البلبل الصغير

الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.

abdo blanco's

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
9 أكتوبر 2012
المشاركات
11,391
نقاط التفاعل
31,880
النقاط
351
العمر
32
12941328811499.gif


PIC-755-1360877052.gif



البلبل الصغير

61203623rj3.jpg


في يومٍ ما فُوجئ البُلبُلْ الصغيرُ أنّه قد فَقَد صوتَه فَجأةً ودونَ أن يَعرِفَ ما الذي حَدَث ، فهَرَبَ منه صوتُه وضاع
عادَ البلبلُ الصغيرُ حزيناً مَهموماً يائساً وأخذ يَبحثُ عن صوتِه الذي ضاع

1ada.jpg


فأخَذ يَبحثُ في البيوت ، والمياه ، والأعشاش ، لكنّه ما وَجَده ،

5014864_max.jpg


فعادَ مُنكسِراً
مُتَحطِّماً لا يَهتمُّ بخُضرَةِ الأشجار ، ولا جَمالِ السنابِل ، ولا بالأزهار

وكان حُزنُه يَشتدُّ إذا سَمِع زَقزَقَةَ العصافير وأغاريدَ الطيور المَرِحة

jor1jo-44ced39af6.jpg


فيما مضى كان البُلبُلُ الصغيرُ صَديقاً صَميمياً لجدولِ الماءِ الذي
يَمُرّ بالحقل أمّا الآن فإنّ البلبلَ لا يُلامِسُ مياهَ الجدول
ولا يَتحدّثُ معه وتَمُرّ الفَراشاتُ الجميلة الزاهيةُ الألوان فلا يُلاطِفُها كما كانَ يَفعلُ مِن قَبل ولا يَلعبُ
معها ولقد عادَ
البلبلَ الصغيرُ حزيناً مُتعَباً ، يَبحثُ عن صوتهِ الدافئ
دونَ أن يَعثُر عليهِ في أيِّ مكان

وعن طريقِ الإشارات سألَ الكثيرينَ من أصدقائه فلم يَهتَدِ أحدٌ منهم إلى شيء

وظل هكذا حتى عادَ إلى الحقل فانطرَحَ في ظِلِّ شجرةِ التُّوتِ الكبيرة

أخَذَ
البلبلَ الحزينُ يَتذكّرُ أيّامَهُ الماضية ، حينَ كانَ صوتُهُ يَنطلِقُ بتَغريدٍ جميل حُلو ، تأنَسُ له الطيورُ

والمياه والزَوارقُ الورَقيةُ السائرةُ على الماء والأعشابُ الراضيةُ المنبسطة وتَفرَحُ

له الثِمارُ المُعلّقةُ في الأغصان أما الآن فقد ضاعَ منه فَجأةً كلُّ شيء

رَفَع
البلبلَ الصغيرُ رأسَهُ إلى السماءِ الوسيعةِ الزرقاء ، وأخَذَ يتَطَلّعُ إلى فَوق بتضرُّعٍ وحُزن : يا إلهي

كيفَ يُمكنُ أن يَحدُثَ هذا بكلِّ هذهِ السُهولة ؟! ساعِدْني

يا إلهي ، فمَن لي غَيرُك يُعيدُ لي صَوتيَ الضائع

حينَ كانَ
البلبلَ الصغيرُ يَنظُرُ إلى السماء ،

61203623rj3.jpg


أبصَرَ - في نُقطة

بَعيدة - حَمامةً صَغيرةً تَحمِلُ فوقَ ظهرِها

White-Pigeons222-9.jpg


حَمامةً
جَريحة وقد بَدَت الحمامةُ الصغيرةُ مُتعَبة ومُنهَكة ، وهي تَنوءُ

بهذا الحمل ، لكنّ الحمامةَ الصغيرةَ كانت مع ذلك شُجاعةً وصابرة

انتَبَه
البلبلُ الحزينُ إلى هذا المنظر ، فأخذَ يُتابِعُه ، وقلبُه يَدُقُّ خوفاً على
الحمامةِ الصغيرةِ من السُقوط ، مع أنّها كانت تَطيرُ بشَجاعةٍ وإرادةٍ قويّة

%D8%AD%D9%85%D8%A7%D9%85%D8%A9-%D8%A8%D9%8A%D8%B6%D8%A7%D8%A1-%D8%AA%D8%B1%D9%81%D8%B1%D9%81-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%85%D8%A7%D8%A1.jpg


وعندما وَصَلَت الحمامةُ الصغيرة إلى نُقطةٍ قريبةٍ من شجرة التُوت

بَدأت الحمامةُ الجريحةُ تَميلُ عنها بالتدريج ، فأخَذَ قلبُ
البلبلَ يَدُقّ ويَدُقّ

لقد امتلأ قلبُهُ بالرِقَّةِ والخوفِ على هذهِ الحمامةِ الضعيفةِ التي تكادُ تَسقُطُ من الأعالي على الأرض

