ناصر الوهراني
:: عضو مُشارك ::
- إنضم
- 2 سبتمبر 2013
- المشاركات
- 148
- نقاط التفاعل
- 61
- النقاط
- 7
قول أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا محمد بن فضيل عن أبيه عن نافع عن ابن عمر قال: لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أبو بكر رضي الله عنه: أيها الناس إن كان محمد إلهكم الذي تعبدونه فإن إلهكم قد مات، وإن كان إلهكم الله الذي في السماء فإن إلهكم لم يمت، ثم تلا { وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ} حتى ختم الآية.
وقال البخاري في تاريخه قال محمد بن فضيل عن فضيل بن غزوان عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل أبو بكر رضي الله عنه عليه فأكب عليه وقبل جبهته وقال " بأبي أنت وأمي طبت حيا وميتا "، وقال: " من كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات. ومن كان يعبد الله فإن الله في السماء حي لا يموت ". وفي صحيح البخاري من حديث سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه أن رسول الله ذهب إلى بني عمرو بن عمرو بن عوف ليصلح بينهم، فحانت الصلاة فجاء المؤذن إلى أبي بكر رضي الله عنه، فذكر الحديث وفيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أشار إلى أبي بكر أن امكث مكانك، فرفع أبو بكر يديه فحمد الله على ما أمره به رسول الله ثم استأخر، فذكره.
(قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه) قال إسماعيل عن قيس قال لما قدم عمر رضي الله عنه الشام استقبله الناس وهو على بعيره فقالوا يا أمير المؤمنين لو ركبت برذونا ليلقاك عظماء الناس ووجوههم، فقال عمر رضي الله عنه " ألا أراكم ها هنا إن الأمر من ههنا " وأشار بيده إلى السماء.
وقال عثمان بن سعيد الدارمي، حدثنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا جرير بن حازم قال سمعت أبا يزيد المزني قال لقيت امرأة عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقال لها خولة بنت ثعلبة رضي الله عنها وهو يسير مع الناس فاستوقفته فوقف لها، ودنا منها وأصغى إليها حتى قضت حاجتها وانصرفت، فقال له رجل يا أمير المؤمنين حبست رجالا من قريش على هذه العجوز قال: ويلك تدري من هذه؟ قال لا، قال هذه امرأة سمع اللهشكواها من فوق سبع سموات، هذه خولة بنت ثعلبة، والله لو لم تنصرف عني إلى الليل ما انصرفت حتى تقضي حاجتها.
وقال خليد بن دعلج عن قتادة قال " خرج عمر بن الخطاب رضي الله عنه من المسجد ومعه جارود العبدي فإذا بامرأة بارزة على ظهر الطريق، فسلم عليها عمر رضي الله عنه فردت عليه السلام وقالت إيها يا عمر، عهدتك يا عمر وأنت تسمى عميرا في سوق عكاظ تزع الصبيان بعصاك فلم تذهب الأيام حتى سميت عمر، ولم تذهب الأيام حتى سميت أمير المؤمنين، فاتق الله في الرعية، واعلم أنه من خاف الوعيد قرب عليه البعيد، ومن خاف الموت خشي الفوت، فقال الجارود فقد اجترأت أيتها المرأة على أمير المؤمنين، فقال عمر رضي الله عنه دعها أما تعرفها، هذه خولة بنت حكيم التي سمع الله شكواها من فوق سبع سموات، فعمر أحق أن يستمع لها قال ابن عبد البر قال وحدثنا من وجوه عن عمر بن الخطاب أنه خرج ومعه الناس فمر بعجوز فاستوقفته فوقف لها وجعل يحدثها وتحدثه، فقال رجل يا أمير المؤمنين حبست الناس على هذه العجوز، قال ويحك تدري من هذه. هذه امرأة سمع الله شكواها من فوق سبع سموات " الحديث.
(قول عبد الله بن رواحة رضي الله عنه) قال ابن عبد البر رحمه الله تعالى في كتاب الاستيعاب. روينا من وجوه صحاح أن عبد الله بن رواحة رضي الله عنه مشي إلى أمة له فنالها. فرأته امرأته فلامته فجحدها فقالت له: إن كنت صادقا فاقرأ القرآن فإن الجنب لا يقرأ القرآن فقال:
(قول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه) قال الدارمي: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال حدثنا حماد بن سلمة عن عاصم عن زر عن ابن مسعود رضي الله عنه قال " ما بين السماء الدنيا والتي تليها خمسمائة عام وبين كل سماء مسيرة خمسمائة عام وبين السماء السابعة وبين الكرسي خمسمائة عام وبين الكرسي إلى الماء مسيرة خمسمائة عام والعرش على الماء والله تعالفوق العرش وهو يعلم ما أنتم عليه " وروى الأعمش عن خيثمة عنه " أن العبد ليهم بالأمر من التجارة أو الإشارة حتى إذا تيسر له نظر الله إليه من فوق سبع سموات فيقول للملك اصرفه عنه فيصرفه عنه ".
