
فطائر بالحب الحامض
وصفة سريعة لكل أم مخدوعة...
علقت الطفلة تحفة عينيها وهي تنظر عاليا فوق طاولة المطبخ، وأمها تعجن الفطائر ومتذمرة من لعب ابنتها المزعج... وطلبها الملح لقطعة عجين تلعب بها....
زفرت الأم غضبا وأمرت تحفة أن تجلس في ركن وتقرأ القصة الجديدة التي جلبتها لها...
وما إن بدأت تحفة في القراءة حتى أعطتها أمها فطيرة لتنشغل أكثر وأكثر....
قلبت بين الصفحات وقد شدتها القصة المثيرة، خصوصا مع وجود رسومات للشخصيات تؤكد المضمون وهاهو رسم الطفل البطل توم يقبل ليزا زميلته في الفصل، أثار هذا الرسم انتباه الطفلة ذات الست سنوات والتي تحثها أمها على قراءة القصص باللغة الفرنسية لتصير واسعة الثقافة قوية اللغة عميقة التحضر والأفق...
فقلبت الصفحة وإذا به فصل كامل بعنوان: ليزا العاشقة....
ومختصر القصة أن ليزا تحب زميلها في الفصل توم، والذي يحمر خجلا – وهذا ظاهر في الرسم بجلاء ويفهم دون عناء- عند رؤية حبيبته الصغيرة ذات العينين الملونتين ليزا...
قامت تحفة ببراءة من مكانها وهي تضحك من احمرار وجنتي البطل الصغير ذا الأفعال الكبيرة... وما إن أرت الطفلة أمها الصورة حتى احمر خدها من صفعة أمها الغاضبة...
لم تنتبه الأم أنها من اشترت القصة ولكنها اتهمت ابنتها بقلة الأدب... بينما نسيت أنها هي من تحشو كل ما تقدمه بحب حامض يكبر ويكبر حتى يصير عاديا....
يا للعجب....
بقلم: نزهة الفلاح