- إنضم
- 20 نوفمبر 2012
- المشاركات
- 2,200
- نقاط التفاعل
- 3,176
- النقاط
- 111
؛
أم هشام بنت حارثة فازت بالجنة و الرضوان في بيعة الرضوان
لقد نشأت هذه الصحابية الجليلة في بيت مبارك
تفيض منه البركات و يتحلى أهله باللين و الرحمة و الصدق و بكل المكرمات
ليس صحيحا ما يزعمه البعض من أن الإسلام قد حط من قدر المرأة،
وأنه أهانها في الوقت الذي رفع فيه من قدر الرجل واحترمه كل احــــترام.
وبنظرة عادلة نجد أن حال كل من الرجل والمرأة متساوي، لكن تختلف وتتباين قدراتهما النوعية.
ولا سبيل لرفض هذه التهمة إلا بالاطلاع على هذه المدرسة المحمدية،
مدرسة الصحابيات، تتناول جزءا مهما من حياة المرأة في عهد النبوة. كيف كان رسول الله صلى
الله عليه وسلم يتعامل معها؟ بل الأكثر من ذلك نجدها دائما إلى جانب الرجل متخذة الوحي منهاجها،
وسنة المصطفى سلوكها، محبتها لنبيها ولله تعالى خلقت منها امرأة فاعلة غير
مفعول بها.
سيرة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم زاخرة بأمثال النساء الفقيهات،
العالمات، الراويات للحديث، المجاهدات.
سيدتنا أم هشام بنت حارثة رضي الله عنها المبشرة بالجنة مثال من تلك النساء. لعبت الأسرة دورا
مهما في بناء حياتها.
الأسرة كانت ولا تزال الخلية الأولى في بناء المجتمع، بصلاحها يصلح المجتمع وبفسادها يفسد.
والمرأة جزء مهم في بناء المجتمع، بل ركن راسخ. لذا اعتنى الإسلام بها ورفع من قدرها وكرمها حيث لن تجد
المرأة في أرقى النظم، قديمة أو حديثة، قانونا أعدل ولا أجمع من الشريعة
الإسلامية.
؛
:: في رحاب المكارم ::
من هي أسرتها؟؟
أسرة مؤمنة كريمة، شرفها الله واصطفاها أن جعل خير البشرية رسول الله صلى الله عليه وسلم
جارا لها. وبذالك نالت أم هشام الفضلين:
فضل كرم أبيها، وفضل جوار نبيها عليه الصلاة والسلام.
والد سيدتنا أم هشام هو حارثة بن النعمان بن نفع بن زيد بن عبيد بن ثعلبة بن غنم
بن مالك بن النجار الخزرجي. كان القدوة والمثل للصحابة في الكرم والجود. فهو الصحابي الجليل
الذي أعطى للنبي صلى الله عليه وسلم أرضا حول المسجد لبناء بيته وبيوت
المهاجرين. وكلما تزوج صلى الله عليه وسلم
، تحول له حارثة عن منزله حتى صارت كل أرضه لزوجات رسول الله حتى قال صلى الله عليه وسلم:
"لقد استحييت من حارثة، مما يتحول عن منازله" (1).
صحبة سيدنا حارثة وجواره لبيت رسول الله، ملآ بيته بالأنوار والبشارات،
فقد قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم: " دخلت الجنة، فسمعت قراءة القرآن، فقلت:
من هذا؟ قيل حارثة".
بشر رسول الله حارثة وأهله بالجنة، كيف لا يتحقق ذلك؟ وقد كانوا خير صحبة وجورة لخير البشرية،
بل خير المحبين لله ولرسوله.
صدق فيه وفي أهل بيته قول الله تعالى: لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون" (سورة البقرة).
بعطائه رضي الله عنه نال البر كل البر، ونالت أسرته معه،
ومنها سيدتنا أم هشام الخير كل الخير، والرضا كل الرضا من الله عز وجل
حين شهدت بيعة الرضوان تحت الشجرة، بيعتها رضي
الله عنها كانت بيعة على الموت في سبيل الله والفوز بالدار الآخرة.
