنت في بيت أبيها بعد سن الزواج سنين عددً ولا يزال الزمن يتقدم ولم يتقدم أحد إلى بيتها ، يا ترى أهناك شيء يمكن أن يقوم به الوالد ؟؟
نعم ،
شيء يؤجر عليه أجراً عظيماً ويثاب عليه وله سلف خير منه في هذا الأمر وهذا الأمر أن تسعى أنت وأسعى أنا في البحث عن زوج لابنتي وابنتك في حالتين:
- إذا لم يأتها رجل صالح.
- إذا لم يطرق بابنا أحد من الناس.
فهذا ليس من العيب وليس من العار ،ولا هذه عادات جاهلية دعك منها فأنت مسلم تعتز بإسلامك وتعتز بسلفك الصالح وعلى رأسهم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، اسع أنت في أن تحصل لها على زوج وربما أنت تذهب لكثير من الأماكن لتحصل لها على حاجة أو جلب كتاب من مكتبة ، فحري بك أن تبحث لها عن رجل يقاسمها الحياة يبرها وتبره وتنجب أطفالاً يكونون خلفاً صالحاً لك يرفعون ذكرك في الدنيا والآخرة قد تقول كما سبق أليس هذا عيباً؟؟
الجواب: ليس هذا من العيب وإن قال الناس إنه من العيب فإن هذا من المسؤولية إن دعت لها الحاجة.
سيدنا عمر بن الخطاب رضي لله عنه يعرض ابنته حفصة على عثمان بن عفان رضي الله عنه فيعتذر عن ذلك ثم عرضها على أبي بكر فلم يجد منه موافقة ثم خطبها النبي صلى الله عليه وسلم لتنادى كأشرف لقب/ أم المؤمنين/
قال الحافظ بن حجر/ " وفيه عرض الإنسان بنته وغيرها من مولياته على من يعتقد خيره وصلاحه لما فيه من النفع العائد على المعروضة عليه وأنه لا استحياء في ذلك/ .
إذاً ليس من العيب أن تعرض ابنتك أو أن تبحث لابنتك عن زوج صالح كما فعل عمر بن الخطاب وهل أنت أتقى من عمر فهو الرجل المبشر بالجنة والشيطان يفر من طريقه لما بلغ من العلم والورع والتقى فهو رضي الله عنه عرضها لتمام إدراكه المسؤولية . وتلك برأيي فعلة جيدة يجب أن ينتبه لها لآباء ويفعلوها.
******************
اسأل الله أن ينفعنا بما نكتب
وأن ينفع كل من يقرأ
وأن يجعلنا ممن يسمعون القول فيتبعون أحسنه
هذا وصلى الله على سيدنا وحبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
لا تنسونا من الدعاء في ظهر الغيب ..