(قول عبد الله بن عباس رضي الله عنهما) ذكر عبد الله بن أحمد بن حنبل في كتاب السنة من حديث سعيد بن جبير رضي الله عنه قال " تفكروا في كل شيء ولا تفكروا في ذات الله، فإن بين السماوات السبع إلى كرسيه سبعة آلاف نور وهو فوق ذلك ".
وفي مسند الحسن بن سفيان وكتاب عثمان بن سعيد الدارمي من حديث عبد الله بن أبي مليكة أنه حدثه ذكوان قال: استأذن ابن عباس رضي الله عنهما على عائشة رضي الله عنها وهي تموت فقال " كنت أحب نساء النبي صلى الله عليه وسلم إليه ولم يكن رسول الله يحب إلا طيبا، وأنزل الله براءتك من فوق سبع سموات، جاء بها الروح الأمين، فأصبح ليس مسجد من مساجد الله يذكر فيها ألا وهو يتلى فيها آناء الليل وآناء النهار ".
وذكر الطبراني في شرح السنة من حديث سفيان عن أبي هاشم عن مجاهد قال قيل لابن عباس إن ناسا يكذبون بالقدر. قال " يكذبون بالكتاب لئن أخذت شعر أحدهم لا ينبتونه إن الله كان على عرشه قبل أن يخلق شيئا فخلق الخلق فكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة، فإنما يجري الناس على أمر قد فرغ منه ".
وقال إسحق بن راهويه أخبرنا إبراهيم بن الحكم بن أبان عن أبيه عن عكرمة في قوله تعالى { ثُمَّ لآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ} قال ابن عباس رضي الله عنهما " لم يستطع أن يقول من فوقهم علم أن الله من فوقهم ".
(قول عائشة رضي الله عنها) قال الدارمي حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا جويرية بن أسماء قال: سمعت نافعا يقول: " قالت عائشة رضي الله عنها: وأيم الله إني لأخشى لو كنت أحب قتله لقتلته ـ تعني عثمان ـ ولكن علم الله من فوق عرشه إني لم أحب قتله ".
(قول زينب بنت جحش أم المؤمنين رضي الله عنها) ثبت في الصحيحين من حديث أنس رضي الله عنه قال: كانت زينب تفتخر على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وتقول: " زوجكن أهاليكن وزوجني الله من فوق سبع سموات: وفي لفظ غيرهما كانت تقول " زوجنيك الرحمن
من فوق عرشه، كان جبريل السفير بذلك، وأنا ابنة عمتك " رواه العسال.
(قول أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه) قال " لما لعن الله إبليس وأخرجه من سمواته وأخزاه قال: رب أخزيتني ولعنتني وطردتني عن سمواتك وجوارك فوعزتك لأغوين خلقت ما دامت الأرواح في أجسادهم، فأجابه الرب تبارك وتعالى فقال: وعزتي وجلالي وارتفاعي على عرشي لو أن عبدي أذنب حتى ملأ السماوات والأرض خطايا ثم لم يبق من عمره إلا نفس واحد فندم على ذنوبه لغفرتها وبدلت سيئاته كلها حسنات " وقد روى هذا المتن مرفوعا، ولفظه " وعزتي وجلالي وارتفاعي لو أن عبدي " ـ وذكره. رواه ابن لهيعة عن بني الهيثم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إن الشيطان قال: وعزتك لا أبرح أغوي عبادك ما دامت أرواحهم في أجسادهم، فقال الرب: وعزتي وجلالي وارتفاع مكاني لا أزال أغفر ما استغفروني ".
(قول الصحابة كلهم رضي الله عنهم) قال يحيى بن سعيد الأموي في مغازيه حدثنا البكائي عن ابن إسحق قال: حدثني يزيد بن سنان عن سعيد بن الأجود الكندي عن العرس بن قيس الكندي عن عدي بن عميرة رضي الله عنه قال " خرجت مهاجرا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر قصة طويلة وقال فيها: فإذا هو ومن معه يسجدون على وجوههم ويزعمون أن إلههم في السماء فأسلمت وتبعته ".