يقول الأستاذ عبد السلام ياسين: "إذا أردت الجنة فأعط العوض. أنفق من مالك، أنفق من جهدك
، من وقتك، من علمك، كن حركتك، من نعم الله عليك حتى يستغرق جهادك
كل مالك، وكل نفسك. الله عز وجل يرفع همتنا للمقام الأسمى، فلا يقبل منا الإيمان
كل الجزئية."(2)
اما والدة أم هشام فهي أم خالد بنت خالد بن يعيش الأنصارية من بني
مالك أسلمت و بايعت النبي صلى الله عليه و سلم تزوجها حارثة بن النعمان النجاري
فولدت له عبد الله و عبد الرحمن و سودة و عمرة و أم هشام بطلة ترجمتنا
اليوم كما كانت لحارثة ابنتان أخريان هما أم كلثوم و أمة الله.
كانت هذه الأسرة المباركة مسلمة كلها و كانت أم هشام و أخواتها من
المبايعات
و أما أبوها فهو الحارثة بن النعمان رضي الله عنه كان من فضلاء الصحابة
الأخيار الأطهار...فهو السابقين الى الاسلام و كان يقدم مساكنه للحبيب صلى الله عليه
و سلم رغبة فيما عند الله عز و جل فقد كانت لحارثة رضوان الله عليه منازل قرب النبي صلى
الله عليه و سلم في المدينة المنورة و كان كلما احدث النبي اهلا تحول له حارثة منزل
بعد منزل.
و لقد سمع النبي صوت حارثة في الجنة:
عن عائشة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : (( نمت فرأيتني في الجنة
فسمعت صوت قارئ يقرأ فقلت من هذا؟ قالوا : هذا حارثة بن النعمان )) فقال لها رسول الله
: (( كذلك هو البر كذلك هو البر ))و كان أبر الناس بأمه.
و قالت عائشة رضي الله عنها : كان رجلان من أصحاب رسول الله أبر من كان في هذه الأمة بأمهما
: عثمان بن عفان و حارثة بن النعمان رضي الله عنهما
بل لقد رد جبريل (عليه السلام ) السلام على حارثة:
عن حارثة بن النعمان قال: مررت على رسول الله صلى الله عليه و سلم
و معه جبريل عليه السلام جالس في المقاعد فسلمت عليه
ثم أجزت فلما رجعت و انصرف النبي قال : (( هل رأيت الذي كان معي ؟ )) قلت : نعم قال :
((إنه جبريل و قد رد عليك السلام))
و تكفل الله برزق حارثة في الجنة:
عن حارثة بن النعمان أنه قال : رايت جبريل من الدهر مرتين:
يوم الصورتين (موضع بالمدينة بالبقيع) حين خرج رسول الله إلى بني قريظة مر بنا في صورة دحية
فأمرنا بلبس السلاح و يوم موضع الجنائز حين رجعنا من حنين مررت و هو يكلم النبي
فلم أسلم فقال جبريل : من هذا يا محمد ؟ قال حارثة بن النعمان فقال : أما إنه من المائة الصابرة
يوم حنين الذين تكفل الله بأرزاقهم في الجنة و لو سلم لرددنا عليه ))
ففي رحاب تلك الأسرة المباركة نشأت أم هشام بنت حارثة نشأة كريمة فكانت
تتعايش بقلبها مع كتاب الله و سنة رسول الله صلى الله عليه
و سلم
والآن تعالوا نعرف كيف أسلمت تلك الأسرة المباركة و كيف أعلى الله قدرهم في الدنيا
و الآخرة.
أم هشام بنت حارثة فازت بالجنة و الرضوان في بيعة الرضوان
لقد نشأت هذه الصحابية الجليلة في بيت مبارك
تفيض منه البركات و يتحلى أهله باللين و الرحمة و الصدق و بكل المكرمات
ليس صحيحا ما يزعمه البعض من أن الإسلام قد حط من قدر المرأة،
وأنه أهانها في الوقت الذي رفع فيه من قدر الرجل واحترمه كل احــــترام.
وبنظرة عادلة نجد أن حال كل من الرجل والمرأة متساوي، لكن تختلف وتتباين قدراتهما النوعية.
