المدينة الفاضلة..

ismailiste

:: عضو منتسِب ::
إنضم
5 نوفمبر 2012
المشاركات
30
نقاط التفاعل
28
النقاط
3

إن مما يمكن أن نتفق عليه، ونحن نتصفح يوميا صفحة التواصل الاجتماعي "الفايس بوك"، هو أنك حين تقرأ منشورات اغلب المتواصلين، تجدها جميلة جدا.. حيث ينشر دائما كم هائل من المواضيع التي تقدم نصائح للإنسان أو معلومات مهمة وتدل على سعة الثقافة وانتشارها، أو تصف خوالج ناشرها بأنه إنسان كريم مسالم، ومواطن شريف نزيه يسعى للخير.. كما أنه حين ترى ردود أصدقائه تراها في قمة الصواب والجدية و الصلاح.
فكثيرا ما نرى أحدهم نشر صورة لفقير، وهو في وضعية بائسة. فسرعان ما تنهال عليها التعليقات من كل صوب وحدب، فهذا يدعوا الله أن يرفع عنه الفقر، وذاك يرفع صيحات كصيحة الناقور، يهاجم فيها الأمة و الأغنياء لأنهم تركوا الفقراء في معاناتهم، وأخر يستنكر ويشجب...
وأخرى تضع لنفسها هالة من الوقار و الحياء المصطنع المدعم بصورة محجبة أو منقبة، وبجانبها اسم تم انتقاؤه بعناية، وأعلاه تمتد آية قرآنية أو دعاء يزيد المكان قدسية وهباءً...
وأخر ينشر حديثا للمصطفى –صلى الله عليه وسلم- في فضل صلاة الجماعة، فلا ترى إلا من يصلي عليه، ومن يذيله بدعاء نسخه من مكان أخر دون أن يطلع على مضمونه...
وأخرى تنشر قصاصة تحذر من عقوق الوالدين، أو حق الزوج أو الزوجة، أو تربية الأبناء.. فلا تجد إلا من ينوه وأخر يشكر وأخر يضيف توسعة للموضوع...
أو أن أحدهم يعطي لنفسه اسما يدل على خبرته في ميدان ما، ومعه صورة له وهو في وضعية التفكير، وهو يترفق إحدى يديه والأخرى تحمل قلما.. فيحاول أن يبدي آراءه في كل موضوع، وتجده في أي منشور، تارة يلبس قناع الداعية، وأخرى قناع الأديب الفذ و الناقد الكيس، وتارة كفيلسوف لا يعتريه الخطأ ولا ينطق بغير الحكمة...
حين ترى كل هذه المظاهر التي توحي بانتشار الخير و الصلاح، وأن كل الناس باتت قلوبهم رحيمة، وعقولهم ناضجة ومثقفة.. فتقرر أن تقفل حسابك وتخرج إلى الشارع لقضاء غرض من الأغراض أو للتنزه. تصطدم بواقع مخالف تماما.. فتتساءل من شدة هول ما تراه عيناك: أليسوا هؤلاء وأمثالهم من ينشرون تلك الأشياء على الصفحة؟ أليست هذه الأشياء المشينة التي أراها الآن هي نفسها التي أعطوا فيها أراء جميلة وسديدة؟ أليس هذا هو نفسه ذلك الفيلسوف الذي يتحدث عن الأخلاق و علاقة الأنا بالغير.. أليس هو هذا الذي يأتي هذه الأفعال الصبيانية، ويأتي تلك التصرفات الفادحة؟.
ولن تجد جواب لهذا إلا حين تعلم أن الفيس بوك هو "مدينة أفلاطون الفاضلة" لهذا العصر، حيث المثالية المتطرفة و اللوحات الجميلة التي يرسمها الناس حولهم، دون أن تكون هي كنههم في الواقع و الحياة الطبيعية.. إنه سوق النفاق بالجملة.. إنه بورصة القيم المزيفة التي لا تجد لها سندا في حياة الناس.​
 
رد: المدينة الفاضلة..

أوافقك الرأي في الكثير مما تفضلت به أخي الكريم
لكن ليس كل الناس مثل بعض وهناك فعلا من يمثل شخصيته
أعرف أناسا على أرض الواقع هم أنفسهم في مواقع التواصل الاجتماعي وهناك أيضا من هو شخص آخر
بارك الله فيك على لفت الانتباه لهذا الموضوع المهم وأكرمك
 
رد: المدينة الفاضلة..

السلام عليكم و رحمة الله وبركاته
موضوع هادق و لكن ليس لكل مشترك نفس الخصوصيات كما ذكرت اختي سابقا..فان كان الاختلاف بين الافتراض و الحقيقة فهو عائد على ضمير المماثل..واضيف انما الاعمال يالنيات كما ورد في سنة نبينا صلى الله عليه وسلم فان كان الناشر يمثل اي دور بالادوار لا يمكننا الحكم على نيته و من الممكن ان ما ادرجه من شيء يعود بالفائدة على غيره و حتى ان لم يتطع افادة نفسه بها او تطبيقها ... و الله أعلم
نسأل الله الهداية و المغفرة للمسلمين كافة
شكرا على الطرح
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top