وقفة مع شعراء الغزل في العصر الأموي

nymar

:: عضوية محظورة ::
إنضم
3 نوفمبر 2013
المشاركات
210
نقاط التفاعل
96
النقاط
7
العمر
26
nymar، تم حظره "حظر دائم". السبب: مخالفة القوانين
وقفة مع شعراء الغزل في العصر الأموي
في دراستنا للقصيدة العربية التقليدية في العصر الجاهلي أول ما يطالعنا مقدمتها وهي في عمومها : غزل إن كانت وصفا لطلل أو لطيف أو نسيب ،ولا تكاد تخلو مطولة من غزل ، نراه في مقدمتها أو في ثتاياها ، ولكنه لم يكن غرضا مقصودا لذاته، بل كان غرضا من ضمن أغراضها المتعددة. نراه عفيفا عند بعض الشعراء كعنترة العبسي ، كما نراه فاضحا إباحيا عند آخرين كامرئ القيس.
حافظ الشعراء على هذه الصورة في شعرهم التقليدي من العصر الجاهلي إلى العصر الحديث. وعلى سبيل التمثيل لا الحصر نراه في قصائد لشعراء في صدر الإسلام كقصيدة كعب بن زهير في مدح الرسول والتي مطلعها :
بانت سعاد فقلبي اليوم متبول متيم إثرها لم يفد مكبول
ونراه في عصر بني أمية عند الفرزدق والأخطل وجرير وغيرهم . يقول جرير في مطلع إحدى مطولاته:
لمن الديار كأنها لم تحلل بين الكناس وبين طلح الأعزل
مرورا بالشعر العباسي والأندلسي إلى عصرنا هذا، نجد الشعراء المحافظين على عامود القصيدة التقليدية ملتزمين بالمقدمة الطللية في مطولاتهم كالبارودي وشوقي وغيرهم.
لكن شعر الغزل تطور منذ عصر بني أمية وأصبحت له صورة أخرى لم تكن من المطولات , إنما كانت في أكثرها مقطوعات ,ولم تكن غرضا ضمن أغراض أخرى بل أصبح فنا قائما بذاته , لا يقال لينشد , وإنما ليغنى . وأصبح لشعر الغزل نكهته الخاصة في كل عصر من العصور. ولنا وقفة معه ومع شعرائه في عصر بني أمية .
لا يختلف اثنان من دارسي الأدب العربي على أن شعراء الغزل في العصر الأموي فريقان: شعراء الحواضر ويقصد بهم شعراء مكة والمدينة ويصنف شعرهم على أنه شعر صريح فاضح وشعراء البوادي وهم شعراء بوادي الحجاز ونجد كبني عذرة وبني عامر وتميز شعرهم بنقائه وعفته الغزل العفيف .
1- شعراء الغزل الصريح ( شعراء مكة والمدينة )
من يقرأ كتاب الأغاني للأصفهاني يجد أخبارا كثيرة تصور حب سكان مكة والمدينة للغناء ، وكيف عاش الشعراء للحب والغزل ، فانشدوا المقطوعات الغزلية التي تتناسب والغناء ، ولذا نجد هذا الفن قد تطور في هذا العصر- بتأثير الغناء - تطورا واسعا ، ومن مظاهر هذا التطور:أنه أصبح فنا قائما بذاته ، ولم يعد غرضا من أغراض القصيدة المتعددة.وأصبحت كثرته مقطوعات قصيرة.وقد عدل الشعراء إلى الأوزان الخفيفة من مثل بحر الرمل والسريع والخفيف والمتقارب.و استعمال الألفاظ العذبة السهلة .كما أصبح في غالبه تصويرا لأحاسيس الحب ولم يعد بكاءً على الأطلال .
لم يكن شعراء مكة والمدينة جلهم من شعراء الغزل الصريح ، فقد كان منهم أصحاب تقوى وعفاف وورع فكان شعرهم نقيا طاهرا مثل : عبد الرحمن بن عمار الجشمي ، وعروة بن أذينة ، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة.
ولكن شعراء الغزل الإباحي الفاضح هم الجمهور الأكثر وهم الذين ذاع صيتهم وانتشرت أخبارهم وعلى رأسهم عمر بن أبي ربيعة والأحوص ، والعرجي .
لقد شُغف المكيون بأغاني الغزل, يشترك في ذلك الرجل والمرأة , الغني والفقير ,الحر والعبد , العابد والعابث , حتى النساك والفقهاء من أمثال ابن عباس وعطاء بن أبي رباح وابن جريج ، وقد أسهب أبو الفرج في نقل أخبارهم ومن ذلك يقول:
" بينا ابن عباس في المسجد الحرام وعنده نافع بن الأزرق وناس من الخوارج يسألونه،إذ أقبل عمر بن أبي ربيعة في ثوبين مصبوغين موردين أو ممصرين , حتى دخل وجلس , فأقبل عليه ابن عباس ,فقال : أنشدنا , فأنشده :
أمن آل نعم أنت غاد فمبكر غداة غد أم رائح فمهجر