ولا سبيل لرفض هذه التهمة إلا بالاطلاع على هذه المدرسة المحمدية،
مدرسة الصحابيات، تتناول جزءا مهما من حياة المرأة في عهد النبوة. كيف كان رسول الله صلى
الله عليه وسلم يتعامل معها؟ بل الأكثر من ذلك نجدها دائما إلى جانب الرجل متخذة الوحي منهاجها،
وسنة المصطفى سلوكها، محبتها لنبيها ولله تعالى خلقت منها امرأة فاعلة غير
مفعول بها.
سيرة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم زاخرة بأمثال النساء الفقيهات،
العالمات، الراويات للحديث، المجاهدات.
سيدتنا أم هشام بنت حارثة رضي الله عنها المبشرة بالجنة مثال من تلك النساء. لعبت الأسرة دورا
مهما في بناء حياتها.
الأسرة كانت ولا تزال الخلية الأولى في بناء المجتمع، بصلاحها يصلح المجتمع وبفسادها يفسد.
والمرأة جزء مهم في بناء المجتمع، بل ركن راسخ. لذا اعتنى الإسلام بها ورفع من قدرها وكرمها حيث لن تجد
المرأة في أرقى النظم، قديمة أو حديثة، قانونا أعدل ولا أجمع من الشريعة
الإسلامية.
؛
:: في رحاب المكارم ::
من هي أسرتها؟؟
أسرة مؤمنة كريمة، شرفها الله واصطفاها أن جعل خير البشرية رسول الله صلى الله عليه وسلم
جارا لها. وبذالك نالت أم هشام الفضلين:
فضل كرم أبيها، وفضل جوار نبيها عليه الصلاة والسلام.
والد سيدتنا أم هشام هو حارثة بن النعمان بن نفع بن زيد بن عبيد بن ثعلبة بن غنم
بن مالك بن النجار الخزرجي. كان القدوة والمثل للصحابة في الكرم والجود. فهو الصحابي الجليل
الذي أعطى للنبي صلى الله عليه وسلم أرضا حول المسجد لبناء بيته وبيوت
المهاجرين. وكلما تزوج صلى الله عليه وسلم
، تحول له حارثة عن منزله حتى صارت كل أرضه لزوجات رسول الله حتى قال صلى الله عليه وسلم:
"لقد استحييت من حارثة، مما يتحول عن منازله" (1).
صحبة سيدنا حارثة وجواره لبيت رسول الله، ملآ بيته بالأنوار والبشارات،
فقد قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم: " دخلت الجنة، فسمعت قراءة القرآن، فقلت:
من هذا؟ قيل حارثة".
بشر رسول الله حارثة وأهله بالجنة، كيف لا يتحقق ذلك؟ وقد كانوا خير صحبة وجورة لخير البشرية،
بل خير المحبين لله ولرسوله.
صدق فيه وفي أهل بيته قول الله تعالى: لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون" (سورة البقرة).
بعطائه رضي الله عنه نال البر كل البر، ونالت أسرته معه،
ومنها سيدتنا أم هشام الخير كل الخير، والرضا كل الرضا من الله عز وجل
حين شهدت بيعة الرضوان تحت الشجرة، بيعتها رضي
الله عنها كانت بيعة على الموت في سبيل الله والفوز بالدار الآخرة.
يقول الأستاذ عبد السلام ياسين: "إذا أردت الجنة فأعط العوض. أنفق من مالك، أنفق من جهدك
، من وقتك، من علمك، كن حركتك، من نعم الله عليك حتى يستغرق جهادك
كل مالك، وكل نفسك. الله عز وجل يرفع همتنا للمقام الأسمى، فلا يقبل منا الإيمان
كل الجزئية."(2)
اما والدة أم هشام فهي أم خالد بنت خالد بن يعيش الأنصارية من بني
مالك أسلمت و بايعت النبي صلى الله عليه و سلم تزوجها حارثة بن النعمان النجاري
فولدت له عبد الله و عبد الرحمن و سودة و عمرة و أم هشام بطلة ترجمتنا
اليوم كما كانت لحارثة ابنتان أخريان هما أم كلثوم و أمة الله.
