لماذا لا تتصادم الأسماك عندما تسبح معًا في قطيع؟
تميل معظم الأسماك إلى الحركة معًا سواء في مجموعات صغيرة أو قطعان كبيرة، وبالرغم من ذلك العدد الهائل من الأسماك الذي قد يصل إلى عدة ملايين في القطيع الواحد، إلا أنها تتحرك قريبة من بعضها بعضًا في تناغم مدهش دون أن تتصادم، وهي في اتصال محسوس يجعلها تتكيف سريعًا مع أي تغير يطرأ على حركة الأجسام المجاورة لها، وتكون حاسة البصر من أكثر الحواس التي تستخدمها الأسماك في الإحساس بحركة الآخرين من أفراد القطيع. وقد أشارت العديد من الأبحاث إلى أن الأسماك العمياء لا تستطيع الحركة في جماعات، وقد تعتمد أفراد بعض القطعان أيضا على حاسة السمع في التفاعل مع الأصوات الصادرة من أفراد جماعتها، كما أن للأسماك عضوًا خطيًا جانبيًا Sideline Organ ذا حساسية عالية يستطيع التقاط أدق الحركات في المياه التي تسبح بها مثل الدوامات التي تسببها الأسماك الأخرى، ويتكون العضو الجانبي من سلسلة من المسام الدقيقة تقع على طول جانب جسم السمكة ورأسها، ومن خلال تلك المسام يصل الماء إلى قناة دقيقة توجد بها نهايات عصبية حساسة تحتوي على خلايا شعرية بنهايات رخوية تشعر بأي اضطراب أو تغير في ضغط الماء حولها، وترسل النهايات العصبية تلك الإشارات إلى النظام العصبي المركزي للسمكة لكي تعدل من حركتها تبعًا لها، ويحاول كل فرد الحفاظ على انتمائه للقطيع لأن ذلك يوفر له الحصول على غذائه معهم والحفاظ على حياته من أعدائه المفترسين، فسلوك القطيع Shoal Behavior يجعل الأسماك تتحرك معا في سلوك منظم للغاية وكأنها كائن حي واحد، فيكون من السهل عليه أن يبحث عن مساحة كبيرة من الطعام أفضل من كل فرد بمفرده، كما يسبب ذلك رهبة للكثير من أعدائه الذين يخشون الاقتراب من ذلك الكائن الضخم، خاصة عندما يشعر أفراد القطيع بالخطر فيسبح القطيع معًا عن قرب وفي سرعة بأسلوب خاص يخيف عدوه، ويختلف شكل القطيع تبعًا لغرضه من الحركة، فعلى سبيل المثال، تتحرك الأسماك المهاجرة في شكل سهم يخترق الماء توفيرًا للطاقة المبذولة أثناء السباحة.