حتى أتى على آخرها . فأقبل عليه نافع بن الأزرق فقال : الله يا ابن عباس! إنا نضرب إليك أكباد الإبل من أقاصي البلاد ,نسألك عن الحلال والحرام فتتثاقل عنا , ويأتيك غلام مترف من مترفي قريش , فينشدك :
رأت رجلاً أما إذا الشمس عارضت ******* فيخزى وأما بالعشي فيخسر
فقال ابن عباس: ليس كذلك قال , فقال : كيف قال؟,فقال: قال:

رأت رجلاً أما إذا الشمس عارضت ****فيضحى وأما بالعشي فيخصر

فقال ابن الأزرق : ما أراك إلا وقد حفظت البيت ! قال: أجل , وإن شئت أن أنشدك القصيدة أنشدتك إياها , قال فإني أشاء , فأنشده القصيدة حتى أتى على آخرها … ثم أتى على عمر بن أبي ربيعة , فقال أنشد , فأنشده :
تشط غداً دار جيراننا ******* وللدار بعد غد أبعد

ويظن الإنسان أنه لم يعد في مكة إلا هذا الشعر يتناقله الناس ويغنى فيه المغنون والمغنيات , وكان من عبادهم وفقهائهم من إذا سمعه أخذ يرقص , واستمع عطاء بن أبي رباح يوماً إلى شيء من هذا الشعر فحلف ألا يكلم أحداً بقية يومه إلا به ,
وكان ابن جريح مثل أستاذه يفتتن به فتنة شديدة .
وعلى هذا النحو كان ابن عباس وغيره من الفقهاء يروون هذه الأغاني في المسجد الحرام وينشدونها ويستنشدون أصحابها وكان غيرهم من المكيين يرويها في الطرقات والمنعطفات وفي شعاب مكة وبطاحها وفي ضواحيها ومتنزهاتها , إذ لم يكن للقوم من لهو يلهون به سوى الغناء والأغاني التي كانت تقص قصصاً بديعاً رواية الحب المكي وفصولها اليومية .
وقد اندفع في هذا الطرب الرجال والنساء, فكانت هناك الثريا بنت علي ابن عبد الله الأموية , وكان في بيتها من مواليها يحيى قَيل والغريض وسمية , وكانوا جميعاً يغنونها في شعر عمر وغيره من الغزليين في مكة , وأحياناً أيضاً يغنونها في شعر الغزليين في المدينة.
والقرشيون يعرفون لعمر وشعره هذا التأثير في أهل مكة رجالاً ونساء .

**عمر بن أبي ربيعة

نسب عمر وعشيرته وأهله

هو عمر بن أبي ربيعة المغيرة , ويغلب عليه أن ينسب إلى جده . فيقال ابن أبي ربيعة , وكنيته المشهورة أبو الخطاب , وهو ينحدر من عشيرة مهمة في مكة , وهي عشيرة بني مخزوم , والتي كانت أحد البطون العشرة التي تؤلف قريش البطاح , وكان صوتها مسموعاً بين هذه البطون وفي مجلس شيوخها .
وما زال نجم المخزوميين يصعد أواخر العصر الجاهلي حتى أصبحت لهم شهرة مدوية في الجزيرة العربية , وخاصة هذا الفرع الذي نجم منه عمر, وكان آباؤه وأعمامه يعدون من سادة قريش الأولين , ومنهم هشام بن المغيرة والوليد بن المغيرة , وجده الذي كان بطلاً من أبطال قريش .
وكما تقدم المخزوميون بالشجاعة تقدموا أيضاً بالكرم وبذل المال , فقد كانوا من تجار مكة الميسورين .وفي هذه الأسرة يلمع اسم عبد الله بن أبي ربيعة , وكان تاجراً موسراً ,وكانت مكة تسميه "العدل" لأنها كانت تكسوا الكعبة في الجاهلية بأجمعها من أموالها سنة ,ويكسوها هو من ماله سنة , فأرادوا أنه وحده عدل لهم جميعاً , وكان اسمه بحيراً , فلما أسلم عام الفتح سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله . ويقول أبو الفرج : إنه كان لعبد الله عبيد من الحبشة يتصرفون في جميع المهن , وكان عددهم كثير , وعرض على رسول الله أن يستخدمهم , ويستعين بهم , حين خرج إلى حنين , فأبى .
واستعمله الرسول صلى الله عليه وسلم على الجند ومخاليفها في اليمن , فلم يزل عاملاً عليها حتى قتل عمر بن الخطاب رضي الله عنه, واستعمله عثمان بن عفان رضي الله عنه أيضاً , وما زال والياً حتى توفي في أثناء حصاره عام خمسة وثلاثين .
حياة عمر وأخلاقه وصفاته:
نبت عمر في أسرة نبيلة , ويقال أنه ولد في العام الذي قتل فيه عمر بن الخطاب عام 23هـ للهجرة في مكة , ويظن البعض أنه من سكان المدينة ولكن الأرجح أنه مكي مولدا ونشأة فهو يقول :
وأنا امرؤٌ بقرار مكة مسكني ولها هواي فقد سبت قلبي
ولم يكد عمر يتجاوز الثالثة عشرة من عمره حتى توفي أبوه , وبذلك خلّي بينه وبين أمه الغريبة , فنشّأته كما تهوى , أو كما تنشّئ أم سبيّة فتاها الثري ثراء مفرطاً , تترك له حبله على الغارب ليتناول من اللهو كل ما تصبو إليه نفسه .فنشأ بتأثير غناه ودلاله مفتوناً بدنياه وبما حوله من ملاهيها , وما ينقصه ؟ فداره تعج بالجواري والسبايا, التي كانت تكتظ بها دور نبلاء قريش حينئذ , وليس هناك طرفة من طرف الدنيا إلا وهو يستطيع أن يقتنيها , وأن يلهو بها ما شاء له هواه .
وكان عمر جميلاً , ولم يلبث أن تفجر في نفسه هذا الينبوع العذب , ينبوع الشعر, مع فتنة في الحديث ورقة شعور ومزاج , فأصبح حديث الشباب , وكانت موجة الغناء حادة كما قدمنا , وكان الشعر هو القطرات التي تعقدها في أسماع الناس , وكان عمر يحسن إرسال هذه القطرات النفسية , فتعلّق به مجتمع مكة تعلقاً شديداً .
لا غرو, فقد حشد ثراءه لفنه , فهو يصنع المقطوعة من شعره , ثم يطلب لها أروع المغنين في عصره , ليغنوه فيها لحناً خالداً، ويجيزهم جوائز مختلفة , فهذا ابن سريج يعطيه في تلحينه لإحدى مقطوعاته ثلاثمائة دينار , وهذا الغريض يعطيه في تلحين مقطوعة أخرى خمسة آلاف دينار, ويعطي جميلة في تلحين مقطوعة رابعة عشرة آلاف درهم .
وهكذا كانت حياة عمر في مكة حياة شعر وغناء خالص , ولم يكن للناس حينئذ من لهو سوى هذا الغناء وما يصاحبه من شعر , فدار اسم عمر على كل لسان .
نذر عمر حياته لهذا اللون من الغزل الصريح وأخضعه لفن الغناء الذي عاصره؛ إذ يستخدم الأوزان الخفيفة والمجزوءة، حتى يحملها المغنون والمغنيات ما يريدون من ألحان وإيقاعات كما يستخدم لغة سهلة ، فيها عذوبة وحلاوة ، حتى تفسح لهم في روعة النغم .