كانت هذه الأسرة المباركة مسلمة كلها و كانت أم هشام و أخواتها من
المبايعات
و أما أبوها فهو الحارثة بن النعمان رضي الله عنه كان من فضلاء الصحابة
الأخيار الأطهار...فهو السابقين الى الاسلام و كان يقدم مساكنه للحبيب صلى الله عليه
و سلم رغبة فيما عند الله عز و جل فقد كانت لحارثة رضوان الله عليه منازل قرب النبي صلى
الله عليه و سلم في المدينة المنورة و كان كلما احدث النبي اهلا تحول له حارثة منزل
بعد منزل.
و لقد سمع النبي صوت حارثة في الجنة:
عن عائشة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : (( نمت فرأيتني في الجنة
فسمعت صوت قارئ يقرأ فقلت من هذا؟ قالوا : هذا حارثة بن النعمان )) فقال لها رسول الله
: (( كذلك هو البر كذلك هو البر ))و كان أبر الناس بأمه.
و قالت عائشة رضي الله عنها : كان رجلان من أصحاب رسول الله أبر من كان في هذه الأمة بأمهما
: عثمان بن عفان و حارثة بن النعمان رضي الله عنهما
بل لقد رد جبريل (عليه السلام ) السلام على حارثة:
عن حارثة بن النعمان قال: مررت على رسول الله صلى الله عليه و سلم
و معه جبريل عليه السلام جالس في المقاعد فسلمت عليه
ثم أجزت فلما رجعت و انصرف النبي قال : (( هل رأيت الذي كان معي ؟ )) قلت : نعم قال :
((إنه جبريل و قد رد عليك السلام))
و تكفل الله برزق حارثة في الجنة:
عن حارثة بن النعمان أنه قال : رايت جبريل من الدهر مرتين:
يوم الصورتين (موضع بالمدينة بالبقيع) حين خرج رسول الله إلى بني قريظة مر بنا في صورة دحية
فأمرنا بلبس السلاح و يوم موضع الجنائز حين رجعنا من حنين مررت و هو يكلم النبي
فلم أسلم فقال جبريل : من هذا يا محمد ؟ قال حارثة بن النعمان فقال : أما إنه من المائة الصابرة
يوم حنين الذين تكفل الله بأرزاقهم في الجنة و لو سلم لرددنا عليه ))
ففي رحاب تلك الأسرة المباركة نشأت أم هشام بنت حارثة نشأة كريمة فكانت
تتعايش بقلبها مع كتاب الله و سنة رسول الله صلى الله عليه
و سلم
والآن تعالوا نعرف كيف أسلمت تلك الأسرة المباركة و كيف أعلى الله قدرهم في الدنيا
و الآخرة.
؛
:: هكذا دخل الإيمان بيت حارثة بن النعمان ::
و ها هو الإيمان يدخل بيت حارثة بن النعمان ليسلم هو و أسرته كلها للرحيم الرحمن
جل و علا فتعالوا نتعايش مع قصة اسلام تلك الأسرة المباركة.
فإنه في موسم من مواسم الحج لقي رسول الله صلى الله عليه و سلم
نفرا من الخزرج اليثربيين و عرض عليهم الإسلام
و قد تعرف على هوياتهم و تأكد من أنهم من موالي اليهود و لم يستغرب هؤلاء
الحديث عن الله و عن الرسل
و الكتب المنزلة فهذا الحديث قد طرق مسامعهم من قبل إذ سمعوه
من اليهود (جيرانهم) أكثر من مرة و لما دعاهم رسول الله إلى الإسلام و إلى الإيمان
بالله تعالى
و تلا عليهم القرآن وجد الإيمان إلى قلبهم سبيلا
فأعلنوا إسلامهم و واعدوا رسول الله عليه الصلاة و السلام أن
يدعوا إلى الله و إلى الإسلام في بلادهم يثرب
انطلق الخزرجيون الستة إلى بلدهم و وفوا بوعدهم لرسول الله صلى
الله عليه و سلم
و لما انصرف القوم بعث رسول الله أحد أصحابه النجباء و هو مصعب
بن عمير رضي الله عنه و أمره أن يقرئهم القرآن و يعلمهم الإسلام و يفقههم في أمور
الدين.
