ismailiste
:: عضو منتسِب ::
- إنضم
- 5 نوفمبر 2012
- المشاركات
- 30
- نقاط التفاعل
- 28
- النقاط
- 3
إلى الخريف...
إليك سيدي الخريف أبعث رسالتي هذه، وقد ملأتها، كما علمتني –سيدي- كل ما أملك من كلمات الحب ومشاعر الشوق. فاسمح لي –سيدي الخريف- إن رأيتني قصرت في شيء، فكما تعلم لست سوى تلميذا من تلاميذك الكثر.
أبعث إليك هذه الرسالة لعلي أنسج فيها كلمات، كتلك التي تنسج لنا كل مساء حين تهب رياح الشمال فتفرش طرقاتنا و أخيلتنا بأوراق الحب و مشاعر الجمال و الأحاسيس الرقيقة، لأشكرك على ما تمنحه لنا من إحساس بحب الكتابة و النظم.
فعندما تُسقط أوراق الأشجار وتكفن بها الأزهار و البذور، أحس بسعادة غامرة تصدح بها آهاتي الحزينة، فأسقطها كلمات على ورقتي، فأسقيها بحبها، و أغطيها بقشعريرة جسدي حين تلمسه نسماتك سيدي الخريف.
وعندما تبعث نسماتك الخفيفة، الباردة من بين الجبال، فترسم على جدول الماء المنساب خرائط الجمال ولوحات الحسن الطبيعي لعذراء ربما فارقتك يا سيدي، فتحيي لنا ذكراها كل عام، تحيي في قلبي قمية الوفاء لمن فارقونا بأجسادهم و أرواحُهم لا تزال تساور أرواحنا وتسامرها على عتبة الخيال.
و حينما يقترب وقت مغيب يومك، فتُلبس السماء وشاحا أحمر ذابل، في مشهد يتناسق فيه الأفق مع الطبيعة الممتدة أمامي، أكون قد أخذت قلمي فأبدأ بدراسة التشابهات بين وشاحك ووشاح ليلى، وبين جمالك الذابل الحزين وجمال أمي حين تجلس في الظلام تصلي المغرب وهي تنشد ترنيمة المساء، فتلتفت إلي لتقول "دعك من وهم النساء" ثم تمضي الليل في الدعاء.
عند كل هذا أحس –سيدي الخريف- بأنني إنسان يقتات على وهج الذكريات وينام وسط غيوم الكلمات. و هذا ما لا يستطيع الربيع بألوانه المبتذلة و هيبته المتكبرة، ولا الصيف بحرارته الحارقة وأجواءه الصاخبة، ولا حتى أخوك الشتاء بعجرفته المتكررة و برودته الرومانسية... أن يحققوه لي.
فشكرا لك سيدي الخريف,
إليك سيدي الخريف أبعث رسالتي هذه، وقد ملأتها، كما علمتني –سيدي- كل ما أملك من كلمات الحب ومشاعر الشوق. فاسمح لي –سيدي الخريف- إن رأيتني قصرت في شيء، فكما تعلم لست سوى تلميذا من تلاميذك الكثر.
أبعث إليك هذه الرسالة لعلي أنسج فيها كلمات، كتلك التي تنسج لنا كل مساء حين تهب رياح الشمال فتفرش طرقاتنا و أخيلتنا بأوراق الحب و مشاعر الجمال و الأحاسيس الرقيقة، لأشكرك على ما تمنحه لنا من إحساس بحب الكتابة و النظم.
فعندما تُسقط أوراق الأشجار وتكفن بها الأزهار و البذور، أحس بسعادة غامرة تصدح بها آهاتي الحزينة، فأسقطها كلمات على ورقتي، فأسقيها بحبها، و أغطيها بقشعريرة جسدي حين تلمسه نسماتك سيدي الخريف.
وعندما تبعث نسماتك الخفيفة، الباردة من بين الجبال، فترسم على جدول الماء المنساب خرائط الجمال ولوحات الحسن الطبيعي لعذراء ربما فارقتك يا سيدي، فتحيي لنا ذكراها كل عام، تحيي في قلبي قمية الوفاء لمن فارقونا بأجسادهم و أرواحُهم لا تزال تساور أرواحنا وتسامرها على عتبة الخيال.
و حينما يقترب وقت مغيب يومك، فتُلبس السماء وشاحا أحمر ذابل، في مشهد يتناسق فيه الأفق مع الطبيعة الممتدة أمامي، أكون قد أخذت قلمي فأبدأ بدراسة التشابهات بين وشاحك ووشاح ليلى، وبين جمالك الذابل الحزين وجمال أمي حين تجلس في الظلام تصلي المغرب وهي تنشد ترنيمة المساء، فتلتفت إلي لتقول "دعك من وهم النساء" ثم تمضي الليل في الدعاء.
عند كل هذا أحس –سيدي الخريف- بأنني إنسان يقتات على وهج الذكريات وينام وسط غيوم الكلمات. و هذا ما لا يستطيع الربيع بألوانه المبتذلة و هيبته المتكبرة، ولا الصيف بحرارته الحارقة وأجواءه الصاخبة، ولا حتى أخوك الشتاء بعجرفته المتكررة و برودته الرومانسية... أن يحققوه لي.
فشكرا لك سيدي الخريف,
آخر تعديل بواسطة المشرف: