- إنضم
- 17 جانفي 2012
- المشاركات
- 6,330
- نقاط التفاعل
- 9,304
- النقاط
- 351
أمي.. أرجوكِ.. لا تصرخي في وجهي!
إنه نداء ورجاء يحتبس في صدر الكثير من الأبناء الذين ابتلوا بتلقي نوبات الصراخ اليومي من أمّهاتهم عند كل أمر ونهي. عند كل خطأ يرتكبه الأبناء مقصود أو غير مقصود. وحتى عندما يملئون البيت بلعبهم ولهوهم، تضيق صدور بعض الأمهات عن تحمله، فيكفّونهم عن اللعب بالصراخ أيضاً!
ولو أنك فكرت-عزيزي القاريء- يوماً أن تستعمل السلّم بدلاً من المصعد الكهربائي لتصعد إلى شقتك، فسوف تسمع أثناء صعودك صراخاً ينبعث من معظم الشقق، وإذا سألت أحد الصارخين: لماذا تفعل ذلك؟ فإنه سيجيبك على الفور: لا شيء.. إنني أؤدب أبنائي وأربّيهم!
فهل يصلح أو يُجدي هذا الصراخ كأسلوب تربوي ناجح؟
ولو أنك فكرت-عزيزي القاريء- يوماً أن تستعمل السلّم بدلاً من المصعد الكهربائي لتصعد إلى شقتك، فسوف تسمع أثناء صعودك صراخاً ينبعث من معظم الشقق، وإذا سألت أحد الصارخين: لماذا تفعل ذلك؟ فإنه سيجيبك على الفور: لا شيء.. إنني أؤدب أبنائي وأربّيهم!
فهل يصلح أو يُجدي هذا الصراخ كأسلوب تربوي ناجح؟
عزيزي المربي:
على الرغم من أنّ الصراخ هو السلوك الأكثر شيوعاً – خصوصاً بين الأمهات –وذلك أثناء الاحتكاك اليومي بالأبناء، إلا أنه يُعد من أسوأ طرق التعامل مع الأطفال لما له من أثر سيّء على مشاعرهم وأمانهم النفسيّ.
بدايةً أود أن أهمس في أذن كل مربي، أبَاً كان، أو أمّاً، أو معلّماً:
إننا نقدّر تماماً ما تتعرضون له من ضغوط الحياة اليومية، وما تتعرض له الأمهات من تحمل أعباء ثقيلة لصالح الأبناء أيضاً- تكابدها كل يوم مع شروق الشمس ولا تنتهي منها إلا عند غروبها، وقد يزيد الأمر إذا كانت الأم عاملة - أعانها الله تعالى – ولكن لمن تتعبون؟ ولمن تكدّون هذا الكدّ؟ أليس من أجل أبنائكم؟ فهل تعتقدون أنّ التربية - تلك المهمة المقدسة- تقتصر على جلب المال؟ أو على إطعام الصغار وكسوتهم وتلقينهم الصواب والخطأ بشكل صارخ وأعصاب منهارة؟
إنّ هذا الأسلوب يجعلهم في حالة توتر دائم وتوقع لكل ما هو سيء من أقرب الناس إليهم.. آبائهم وأمهاتهم، كما أنّ الصراخ المتكرر في وجه الأبناء يحطم أمانهم النفسي، كما أنه لا يغني ولا يسمن من جوع في تربيتهم.
على الرغم من أنّ الصراخ هو السلوك الأكثر شيوعاً – خصوصاً بين الأمهات –وذلك أثناء الاحتكاك اليومي بالأبناء، إلا أنه يُعد من أسوأ طرق التعامل مع الأطفال لما له من أثر سيّء على مشاعرهم وأمانهم النفسيّ.
بدايةً أود أن أهمس في أذن كل مربي، أبَاً كان، أو أمّاً، أو معلّماً:
إننا نقدّر تماماً ما تتعرضون له من ضغوط الحياة اليومية، وما تتعرض له الأمهات من تحمل أعباء ثقيلة لصالح الأبناء أيضاً- تكابدها كل يوم مع شروق الشمس ولا تنتهي منها إلا عند غروبها، وقد يزيد الأمر إذا كانت الأم عاملة - أعانها الله تعالى – ولكن لمن تتعبون؟ ولمن تكدّون هذا الكدّ؟ أليس من أجل أبنائكم؟ فهل تعتقدون أنّ التربية - تلك المهمة المقدسة- تقتصر على جلب المال؟ أو على إطعام الصغار وكسوتهم وتلقينهم الصواب والخطأ بشكل صارخ وأعصاب منهارة؟
إنّ هذا الأسلوب يجعلهم في حالة توتر دائم وتوقع لكل ما هو سيء من أقرب الناس إليهم.. آبائهم وأمهاتهم، كما أنّ الصراخ المتكرر في وجه الأبناء يحطم أمانهم النفسي، كما أنه لا يغني ولا يسمن من جوع في تربيتهم.