فقام مصعب بمهمته خير قيام و استطاع بما آتاه الله من حكمة و اناة
ان يستميل قلوب أهل المدينة من أوس و خزرج وقد وصلت أنباء الدعوة إلى الإسلام إلى
سمع حارثة فانطلق إلى الداعية المكي و أعلن إسلامه و استطار قلبه فرحا حينم
ا أسلمت أمه جعدة بنت عبيد لأنه كان بارا بأمه أشد البر و أسلمت كذلك
أسرته كلها
و هكذا أسلمت أم هشام بنت حارثة مع أبيها و اسرتها المباركة.
؛
:: في جوار الحبيب ::
و لما اشتد إيذاء المشركين لأصحاب النبي فأذن لهم بالهجرة إلى المدينة المنورة
فنزلوا في رحاب الأنصار و لما أذن الله لرسوله صلى الله عليه
و سلم بالهجرة إلى يثرب (المدينة المنورة) قام الأنصار على قلب رجل واحد لاستقبال
الحبيب و صاحبه رضي الله عنه و قلوبهم قد امتلأت بالبهجة و السعادة
و الفرحة.
و كان من بين هؤلاء الذين خرجوا لاستقبال الحبيب (حارثة بن النعمان) و معه
الأسرة الكريمة و على رأسهم ابنته (أم هشام)
و ازدادت فرحة حارثة عندما رأي النبي قد نزل في دار أبي أيوب الأنصاري
و ذلك لأن حارثة كان من بني النجار فضمن بذلك أن يكون قريبا من النبي صلى الله عليه و سلم.
:: هنيئا لهم ....ثم هنيئا لهم ::
في رحاب هذا الجوار المبارك كانت الأسرة الحارثية سعيدة بمشاركة رسول الله
بعض المتاع و تروي لنا هذه المشاركة ضيفتنا الصحابية
الجليلة أم هشام فتقول : لقد كان تنورنا و تنور رسول الله صلى
الله عليه و سلم واحدا سنتين أو سنةو بعض السنة و ما أخذت (ق و القرآن المجيد)
إلا على لسان رسول الله يقرؤها كل يوم جمعة إذا خطب الناس.
:: الحرص على طلب العلم ::
و كانت أم هشام رضي الله عنها حريصة كل الحرص على طلب العلم فكانت تحفظ الكثير
من القرآن بل و كانت تهتم بحفظ الأحاديث عن رسول الله فحفظت الكثير الكثير و روت
عن النبي حتى غدت حافظة محدثة.
و روت عنها أختها عمرة و محمد بن عبد الرحمن وبن أسعد بن زرارة
و يحيى بن عبد الله و حبيب بن عبد الرحمن بن يساف.
و كيف لا تحرص على طلب العلم و قد قال صلى الله عليه و سلم (( من يرد الله به
خيرا يفقهه في الدين ))
؛
:: مبايعة على الموت ::
ففي شهر ذي القعدة من السنة السادسة للهجرة خرج النبي معتمرا
و كانت أم هشام معتمرة و قد خرجت فيمن خرج من المسلمين جميعا و الذين لبوا
النداء لرسول الله فلما سمعت قريش بخروج النبي صلى الله عليه وسلم
عقدت مجلسا استشاريا قررت فيه صد
المسلمين عن دخول البيت و اداء العمرة وقد بعث النبي بعثمان بن عفان برسالة لقريش
و كان هو رسوله اليهم و لكنهم احتبسوا عثمان عندهم ربما للتشاور في امر
المسلمين فطال الإحتباس و ورد إلى المسلمين و الى رسول الله ان عثمان قد قتل
فقال النبي لما وصلته
هذه الإشاعة (( لا نبرح حتى نناجز القوم ))
و من ثم دعا أصحابه إلى البيعة فثاروا اليه يبايعونه على
ان لا يفروا و بايعته جماعة على الموت و أول من بايعه ابو سنان الاسدي
و بايعه سلمة
بن الأكوع على الموت ثلاثة مرات في أول الناس و وسطهم و آخرهم و أخذ رسول
الله بيد نفسه و قال(( هذه عن عثمان)) ,
و لما تمت البيعة جاء عثمان فبايعه و لم يتخلف عن هذه البيعة إلا رجل من المنافقين
يقال له جد بن قيس.
