فتـاوى الطهارة 1 (حقيقة الطهارة)

ابو ليث

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
8 جانفي 2010
المشاركات
10,466
نقاط التفاعل
10,286
النقاط
356
محل الإقامة
الجزائر
فتـاوى الطهارة

حقيقة الطهارة

السؤال(64): فضيلة الشيخ ، ما هي الطهارة؟

الجواب : الطهارة معناها: النظافة والنزاهة ، وهي في الشرع على نوعين : طهارة معنوية، وطهارة حسية، أما الطهارة المعنوية: فهي طهارة القلوب من الشرك والبدع في عبادة الله ، ومن الغل، والحقد، والحسد، والبغضاء ، والكراهة ، وما أشبه ذلك في معاملة عباد الله الذين لا يستحقون هذا .

أما الطهارة الحسية: فهي طهارة البدن ، وهي أيضاً نوعان: (و معناها العام) إزالة وصف يمنع من الصلاة ونحوها مما تشترط له الطهارة وإزالة الخبث.

نتكلم أولاً عن الطهارة المعنوية :
الطهارة المعنوية :وهي طهارة القلب من الشرك والبدع فيما يتعلق بحقوق الله عز وجل ، وهذا هو أعظم الطهارتين ، ولهذا تنبني عليه جميع العبادات ، فلا تصح أي عبادة من شخص ملوث قلبه بالشرك ، ولا تصح أي بدعة يتقرب بها الإنسان إلى الله عز وجل ، وهي مما لم يشرعه الله عز وجل ، قال الله تعالى : (وَمَا مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ )(التوبة: 54)، وقال النبي صلى الله عليه وسلم : " من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد"(45).
وعلى هذا ، فالمشرك بالله شركاً أكبر لا تقبل عبادته وإن صلى وإن صام وزكى وحج ، فمن كان يدعو غير الله عز وجل، أو يعبد غير الله فإن عبادته لله عز وجل غير مقبولة ، حتى وإن كان يتعبد لله تعالى عبادة يخلص فيها لله ، ما دام قد أشرك بالله شركاً أكبر من جهة أخرى.
ولهذا وصف الله عز وجل المشركين بأنهم نجس ، فقال تعالى : ( أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا )(التوبة: 28)، ونفى النبي صلى الله عليه وسلم النجاسة عن المؤمن ، فقال صلى الله عليه وسلم "إن لمؤمن لا ينجس"(46)، وهذا هو الذي ينبغي للمؤمن أن يعتني به عناية كبيرة ليطهر قلبه منه.
كذلك أيضاً يطهر قلبه من الغل والحقد والحسد والبغضاء والكراهة للمؤمنين، لأن هذه كلها صفات ذميمة ليست من خلق المؤمن، فالمؤمن أخو المؤمن ، لا يكرهه ولا يعتدي عليه ، ولا يحسده، بل يتمنى الخير لأخيه كما يتمنى الخير لنفسه ، حتى إن الرسول صلى الله عليه وسلم نفى الإيمان عمن لا يحب لأخيه ما يحب لنفسه ، فقال عليه الصلاة والسلام : " لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه"(47)، ونرى كثيراً من الناس أهل خير وعبادة وتقوى وزهد ، ويكثرون التردد إلى المساجد ، ليعمروها بالقراءة والذكر والصلاة ، لكن يكون لديهم حقد على بعض إخوانهم المسلمين ، أو حسد لمن أنعم الله عليه بنعمة، وهذا يخل كثيراً فيما يسلكونه من عبادة الله سبحانه وتعالى ، فعلى كل منا أن يطهر قلبه من هذه الأدناس بالنسبة لإخوانه المسلمين.
أما الطهارة الحسية: فهي كما قلت نوعان : إزالة وصف يمنع من الصلاة ونحوها مما تشترط له الطهارة، وإزالة خبث.
فأما إزالة الوصف : فهي رفع الحدث الأصغر والأكبر، بغسل الأعضاء الأربعة في الحدث الأصغر ، وغسل جميع البدن في الحدث الأكبر، إما بالماء لمن قدر عليه ، وإما بالتيمم لمن لم يقدر على الماء ، وفي هذا أنزل الله تعالى قوله: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) (المائدة:6).
أما النوع الثاني : فهو الطهارة من الخبث ، أي من النجاسة ، وهي كل عين أوجب الشرع على العباد أن يتنزهوا منها ويتطهروا منها، كالبول والغائط ونحوهما مما دلت السنة بل مما دلت الشريعة على نجاسته ، ولهذا قال الفقهاء رحمهم الله : الطهارة إما عن حدث وإما عن خبث، ويدل لهذا النوع أعني الطهارة من الخبث ما رواه أهل السنن أن الرسول صلى الله عليه وسلم صلى بأصحابه ذات يوم فخلع نعليه ، فخلع الناس نعالهم ، فلما أنصرف النبي صلى الله عليه وسلم سألهم أي سأل الصحابة-: لماذا خلعوا نعالهم؟ فقالوا: رأيناك خلعت نعليك فخلعنا نعالنا ، فقال صلى الله عليه وسلم : إن جبريل أتاني فأخبرني أن فيهما أذى"(48)، يعني قذراً ، فهذا هو الكلام على لفظ الطهارة .