ولتعلم – عزيزي المربي: أنّ زجر الطفل بالصراخ في وجهه يعطي دلالة كبيرة على ضعف شخصية المربي وقلة حيلته في تربية أبنائه، ربما لأنّه لم يتعلم أساليب التربية الفعّالة أو لم يلفت أحد انتباهه إليها، وربما لأنه نشأ وتربَّى على أسلوب الصوت العالي والصراخ فيكرر تلقائياً الأسلوب نفسه مع أبنائه، وربما لأنه شخص عصبي قليل الصبر، أو غير ذلك من الأسباب التي وإن اختلفت تبقى النتيجة واحدة، وهى أنه أسلوب تربوي خاطيء، يضر ولا ينفع.
وتأمل ماذا نجني أيضاً من كثرة الصراخ؟!
إنّ الصراخ يُعد عقاباً فاشلاً لأنّه يشيع في البيت مناخاً متوتراً يمسّ كل من يعيشون فيه، والبيت الذي تعلو فيه الأصوات هو مناخ مناسب لإنتاج أفراد مرضى بأمراض نفسية، كالقلق والاكتئاب، فالطفل الذي تصرخ أمه دائماً في وجهه، وتؤنبه باستمرار، سيشعر تلقائياً بأنه فرد غير مقبول، والجميع يبغضونه،ولا يرتاحون لتصرفاته.
إنّ الصراخ يُعد عقاباً فاشلاً لأنّه يشيع في البيت مناخاً متوتراً يمسّ كل من يعيشون فيه، والبيت الذي تعلو فيه الأصوات هو مناخ مناسب لإنتاج أفراد مرضى بأمراض نفسية، كالقلق والاكتئاب، فالطفل الذي تصرخ أمه دائماً في وجهه، وتؤنبه باستمرار، سيشعر تلقائياً بأنه فرد غير مقبول، والجميع يبغضونه،ولا يرتاحون لتصرفاته.
هذا بالإضافة إلى كوْن الصراخ يُحدث ما يسمى بالرابط السلبي لدى الطفل، بمعني أنه يذكّره بمواقف سيئة يتألم لتذكرها وتجترها ذاكرته بمجرد سماع الصراخ، وقد يدوم معه طوال حياته، ومهما كبر فإنّ أيّْ رفع للصوت أمامه يعيد لديه تلك المشاعر السلبية التي استشعرها وهو طفل ضعيف.
- كذلك فإنّ أسلوب الصراخ في وجه الأبناء يمثل قدوة سيئة لهم في التعامل مع الآخرين، حيث يتشربون هذا السلوك، ومن ثمّ يبدؤون في ممارسته تجاه الأطفال الأصغر منهم في العائلة والمدرسة، وغالباً يستمر هذا السلوك مع الأبناء عندما يكبروا ولا مانع أن يكون مصوّباً نحو الكبار أنفسهم الذين صرخوا في وجوههم بالأمس!
فنرى البنت تصرخ في وجه أمها أو أبيها والولد كذلك، وطبعاً يكون من العبث حينئذ أن ننهاهم عن ذلك، كيف وقد ربينّاهم على الصراخ وكان هو وسيلة التفاهم بيننا وبينهم؟
- كذلك فإنّ أسلوب الصراخ في وجه الأبناء يمثل قدوة سيئة لهم في التعامل مع الآخرين، حيث يتشربون هذا السلوك، ومن ثمّ يبدؤون في ممارسته تجاه الأطفال الأصغر منهم في العائلة والمدرسة، وغالباً يستمر هذا السلوك مع الأبناء عندما يكبروا ولا مانع أن يكون مصوّباً نحو الكبار أنفسهم الذين صرخوا في وجوههم بالأمس!