ولمّا كادَت الحمامةُ الجريحةُ أن تَهوي كانَ
البلبلَ الصغيرُ قد رَكّزَ كلَّ ما في
داخِله مِن عواطفِ الرحمةِ والمَحبّةِ وهو يُتابِعُ المنظر

فلم يَتمالَكِ
البلبلَ الصغيرُ نفسَهُ فإذا هو يَصيحُ بقوّة : انتَبِهي انتَبِهي أيّتها الحمامةُ
الصغيرة الحمامةُ الجريحةُ تكادُ تَسقُطُ عن ظهرِك

سَمِعَتِ الحمامةُ صِياحَ البلبل فانتَبَهت وأخَذَت تُعَدِّلُ مِن جَناحَيها ، حتّى استعادَتِ الحمامةُ الجريحةُ

وضَعَها السابق فشكرَتْه مِن قلبها ومضَت تَطيرُ وهي تُحَيِّيهِ بمِنقارِها

BCU44177.jpg


توقّفَ
البلبلَ وبَدأ يُفكِّر لم يُصدِّقْ في البداية لم يُصدِّقْ أنّ صوتَهُ قد عادَ إلَيه لكنّه تأكّدَ مِن ذلك لمّا حاوَلَ
مرةً ثانية فانطلَقَ فَرِحاً يُغرِّدُ فوقَ الشجرة رافعاً رأسَهُ إلى السماءِ الزَرقاء

jor1jo-44ced39af6.jpg


وقد كانَ تَغريدُه هذهِ المرّة أُنشودَة شُكرٍ لله على هذهِ النِعمةِ الكبيرة


لاتنسو أن تشكروا الله يا أصحاب أحلى لمة بالعالم
....

ارجو ان ينال اعجابكم
في انتظار ردودكم

محبكم عبدوووو(^_-)

PIC-128-1360877058.gif

 
61203623rj3.jpg

الحمد لله
موضوع متميز أخي قصة ذات عبرة
شكرا
 
قصة رائعة أخي
و العبرة منها هي ما جملها حقا
تحياتي لـــــــــــــــــــــــــــــــــــك
و سلـــمـــــــــــــــــــــــــت يداكـــــــ
 
قصة رائعة أخي
و العبرة منها هي ما جملها حقا
تحياتي لـــــــــــــــــــــــــــــــــــك
و سلـــمـــــــــــــــــــــــــت يداكـــــــ


مرورك أروع أختي الفاضلة
تقبلي تحياتي الخالصة :regards01:

 
قــصــة جــمــيــلــة جــداً,,
وتــستـــحــق القــرآءة فــعــلاً,,
شـــكــراً عــلى هــذه الــقــصــة الــجــمــيــلــة إســـتمتــعــت جــداً بــقرآءتــِهــا,,
دمـــتـــ مـــتـــــألـــِقـــاً,,,,
تـــحــيــــاتـــــي الـــخــــالــصــة لــكـــــ,,
تـــــقـــبــــل مـــــروري
 
قــصــة جــمــيــلــة جــداً,,
وتــستـــحــق القــرآءة فــعــلاً,,
شـــكــراً عــلى هــذه الــقــصــة الــجــمــيــلــة إســـتمتــعــت جــداً بــقرآءتــِهــا,,
دمـــتـــ مـــتـــــألـــِقـــاً,,,,
تـــحــيــــاتـــــي الـــخــــالــصــة لــكـــــ,,
تـــــقـــبــــل مـــــروري

مرورك أجمل والله أسعدني كثيراا مرورك الكريم . فمرورك شرف لي
تحياتي العطرة لك لؤلؤة قسنطينة:regards01:
 
ااالف حمد و شكر لك يا رب
بارك الله فيك أخي عبدو على القصة الرائعة والهادفة
فعلا اختياراتك دائما صائبة وموفقة
في انتظار الجديد ودمت متــــألقا
تقبل مـــــــروري وفائـــــق تحــــــياتي
 
ااالف حمد و شكر لك يا رب
بارك الله فيك أخي عبدو على القصة الرائعة والهادفة
فعلا اختياراتك دائما صائبة وموفقة
في انتظار الجديد ودمت متــــألقا
تقبل مـــــــروري وفائـــــق تحــــــياتي

شكراااا جزيلا على مرورك العطر الذي شرفني و أسعدني كثيراا و أضاف لموضوعي جمالا
تقبلي تحياتي أخت وفاء
:regards01:
 
رد: البلبل الصغير

abdo)


جزاكِ الله كل خير عالأنتقاء الرائع
بصراحة أنا عاجزة تماما"
بماذا اكتب لمواضيعك
الشيقة والتي لا استطيع ان امر عليها مرور الكرام
لروعتها وجمالها هكذا كان موضوعك

 
الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top