كان مجتمع مكة حينئذ تسوده ضروب من الحرية المهذبة في لقاء الرجال بالنساء ,فبرزت المرأة للشباب ولكنها تحتفظ بحجاب من الوقار، وقد كانت هناك مواسم تكثر فيها هذه الطلبات- الظهور في مرآة شعره - على عمر وغيره من شعراء مكة , وذلك في مواسم الحج و إذ كانت تحشد فيها نساء العرب وفتياتهم , وكان الذوق العربي العام لا يمنع أن يشيد شاعر بجمال امرأة , بل لعل في هذه الإشادة ما يعرف بها وبجمالها , ولذلك كانت تطلبها المرأة العربية ولا تجد فيها غضاضة , بل على العكس كانت تجد فيها طرافة وإعلاناً عنها وتمهيداً لأن يطلبها الأزواج .
وهذا الذوق العام هو الذي أشاع الغزل في المرأة العربية الشريفة , وأخذ عمر يستغله ويبعد في استغلاله لا في فتيات مكة ونسائها , بل في فتيات العرب جميعاً ونسائهم ممن يحججن إلى مكة وتقع عينه عليهن , وكأنما كانت عينه "عدسة " مكة في هذا العصر , فلا تمر امرأة إلا وتهب عين عمر, فيسجل صورتها , ومن هنا كنا نقرأ في شعره أخباراً وقصصاً عن جميلات الحواج , مثل فاطمة بنت محمد بن الأشعث الكندية , وزوجة أبي الأسود الدؤلي , وليلى بنت الحارث البكرية, ورملة بنت عبد الله الخزاعية وغيرهن الكثير .....
نماذج من شعره:
1-
حَدِّثْ حَديثَ فتاة ِ حَيٍّ مرّة ً بالجزعِ بين أذاخرٍ وحراءِ
قَالَتْ لِجَارَتِها عِشاءً، إذْ رَأَتْ نُزَهَ المَكَانِ وَغَيْبَة َ الأَعْدَاءِ
في رَوْضة ٍ يَمّمْنَهَا مَوْلِيَّة ٍ مَيْثَاءَ رَابِيَة ٍ بُعَيْدَ سَماءِ
في ظِلِّ دَانِيَة ِ الغُصُونِ وَرِيقَة ٍ نَبَتَتْ بأَبْطَحَ طَيِّبِ الثَّرياءِ
وكأنّ ريقتها صبيرُ غمامة ٍ بردت على صحوٍ بعيدَ ضحاء:
ليتَ المغيري العشية َ أسعفتْ دارٌ بهِ، لتقاربِ الأهواءْ
إذ غابَ عنا منْ نخافُ، وطاوعتْ أرضٌ لنا بلذاذة ٍ وخلاء
قلتُ: اركبوا نزرِ التي زعمتْ لنا أن لا نباليها كبيرَ بلاءِ
بينا كذلكَ، إذ عجاجة ُ موكبٍ، رَفَعُوا ذَمِيلَ العِيسِ بِالصَّحْرَاءِ
قَالَتْ لِجَارَتِها کنْظري ها، مَنْ أُولَى وتأملي منْ راكبُ الأدماء؟
قَالتْ أَبُو الخَطَّاب أَعْرِفُ زِيَّهُ وَرَكُوبَهُ لا شَكَّ غَيْرَ خَفَاءِ
قَالَتْ وَهَلْ قَالَتْ نَعَمْ فَکسْتَبْشِري ممن يحبُّ لقيه، بلقاء
قالت: لقد جاءتْ، إذاً، أمنيتي، في غيرِ تكلفة ٍ وغيرِ عناء
مَا كُنْتُ أَرْجُو أَن يُلِمَّ بأَرْضِنَا إلا تمنيهُ، كبيرَ رجاء
فإذا المنى قد قربتْ بلقائه، وأجابَ في سرٍّ لنا وخلاء
لما تواقفنا وحييناهما، رَدَّتْ تَحِيَّتَنا عَلَى کسْتِحْيَاءِ
قلنَ: انزلوا فتيمموا لمطيكمْ غيباً تغيبهُ إلى الإماء
2-
مَرَّ بي سِرْبُ ظِباءِ رَائِحاتٍ مِنْ قُباءِ
زمراً نحوَ المصلى مُسْرعاتٍ في خَلاءِ
فتعرضتُ، وألقيتُ جلابيبَ الحياء
وقديماً كانَ عهدي، وَفُتُوني بِالنِّساءِ
3-
حيِّ الربابَ، وتربها أسماءَ، قبلَ ذهابها
إرْجِعْ إلَيْهَا بِالَّذي قالتْ برجعِ جوابها
عرضتْ علينا خطة ً مشروقة ً برضابها
وتدللتْ عندَ العتا بِ فَمَرْحَباً بِعِتَابِها
تبدي مواعدَ جمة ً، وَتَضُنُّ عِنْدَ ثَوَابِهَا
ما نلتقي إلا إذا نَزَلَتْ مِنًى بِقِبَابِها
في النَّفْرِ أَو في لَيْلَة ِ التَّحْـ ـصيبِ عِنْدَ حِصَابِهَا
أزجرْ فؤادكَ إنْ نأتْ وَتَعَزَّ عَنْ تَطْلاَبهَا
وَاشْعِرْ فُؤَادَكَ سَلْوَة ً عَنْهَا وَعَنْ أَتْرَابِها
وَغَرِيرَة ٍ رُؤدِ الشَّبا بِ النسكُ من أقرابها
حَدَّثْتُها فَصَدَقْتُها وكذبتها بكذابها
وَبَعَثْتُ كَاتِمَة َ الحَدِيـ ـثِ رفيقة ً بِخِطَابِها
وحشية ً إنسية ً خراجة ً من بابها
فرقتْ، فسهلتِ المعا رِضَ مِنْ سَبيلِ نِقَابِها
4-