فنرى البنت تصرخ في وجه أمها أو أبيها والولد كذلك، وطبعاً يكون من العبث حينئذ أن ننهاهم عن ذلك، كيف وقد ربينّاهم على الصراخ وكان هو وسيلة التفاهم بيننا وبينهم؟
من نتائج الصراخ الدائم في وجه الأطفال:
- الصراخ الدائم في وجه الأطفال ينتج جيلاً مشاغباً يتسم بالعصبية والعناد وربما العدوانية، فبعد إجراء دراسة شملت 110 من الأسر الأمريكية تضم أطفالاً تتفاوت أعمارهم ما بين ثلاثة وخمسة أعوام، أعلن معهد العلوم النفسية في "أتلانتا" عن نتائج هذه الدراسة وكانت كالآتى:
(أكدت الدراسة أنّ هناك علاقة قطعية بين شخصية الطفل المشاغب الكثير الحركة، وبين الأم العصبية التي تصرخ دائماً وتهدد بأعلى صوتها حين تغضب، و المقصود بالطفل المشاغب- كما جاء في هذه الدراسة- هو الطفل الذي لا صبر عنده والعنيد والمتمرد والعدواني نحو الآخرين حتى والديه، والذي لا يلبث أن يجلس حتى يستعد مرة أخرى للقيام واللعب أو العراك مع أحد أخوته).
- وقال الدكتور "فرانك ترايبر" من الكلية الطبية بجورجيا: "إنّ نتائج هذه الدراسة أضافت إلى المعلومات المعروفة حالياً بأن هؤلاء الأطفال قد يدمّرون أنفسهم إذا لم تقدم لهم المساعدات منذ صغرهم، وأن الطفل منهم لا يعرف كيف يوجّه طاقته هذه للوصول إلى هدف مفيد، بل لوحظ أنه يستخدمها في عراك أو لعب عدواني مع إخوته أو أصدقائه، وربما والديه أيضاً.
كما تشير نتائج الدراسة أيضاً إلى أنّ الأم التي تعبر عن غضبها بالصراخ وباستخدام ألفاظ بذيئة أو سيئة أمام طفلها، تدفع به إلى التحول إلى طفل من هذا النوع المشاغب.
وأكدت الدراسة كذلك أن تأثير غضب الأم أقوى من تأثير غضب الأب على تكوين شخصية الطفل.
أعزائي المربين والمربيات:
بعد أن وقفنا على الجرح الغائر والأثر البعيد الذي يحدثه أسلوب الصراخ في نفس الطفل، وما له كذلك من أثر سيء على تكوين شخصيته وطباعه على المدى البعيد- لعلنا نريد أن نتوقف عن هذا الأسلوب الغير تربوي، وذلك أمر ممكن بمشيئة الله وعونه إذا اتبعنا الخطوات التالية، والتي لم تخرج عن هدي القرآن والسنة في تهذيب الغضب والسيطرة على النفس.
وهذه باقة من التوصيات في اتباع أسلوب الصراخ:
- تذكر دائماً وصية لقمان الحكيم لابنه أن يخفض صوته ولا يرفعه فيما لا فائدة فيه؛ لأن أقبح الأصوات وأكثرها شراً هي أصوات الحمير، ولو كان رفع الصوت خيراً ما جعله الله تعالى للحمير؛ قال تعالى: "واقصد في مشيك واغضض من صوتك إنّ أنكر الأصوات لصوت الحمير"- لقمان: 19- قال الإمام القرطبي في تفسيرها: "في هذه قبح رفع الصوت في المخاطبة والملاحاة (اللوم والتعنيف والنزاع والخصام)- تفسير القرطبي:14/71- ، وانطلاقاً من هذا المبدأ القرآني الرائع يقول عمر بن عبد العزيز-رحمه الله- لرجل قد رفع صوته في مجلسه: "اخفض من صوتك، فإنما يكفي الرجل قدر ما يسمع"- تاريخ بغداد:6/104.
- الصراخ الدائم في وجه الأطفال ينتج جيلاً مشاغباً يتسم بالعصبية والعناد وربما العدوانية، فبعد إجراء دراسة شملت 110 من الأسر الأمريكية تضم أطفالاً تتفاوت أعمارهم ما بين ثلاثة وخمسة أعوام، أعلن معهد العلوم النفسية في "أتلانتا" عن نتائج هذه الدراسة وكانت كالآتى:
(أكدت الدراسة أنّ هناك علاقة قطعية بين شخصية الطفل المشاغب الكثير الحركة، وبين الأم العصبية التي تصرخ دائماً وتهدد بأعلى صوتها حين تغضب، و المقصود بالطفل المشاغب- كما جاء في هذه الدراسة- هو الطفل الذي لا صبر عنده والعنيد والمتمرد والعدواني نحو الآخرين حتى والديه، والذي لا يلبث أن يجلس حتى يستعد مرة أخرى للقيام واللعب أو العراك مع أحد أخوته).