 
آخر تعديل:
رد: فتـاوى الطهارة 1 (حقيقة الطهارة)



بارك الله فيك و جزاك سعادة الدارين على الطرح المميز
دمت بكل خير و سعادة

 
رد: فتـاوى الطهارة 1 (حقيقة الطهارة)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

موضوع قيم

بارك الله فيك وجزاك الله خيرااا

 
رد: فتـاوى الطهارة 1 (حقيقة الطهارة)

جزيت اخي ابو ليث على ما تقدمه من مواضيع مميزة
شكرا
 
رد: فتـاوى الطهارة 1 (حقيقة الطهارة)

فقه اصبح يزهد فيه كثير من الناس مع جهلهم به
 
رد: فتـاوى الطهارة 1 (حقيقة الطهارة)



بارك الله فيك و جزاك سعادة الدارين على الطرح المميز
دمت بكل خير و سعادة


و فيك بارك الله، و جزاك الله سعادة الدارين أيضا، انه جواد كريم.
 
رد: فتـاوى الطهارة 1 (حقيقة الطهارة)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

موضوع قيم

بارك الله فيك وجزاك الله خيرااا

و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته.
و فيك بارك الله.
نرجو من كل اخواننا و أخواتنا المتابعة للسلسلة القيمة للانتفاع و التفقه في الدين و الدعاء لنا هنا أو في ظهر الغيب.
هذا الذي أريد و الله على ما أقول شهيد.
 
رد: فتـاوى الطهارة 1 (حقيقة الطهارة)

جزيت اخي ابو ليث على ما تقدمه من مواضيع مميزة
شكرا
و اياك أختي.
أسأل الله التوفيق و القبول.
 
رد: فتـاوى الطهارة 1 (حقيقة الطهارة)

فقه اصبح يزهد فيه كثير من الناس مع جهلهم به
أي نعم بارك الله فيك.
نحن جميعا في |أمس الحاجة الى الفقه في ديننا و في الحديث (من يريد الله به خير يفقه في الدين).
و لا شك أن زهد الناس في العلم لالتفاتهم الى الدنيا و متاعها الفان، و الجري وراء السراب حتى يأتي الموت و لات ساعة مندم.
 
رد: فتـاوى الطهارة 1 (حقيقة الطهارة)

السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته استادي و جزاكم الله سعادة الدارين على النصيحة ..
أسال الله ان يجعلك مباركا موفقا مسددا صالحا ومصلحا
اللهم أرح قلبه بلطف عفوك وحلاوة حبك واعمر أيامه بذكرك

اللهم ااااااامين
 
رد: فتـاوى الطهارة 1 (حقيقة الطهارة)

السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته استادي و جزاكم الله سعادة الدارين على النصيحة ..
أسال الله ان يجعلك مباركا موفقا مسددا صالحا ومصلحا
اللهم أرح قلبه بلطف عفوك وحلاوة حبك واعمر أيامه بذكرك

اللهم ااااااامين
جزاكم الله كل خير على الاستجابة السريعة و التغيير الطيب.
أسأل الله أن يبارك فيك، و يوفقك و يسددك و يحفظك من كل سوء و يوفقك الى كل خير.
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top