(ذكر أقوال التابعين رحمهم الله تعالى) قال مسروق رحمه الله: قال علي بن الأقمر: " كان مسروق إذا حدث عن عائشة رضي الله عنها قال حدثتني الصديقة بنت الصديق رضي الله عنهما حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم المبرأة من فوق سبع سموات ".
(قول عكرمة رحمه الله) قال سلمة بن شبيب حدثنا إبراهيم بن الحكم قال: حدثني أبي عن عكرمة رحمه الله تعالى قال: " بينما رجل مستلق على مننه في الجنة فقال في نفسه لم يحرك شفتيه لو أن الله يأذن لي لزرعت في الجنة فلم يعلم إلا والملائكة على أبواب جنته قابضين على أكفهم فيقولون سلام عليك، فاستوى قاعدا، فقالوا له يقول لك ربك تمنيت شيئا في نفسك قد علمته، وقد بعث معنا هذا البذر يقول لك ابذر، فألقى يمينا وشمالا وبين يديه وخلفه، فخرج أمثال الجبال على ما كان تمنى وزاد، فقال له الرب من فوق عرشه: كل يا ابن آدم؛ فإن ابن آدم لا يشبع ".
(قول قتادة رحمه الله تعالى) قال الدارمي: أخبرنا موسى بن إسماعيل حدثنا أبو هلال حدثنا قتادة قال: " قالت بنو إسرائيل يا رب أنت في السماء ونحن في الأرض فكيف لنا أن نعرف رضاك وغضبك؟ قال إذا رضيت استعملت عليكم خياركم وإذا غضبت استعملت عليكم شراركم ".
(قول سليمان التيمي رحمه الله تعالى) قال ابن أبي خيثمة في تاريخه حدثنا هارون بن معروف قال حدثنا ابن ضمرة عن صدقة التيمي عن سليمان التيمي قال: " لو سئلت أين الله؟ لقلت في السماء ".
(قول كعب الأحبار رحمه الله تعالى) قال الليث بن سعد حدثني خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال أن يزيد بن أسلم حدثه عن عطاء بن يسار قال " أتى رجل كعبا وهو في نفر فقال: يا أبا إسحاق حدثني عن الجبار، فأعظم القوم قوله: فقال كعب دعوا الرجل، فإن كان جاهلا تعلم، وإن كان عالما ازداد علما، ثم قال كعب أخبرك أن الله خلق سبع سموات ومن الأرض مثلهن، ثم جعل ما بين كل سمائين كما بين سماء الدنيا والأرض، وكثفهن مثل ذلك، ثم رفع العرش فاستوى عليه فوقه، وقال نعيم بن حماد أخبرنا أبو صفوان الأموي عن يونس بن يزيد عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن كعب قال: " قال الله في التوراة: أنا الله فوق عبادي وعرشي فوق جميع خلقي وأنا على عرشي أدبر أمور عبادي؛ لا يخفى عليّ شيء من أمر عبادي في سمائي ولا أرضي وإليّ مرجع خلقي فأنبئهم بما خفي عليهم من علمي، أغفر لمن شئت منهم بمغفرتي وأعاقب من شئت بعقابي ".
(قول مقاتل رحمه الله تعالى) ذكر البيهقي في الأسماء والصفات عن بكر بن معروف عن مقاتل " بلغنا والله أعلم في قوله عز وجل { هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ} الأول قبل كل شيء والآخر بعد كل شيء، والظاهر فوق كل شيء، والباطن أقرب من كل شيء، وإنما يعني القرب بعلمه وقدرته وهو فوق عرشه وهو بكل شيء عليم، وبهذا الإسناد عنه في قوله تعالى { إِلاَّ هُوَ مَعَهُمْ} يقول بعلمه وذلك قوله { إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} فيعلم نجواهم ويسمع كلامهم ثم ينبئهم يوم القيامة بكل شيء، وهو فوق عرشه وعلمه معهم ".
(قول الضحاك رحمه الله تعالى) روى بكر بن معروف عن مقاتل بن حيان عنه { مَا
يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ} " قال هو الله على العرش وعلمه معهم ".
(قول التابعين جملة) روى البيهقي بإسناد صحيح إلى الأوزاعي قال: كنا والتابعون متوافرون نقول: إن الله تعالى جل ذكره فوق عرشه ونؤمن بما وردت السنة به من صفاته.
