مسيرة قلب .... بين حب وجدب

نزهة الفلاح

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
1 جويلية 2013
المشاركات
1,061
نقاط التفاعل
2,106
النقاط
71



fro0nrpa444g.jpg

مسيرة قلب .... بين حب وجدب

منال فتاة تبلغ من العمر ثمانية وثلاثين سنة.... مرت بأكثر من عشرين تجربة " حب" وأخيرا وصلت لاستنتاج خطير ومهم.... تعالوا نتعرف معا على بعض تجاربها ونخوض معها مغامراتها المثيرة....
الحلقة الأولى:
بعنوان: وبدأت الحكاية
كانت منال في العشرين من عمرها، زهرة يانعة متفتحة للحياة ولكن للأسف وكأغلب بيوتنا العربية والمسلمة، تعاني من قحولة مشاعر في محيطها ونقص حاد في العاطفة.... كانت في مرحلة الثانوية لا تقرب الحب أو العلاقات العاطفية، خشية نظرة المجتمع وإشارة الأصابع لها....
عاشت المرحلة وهي حذرة مترقبة تحفظ قلبها من كل إعجاب يطرق الباب....
ولجت منال الجامعة فوجدت عالما " مفتوحا على مصراعيه"، العلاقات بين الشباب والفتيات تفتح وتقدم وازدهار، وال" حب" سمفونية يتغنى بها الطلبة والعشق والهيام موضة هذه الأيام...
شكت في قواها القلبية وظنت أنها خارقة للعادة لا سيما وأنها مع مرور الأيام باتت تلقب بالمعقدة والشاذة عاطفيا... بينما لم يكن شغلها الشاغل إلا صورتها أمام الناس...
مرت الشهور وهي تركز في دراستها بهدف التفوق وبناء مستقبل مهني جيد...
وفي يوم من الأيام أخذت بعض الدروس من صديقتها لنسخها، وحين وصلت مركز النسخ في الحارة المجاورة، بدأت الحكاية....
يتبع بإذن الله
بقلم: نزهة الفلاح
 
أسعدك الباري أختي غزة الجريحة رضي عنك
 
u7wffp4lgrs7.jpg


الحلقة الثانية:
بعنوان: بذور الشك وتعب القلب
وضعت منال الكتاب لنسخ الدروس، وبدأ صاحب المركز ينسخ وينظر إليها، وينسخ وينظر إليها، وهي تغض من بصرها وكلما رفعت رأسها لترى أين وصل في النسخ، وجدته ينظر إليها، انتهى النسخ أخيرا وانطلقت إلى بيتها وقد داخلت قلبها حيرة وتساؤلات، ترى لم ينظر إلي؟ ..... لكنها نست الأمر لانشغالها بامتحانات الشطر الأول من العام....
مرت الأيام وقد نست الأمر، وفي يوم من أيام الربيع الجميلة وقد اقترب الصيف ولم يبق الكثير لموعد الامتحانات....ذهبت إلى مركز النسخ الذي لم تحتجه طول هذه المدة نظرا لأنها تنسخ الدروس في مركز الجامعة،
دخلت المحل وسلمت الأوراق لرجل مسن، وهو والد صاحب المحل، الذي نسيت شكله.... وبينما هي واقفة تنتظر إذ ترى شابا وسيما يدخل وينظر إليها ويبتسم ويخرج ثم يدخل ثانية، لم تكن تفهم أنه صاحب المحل الذي عرفها وينتظر أن ترفع رأسها ليلقي عليها التحية كنوع من جذب للزبائن.... وقع ما وقع في قلبها ثانية....
بدأت رجليها تعتاد المكان، هذا درس للنسخ وهذه حاجة لقلم وهذه حاجة لأوراق بيضاء.....
وصاحب المحل يعاملها بشكل مختلف، يبتسم، يطيل النظر، يحترمها جدا، يقدرها ويرفع من قدرها كثيرا، لاسيما وأن مستواه الدراسي رابعة أساسي، ولكن كان طليق اللسان، لبقا، ذكيا ووسيما أيضا، وفوق كل هذا أشعرها بالتميز والاهتمام، وهذا ما ينقصها في بيئة لا تعترف بها وتراها عادية دائما...
نبض قلبها أخيرا، وبدأت الحيرة..
يحبني أم لا يحبني؟ يحبني لالالا يحبني
حكت الموضوع لصديقتها، يذهبان معا، يمران معا من أمام المركز، أصبح هذا الرجل شغلها الشاغل، الامتحانات على الأبواب والشك والحيرة يحرقان قلبها....
تمسك الكتاب بين يديها، لا تركيز، تطير في سماء الخيال والأحلام الوردية وفارسها الهمام.... الذي يستنزف جيبها دون جهد منه، نظرة عين منه كفيلة أن ترفعها إلى السماء أسبوعا، وتصرف عادي أو عابر كفيل أن يقض مضجعها ليال طويلة....
هائمة، ساهية، في كل أحوالها، طائرة في سماء الأحلام، بخيالها كسرت كل الحدود وانطلقت نحو المستقبل تشكل أحداثه كما تريد... والشاب ليس هنا...
إذا غسلت الصحون كسرت إحداها في غفلة منها، وإذا طلب منها أحد شيئا، نست في عدم تركيز منها....
ثلاث سنوات من الوهم، وانتظار على أحر من الجمر أن يتكلم أبو الهول، لم يتكلم وهي لم تتعلم....
رسبت لأول مرة في حياتها سنتين متتاليتين، ظن الجميع أن سحرا قد سحر لها في ليل، أو عين خبطتها أو جني أفسد حياتها...
أخيرا تطوعت صديقتها، وتدخلت بطريقة ذكية، فعرفت أن الشاب خاطب منذ سنوات ولا يفكر في التخلي عن خطيبته وحبيبته...
ندبت حظها، بكت ليلها، تقطع قلبها، ندمت على مالها، كشفت سذاجتها وقررت النسيان....
مضت سنة وهي تجتهد للنسيان، تدعو الله، تستغفره، تؤوب إليه، وأخيرا نست بفضل الله ألما حاكته بنفسها....
مضت الأيام وهي مرتاحة البال، يقظة القلب، تجتهد في حياتها لتحقق أحلامها....
ولكن بعد ستة أشهر، وكأنها لم تتعلم شيئا، بدأت حكاية أخرى من نوع آخر....
يتبع بإذن الله
بقلم: نزهة الفلاح