- وقال الدكتور "فرانك ترايبر" من الكلية الطبية بجورجيا: "إنّ نتائج هذه الدراسة أضافت إلى المعلومات المعروفة حالياً بأن هؤلاء الأطفال قد يدمّرون أنفسهم إذا لم تقدم لهم المساعدات منذ صغرهم، وأن الطفل منهم لا يعرف كيف يوجّه طاقته هذه للوصول إلى هدف مفيد، بل لوحظ أنه يستخدمها في عراك أو لعب عدواني مع إخوته أو أصدقائه، وربما والديه أيضاً.
كما تشير نتائج الدراسة أيضاً إلى أنّ الأم التي تعبر عن غضبها بالصراخ وباستخدام ألفاظ بذيئة أو سيئة أمام طفلها، تدفع به إلى التحول إلى طفل من هذا النوع المشاغب.
وأكدت الدراسة كذلك أن تأثير غضب الأم أقوى من تأثير غضب الأب على تكوين شخصية الطفل.
أعزائي المربين والمربيات:
بعد أن وقفنا على الجرح الغائر والأثر البعيد الذي يحدثه أسلوب الصراخ في نفس الطفل، وما له كذلك من أثر سيء على تكوين شخصيته وطباعه على المدى البعيد- لعلنا نريد أن نتوقف عن هذا الأسلوب الغير تربوي، وذلك أمر ممكن بمشيئة الله وعونه إذا اتبعنا الخطوات التالية، والتي لم تخرج عن هدي القرآن والسنة في تهذيب الغضب والسيطرة على النفس.
وهذه باقة من التوصيات في اتباع أسلوب الصراخ:
- تذكر دائماً وصية لقمان الحكيم لابنه أن يخفض صوته ولا يرفعه فيما لا فائدة فيه؛ لأن أقبح الأصوات وأكثرها شراً هي أصوات الحمير، ولو كان رفع الصوت خيراً ما جعله الله تعالى للحمير؛ قال تعالى: "واقصد في مشيك واغضض من صوتك إنّ أنكر الأصوات لصوت الحمير"- لقمان: 19- قال الإمام القرطبي في تفسيرها: "في هذه قبح رفع الصوت في المخاطبة والملاحاة (اللوم والتعنيف والنزاع والخصام)- تفسير القرطبي:14/71- ، وانطلاقاً من هذا المبدأ القرآني الرائع يقول عمر بن عبد العزيز-رحمه الله- لرجل قد رفع صوته في مجلسه: "اخفض من صوتك، فإنما يكفي الرجل قدر ما يسمع"- تاريخ بغداد:6/104.
- الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم بصورة مستمرة وأنت تشاهد من طفلك ما يثير فيك الغضب، ردِّد الاستعاذة بالله تعالى وأنت تتوجه إليه لتمنعه من فعله الخاطئ أو لإصلاح ما أفسد، وعليك أن تخاطب ابنك عندما يخطئ بالدعاء له، فتقول: هداكَ الله، غفر الله لك، أصلحك الله..وهكذا.
- حدد الأولويات التربوية، وفرّق بين الأهم تربوياً والأقل أهمية، فليس كل طلب ما تطلبه الأم أو يطلبه الأب من الأبناء يستحق الجدال والمناقشة وانهيار الأعصاب، فهناك أمور قابلة للتفاوض ولا تستحق أن تثور الأم أو الأب بسببها، مثل: اختيار نوع الطعام، أو الإصرار على ارتداء زيّ معين من جانب الطفل، وهناك أمور أخرى غير قابلة للتفاوض، وهذا النظام من شأنه أن يقلل من جدالهم ومخالفتهم لوالديهم؛ لأنه يشعرهم بقدر من الحرية ويعمق لديهم الشعور بالمسؤولية.