قال شيخ الإسلام: وإنما قال الأوزاعي ذلك بعد ظهور جهم المنكر لكون الله سبحانه فوق عرشه، والنافي لصفاته، ليعرف الناس أن مذهب السلف كان بخلاف قوله، قال أبو عمر بن عبد البر في التمهيد وعلماء الصحابة والتابعين الذين حمل عنهم التأويل قالوا في تأويل قوله تعالى { مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ} هو على العرش وعلمه في كل مكان وما خالفهم أحد في ذلك يحتج به.
(قول الحسن رحمه الله تعالى) روى أبو بكر الهذيلي عن الحسن رحمه الله قال: " ليس شيء عند ربك من الخلق أقرب إليه من إسرافيل وبينه وبين ربه سبعة حجب، كل حجاب مسيرة خمسمائة عام، وإسرافيل دون هؤلاء، ورأسه تحت العرش ورجلاه في تخوم السابعة ".
(قول مالك بن دينار رحمه الله تعالى) ذكر أبو العباس السراج أخبرنا عبد الله بن أبي زياد وهارون قالا: حدثنا سيار قال حدثنا جعفر قال: سمعت مالك بن دينار يقول: " إن الصديقين إذا قرئ عليهم القرآن طربت قلوبهم إلى الآخرة، ثم يقول: خذوا فيقرءون، ويقول اسمعوا إلى قوله الصادق من فوق عرشه " وكان مالك بن دينار وغيره من السلف يذكرون هذا الأثر: " ابن آدم خيري إليك نازل وشرك إليّ صاعد، وأتحبب إليك بالنعم وتتبغض إلي بالمعاصي ولا يزال ملك كريم قد عرج إليّ منك بعمل قبيح ".
(قول ربيعة بن عبد الرحمن رحمه الله شيخ مالك بن أنس رحمة الله عليه) قال يحيى بن آدم عن أبيه عن ابن عيينة قال: سئل ربيعة عن قوله تعالى { الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} قال " الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول، ومن الله تعالى الرسالة وعلى الرسول صلى الله عليه وسلم البلاغ وعلينا التصديق ".
(قول عبد الله بن الكوا رحمه الله تعالى) ذكر الحافظ أبو القاسم بن عساكر رحمه الله
في تاريخه عن هشام بن سعد قال: قدم عبد الله بن الكوا على معاوية فقال له " أخبرني عن أهل البصرة؟ قال يقاتلون معا ويدبرون شتى، قال فأخبرني عن أهل الكوفة؟ قال أنظر الناس في صغيرة وأوقعهم في كبيرة، قال فأخبرني عن أهل المدينة؟ قال أحرص الناس على الفتنة وأعجزهم عنها، قال فأخبرني عن أهل الموصل؟ قال قلادة وليدة فيها من كل شيء خرزة، قال فأخبرني عن أهل مصر؟ قال لقمة أكل. قال فأخبرني عن أهل الجزيرة؟ قال كناسة بين مدينتين. قال فأخبرني عن أهل الشام؟ قال جند أمير المؤمنين لا أقول فيهم شيئا، قال لتقولن قال أطوع الناس لمخلوق وأعصاهم لخالق ولا يحسبون للسماء ساكنا ".
من كتاب:
وقال البخاري في تاريخه قال محمد بن فضيل عن فضيل بن غزوان عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل أبو بكر رضي الله عنه عليه فأكب عليه وقبل جبهته وقال " بأبي أنت وأمي طبت حيا وميتا "، وقال: " من كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات. ومن كان يعبد الله فإن الله في السماء حي لا يموت ". وفي صحيح البخاري من حديث سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه أن رسول الله ذهب إلى بني عمرو بن عمرو بن عوف ليصلح بينهم، فحانت الصلاة فجاء المؤذن إلى أبي بكر رضي الله عنه، فذكر الحديث وفيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أشار إلى أبي بكر أن امكث مكانك، فرفع أبو بكر يديه فحمد الله على ما أمره به رسول الله ثم استأخر، فذكره.
(قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه) قال إسماعيل عن قيس قال لما قدم عمر رضي الله عنه الشام استقبله الناس وهو على بعيره فقالوا يا أمير المؤمنين لو ركبت برذونا ليلقاك عظماء الناس ووجوههم، فقال عمر رضي الله عنه " ألا أراكم ها هنا إن الأمر من ههنا " وأشار بيده إلى السماء.
