نصيحة لمقبلي على شهادة البكالوريا
كلمة إلى الناشئة من الشباب جيل المستقبل و عماد الأمة و حملة سرح الإسلام في الزمن القادم فإنه لا تفصلنا إلا أياماً و ساعات قلائل عن إمتحانات شهادة البكالوريا فنرى في هؤلاء الشباب و الكثير منهم قلق و إضطراب و توتر و خوف و كأن القيامة قد قامت فتجدهم لضعف إيمانهم و تعلقهم بغير الله و يسلكون سلوكات خاطئة وتصرفات دالة على ضغف العقيدة و التوكل على غير الله فهذا يذهب إلى راقٍ ليقرأ عليه آيات خاصة بالإمتحانات و هذا دجّال نصّاب يشغل السذج من الشباب المقبلين على الإمتحانات للرقية في الأقلام الحبر التي يكتبوم بها الأجوبة و هذه تذهب إلى العراف و المشعوذ لقراءة المستقبل هل هي من الناجحين !! قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" من أتى عرافا أو كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد" و هذا يعلق تميمة أو حزاماً على جسده لزعمه لأن يفتح الله عليه فعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( من علق تميمة فلا أتم الله له , ومن علق ودعة فلا ودع الله له ) ناهيك عن الغش في الإمتحان قال صل الله عليه و سلم: > من غشنا فليس منا< وغير ذلك مما نسمع و نرى وللأسف يا إخواني عن مصيبة المسلمين في تعلقهم و إعتمادهم على غير الله تكمن في انهم يتعلقون بفان زائل و ينتصرون بمهزوم زائل و يشقون بضعيف و يعتزون بخليل و يرجون ما لا يرحب و يسألون ما لا ينفع و يخافون من لا يُخف و ينسون أن يتقوا الله و يعتمدوا على الله القوي العزيز الذي بيده ملكوت كل شيء وبيده الأمر كله ويرجع إليه الأمر كله و المقادير الأشياء بيده ومصير العباد إليه و آجالهم و أرزاقهم عنده بل سعادتهم وشقائهم وفوزهم وخسارتهم في الدنيا و الآخرة لا يملكها احد سواه سبحانه قال تعالى: ( وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين) و قال جلّ وعز: ( و من يتوكل على الله فهو حسبه) و قال أيضاً : ( وتوكل على الحي الذي لا يموت وسبح بحمده) و قال عن أنبيائه و رسله: (وما لنا ألا نتوكل على الله و قد هدانا سبلنا) وقال عن أصحاب نبيه محمد صل الله عليه و سلم : (الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم ) و قال تعالى( قل فمن يملك لكم من لله شيئاً إن أراد بكم ضراً أو أراد بكم نفعا ) فالقرآن الكريم مليئ بآيات كثيرة تقرر هذه الحقيقة العظيمة فأين المتعلقون بالله سبحانه وكذالك أحاديث رسول الله صل الله عليه و سلم فيها العديد من الآثار و الأخبار فأين المقتدون المتتبعون لهدي رسول الله صل الله عليه و سلم روى الترمذي بسند صحيح عن عمر رضي الله عنه مرفوعاً (لو أنكم تتوكلون على الله حق التوكل لرزقكم كما يرزق الطير تغدوا خماصاً و تروح بطاناً ) فأين نحن اليوم من هذا و اليوم يستعجلون أرزاقهم فيطرقون باب الحرام و يعتمدون على الأسباب و قد تكون الأسباب غير شرعية و ينسون مسبب الأسباب ، فيا عبد الله توكل على الحي الذي لا يموت و لا تتعلق بشئ آخر فكل من عليها فان و يبقى وجه ربك ذو الجلال و الإكرام، وفي سنن الترمذي و ابي داود و النسائي بسند صحيح عن أنس رضي الله عنه قال:قال رسول الله صل الله (من قال يعني إن خرج من بيته بسم الله توكلت على الله و لا حول و لا قوة إلا بالله يقال له كفيت ووقيت و هديت و تنقى عنه الشيطان) إذن المؤمن من يبدأ بيومه عند خروجه من البيت و بالتوكل و بالتعلقو وبالإستعانة بالله و تتبرأمن الحول و القوة ثائقاً بالله أن يوفق لكل خير في هذا اليوم ،فعلينا بالتوكل على الله و صدق الإلتجاء إليه و الإعتماد بالقلب عليه و الثقة به "طبعاً مع الأخذ بالأسباب" و إيماناً به أنه مسبب الأسباب و أنه مدبر الامور و أنه قد سبق علمه بكل شيء و قدر على كل شيء سبحانه ،و كم تعجبني كلمة لإبن القيم الجوزي ذكرها في صيد الخاطر قال في هذا المعنى (تلمحت تدبير الله في ملكه بتسخير السحاب و إنزال المطر والبذر دفين تحت الأرض كالموتى ينتظر نفخة من صور الحياة فإذا أصابته المطر اهتز خضراًو إذا إنقطع عنه الماء أمال رأسه(أي تغير) خاضعاً ذليلاً و لبس حلل التغير فهو محتاج و فقير إلى ما أنا محتاج إليه ) فسبحان الله من أراني فيما يريني فيا أيتها النفس التي قد إطلعت على بعض حٍكمه قبيح بك والله الإقبال و التعلق بغيره.وفق الله الجميع لما يحبه و يرضاه وصل الله على نبينا محمد و على آله و أصحابه و على من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
و السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بر كاته