- الانسحاب والتزام الصمت من الأساليب الجيدة أيضاً كبديل تربوي عن الصراخ وفقد التحكم فى الأعصاب، فالمربي عندما ينفعل تتغير تعبيرات وجهه لتصبح أكثر قسوة، وقد يتفوّه بألفاظ جارحة أو يرتكب أفعالاً يندم عليها بعد ذلك؛ لذلك عليه أن ينسحب من ساحة المواجهة عندما يبدأ دماغه في الغليان، ويوشك بركان غضبه أن ينفجر، ويكفي أن يقول لمن أخطأ: "إنني من شدة غضبي منك الآن لا أريد مواجهتك وأنا في هذه الحالة"، وهنا سيشعر الطفل بتأنيب الضمير، ولا تخشَ- عزيزي المربى- أن يفهم الطفل هذا الانسحاب على أنه ضعف أو استسلام منك؛ لأن أغلبية الأبناء سوف يدركون أنهم تمادوا في الخطأ فيتراجعون ويعتذرون وتمر العاصفة بسلام إن شاء الله تعالى.
- افصل بين شخص الطفل الذي هو ولدك وقرة عينك، وبين أخطاؤه التي هي مقتضى بشريّته وصغر سنّه وقلة خبرته بالحياة، كما أنها سبيله لتعلم الصواب، وبالتالي يكون التوجيه والتصحيح منصب –لفظياً وانفعالياً- على السلوك الخاطئ أما شخص الطفل فيظل قرة العين وحبيب القلب.
- حدد الأولويات التربوية، وفرّق بين الأهم تربوياً والأقل أهمية، فليس كل طلب ما تطلبه الأم أو يطلبه الأب من الأبناء يستحق الجدال والمناقشة وانهيار الأعصاب، فهناك أمور قابلة للتفاوض ولا تستحق أن تثور الأم أو الأب بسببها، مثل: اختيار نوع الطعام، أو الإصرار على ارتداء زيّ معين من جانب الطفل، وهناك أمور أخرى غير قابلة للتفاوض، وهذا النظام من شأنه أن يقلل من جدالهم ومخالفتهم لوالديهم؛ لأنه يشعرهم بقدر من الحرية ويعمق لديهم الشعور بالمسؤولية.
- الانسحاب والتزام الصمت من الأساليب الجيدة أيضاً كبديل تربوي عن الصراخ وفقد التحكم فى الأعصاب، فالمربي عندما ينفعل تتغير تعبيرات وجهه لتصبح أكثر قسوة، وقد يتفوّه بألفاظ جارحة أو يرتكب أفعالاً يندم عليها بعد ذلك؛ لذلك عليه أن ينسحب من ساحة المواجهة عندما يبدأ دماغه في الغليان، ويوشك بركان غضبه أن ينفجر، ويكفي أن يقول لمن أخطأ: "إنني من شدة غضبي منك الآن لا أريد مواجهتك وأنا في هذه الحالة"، وهنا سيشعر الطفل بتأنيب الضمير، ولا تخشَ- عزيزي المربى- أن يفهم الطفل هذا الانسحاب على أنه ضعف أو استسلام منك؛ لأن أغلبية الأبناء سوف يدركون أنهم تمادوا في الخطأ فيتراجعون ويعتذرون وتمر العاصفة بسلام إن شاء الله تعالى.
- افصل بين شخص الطفل الذي هو ولدك وقرة عينك، وبين أخطاؤه التي هي مقتضى بشريّته وصغر سنّه وقلة خبرته بالحياة، كما أنها سبيله لتعلم الصواب، وبالتالي يكون التوجيه والتصحيح منصب –لفظياً وانفعالياً- على السلوك الخاطئ أما شخص الطفل فيظل قرة العين وحبيب القلب.
وأخيراً ..عزيزي المربي ما الحل؟
ليكن الحوار هو أسلوبك معهم، الحوار القائم على الود والحنان والرحمة، والهادف إلى تحقيق مصلحتهم. ثم لا تنس أنك بالنسبة لأبنائك القدوة التي يتعلمون منها السلوك والأخلاق؛ فلتكن لهم خير قدوة، في الهدوء وضبط النفس والتعامل الراقي، البعيد عن الصراخ، المفعم بالحب والاحترام.
ليكن الحوار هو أسلوبك معهم، الحوار القائم على الود والحنان والرحمة، والهادف إلى تحقيق مصلحتهم. ثم لا تنس أنك بالنسبة لأبنائك القدوة التي يتعلمون منها السلوك والأخلاق؛ فلتكن لهم خير قدوة، في الهدوء وضبط النفس والتعامل الراقي، البعيد عن الصراخ، المفعم بالحب والاحترام.
بقلم//سحر شعير