 
رائعة من روائعك هاهي الآخرى تتربع على عرش القصص والحكايات

وطابع التشويق لا يخلو منها كالعادة

بوركت ونحن ننتظر فلا تحرقينا ونحن تحت لفح شمس الإنتظار
 
رائعة من روائعك هاهي الآخرى تتربع على عرش القصص والحكايات

وطابع التشويق لا يخلو منها كالعادة

بوركت ونحن ننتظر فلا تحرقينا ونحن تحت لفح شمس الإنتظار

الحمدلله تعالى أنها راقتك
لا حاشا لله أن أتعمد تنتظرون عمدا مني
جزاك الله خيرا ورضي عنك
 
الحلقة الثالثة:
بعنوان: عرس وجرس
اليوم عرس أخيها الأكبر، لبست منال أفضل ثيابها وتعطرت وكلها أمل أن يظهر " الفارس الهمام الذي طال انتظاره وكأن حصانه يمشي على البيض"
جلست مع الحضور، فالعرس في بيت أهل العروس وهي تعتبر من المدعوين.... الكل سعيد ويرقص ويفرح والعروس تنتقل بين الأزياء....
وبعد ساعة جاء أخوها الأصغر ومعه شاب وسيم، شكله ليس بالغريب عنها، إنه شادي ابن جيرانهم في الحي القديم...
ياااه كبر شادي، الذي كانت تلعب معه وهم صغار في حارتهم، جر كرسيا وجلس متحمسا لاسترجاع أيام الطفولة الخالية، شاب في الثلاثين من عمره، مهندس، وسيم وفوق كل هذا ابن عائلة ثرية وطيب ومتخلق " على أساس أنها تعرف خبايا الأمور"
مرت أربع ساعات وكأنها ربع ساعة ....
ذهب شادي وترك رقم هاتفه وأخذ معه قلبها الجاهز للأخذ...
ذهبت إلى بيتهم وهرمون الدوبامين في أعلى درجاته، وقلبها المسكين يرفرف من جديد، كمثل الطائر الذي يرفرف بجناحيه فرحا بطعم الصياد...
يااه مرت أشهر لم تفق على فكرة أو خيال أو حلم جميل في عش جميل، لم تفكر في فارس أحلام خال من العيوب والآثام، ملاك طاهر لا يصحو ورائحة فمه كريهة ولا يدخل الخلاء كباقي البشر...
استحت أن تكلمه، انتظرت يوم، يومين، ثلاثة، معقولة شادي لم يحس بما أحست؟
ادعت شوقها لعمها الذي يسكن بحيهم، وانطلقت لصلة أرحامها وطمأنة قلبها عن حبيبها الجديد...
هاهو واقف مع بعض شباب الحي، رآها فجاء هاشا باشا بوصولها، فرحا بشعاعه الساحر...
لقد فطن للأمر كيف لا وهي لم تزر عمها منذ سنين عديدة، ناهيك عن النظرة الحانية التي يلتقطها الشباب بسرعة البرق، تقمص دور البليد الذي لم يفهم شيئا...
عادت بخفي حنين، لم تر ما يطمئنها أنه يبادلها نفس الشعور....
أمضت شهورا طويييلة في شك وتخمين وتحليل وفرضيات واحتمالات ولو نطقت الرياضيات لرشحتها لجائزة نوبل في الحسابات والمتتاليات...
أخيرا تزوج شادي وبدأ سيناريو الألم والفراق بعد الريبة والشك مر المذاق....
وبدأت رحلة النسيان.....
يتبع بإذن الله
بقلم: نزهة الفلاح
 