وقال عثمان بن سعيد الدارمي، حدثنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا جرير بن حازم قال سمعت أبا يزيد المزني قال لقيت امرأة عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقال لها خولة بنت ثعلبة رضي الله عنها وهو يسير مع الناس فاستوقفته فوقف لها، ودنا منها وأصغى إليها حتى قضت حاجتها وانصرفت، فقال له رجل يا أمير المؤمنين حبست رجالا من قريش على هذه العجوز قال: ويلك تدري من هذه؟ قال لا، قال هذه امرأة سمع اللهشكواها من فوق سبع سموات، هذه خولة بنت ثعلبة، والله لو لم تنصرف عني إلى الليل ما انصرفت حتى تقضي حاجتها.
وقال خليد بن دعلج عن قتادة قال " خرج عمر بن الخطاب رضي الله عنه من المسجد ومعه جارود العبدي فإذا بامرأة بارزة على ظهر الطريق، فسلم عليها عمر رضي الله عنه فردت عليه السلام وقالت إيها يا عمر، عهدتك يا عمر وأنت تسمى عميرا في سوق عكاظ تزع الصبيان بعصاك فلم تذهب الأيام حتى سميت عمر، ولم تذهب الأيام حتى سميت أمير المؤمنين، فاتق الله في الرعية، واعلم أنه من خاف الوعيد قرب عليه البعيد، ومن خاف الموت خشي الفوت، فقال الجارود فقد اجترأت أيتها المرأة على أمير المؤمنين، فقال عمر رضي الله عنه دعها أما تعرفها، هذه خولة بنت حكيم التي سمع الله شكواها من فوق سبع سموات، فعمر أحق أن يستمع لها قال ابن عبد البر قال وحدثنا من وجوه عن عمر بن الخطاب أنه خرج ومعه الناس فمر بعجوز فاستوقفته فوقف لها وجعل يحدثها وتحدثه، فقال رجل يا أمير المؤمنين حبست الناس على هذه العجوز، قال ويحك تدري من هذه. هذه امرأة سمع الله شكواها من فوق سبع سموات " الحديث.
(قول عبد الله بن رواحة رضي الله عنه) قال ابن عبد البر رحمه الله تعالى في كتاب الاستيعاب. روينا من وجوه صحاح أن عبد الله بن رواحة رضي الله عنه مشي إلى أمة له فنالها. فرأته امرأته فلامته فجحدها فقالت له: إن كنت صادقا فاقرأ القرآن فإن الجنب لا يقرأ القرآن فقال:
شهدت بأن وعد الله حقوأن النار مثوى الكافرين
وأن العرش فوق الماء طافوفوق العرش رب العالمين
وتحمله ملائكة شدادملائكة الإله مسوّمينا
فقالت آمنت بالله وكذبت عيني. وكانت لا تحفظ القرآن ولا تقرؤه.(قول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه) قال الدارمي: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال حدثنا حماد بن سلمة عن عاصم عن زر عن ابن مسعود رضي الله عنه قال " ما بين السماء الدنيا والتي تليها خمسمائة عام وبين كل سماء مسيرة خمسمائة عام وبين السماء السابعة وبين الكرسي خمسمائة عام وبين الكرسي إلى الماء مسيرة خمسمائة عام والعرش على الماء والله تعالفوق العرش وهو يعلم ما أنتم عليه " وروى الأعمش عن خيثمة عنه " أن العبد ليهم بالأمر من التجارة أو الإشارة حتى إذا تيسر له نظر الله إليه من فوق سبع سموات فيقول للملك اصرفه عنه فيصرفه عنه ".
(قول عبد الله بن عباس رضي الله عنهما) ذكر عبد الله بن أحمد بن حنبل في كتاب السنة من حديث سعيد بن جبير رضي الله عنه قال " تفكروا في كل شيء ولا تفكروا في ذات الله، فإن بين السماوات السبع إلى كرسيه سبعة آلاف نور وهو فوق ذلك ".
وفي مسند الحسن بن سفيان وكتاب عثمان بن سعيد الدارمي من حديث عبد الله بن أبي مليكة أنه حدثه ذكوان قال: استأذن ابن عباس رضي الله عنهما على عائشة رضي الله عنها وهي تموت فقال " كنت أحب نساء النبي صلى الله عليه وسلم إليه ولم يكن رسول الله يحب إلا طيبا، وأنزل الله براءتك من فوق سبع سموات، جاء بها الروح الأمين، فأصبح ليس مسجد من مساجد الله يذكر فيها ألا وهو يتلى فيها آناء الليل وآناء النهار ".
