من حكايات والدي الحبيب: إهداء له وتعبير بسيط على حبي الشديد له
يحكى أن امرأة كانت بطلة النكد في قريتها، ومن شدة إتقانها لانتقاد الآخرين والهجوم عليهم في كل حين، سلم أهل القرية أمرهم واتفقوا على التناوب للرد عليها
فكانت كل يوم تخرج وتجلس أمام بيتها ويأتي من عليه الدور ليحاول إفحامها والوصول لإسكاتها وكف الأذى عن أهل القرية...
وفي يوم من الأيام، مر عابر سبيل من القرية فاستضافه أحد رجالها، وفي الصباح اجتمع الناس كعادتهم لحضور المناظرة، فعجب الضيف لأمرهم وطلب من مضيفه أن يناظرها في الغد
أخبره المضيف أنها امرأة جبارة لا يخرس شيء لسانها، لكن الرجل أصر وأكد أنه قادر على وقفها عند حدها..
خرج في الصباح مبتسما وجلس أمامها، وهي تنظر إليه بعجرفة وكلها ثقة أن النصر حليفها...
بدأت النقد والضيف صامت لا ينبس ببنت شفة...
تعليقين، ثلاثة.... عشرين فكان الصمت جوابها
ثم غير الخطة وبدأ يرد بحركة بيده تعني: موتي غيظا ولا ينطق بحرف
وما إن وصلت التعليق المائة حتى ماتت غيظا ولفظت أنفاسها الأخيرة كمدا وحسرة...
عبرة: تجاهل الجاهل فإن ردك يضخم وجوده وتجاهلك يمحو أثره
بقلم: نزهة الفلاح
ملحوظة: إهداء لوالدي الحبيب وهو بالمستشفى، أسألكم الدعاء له بالشفاء