خبروها بأنني قد تزوجت فظلت تكاتم الغيظ ســـرا

ثم قالت لأختها ولأخرى جزعا ليته تزوج عشــرا

وأشارت الى نساء لديها لا ترى دونهن للسر ستــرا

ما لقلبي كأنه ليس مني وعظامي أخال فيهن فتــرا

من حديث نمى إلى فظيع خلت في القلب من تلظيه جمرا

5-

رأين الغواني الشيب لاح بعارضي فأعرضن عني بالخدود النواضر

وكن اذا ابصرنني او سمعنني سعين فرقعن الكوى بالمحاجر

فان جمحت عني نواظر اعين رمين بأحداق المها والجاذر

فإني من قوم كريم نجارهم لاقدامهم صيغت رؤوس المنابر

الأحوص شاعر المدينة:
الأحوص الأنصاري
? - 105 هـ / ? - 723 م
عبد الله بن محمد بن عبد الله بن عاصم الأنصاري. من بني ضبيعة، لقب بالأحوص لضيق في عينه.
شاعر إسلامي أموي هجّاء، صافي الديباجة، من طبقة جميل بن معمر ونصيب، وكان معاصراً لجرير والفرزدق.
وهو من سكان المدينة. وفد على الوليد بن عبد الملك في الشام فأكرمه ثم بلغه عنه ما ساءه من سيرته فردّه إلى المدينة وأمر بجلده فجلد ونفي إلى دهلك (وهي جزيرة بين اليمن والحبشة) كان بنو أمية ينفون إليها من يسخطون عليه.
فبقي بها إلى ما بعد وفاة عمر بن عبد العزيز وأطلقه يزيد بن عبد الملك، فقدم دمشق ومات بها، وكان حماد الراوية يقدمه في النسيب على شعراء زمنه.
نماذج من شعره:
1-
سَلاَّمُ ذِكْرُكِ مُلْصَقٌ بِلِسَانِي وَعَلى هَوَاكِ تَعُودُنِي أحْزَانِي
مَا لِي رَأَيْتُكِ فِي المَنَامِ مِطِيعَة ً وَإذَا انْتَبَهْتُ لَجَجْتِ فِي العِصْيَانِ
أبداً محبُّكِ ممسكٌ بفؤادهِ يَخْشَى اللَّجَاجَة مِنْكِ فِي الهِجْرَانِ
إِنْ كُنْتِ عَاتِبَة ً فَإِنِّي مُعْتِبٌ بَعْدَ الإسَاءَة ِ، فَتقْبَلِي إْحسَانِي
لاَ تَقْتُلِي رَجُلاً يَرَاكِ لِمَا بِهِ مِثْلَ الشَّرَابِ لِغُلَّة الظَّمْآنِ
2-
وَقَدْ جِئْتُ الطَّبِيبَ لِسُقْمِ نَفْسِي ليشفيها الطَّبيبُ فما شفاها
وكنتُ إذا سمعتُ بأرضِ سعدى شَفَانِي مِنْ سَقَامِي أَنْ أَرَاهَا
فَمَنْ هَذَا الطَّبِيبُ لِسُقْمِ نَفْسي سوى سعدى إذا شحطتْ نواها
3-
وإذا الدُّرِّ حسنَ وجودهٍ كَانَ لِلدُّرِّ حُسْنُ وَجْهِكِ زَيْنَا
وَتَزِيدِينَ أَطْيَبَ الطِّيبِ طِيباً أنْ تمسِّيهِ أينَ مثلكِ أينا
4-
أَقُولُ لَمَّا الْتَقَيْنَا وَهْي صَادِفَة ٌ عنّي، لِيَهْنَكِ مَنْ تُدْنِينَهُ دُونِي
إنِّي سأمنحكِ الهجرانَ معتزماً مِنْ غَيْرِ بُغْضٍ لَعَلَّ الهَجْرَ يُسْلِيني
ومثنياً رجعَ أيَّامٍ لنا سلفتْ سَقْياً وَرَعْياً لِذَاكَ الدِّينِ مِنْ دِينِ

العرجي: 120 هـ / ? - 737 م
عبد الله بن عمر بن عمرو بن عثمان بن عفان الأموي القرشي، أبو عمر.
شاعر، غزل مطبوع، ينحو نحو عمر بن أبي ربيعة، كان مشغوفاً باللهو والصيد، وكان من الأدباء الظرفاء الأسخياء، ومن الفرسان المعدودين، صحب مسلمة بن عبد الملك في وقائعه بأرض الروم، وأبلى معه البلاء الحسن، وهو من أهل مكة، ولقب بالعرجي لسكناه قرية (العرج) في الطائف. وسجنه والي مكة محمد بن هشام في تهمة دم مولى لعبد الله بن عمر، فلم يزل في السجن إلى أن مات، وهو صاحب البيت المشهور، من قصيدة:
أضاعوني وأي فتى أضاعوا ليوم كريهة وسداد ثغر
نماذج من شعره:
1-
أَوجَعَ القَلبَ قَولُها حِينَ راحُوا لي تَقَدَّم إِلى المَبيتِ هُدِيتا
هَل يَضُرَّنَّكَ المَسيرُ لَئِن سِر تَ قَريباً وَإِن بَلَغتَ المَبيتا
قُلتُ إِنّي أَخشى عَلَيكِ عُيوُناً من عِداةٍ وَذا شَذاةٍ مَقِيتا
ثُمَّ قالَت قَد كُنتُ آذَنتُ أَهلي قَبلَ هَذا عَلى الَّذي قَد هَوِيتا
ما سَلِيمنا إِلَيكَ مُنذُ اِصطَحَبنا في الَّذي تَشتَهي وَما إِن عُصِيتا
2-
عُوجِي عَلَينا رَبَّةَ الهَودَجِ إِنَّكِ إِن لا تَفعَلي تَحرُجي
أَيسَرُ ما نالَ مُحِبٌّ لَدى بَينِ حَبيبٍ قَولُهُ عَرِّجِ
تُقضَ إِلَيهِ حاجَةٌ أَو يَقُل هَلأ لِيَ مِمّا بِيَ مِن مَخرَجِ
مِن حَيِّكُم بِنتُم وَلَم يَنصَرِم وَجدُ فُؤادِ الهائِمِ المُنضَجِ
فَعاجَتِ الدَهماءُ بي خيفَةً أَن تَسمَعَ القَولَ وَلَم تُعنِج
فَما اِستَطاعَت غَيرَ أَن أَومَأَت نَحوي بِعَيني شادِنٍ أَدعَجِ

شعراء الغزل العذري:
الغزل العذري غزل عفيف طاهر ونسب إلى بني عذرة إحدى قبائل قضاعة التي كانت تسكن في وادي القرى بالحجاز ، تميز شعر هذه الفئة من الشعراء بالنقاء والطهر والبعد عن الفحش ويعزو بعض الدارسين ذلك إلى الإسلام الذي طهر النفوس وسمى بها عن الدنايا وإلى نشأتهم البدوية بعيدا عن المدنية المترفة بمباهجها ولهوها ، فعصمهم فعصمتهم بداوتهم وإسلامهم من الحب الذي تدفع إليه الغرائز إلى حب عفيف مثالي يسمو على رغبات الجسد وفي كتاب الأغاني أخبارهم وأشعارهم إليك بعضا منها:

كثير عزة40 - 105 هـ / 660 - 723 م
كثير بن عبد الرحمن بن الأسود بن مليح من خزاعة وأمه جمعة بنت الأشيم الخزاعية.
شاعر متيم مشهور، من أهل المدينة، أكثر إقامته بمصر ولد في آخر خلافة يزيد بن عبد الملك، وتوفي والده وهو صغير السن وكان منذ صغره سليط اللسان وكفله عمه بعد موت أبيه وكلفه رعي قطيع له من الإبل حتى يحميه من طيشه وملازمته سفهاء المدينة.
واشتهر بحبه لعزة، فعُرِف بها وعُرِفت به وهي: عزة بنت حُميل بن حفص من بني حاجب بن غفار كنانية النسب كناها كثير في شعره بأم عمرو ويسميها تارة الضميريّة وابنة الضمري نسبة إلى بني ضمرة.
وسافر إلى مصر حيث دار عزة بعد زواجها وفيها صديقه عبد العزيز بن مروان الذي وجد عنده المكانة ويسر العيش.

وتوفي في الحجاز هو وعكرمة مولى ابن عباس في نفس اليوم فقيل:
مات اليوم أفقه الناس وأشعر الناس.
ومن شعره:
1-
ألا لَيتَنا يا عَزّ كُنّا لِذي غِنىً بِعَيرينِ نَرعى في الخَلاءِ وَنَعزُبُ
كِلانا به عرٌ فَمَن يَرَنا يَقُلُ عَلى حُسنِها جَرباء تُعدي وَأَجرَبُ
إِذا ما وَرَدنا مَنهَلاً صَاح أَهلُهُ عَلينا فما نَنفَكُّ نُرمَى وَنُضرَبُ
نَكونُ بَعيري ذِي غِنىً فَيُضِيعُنا فَلا هُوَ يَرعانا وَلا نَحنُ نُطلَبُ
يُطرِدُنا الرُعيانُ عَن كُلِّ تِلعَةٍ وَيَمنَعُ مِنا أَن نَرى فِيهِ نَشرَبُ
وَدَدتُ وَبَيتِ الله أَنَّكِ بَكرَةٌ هِجانٌ وَأَني مُصعَبٌ ثُمَّ نَهرُبُ
2-
عفا الله عنْ أمّ الحويرث ذنبها علامَ تعنّيني وتكمي دوائيا
فَلَوْ آذَنُوني قَبْل أَنْ يَرْقُمُوا بها لقُلْتُ لهُمْ أُمُّ الحُوَيْرِثِ دائيا

3-
أيا عزَّ صادي القلبَ حتى يودَّني فؤادُكِ أو ردّي عليَّ فؤاديا
أيا عزَّ لو أشكو الذي قد أصابني إلى ميِّتٍ في قبرهِ لبكى ليا
ويا عَزَّ لو أشْكُو الذي قَدْ أصَابَني إلى راهبٍ في ديرهِ لرثى ليا
وَيَا عَزَّ لو أشْكُو الذي قَدْ أصَابَني إلى جَبَلٍ صَعْبِ الذُّرى لانحنى ليا
وَيَا عَزَّ لو أشْكُو الذي قَدْ أَصَابَني إلى ثَعْلَبٍ في جُحْرِهِ لانْبَرى ليا
وَيَا عَزَّ لو أشْكُو الذي قَدْ أَصَابني إلى موثقٍ في قيدِهِ لعدا لِيا

4-
تظلُّ ابنة ُ الضَّمريِّ في ظلِّ نعمة ٍ إذا ما مشتْ من فوقِ صرح ممرَّدِ
يجيءُ بريّاها الصِّبا كلَّ ليلة ٍ وتجمعُنا الأحلامُ في كلِّ مرقدِ
ونُضحي وأثباجُ المطيِّ مقيلُنا بجذبٍ بنا في الصَّيهدِ المتوقِّدِ


جَميل بُثَينَة
? - 82 هـ / ? - 701 م
أبو عمرو جميل بن عبد الله بن معمر العذري ، لقب بجميل بثينة لأنه أولع بابنة عمه " بثينة " منذ صغره ، وكان يأمل أن يتزوجها ولكن حيل بينه وبينها، وزُوِّجت من غيره فزاد هيامُه بها ، ومضى يشكو حبه ويتغنى باسمها وتمضي السنون وحبه ينمو ويزيد وهو يلهج بشعر يذوب رقة وصدق عاطفة ، فكان في قائمة العشاق العرب التي تضم جمهرة من الشعراء منهم: قيس بن الملوح صاحب ليلى ، وقيس بن ذريح صاحب لبنى ، وكثير عزة ، وعروة بن حزام وصاحبته عفراء ، والصمة القشيري وصاحبته ريَّا ، وغيرهم كثير ، وأكثر هؤلاء من بني عذرة تلك القبيلة التي نسب إليها ذلك الشعر العفيف وهو غزل نقي طاهر،فسمي ذلك الشعر بالغزل العذري نسبة إلى هذه القبيلة التي كانت تنزل في وادي القرى بالقرب من المدينة

نماذج من شعره
1-
بثينة ُ قالتْ: يَا جَميلُ أرَبْتَني، فقلتُ: كِلانَا، يا بُثينَ، مُريبُ
وأرْيَبُنَا مَن لا يؤدّي أمانة ً، ولا يحفظُ الأسرارَ حينَ يغيبُ
بعيدٌ عل من ليسَ يطلبُ حاجة ً وأمّا على ذي حاجة ٍ فقريبُ
2-
وأوّلُ ما قادَ المَودّة َ بيننا، بوادي بَغِيضٍ، يا بُثينَ، سِبابُ
وقلنا لها قولاً، فجاءتْ بمثلهِ، لكلّ كلامٍ، يا بثينَ، جوابُ
3-
أمنكِ سرى ، يا بَثنَ، طيفٌ تأوّبا، هُدُوّاً، فهاجَ القلبَ شوقاً، وأنصَبا؟
عجبتُ له أن زار في النوم مضجعي ولو زارني مستيقظاً، كان أعجبا
4-
يا بثنَ حييّ، أو عديني، أو صلي وهوّني الأمرَ، فزوري واعجَلي
بُثينَ، أيّاً ما أردتِ، فافعلي، إني لآتي ما أشأتِ مُعتَلي

مَجنون لَيلى:
قيس بن الملوح بن مزاحم العامري. 68 هـ / ? - 687 م

شاعر غزل، من المتيمين، من أهل نجد.
لم يكن مجنوناً وإنما لقب بذلك لهيامه في حب ليلى بنت سعد التي نشأ معها إلى أن كبرت وحجبها أبوها، فهام على وجهه ينشد الأشعار ويأنس بالوحوش، فيرى حيناً في الشام وحيناً في نجد وحيناً في الحجاز، إلى أن وجد ملقى بين أحجار وهو ميت فحمل إلى أهله.

رُعاةَ اللَيلِ ما فَعَلَ الصَباحُ وَما فَعَلَت أَوائِلُهُ المِلاحُ
وَما بالُ الَّذينَ سَبوا فُؤادي أَقاموا أَم أَجَدَّ بِهِم رَواحُ
وَما بالُ النُجومِ مُعَلَّقاتٌ بِقَلبِ الصَبِّ لَيسَ لَها بَراحُ
كَأَنَّ القَلبَ لَيلَةَ قيلَ يُغدى بِلَيلى العامِرِيَّةِ أَو يُراحُ
قَطاةٌ عَزَّها شَرَكٌ فَباتَت تُجاذِبُهُ وَقَد عَلِقَ الجَناحُ
لَها فَرخانِ قَد تُرِكا بِقَفرٍ وَعُشُّهُما تُصَفِّقُهُ الرِياحُ
إِذا سَمِعا هُبوبَ الريحِ هَبّا وَقالا أُمَّنا تَأتي الرَواحُ
فَلا بِلَّيلِ نالَت ما تُرَجّي وَلا في الصُبحِ كانَ لَها بَراحُ
رُعاةَ اللَيلِ كونوا كَيفَ شِئتُم فَقَد أَودى بِيَ الحُبُّ المُتاحُ
2-
لو سيل أهل الهوى من بعد موتهم هل فرجت عنكم مذ متم الكرب
لقال صادِقُهُمْ أنْ قد بَلِي جَسَدي لكن نار الهوى في القلب تلتهب
جفت مدامع عين الجسم حين بكى وإن بالدمع عين الروح تنسكب
3-
سأبكي على ما فات مني صبابة وأندب أيام السرور الذواهب
وأمنع عيني أن تلذ بغيركم وإنِّي وإنْ جَانَبْتُ غَيْرُ مُجانِبِ
وخير زمان كنت أرجو دنوه رَمَتْنِي عُيُونُ النَّاسِ مِنْ كُلِّ جَانِبِ
فأصبحت مرحوما ًوكنت محسداً فصبراً على مكروهها والعواقب
ولم أرها إلا ثلاثاً على منى وعَهْدِي بها عَذرَاءَ ذَاتَ ذَوَائِبِ
تبدت لنا كالشمس تحت غمامة بَدَا حاجِبٌ مِنْها وَضَنَّتْ بِحَاجِبِ
4-
أحجاج بيت الله في أي هودج وفي أيِّ خِدْرٍ مِنْ خُدُورِكُمُ قَلْبي
أأبْقى أسِيرَ الحُبِّ في أرضِ غُرْبة ٍ وحادِيكُمُ يَحْدو بقلبي في الركْبِ
وَمُغْتَربٍ بِالمَرْجِ يَبْكِي بِشَجْوِهِ وقد غاب عنه المسعدون على الحب
إذا مَا أتَاهُ الرَّكْبُ مِنْ نَحْوِ أرْضِهِ تَنَفَّسَ يَسْتَشْفِي بِرَائِحة الرَّكْبِ


ليلى الأخيلية:

