ولله دنيا عجيبة !
مما قرأت و سمعت و شاهدت ..!
يحكى يا سادة يا كرام , أنه في ذلك الزمن المتأجج بكل أنواع الغرائب و الطرائف , ذلك الزمن الذي أخترق زمن الخيال و اللامعقول , و تخطاه بمراحل و أزمنة طويلة ... يحكى أن ... ماذا يحكى ؟
أخ لقد نسيت ! الذاكرة تحتضر , لقد نسيت
كيف يسرد المرء القصص و الحكايا ؟
لكن يا معلمي ... أنت يا ذا الذي يجلس
داخل جمجمتي كفاك غموضا و فلسفة
و لتدخل في صلب الموضوع مباشرة
و لا تحاول اجترار من يقرأ هذا إلى عالمك
الخاص , عالمٌ لم تفهمه أنت رغم أنك
مخترعه ...!!
حسنا أعتذر لكم , ظننت نفسي
أكتب لنفسي ... عذرا .
أحبائي في منتدى اللمة الجزائرية أسعد الله
أوقاتكم بالخير و المحبة , و بارك الله
لكم في أنفسكم و أحوالكم , و أسأل الله
أن يجمع عباده على الخير و المحبة
و رجاحة العقل ...
الــلـــهــم أمــيــن
و بعد هذه المقدمة الميتافيزيقية
أحب أخوتي أن أسرد لكم بعض القصص
التي جعلتني أضحك كثيرا ثم جعلتني
أحتار كثيراً ... ثم صرت تاءه المشاعر
غير مدركٍ كيف أعبر عن مكنوني ...
لعلكم تستكشفون كيف يقرأ المرء
طالع الأزمان الغابرة و الأزمان
القادمة ...
حكاية رقم ( 1 )
في أحد سجون رومانيا , قام رجل محكوم عليه بالإعدام بطلب لقاء مع القاضي , و بعد أن ألح في طلبه وافقت المحكمة برئاسة القاضي على مقابلته , أتي بالرجل إلى مكتب القاضي و دار بينهما ما يلي :
القاضي : ما خطبك ؟ لقد سمعت أنك ألححت لكي تقابلني ؟
الرجل : نعم فأنني أريد أن أتقدم بدعوة ...
القاضي : أها ... و على من تريد أن تتقدم بدعوتك ؟
الرجل : على الله !!!
القاضي : نعم ! هل تمزح معي ؟
الرجل : لا بل أنني أتحدث بكل جدية !!
أستغرق القاضي لفترة بالضحك ... ثم قال :
حسنا و ما هي تلك الدعوة ؟
الرجل : سيدي أنت تعلم أنني متهم بالقتل , و أما سبب قتلي فأني أحمله ل ( الله ) لأنه أختار لي هذا القدر السيئ و جعلني أقتل !!
هذه القصة حقيقية و قد حدثت السنة الفائتة
و قد رفض القاضي الدعوة و تم تحويل الرجل إلى مصحة للأمراض العقلية و أُكتشف أنه سليم غير مختل !!
فالحمد لله على نعمة الإسلام ..!
القصة رقم ( 2 )
في إحدى المحاكم الصينية قامت إحدى الشركات العقارية برفع دعوى قضائية على الحكومة الصينية بسبب حجزها على الشركة و الأمر بأقفالها ...
و يعود سبب ذلك إلى أن هذه الشركة قامت ببيع قطع أراضٍ على سطح القمر لعدة أشخاص , مستغلة ثغرة في القانون الدولي لا يمنع بيع أراضٍ خارج نطاق الكرة الأرضية !!! و ما زالت القضية قيد البحث !!!
قصة حقيقية أخرى تفرز لنا عجيبة أخرى أفتعلها بني البشر ...
عشنا و شفنا !!!
حكاية رقم ( 3 )
في اكتشاف علمي قام عدة علماء بدراسته قبل إبرازه للعالم , حيث تم الإعلان عن السبب الرئيسي الذي يجعل الصرصور يهرول مبتعدا عند رؤيته للإنسان .
و يعود السبب في ذلك إلى أن الصرصور تلك ( الحشرة القذرة ) يشعر بـ ( بالقرف و الاشمئزاز ) من الإنسان !!!
فأن تم لمسه من البشر يسرع راكضا لينظف نفسه من تلك اللمسة !!
أيها الإنسان لا تظن انك مترفعا ...
فهناك من هم أدنى منك لا يطيقون رؤيتك
أو لمسك !!!
فهنيئا لك بهذه الميزة !
القصة رقم ( 4 ) و هي الأهم ...
