رد: محطات رجل اسمه الشامــــــخ ......
اللسان المستعار
إني هنا وفي هذه العجالة لا أتحدث عن وديعة ولا عن لقطة وما همل , إنما أتحدث عن لسان
مستعار وضياع عقل.
قال الحق سبحانه وتعالى( ( إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون) يوسف 02
( .. وهذا لسان عربي مبين...) النحل 103
أيها العربي يا ذا اللسان الفصيح , والنطق الصريح والنثر[ المليح]
لعل الإشارة تغني عن العبارة
ولعل التلميح يغني عن التصريح
ولعل اللبيب بالإشارة يفهم
إي والله بلسان عربي أنزلت, وبها أفضل الخلق دعا وصدع
بها السلف الصالح نادى وشيد وأشاد وما برح
لغة عجز الفطاحل أمامها , وكبوا على مناخرهم
لغة من رب الأرض والسماء أنارت الكون وما أظلم
لغة تنساب معانيها فراتا وسلسبيلا, وتتوهج ألفاظها حكمة وهداية وشفاء للعليل
الحرف منها بعشر من الأجر , الرسول محمد قال فلا تأويل.
وإذا ما أنت ارتديت رداءها , زادتك رونقا وتبجيلا
بها وعليها نلقى الأهل والعشيرة وعلى الحوض الشفيع الرسول
وأخرى تحبونها .نور الله سطع , فهللوا تهليلا
أما والحال هذه , وما أصاب ملعقة الفؤاد, وما لحق بها من صدإ بما كسبت أيدينا , ترى الكثير
من أبناء وبنات العروبة متشدقين متفيهقين بلسان مستورد , وعن لسان الأصالة في تباعد.
وحقيقة أمرهم كمن يبسط كفيه لماء البحر استجداء لما في أحشائه , وأعيب على القليل أمثالنا
ما دمنا ناطقين متمسكين بعصمة عروبتنا, ولعل من يسمعنا اليوم – إن كان له سمع- , ولعل من يبصرنا اليوم – إن كانت له بصيرة – يستخف بنا , بل وقل ينبذنا تماما , لكوننا كما يتهيأ له متخلفون مذمومون .
غزت عقولنا وأفكارنا نحن أبناء الضاد ألسنة لا تحسن من نطق الحروف الا تبديل الراء بغين
وإن أنت سألتهم عن لب ذلك تجد أكثرهم جاهلين مقلدين.
أيها العربي القح الأصيل لا تستهن بكلام الملك الجليل
فصن الأمانة ولا يأخذ بناصيتك عنها بديل ولا تحويل
في مشيك, في كلامك, في بيتك وحماك خاطب بها , فلسانك طيب حلو جميل
ولك أن تسبح في حمى غيرها فليس ذاك والله بمستحيل
إياك أعني يا ابن أبي وأمي .. أسمو وتزود فالكثير لا يغني عن القليل
واذكر يومها أن خطاب الرب لا يشوبه تهويل
ذاك ورب العزة صدقا وسورة الملك ظل ظليل
أيها الناطق بلسان عجم , لا تثريب عليك اليوم .. قد أرغموك .. استعبدوك ... بل أهانوك
من حيث لا تدري , وحتى إن كنت تدري فأنت لا تدري , وحق الذي يعلم ما في الصدر
لكن زبد هذا فاسد, فاستدرك ما فات ؟, فلم يبق من العمر وإن طال الا القليل
ورطب لسانك بذكر من الذكر ما استطعت , والله إنه لمن التنزيل
واعقد العزم واربط الفرس لحينها , فالأسود لا يخفيها دخان ولا صهيل
وازأر كما تزأر الليوث الضراغم في وجه كل مرتد
فاللسان المستعار متاع لا يصلح الا للقول والقيل