القول الفصل فيما بين التحليل والوصف.
التحليل : مصدر حَلَّلَ، يجمع على تحاليل ، وتحليلات.
فالتحليل هو : عمليّة تقسيم الكلّ إلى أجزائه ، وردّ الشّيء إلى عناصره الأولية.
ويأتي التحليل ضد التحريم .
وهو أنواع كثيرة :
1-التحليل الأدبي: تحليل النص ، وتحليل الجملة :أي إلى وحداتها الأولية ، والنظر في
الأسلوب ، وشرح وتوضيح المفاهيم اللغوية والبلاغية ..الخ
2-تحليل الموضوع أو الفكرة علم الاجتماع : أي قَدَّمَ تَحْلِيلاً جَيِّداً لِلْمَوْضُوعِ ، تَفْسِيراً وَشَرْحاً لَهُ .
3-التَّحْلِيلُ الكِيمْيَائِيُّ " : الوُصُولُ إِلَى مَعْرِفَةِ عَنَاصِرِ الْمَوَادِّ وَخَصَائِصِها .
4-التحليل الطبي : أي مَا يُجْرِيهِ الْمَرِيضُ مِنْ فُحُوصَاتٍ فِي المُخْتَبَرِ الطَّبِي ، وَمِنْه " تَحْلِيلُ
الدَّمِ " لِمَعْرِفَةِ سَلاَمَتِهِ أَوْ تَعَرُّضِهِ لِمَرَضٍ مِنَ الأَمْرَاضِ .
5-التَّحْلِيلُ النَّفْسِيُّ " : مَا يَقُومُ بِهِ الطَّبِيبُ النَّفْسَانِيُّ لِمَعْرِفَةِ حَالَةِ الإِنْسَانِ النَّفْسِيَّةِ وَعُقَدِهَا
وَاضْطِرَابَاتِهَا
6-التَّحليل الكهربيّ : هو إرجاع بعض الأجسام المركَّبة إلى عناصرها بواسطة التيّار الكهربائيّ ،
كردّ الماء إلى أكسجين وهيدروجين
7-تحليل النُّظم : دراسة نشاط أو إجراء لتحديد الهدف المطلوب والأسلوب الأنجح لتحقيق هذا الهدف .
8-التَّحليل المالي : (الاقتصاد)أي البحث في البيانات الماليّة ، وكشوف الميزانيّة للشركة
أو الدولة بهدف التنبُّؤ بالتحرّكات المستقبليّة.
أما لوصف : فهو جمع أوصاف ، يوصِّف ، توصيفًا ، فهو مُوصِّف.
فيأتي بعدة معاني منها :
وَصَفَ الشيءَ : وَصْفًا ، وصِفةً : نعتَه بما فيه .
و وَصَفَ الطبيبُ الدواءَ : عيَّنه باسمه ومقداره .
و وَصَفَ الخبرَ : حكاه بدقة .
و وَصَفَ الثوبُ الجسمَ : أَظهرَ حالَهُ وبيّن هيئته .
والوصف في الشعر : هو باب من أبواب الشعر يقوم على تمثيل الطبيعة ونعتها بحيها وجامدها ،
وعلى تمثيل الإنسان ونعته بشكله وعواطفه وتصرفاته ، وعلى تمثيل العمران ونعته بصروحه وحدائقه وآثاره .
ويعبر عنه بعضهم بـ : فَنُّ الوَصْفِ " : فَنٌّ مِنْ فُنُونِ الأَدَبِ يَقُومُ عَلَى تَشْخِيصِ الطَّبِيعَةِ وتَمْثِيلِهَا ،
ونَقْلِ ذَلِكَ بِبَلاغَةٍ وكَذَا حَيَاةَ الإِنْسَانِ وعَوَاطِفِهُ وتَصَرُّفَاتِهِ .
يقال :
شيء يفوق الوصف / شيء يجلّ عن الوصف / أي : غير عادي ، تعجز الكلمات عن وصفه ، عظيم جدًّا .
ويقال أوصاف شخص : أي بيان اسمه وصورته وسوى ذلك ليمكن التّعرّف إليه .
ويقال وصَّف الوضعَ القائمَ ، وصَفه بدقَّة شديدة ، حدَّد جوانبَه ومعالمَه " قام البعض بتوصيف أزمة سوريا ومصر توصيفًا كاملاً .
ومنها المنهج الوصفي:
ويهدف البحث الوصفي إلى وصف ظواهر أو أحداث أو أشياء معينة ، وجمع
الحقائق والمعلومات ، والملاحظات عنها ، ووصف الظروف الخاصة بها ، وتقرير حالتها كما توجد
عليه في الواقع.
بعد هذه المقدمة أيها السادة الكرام :
يتضح لنا بجلاء الفرق بيت التحليل والوصف ، فالأول تفكيك ، والثاني تجميع .
فالتحليل : تقسيم الكلّ إلى أجزائه ، وردّ الشّيء إلى عناصره الأولية.
والوصف : نعت للشيء ، وتجميع لأجزائه ، بغرض الإحاطة به ومعرفته.
فأيهما ينطبق على ما نقوم به من محاولة معرفة شخصيات أعضاء اللمة من
خلال جمع كل المعلومات المتوفرة عنهم ، واستقراء كل ما كتبوا ، لنصل في النهاية إلى تكوين
وجمع تلك الأجزاء المتناثرة من المعلومات ، طبعا مع التركيب والاستنتاج المنطقي ،، إلى تكوين
لوحة زيتية عن شخصية العضو سواء كانت قريبة من الواقع ، أو مفتعلة نتيجة المثالية وعدم
الصدق والميل نحو ..وفي كلا الحالتين انطلقنا من معطيات موجودة أمام أيدينا ولم نستشرف
الغيب ، وإنما هي أوصاف متفرقة جمعت وركبت في نسق أدبي كمقدمات تؤدي إلى تصور
نسبي حول ذات.
ملاحظة : لماذا هذا الموضوع هنا ؟ وليس في قسم الادب واللغة
لأن الحكم على الشيء فرع عن تصوره ، كهذا يقول علماء الأصول في الشريعة.
بمعنى حكمنا على شيء بكونه تحليل ، هو بخلاف حكمنا عليه بكونه وصف .
فالحكم الشرعي (( الفتوى )) يتغير بتغير المفهوم .
دمتم سالمين.
آخر تعديل: