الـــقــرآن غـــيـــرنــــي

abou khaled

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
16 جوان 2011
المشاركات
1,144
نقاط التفاعل
930
النقاط
51
*~*~* الـــقــرآن غـــيـــرنــــي *~*~*
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إنهم يقرؤون ويتدبرون

1) ثلاث سنين قضيتها في العلاجات والأطباء والأعشاب ، لأرزق بطفل ، وفي يوم ما ، وبعد أن قاربتُ الوصول إلي اليأس ، كنت أقرأ : { لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ } فقلتُ : إذا كان خلق السموات والأرض أكبر من خلق الناس ، فهو قادر علي أن يخلق جنيناً في رحمي ، وما هي إلا أيام معدودات حتي حَمَلْتُ ، وأنعم الله عليَّ بطفلتي الجميلة ، فله الحمد والشكر .

2) بعد سلوكي طريق الإستقامة هجرني القرب ، ولامني البعيد ، وأحسستُ بالوحشة ، بدأت بلوم نفسي لعلي أخطأت الطريق ، وفي يوم بلغ الأمر مبلغه ، وأنا أقرأ حزبي من القرآن استوقفتني آية : { وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا } فعاد السكونُ إلي قلبي ، وأحسست ببرد اليقين .

3) كثيراً ما أشعر بتأنيب لنفسي عند كسلي في القيام بما يجبُ علي مثلي وأنا أقرأ قوله تعالي : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ } فكنت إذا قلت قولاً ، ثم تكاسلت في فعله أهذِّب نفسي بهذه الآية فأفعل هذا الأمر من غير تكاسل ، ولله الحمد .

4) حَدَثَ بيني وبين أحد إخوتي سوءُ تفاهم ، فأرسلَ رسالةَ جوال تحمل اتهامات باطلة ، وظنوناً سيئة ، وكلمات مؤلمة ، فغضبتُ وكدت أن أدفعَ الإساءة بمثلها ، فقرأت قولَ أحد ابني آدم : { لَئِنْ بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِي إِلَيْكَ لأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِين } فعلمت أن المؤمن يجب أن يجعل خوف الله نصب عينيه ، ولا تغلبه حظوظ النفس ، وتأخذه العزة بالإثم ، فآثرت كظم غيظي ، والعفو عنه ، والإحسان إليه .

5) حفظت القرآن وعمري ( 11 عاماً ) ثم ضَيَّعتُ ما حفظتُ ، ثم وقفتُ يوماً متدبراً لهذه الآية : { وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا } فعقدت العزم مستعيناً بالله فراجعت القرآن وأتقنته ، وحصلت علي إجازتين في الإقراء ، وأصبحت إماماً وخطيباً لأحد المساجد .

6) كنت أستغفر وأتوب استمرار ، فجاءني الشيطان قائلاً : كل هذا الاستغفار ! ولا فرج ولا إجابة ! فتركت وساوسه ، فقرأت رسالة عظيمة من ربي ، وهي قوله تعالي : { مَّا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنتُ } فقلت : نعم ! والله إن ربي لغني عَنّا ، وعن تعديبنا ! إنما هي ذنوبنا التي نسينا كثيراً منها ، فأدمت الاستغفار ، والحمد لله .

7) كنت كثيرة العصيان في أوقات الخلوة ، وأشعر بالندم وأنا لوحدي ، وبعد فترة كنت مع رفقة صالحة ، وتذكرت أمري ، ودعوت الله أن يغفر لي ، وأمسكت المصحف فوقعت عيني علي قوله : { رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِن تَكُونُواْ صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلأَوَّابِينَ غَفُوراً } فبكيت ، وعزمت علي تزكية نفسي ، لتكون أهلاً للمغفرة .

8) { أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ } هذه الآية كانت درساً لي ، عندما قرأتُها شعوت كأني المخاطبة .. أريد الجنة ، وأريد رؤية الله سبحانه ! لكن أين العمل ؟! ومن لحظتها قررت الاجتهاد في العمل الصالح .

9) من أعظم الأشياء التي كانت تصدني عن التوبة ، تلبيس الشيطان عليّ في القنوط من رحمة الله ، وأني صاحب ذنب لا يغتفر ، حتي قرأت : { لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَ } إلي : { أَأَفَلَا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ } فإذا كان الله فتح باب التوبة لمن نسب له الصاحبة والولد فكيف بمن دونه !

10) انا طالُبُ علم ، وذات مرة توقفت عند قوله تعالي : { أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ ۗ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ۗ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ. } فبكيت كثيراً علي ضياع ليال كثيرة ، وأنا لم أُشرِّف نفسي بالإنتصاب قائماً لربي ولو لدقائق ، فكان هذا البكاء مفتاحاً لبداية أرجو أن لا تتوقف حتي ألقي ربي .

11) قد يضيق صدرك إذا سمعت ما يؤلمك ، وقد تحزن لذلك ، وقد تهتم كثيراً ، فتحتاج لمن يرأفُ بك علي قلبك ، ويُذهبُ ما اهمك ، تدبَّرت أواخر سورة الحجر : { وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُون. فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ السَّاجِدِين } فوجدتُ العلاجَ الشافي الكافي ، فيا لعظمة هذا القرآن وجميل لذته !

12) { وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ } أذْكُرُ أنني في ليلة اختلفت مع زوجي وغضبتُ ، وبعد أن خَرَج من المنزل أخذتُ المصحف لأقرأ ، وبدون تعمُّد فتحت صفحة وبدأت أقرأ ، حتي ممرت بهذا الآية ، ووالله لكأنني أول مرة أعلمُ أنها آية من كتاب الله ، فرددتها مراراً فوجدتُ بردَها علي قلبي ، وهدأ غضبي وقرَّرت الصَّفحَ عن شريكِ حياتي استجابةً لأمرِ ربي .
 
بسم الله الرحمـــــــــــــــن الرحيم
( إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً (9) )
القرآن كلام الله تعالى وكتابه المبين الذي انزله على خاتم النبيين سيدنا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم ليكون رحمة للعالمين
وهو آخر الكتب السماوية. هو النور وهو الشفاء وهو الحبل المتين
شكرا لصاحب الموضوع الاخ المحترم // ابو خالد
بارك الله فيك
وننتظر منك الجديد



 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top