سلسلة فكرنا سر سعادتنا... الحلقة السادسة...
في الحلقة الماضية:رأى محمد أخ رحمة الأكبر رؤيا تحذره من خطر يحدق بأخته...صارحها بها...لكن رحمة حارت بين مطرقة صدق الرؤيا وسندان بركة الشريف...
في هذه الحلقة بعون الله
أفضت رحمة لوالدتها بما قال محمد...فقالت لها:
الشريف رجل معروف أشفى الكثيرين وغير حياتهم، أما أن تقولي أحلام وممن؟ من محمد الذي كلما قلنا له شيئا قال حرام..يقحم الدين في كل شيء....هو ليس بولي ليطلعه الله على الغيب....وما أدراك ربما ذهب إلى هناك ورأى كل ما قام بوصفه...
رحمة بحيرة: لا أعلم...
وبعد حديث طويل اقتنعت بكلام أمها وقررت العودة عند "الشريف"...
بعد يومين...رن جرس الجوال....إنه خادم ال"شريف" يتصل ليخبرها أن موعد العلاج تغير وطلب منها الحضور في الغد...وأن هذا الأخير قد وجد حلا جذريا للجني وعناده...فهذا ال"شريف" مهتم جدا بزبائنه وله قاعدة بيانات بأسمائهم وأسماء أمهاتهم وأرقام هواتفهم وعناوين سكنهم...يعني لا مفر السحر أمامهم والشريف ملجأهم...
رقص قلبها فرحا....أخيرا جاء طوق النجاة...أخيرا سأتخلص من هذا الرفيق المشؤوم وينفك السحر المذموم وتتفتح الأبواب المقفولة ويأتي الزوج الذي يسير على البيض ويخشى عليه أن ينكسر...وتزهر الحياة وترحل التعاسة إلى غير رجعة....
هرولت إلى سيارة الأجرة صباحا وقد قضت ليلتها تفكر في أحلامها التي لم تتحقق ....
عجبا....ليس هناك أحد من الزبائن...ترى هل ألغى الشريف الموعد....
طرقت الباب وهي تتساءل:....الشريف بنفسه يفتح الباب...سألت على استحياء...هل ألغيتم الموعد؟
ابتسم بود وقال: لا فقط المواعيد الخاصة لا يكون فيها أحد سوى المريض والمعالج...
طلب منها الدخول...دلفت وقد راود الشك قلبها...رن كلام محمد في أذنها...وشوش عليه كلام والدتها...
استأذن منها دقائق...جلست في الصالون تنتظر وزحام الأفكار وتواردها يكاد يخرج قلبها من مكانه...
جاء أخيرا...جلس وقال بابتسامته المعهودة:
صدقا يا ابنتي هذا الجني حيرني....وبعد مفاوضات كثيرة بينه وبين الأميرة...أدركت أنه لن يخرج إلا بحل واحد...أن أحرمك عليه...
لم تستوعب رحمة الموقف...لم تفهم بعد قصده...
بدأ يخلع ملابسه...استعدادا لبدء العلاج !!!!
هبت رحمة من مكانها مرعوبة....وصرخت بأعلى صوتها....وجرت نحو الباب ناجية بعرضها....
لقد صدق محمد....
يتبع بعون الله تعالى
بقلم نزهة الفلاح