مواضيع في قمة الروعة شكرا لك

و بارك الله فيك و جزاك الجنة

متشوقة لاعرف باقي التفاصيل
 
مواضيع في قمة الروعة شكرا لك

و بارك الله فيك و جزاك الجنة

متشوقة لاعرف باقي التفاصيل

العفو فوفو، ربي يسعدك ويرضى عنك
اللهم آمين يارب وإياك
الحلقة الأخيرة بعد قليل بإذن الله

 
الحلقة الأخيرة:
بعنوان: دنجوان الشاشة
مرت السنون ومنال بين حب وجدب، بين قحولة وقطرات حب تسلي قلبها في صمت مطبق ينتهي باكتشاف صادم ونسيان بعد ألم...
حلت الألفية الثالثة ومعها ثورة الاتصالات والشبكة العنكبوتية ذات الخيوط الخفية
وأصبح المسنجر وال" شات" ملجأ آمنا للحب غير المشروط، قل ما شئت متى شئت ولمن شئت وستجد قلوبا وهمية تلتف حولك ب" كيبورداتها المسلحة بأحلى الكلمات وأشهى الألقاب وأجمل الأغنيات والمسميات....
وغرقت منال في الحب الوهمي والغزل الشاتي الذي يمطر كالشتاء في ليلة عالية التساقطات....
وأخيرا وجدت ال' رجل ' الجدي ابن الحلال الكريم السخي الطيب الحنون الرومانسي الذي يحبها ويسعى لمرضاتها ويتحفها بأشعاره ومقاماته وأحيانا ربما رواياته البطولية في بلدته....
وقعت منال " ومحدش سمى عليها" وقبعت أمام هذا الصندوق العجيب، والشاب يعدها بالمجيء والخطبة في القريب والصداق والزفاف السعيد في بلد شقيق...
خمس سنوات وهي بين انتظار ووعود وفرحة وألم وتصديق وشكوك وبكاء وحنين وحب وأنين....
وأخيرا انكشف الغطاء وظهر الدنجوان على حقيقته وماهو إلا ' زوج وأب' مل زوجته فأدار لها ظهره وعاش الشباب مع منال، وجد في منال العاطفة التي حرم منها في أسرته وفي زوجته متعة الجسد التي حرمته إياها منال تعففا منها رغم كل شيء....
وانتهى السيناريو الأليم أخيرا بعد عشر سنوات من التخبطات....
واستنتجت أخييييرا أن كل ما مضى ليس حبا ولكنه احتياج للحب والتقدير والاحترام والإعجاب ورفع المعنويات...طاقة تنتظر فسحة لتنفلت....
وما هؤلاء الأشخاص إلا قشة تتعلق بها ولكن هم أشباه رجال وليسوا ممن يعتمد عليهم في شيء....
مرت ثلاث سنوات كانت بفضل الله نقلة نوعية في حياتها، آبت إلى الله، تابت وعادت وفهمت وتعلمت كيف تكون زوجة صالحة وأما ومربية وفي الأول والأخير أمة لله تؤدي رسالتها في الحياة....
جاء الفارس الهمام، دون سابقة حساب، طرق الباب، وطلب الحلال وكان بفضل الله نعم الرجال....
وبدأ الحب الحلال في كنف الله ذي الإكرام والجلال
والحمد لله تعالى على أفضاله ونعمه التي لا تعد ولا تحصى
تمت بفضل الله
بقلم: نزهة الفلاح
 
:regards01:
شكر لك يعطيك الصحة
أجمل القصص من أروع كاتبة
 
:regards01:
شكر لك يعطيك الصحة
أجمل القصص من أروع كاتبة

العفو أخي الكريم، بارك الله فيك وأكرمك
والحمدلله تعالى على فضله ونعمه

 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top