و بعد نشر الكتاب دعى هرتزل إلى عقد أول مؤتمر صهيونى و تم عقده فى مدينة بازل بسويسرا فى أغسطس من عام 1897 بحضور 204 مندوباً يمثل جزء منهم 117 جمعية صهيونية مختلفة منهم 70 مندوباً من روسيا وحدها .. و إفتتح هرتزل المؤتمر بخطاب قصير أكد فيه أن الهدف من هذا المؤتمر هو وضع حجر الأساس للبيت الذى سيسكنه الشعب اليهودى .
و حسم المؤتمر موقع الدولة التى يعتزم الصهاينة إنشاؤها و تقرر أن تقام هذه الدولة فى فلسطين و ليس فى أى مكان آخر فى العالم , و فى المؤتمر تم إنتخاب هرتزل رئيساً للحركة الصهيونية , و تم تصميم العلم , و إختيار النشيد الوطنى لليهود .. و قد كتب فى مذكراته عن هذا المؤتمر : لو أننى أردت أن ألخص أعمال المؤتمر فى كلمة ففى بازل أسست الدولة اليهودية , و قد يثير هذا القول عاصفة من الضحك هنا و هناك , و لكن العالم سوف يشهد بعد خمسين عاماً من الآن قيام دولة يهودية .
و هكذا كان المؤتمر الصهيونى الأول نقطة تحول مهمة لليهود فى تاريخهم حيث تم تجميع يهود العالم لأول مرة تحت سقف واحد و توحيد جهودهم بعد أن كانت الصهيونية تمثل حلماً لليهود لسنوات طويلة .
سعى هرتزل إلى الحصول تأييد من إحدى الدول الكبرى لمشروعه حتى يضمن إقامة الوطن القومى لليهود فى فلسطين , فقابل القيصر الألمانى عام 1898 و عرض عليه القضية اليهودية و وجهة نظره فيها و أظهر له القيصر التأييد لكنه لم يعطه الوعد الذى كان يريده .
* دريفوس ضابط فرنسى يهودى , تم القبض عليه فى 15 أكتوبر عام 1894 بتهمة سرقة وثائق عسكرية سرية , و تسليمها إلى الملحق العسكرى الألمانى فى باريس , فوجهت إليه الحكومة الفرنسية تهمة الخيانة العظمى , و حوكم محاكمة عسكرية , و تم تجريده من ألقابه , و أهين علناً داخل الكلية الحربية , و قد حاول اليهود بكل ما لديهم من وسائل علنية و سرية إنقاذه , و لكن حُكم عليه بالنفى المؤبد من فرنسا , ثم تصدى لنقض الحكم كثيرون , و عمل اليهود بكل ما لديهم من نفوذ لتبرئة دريفوس , و قبلت المحكمة إعادة النظر فى القضية , و قضت بحبسه عشر سنوات بدلاً من النفى , ثم لم يزل اليهود بكل وسائلهم يعملون على تغيير الحكم حتى نجحوا فى النهاية , و قررت محكمة النقض فى 12 يوليو عام 1902 بطلان الحكم السابق و تبرئة دريفوس و إعادته إلى الجيش !!.