ليلى بنت عبد الله بن الرحال بن شداد بن كعب الأخيلية من بني عامر بن صعصعة.
شاعرة فصيحة ذكية جميلة. اشتهرت بأخبارها مع توبة بن الحمير.
قال لها عبد الملك بن مروان : ما رأى منك توبة حتى عشقك؟ فقالت: ما رأى الناس منك حتى جعلوك خليفة!
وفدت على الحجاج مرات فكان يكرمها ويقربها وطبقتها في الشعر تلي طبقة الخنساء. وكان بينها وبين النابغة الجعدي مهاجاة.
وسألت الحجاج وهو في الكوفة أن يكتب لها إلى عامله بالري ، فكتب ورحلت فلما كانت في (ساوة) ماتت ودفنت هناك.
واسم جدها كعب بن حذيفة بن شداد ، وسميت (الأخيلية) لقولها أو قول جدها ، من أبيات :

نحن الأخايل ما يزال غلامنا حتى يدب على العصا مذكورا

وقال العيني : أبوها الأخيل بن ذي الرحالة بن شداد بن عبادة بن عقيل .
كان توبة بن الحمير ابن عم ليلى الأخيلية العامرية شجاعا بطلا وكان أن مات في إحدى الغزوات ، فبكته حتى موتها ومن شعره فيها :

ولو أنَّ ليلى الأخيليةَ سَلّمت عليَّ ودوني جَنْدلٌ وصفائحُ
لسلمتُ تسليمَ البشاشةِ أو زقا إليها صدىً من جانبِ القَبر صائحُ ( صاح )
ولو أنَّ ليلى في السماء لأصعدتُ بطَرفي إلى ليلى العيونُ الكواشحُ
ولو ارسلتْ وحياً إليّ عرفتُهُ معَ الرّيحِ في مَوارِها المتناوحِ
فهلْ تبكِيَنْ ليلى لئنِ متُّ قبلَها وقامَ على قبري النساءُ الصّوائحُ
كما لو أصابَ الموتُ ليلى بكيتُها وجادَ لها جارٍ من الدمعِ سافحُ

وكانت ليلى الأخيلية وفية له ولم تخيب ظنه فبكته بعد موته، وقيل أنها ماتت عند قبره ودفنت جوار قبره. ومن شعرها فيه:

أيا عَيْنُ بَكّي تَوْبَةَ بن حُمَيِّرِ بسَحٍّ كَفَيْضِ الجَدْوَلِ المُتَفَجّرِ
لِتَبْكِ عَلَيْهِ مِنْ خَفَاجَةٍ نِسْوَةٌ بماءِ شُؤُونِ العَبْرَةِ المُتَحَدِّرِ

دعا قابضأ والموت يخفق ظله وما قابض إذ لم يجب بنجيبِ
وآسى عُبيدُ الله ثَمَّ ابنَ أُمّهِ ولو شَاءَ نجّى يومَ ذاك حَبيبي

لتبك العذارى من خفاجة كلها شتاء وصيفاً دائبات ومربعَا
على ناشىء نال المكارم كلها فما انفك حتى أحرز المجد أجمعَا

جَزَى اللُه خَيْراً وَالجزاءُ بكفِه فتى من عقيل ساد غير مكلفِ
فَتًى كانَتِ الدُّنْيَا تَهُونُ بأسْرِها عليه ولا ينفك جم التصرفِ
يَنَالُ عَلّياتِ الأُمورِ بِهَوْنة ٍ إذا هِيَ أَعيَت كُلَّ خرْق مُشَّرفِ
هُوَ الذَّوبُ بلْ أريُ الخَلايا شَبيهُه بدِرياقة ٍ من خَمْرِ بَيْسانَ قَرْقَفِ
فيا تَوبُ مافي العَيْشِ خَيرٌ ولاندًى يعد وقد أمسيت في ترب نفنفِ
ومانِلْتُ منْكَ النَّصفَ حتى ارتَمَتْ بِكَ المَنَايا بسهمٍ صائبِ الوَقْعِ أعْجَفِ
فياالف ألف كنت حيا مسلماً لألقاك مثل القسور المتطرفِ
كما كنت إذ كنت المنحى من الردى غذا الخيل جالت بالقنا المتقصفِ
وكَمْ من لَهيفٍ مُحجَر قدأجبتَه بأبيضَ قطّاعِ الضريبَة ِ مُرْهفِ
فأنقذتَه والموْتُ يَحرقُ نابَهُ عليه ولم يطعن ولم يتسيفِ

مع أمنياتي لكم بعظيم الفائدة تقبلوا تحياتي وتهاني بعيد الاضحى المبارك أعاده الله عليكم باليمن والسعادة والنجاح.​
 
رد: وقفة مع شعراء الغزل في العصر الأموي

شكرا جزيلا الان اكتمل البحث نتاعي:d
 
nymar، تم حظره "حظر دائم". السبب: مخالفة القوانين
رد: وقفة مع شعراء الغزل في العصر الأموي

لاشكر على واجب
 
رد: وقفة مع شعراء الغزل في العصر الأموي

:sمرحبا يا nymar اريد مساعدتك في الحكم في العصر الجاهلي واريد ردك الان please
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top