أخذ رسول الله هذه البيعة تحت الشجرة و كان عمرا
آخذا بيده و معقل بن يسار آخذا بغصن الشجرة يرفعه عن رسول الله صلى الله عليه
و سلم.
هذه هي بيعة الرضوان و كانت أم هشام قد بايعت على الموت
مع من بايع فنالت الرضوان في بيعة الرضوان و علمت أنها ستدخل بإذن
الله جنة الرحمن فقد قال الحبيب: (( لا يدخل النار أحد ممن بايع تحت
الشجرة ))
فيا لها من منقبة لا توازيها الدنيا بكل ما فيها من متاع زائل.
:: و حان وقت الرحيل ::
و بعد تلك الرحلة الإيمانية المباركة التي ختمت بأعظم بشرى البشرى بالجنة نامت
هذه الصحابية الجليلة على فراش الموت لتخرج من دار الغرور و الشقاء إلى دار النعيم و
الرخاء.
فرضي الله عنها و أرضاها و جعل الفردوس
مثواها
:: هكذا دخل الإيمان بيت حارثة بن النعمان ::
و ها هو الإيمان يدخل بيت حارثة بن النعمان ليسلم هو و أسرته كلها للرحيم الرحمن
جل و علا فتعالوا نتعايش مع قصة اسلام تلك الأسرة المباركة.
فإنه في موسم من مواسم الحج لقي رسول الله صلى الله عليه و سلم
نفرا من الخزرج اليثربيين و عرض عليهم الإسلام
و قد تعرف على هوياتهم و تأكد من أنهم من موالي اليهود و لم يستغرب هؤلاء
الحديث عن الله و عن الرسل
و الكتب المنزلة فهذا الحديث قد طرق مسامعهم من قبل إذ سمعوه
من اليهود (جيرانهم) أكثر من مرة و لما دعاهم رسول الله إلى الإسلام و إلى الإيمان
بالله تعالى
و تلا عليهم القرآن وجد الإيمان إلى قلبهم سبيلا
فأعلنوا إسلامهم و واعدوا رسول الله عليه الصلاة و السلام أن
يدعوا إلى الله و إلى الإسلام في بلادهم يثرب
انطلق الخزرجيون الستة إلى بلدهم و وفوا بوعدهم لرسول الله صلى
الله عليه و سلم
و لما انصرف القوم بعث رسول الله أحد أصحابه النجباء و هو مصعب
بن عمير رضي الله عنه و أمره أن يقرئهم القرآن و يعلمهم الإسلام و يفقههم في أمور
الدين.
فقام مصعب بمهمته خير قيام و استطاع بما آتاه الله من حكمة و اناة
ان يستميل قلوب أهل المدينة من أوس و خزرج وقد وصلت أنباء الدعوة إلى الإسلام إلى
سمع حارثة فانطلق إلى الداعية المكي و أعلن إسلامه و استطار قلبه فرحا حينم
ا أسلمت أمه جعدة بنت عبيد لأنه كان بارا بأمه أشد البر و أسلمت كذلك
أسرته كلها
و هكذا أسلمت أم هشام بنت حارثة مع أبيها و اسرتها المباركة.
؛
:: في جوار الحبيب ::
و لما اشتد إيذاء المشركين لأصحاب النبي فأذن لهم بالهجرة إلى المدينة المنورة
فنزلوا في رحاب الأنصار و لما أذن الله لرسوله صلى الله عليه
و سلم بالهجرة إلى يثرب (المدينة المنورة) قام الأنصار على قلب رجل واحد لاستقبال
الحبيب و صاحبه رضي الله عنه و قلوبهم قد امتلأت بالبهجة و السعادة
و الفرحة.
