حمدا لمن بيده زمام الأمور،حمدا لمن هتك ظلمات الضلالة بالنبي العدناني،أنزل عليه القرآن ،بالهداية والبيان وأرسله بإيضاح البيان،فكشف مكنون المعاني ببديع بيانه وفصاحة لسانه إذا أراد أمرا فإنما يقول له: كن فيكون،فسبحانه تقدست أسماءه،وجلت صفاته.
وبعد:
http://img06.**********/uploads/image/2012/07/27/0e304c4e6cfa05.png
مسآؤكم / صبآحكم ورود منثورة تغشى أروآحكم ...
مسآؤكم / صبآحكم أيآت فرح تستوطن أنفسكم ...
مســــــــاؤكم سعادة تثلج الصدور...
مســــــــاؤكم فرح يبهج القلوب...
مســــــــاؤكم حــــــب ، مسك، عطر، عنبر...
تحية طيبة للجميع ، ...
ربيع الأسى...
حل الربيع و حلت البهجة،و ها هو ذا السرور يتلألأ في الأرجاء عله يجد ملجأ في هذه النفوس السقيمة هذه الكائنات الضعيفة التي أعيتها تفاصيل الحياة الشاقة، حلت الأحلام أيضا علها تجد لنفسها موطئ قدم بين هذه المحطات القاسية التي تجردت من كل نبضات الأمل و الحياة، أوراق مبعثرة هنا و هناك فالكل منغمس في كتابه الذي لا يقرأه أحد سواه ... في همومه التي تنتهي، في ظلامه الذي لا ينجلي...
أحببت هذا العالم إلا أنني سرعان ما أعدت النظر ألى هذا الكم الهائل من المشاعر التي أكنها عبثا إلى هذا العالم الميت، الأناني، إلى هذا اليم المتعفن...
توجهت في عجالة من أمري إلى محطة المسافرين علني أجد لنفسي مكاننا بين تلك الأرواح المعذبة اليائسة فالأنين يدوي في كل مكان ... حتى و الناس نيام ... أجل توجهت علني أحجز لنفسي مقعدا يريحني من تفاصيل الوقوف أمام هذه المشاهد المثيرة و المريعة التي تبث كل يوم أمام عيني الذابلة بمشاق الحياة، ...
و أخيرا تمكنت من الحصول على مقعد يريحني و يريح هذه النفس الناقمة على هذا الوجود، كنت أحدث نفسي بين لحظة و أخرى، كيف سيكون هذا الربيع يا ترى؟ هل فواصله مماثلة لربيع العام الماضي أم أنه حديقة ورد بكل ما تحمله الكلمة...كتبت على إحدى القصاصات التي كانت في محفظتي : " إنها بداية الأمل ، إنها نهاية المأساة، إنها الحياة المشرقة بالسعادة المثالية التي تريح القلوب و تبهج الأنفس ... إنه الربيع، الفجر الجديد."
هذه حزمة من الأمتعة و هذه حزمة أخرى من المشاعر، و هذه فرحة بهذا الوافد الجديد...
ليس هذا فقط بل اخترت لنفسي بذلة جديدة لألقى بها ضيفي الحبيب...
و هذه نظارات شمسية ربيعية لتداعب أشعة الربيع الزاهية بلمسات الفرح و السعادة عينيا الحزينة...
انطلقت الحافلة ...
بعد مرور عدة ساعات...
و بينما نحن نسير و نسير حتى توقف السائق ليخاطب الجميع انتهت الرحلة...
ها قد وصلنا إلى الربيع ...
نزلت كغيري من المسافرين و كلي بسمة و أمل للقياه و لكن هيهات هيهات لقد تبددت كل الآمال و صرخات الثكلى تتعالى و بكاء اليتم يخيم على الأرجاء أشلاء في كل مكان...
أزهار ذبلة...
أنهار جافة...
فوضى في كل مكان...
ورود في ريعان شبابها تغرد تغريدة الإحتضار...
تعددت المشاهد المروعة بين عيني حتى شعرت بشئ ما ...
نعم من كثرة ما رأيت من هول ، صرت كفيفا،...
حينها أدركت أن ربيع العام الماضي كان أحلى و أبهى من ربيع اليوم...
وضعت يدي على خدي و في نفسي ألف حديث من كثرة ما شاهدت...
ذكرني ما حصل معي ببيت شعري كنت أجهل ما هيته مقامه حتى اصطدمت بهذه الهزة العنيفة التي هزت كياني، عقلي، ...
"دعوت على عمرو فمات فسرني وعاشرت اقواما بكيت على عمرو ..."
فالشاعر هنا أصبح ينعى موت عمرو ... هو الحال بالنسبة لي و أنا أنعى ربيع العام الماضي...
قررت حزم أمتعتي من جديد ... هروبا من هذا اليم القذر الذي اخترته لنفسي بيدي...
بحثت عن أمتعتي للعودة إلى منزلي ...
و لكنني وجدت نفسي لا تقوى على حمل شئ فقد أرهقت كاهلي هموم هذا الربيع...
هذه المشاهد الدامية و تلك اللحظات القاتلة...
تركت أمتعتي ... و لكن قبل ذلك أخذت قصاصة و كتبت عليها ...
مر من هنا، ليحي و لكنه مات في أول وهلة...
ثم غادرت أجر أذيال الهزيمة، و أنا أرثي نقص عقلي...
و قلة حيلتي، و غبائي الذي جعلني أصدق كل شي...
أي ربيع هذا...؟
متبوعة إن شاء الله ... بـــ :
مذكرات شاهد على ربيع الأسى...
كتبت بقلم:
شفيق ، بـ
سلااااااااامي للجميع ...
لا تنسوني من دعاءكم…
و في الختاام تقبلوا تحياات
Chafik.Dz
http://img04.**********/uploads/image/2012/07/26/0e3043436df302.gif