في بلاد الأندلس , و في أيام حكم المسلمين الراحل , قرأت قصة منذ ما يقارب ال 7 سنوات , فكان لهذه القصة و الحمد لله أثرا إيجابيا كبيرا على حياتي , لذلك أسأل الله أن تستفيدوا من أحداثها .
كان هنالك في تلك الغابة كوخ صغير , يعيش فيه 3 رجال فقراء معدمين , يتكلون في قوتهم اليومي على عملهم كحمّارين أي ( عتالين )
و في إحدى ليالي الصيف استلقى الرجال على أرض الكوخ الممتلئ بالوحل , و قد أعياهم التعب ... ليدور بينهم الحوار الآتي :
الرجل الأول و أسمه المنصور :
أصدقائي دعونا نحلم قليلا و لنتخيل أكثر ...
فردوا عليه و قالوا له ما خطبك اليوم , يبدو أن مزاجك على ما يرام رغم ما لحق بنا من تعب !!
فقال : نحن لا نملك سوى الأحلام ... فهل نحرم أنفسنا من التمتع بها أيضا ؟؟
فقالوا له : حسنا آتنا ما عندك ؟
فقال : لو أصبحت في يوم من الأيام واليا على الأندلس ... ماذا تطلبون مني ؟
فضحك الرجلان و قالا له ... يبدو أن أحلامك أيضا مستحيلة .
فقال المنصور : تماشوا معي في الحديث أرجوكم , و خذوني على قدر عقلي ... فتوجه بالسؤال إلى أحدهم ... فأجاب :
حسنا أيها المنصور أطلب منك لو أصبحت في يوم من الأيام واليا أن تعطيني مالا كثيرا ...
فقال المنصور و ماذا بعد ؟
فقال : أريد أيضا حدائق يوجد فيها كل ما تطيب له النفس ...
فرد المنصور : و ماذا بعد ؟
فقال : و أريد جواري لا حصر لهن ...
المنصور و ماذا أيضا ؟
الرجل : أكتفي بهذا القدر ...
فقال المنصور حسنا ... ثم وجه السؤال إلى الرجل الآخر فقال له و أنت ماذا تطلب مني ؟
فرد الرجل الآخر : أذهب عني بمزاحك و أحلامك البائسة ..
فقال المنصور : يا رجل جاريني فيما طلبت منك , فماذا تطلب أنت إن أصبحت أنا واليا على الأندلس ؟
فقال الرجل : أففف ... حسنا إذا أصبحت أنت واليا على الأندلس , سأطلب أن أُربط على ظهر حمار بالعكس فيكون وجهي باتجاه مؤخرته , و أطوف المدينة ليرجمني الناس بالحجارة و النعال , و ينادونني هذا كاذب يمنع التعامل معه !
المنصور : أهذا طلبك يا صديقي ؟
الرجل : نعم هذا ما سيكون في طلبي ...
المنصور : حسنا ....
ثم عم الهدوء المكان , و ألتفت كل رجل إلى نفسه ...
لكن المنصور بات يفكر و قد اكتوته النار من طلب هذا الأخير , و بدأ يفكر كيف يمكن لنفسه و حاله أن يتغير ... فقال لنفسه , لا يمكن أن أتغير ما دمت حمّارا لذلك يجب أن أفتش على عملٍ آخر يمكن من خلاله أن أصبح شيئا ... !
و فعلا ... فلم تمضي أيام حتى ألحق المنصور نفسه بالشرطة , و أصبح شرطيا في عهد الخلافة ... لينتقل للعيش وحيدا و بعيدا عن صاحبيه الحماريين .
و مع مرور الزمن , أصبح المنصور رئيسا للشرطة , ثم و مع حسن أداءه عينه الخليفة وزيرا للدفاع ...
ليأتي يوم يموت فيه الخليفة , و لا يترك خلفه سوى أبنه و هو فتى صغير لم يبلغ الحلم بعد , فما كان من البلاط إلا أن يجتمع و يعين أوصياء على هذا الفتى , ليمسكون بزمام أمور الحكم لحين يصبح فيه الفتى في سن يسمح له باستلام الحكم ...
فتم تعين 3 أشخاص , و كان من بين هؤلاء الأشخاص المنصور وزير الدفاع ... و لكي لا نخوض طويلا في القصة و بطريقة و بأخرى تخلص المنصور من الأشخاص الآخرين , ليستلم هو الحكم و يصبح واليا على الأندلس ...!