و كان من بين هؤلاء الذين خرجوا لاستقبال الحبيب (حارثة بن النعمان) و معه
الأسرة الكريمة و على رأسهم ابنته (أم هشام)
و ازدادت فرحة حارثة عندما رأي النبي قد نزل في دار أبي أيوب الأنصاري
و ذلك لأن حارثة كان من بني النجار فضمن بذلك أن يكون قريبا من النبي صلى الله عليه و سلم.
:: هنيئا لهم ....ثم هنيئا لهم ::
في رحاب هذا الجوار المبارك كانت الأسرة الحارثية سعيدة بمشاركة رسول الله
بعض المتاع و تروي لنا هذه المشاركة ضيفتنا الصحابية
الجليلة أم هشام فتقول : لقد كان تنورنا و تنور رسول الله صلى
الله عليه و سلم واحدا سنتين أو سنةو بعض السنة و ما أخذت (ق و القرآن المجيد)
إلا على لسان رسول الله يقرؤها كل يوم جمعة إذا خطب الناس.
:: الحرص على طلب العلم ::
و كانت أم هشام رضي الله عنها حريصة كل الحرص على طلب العلم فكانت تحفظ الكثير
من القرآن بل و كانت تهتم بحفظ الأحاديث عن رسول الله فحفظت الكثير الكثير و روت
عن النبي حتى غدت حافظة محدثة.
و روت عنها أختها عمرة و محمد بن عبد الرحمن وبن أسعد بن زرارة
و يحيى بن عبد الله و حبيب بن عبد الرحمن بن يساف.
و كيف لا تحرص على طلب العلم و قد قال صلى الله عليه و سلم (( من يرد الله به
خيرا يفقهه في الدين ))
؛
:: مبايعة على الموت ::
ففي شهر ذي القعدة من السنة السادسة للهجرة خرج النبي معتمرا
و كانت أم هشام معتمرة و قد خرجت فيمن خرج من المسلمين جميعا و الذين لبوا
النداء لرسول الله فلما سمعت قريش بخروج النبي صلى الله عليه وسلم
عقدت مجلسا استشاريا قررت فيه صد
المسلمين عن دخول البيت و اداء العمرة وقد بعث النبي بعثمان بن عفان برسالة لقريش
و كان هو رسوله اليهم و لكنهم احتبسوا عثمان عندهم ربما للتشاور في امر
المسلمين فطال الإحتباس و ورد إلى المسلمين و الى رسول الله ان عثمان قد قتل
فقال النبي لما وصلته
هذه الإشاعة (( لا نبرح حتى نناجز القوم ))
و من ثم دعا أصحابه إلى البيعة فثاروا اليه يبايعونه على
ان لا يفروا و بايعته جماعة على الموت و أول من بايعه ابو سنان الاسدي
و بايعه سلمة
بن الأكوع على الموت ثلاثة مرات في أول الناس و وسطهم و آخرهم و أخذ رسول
الله بيد نفسه و قال(( هذه عن عثمان)) ,
و لما تمت البيعة جاء عثمان فبايعه و لم يتخلف عن هذه البيعة إلا رجل من المنافقين
يقال له جد بن قيس.
أخذ رسول الله هذه البيعة تحت الشجرة و كان عمرا
آخذا بيده و معقل بن يسار آخذا بغصن الشجرة يرفعه عن رسول الله صلى الله عليه
و سلم.
هذه هي بيعة الرضوان و كانت أم هشام قد بايعت على الموت
مع من بايع فنالت الرضوان في بيعة الرضوان و علمت أنها ستدخل بإذن
الله جنة الرحمن فقد قال الحبيب: (( لا يدخل النار أحد ممن بايع تحت
الشجرة ))
فيا لها من منقبة لا توازيها الدنيا بكل ما فيها من متاع زائل.
:: و حان وقت الرحيل ::
و بعد تلك الرحلة الإيمانية المباركة التي ختمت بأعظم بشرى البشرى بالجنة نامت
هذه الصحابية الجليلة على فراش الموت لتخرج من دار الغرور و الشقاء إلى دار النعيم و
الرخاء.
فرضي الله عنها و أرضاها و جعل الفردوس
مثواها