و بعد مضي 30 عاما على مغادرة المنصور ذلك الكوخ الذي كان فيه حمّارا , جلس في أحد الليالي في قصره و من حوله وزرائه و حاشيته , و كان كما يبدو يقيمون احتفالا لإحدى المناسبات ... و فجأة تذكر المنصور صاحبيه اللذان كانا معه في الكوخ ... فنهر الجميع و قال لهم صمتا ... فقال وزرائه :
ما الأمر أيها الوالي ؟
فقال المنصور : أيها الحرس أريد أن تحضروا لي و على الفور فلان و فلان , في ذلك الكوخ الموجود في أحد أنحاء الغابة ..!
فأستعجب من حوله من طلبه لكن الحرس أسرع ليلبي الأمر ...
أنطلق الحرس و وصلوا إلى الكوخ فوجدوا أن الحمارين ما زالا كما هم فقالوا لهما , لقد أمرنا الوالي أن نأتي بكما إلى حضرته فهيا بنا ..!
فأستعجب الحمّارين لهذا الأمر , لكن و تحت التهديد حزما نفسهما و ذهبا برفقة الحرس , و عندما وصلا القصر و دخلا إلى حضرة الوالي , أستعجب الناس للأمر الحاصل , فلماذا يطلب الوالي مقابلة هذه الشراذم ؟؟
فنظر المنصور إليهما و قال :
أهلا .. أهلا .. بكما ... فهل تذكراني ؟
فنظر الرجلان إلى بعضهما في خوف و تعجب !!
فبادر المنصور إلى الإجابة :
أنا المنصور صديقكما القديم و قد كنت معكما حمّاراً !! فهل تذكرتما ؟!
عندها تذكر الرجلان المنصور ... فقالا :
نعم أنت الوالي , و سيد البلاد و صديقنا القديم ...
فقال المنصور أتذكرون أنني في أحد الليالي قلت لكما إذا أصبحت أنا الوالي فماذا تطلبون مني ؟؟
فسكت الرجلان و لم ينطقا بشيء ...
ثم قال المنصور بصوت مرتفع صارخ تكلما , ثم أشار بيديه إلى الأول فقال له :
أنت ماذا طلبت مني في تلك الليلة ؟
فقال الرجل الأول : لقد طلبت منك مالا كثيرا ..
المنصور : و ماذا أيضا ؟
فرد الرجل : و طلبت منك حدائق فيها كل ما تطيب له النفس ...
المنصور : و ماذا ؟
الرجل : و طلبت أيضا جواري لا حصر لها ...
فقال المنصور و هل هناك المزيد ؟
فقال الرجل : لا فهذا كل ما طلبته ...
فقال المنصور : أعطوا هذا الرجل كل ما طلب و فورا ...
ثم ألتفت المنصور إلى الرجل الآخر , و قال :
و أنت ماذا طلبت ؟
فتردد الرجل ثم قال : سيدي أنا عبدٌ فقير , و كانت هذه القصة منذ زمن بعيد , و أنت الآن والي و أما ما طلبته أنا فكان مزاحا !!
فصرخ الوالي في وجهه .. و قال :
أخبرنا و أمام الناس ما طلبت مني بالتحديد ... هيا ..
فقال الرجل : سيدي لقد طلبت منك إن أصبحت واليا , أن أُربط على حمار و بالعكس فيكون وجهي باتجاه مؤخرته و أطوف المدينة و أُرجم بالحجارة و النعال , و يقال عني هذا كاذب يمنع التعامل معه ...!
فوقف المنصور و قال :
أعطوه ما طلب ... ليعلم أن الله قادرٌ على كل شيء ...!
هنا توقفت أنا عن القراءة , و أصابني الذهول من أحداث القصة , فهذه القصة حقيقية و من التاريخ الإسلامي في حضارة الأندلس .
طبعا قمت ببعض الخروج البسيط عن النص
أعزائي هذه القصة علمتني كثيرا
فقد لا تصدقون أنه غيرت مجرى حياتي
لكنه أمر وقع و بصدق شديد معي
فقد كنت ضائعا , لا أعرف ماذا
أريد , لكن و بحمد الله أن التاريخ
خُلق لنتعظ منه نحن أهل الحاضر ..
لذلك درست و اتخذت اتجاها صحيحا
في حياتي بدراستي للإعلام , فكان شعاري
الطموح كنز لا يفنى و القناعة هي الكنز الذي
يفنى و هذا ما وجدناه ماليا في هذه القصة , فبقي
الرجلان حمّارين طوال حياتهما لأنهما اقتنعا بذلك
و أصبح المنصور واليا لأنه كان رجلا طموحا
فوصل لأبعد مما توقع ...!!
تحياتي
و دمتم بخير
بقلم : أخوكم زيـــــد
تم نشر هذا الموضوع سابقاً بتاريخ 2007/07/02 .. فإن وجدته في مكان آخر فاعلم أنه منقول مني