وذكر الطبراني في شرح السنة من حديث سفيان عن أبي هاشم عن مجاهد قال قيل لابن عباس إن ناسا يكذبون بالقدر. قال " يكذبون بالكتاب لئن أخذت شعر أحدهم لا ينبتونه إن الله كان على عرشه قبل أن يخلق شيئا فخلق الخلق فكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة، فإنما يجري الناس على أمر قد فرغ منه ".
وقال إسحق بن راهويه أخبرنا إبراهيم بن الحكم بن أبان عن أبيه عن عكرمة في قوله تعالى { ثُمَّ لآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ} قال ابن عباس رضي الله عنهما " لم يستطع أن يقول من فوقهم علم أن الله من فوقهم ".
(قول عائشة رضي الله عنها) قال الدارمي حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا جويرية بن أسماء قال: سمعت نافعا يقول: " قالت عائشة رضي الله عنها: وأيم الله إني لأخشى لو كنت أحب قتله لقتلته ـ تعني عثمان ـ ولكن علم الله من فوق عرشه إني لم أحب قتله ".
(قول زينب بنت جحش أم المؤمنين رضي الله عنها) ثبت في الصحيحين من حديث أنس رضي الله عنه قال: كانت زينب تفتخر على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وتقول: " زوجكن أهاليكن وزوجني الله من فوق سبع سموات: وفي لفظ غيرهما كانت تقول " زوجنيك الرحمن
من فوق عرشه، كان جبريل السفير بذلك، وأنا ابنة عمتك " رواه العسال.
(قول أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه) قال " لما لعن الله إبليس وأخرجه من سمواته وأخزاه قال: رب أخزيتني ولعنتني وطردتني عن سمواتك وجوارك فوعزتك لأغوين خلقت ما دامت الأرواح في أجسادهم، فأجابه الرب تبارك وتعالى فقال: وعزتي وجلالي وارتفاعي على عرشي لو أن عبدي أذنب حتى ملأ السماوات والأرض خطايا ثم لم يبق من عمره إلا نفس واحد فندم على ذنوبه لغفرتها وبدلت سيئاته كلها حسنات " وقد روى هذا المتن مرفوعا، ولفظه " وعزتي وجلالي وارتفاعي لو أن عبدي " ـ وذكره. رواه ابن لهيعة عن بني الهيثم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إن الشيطان قال: وعزتك لا أبرح أغوي عبادك ما دامت أرواحهم في أجسادهم، فقال الرب: وعزتي وجلالي وارتفاع مكاني لا أزال أغفر ما استغفروني ".
(قول الصحابة كلهم رضي الله عنهم) قال يحيى بن سعيد الأموي في مغازيه حدثنا البكائي عن ابن إسحق قال: حدثني يزيد بن سنان عن سعيد بن الأجود الكندي عن العرس بن قيس الكندي عن عدي بن عميرة رضي الله عنه قال " خرجت مهاجرا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر قصة طويلة وقال فيها: فإذا هو ومن معه يسجدون على وجوههم ويزعمون أن إلههم في السماء فأسلمت وتبعته ".
(ذكر أقوال التابعين رحمهم الله تعالى) قال مسروق رحمه الله: قال علي بن الأقمر: " كان مسروق إذا حدث عن عائشة رضي الله عنها قال حدثتني الصديقة بنت الصديق رضي الله عنهما حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم المبرأة من فوق سبع سموات ".
(قول عكرمة رحمه الله) قال سلمة بن شبيب حدثنا إبراهيم بن الحكم قال: حدثني أبي عن عكرمة رحمه الله تعالى قال: " بينما رجل مستلق على مننه في الجنة فقال في نفسه لم يحرك شفتيه لو أن الله يأذن لي لزرعت في الجنة فلم يعلم إلا والملائكة على أبواب جنته قابضين على أكفهم فيقولون سلام عليك، فاستوى قاعدا، فقالوا له يقول لك ربك تمنيت شيئا في نفسك قد علمته، وقد بعث معنا هذا البذر يقول لك ابذر، فألقى يمينا وشمالا وبين يديه وخلفه، فخرج أمثال الجبال على ما كان تمنى وزاد، فقال له الرب من فوق عرشه: كل يا ابن آدم؛ فإن ابن آدم لا يشبع ".
(قول قتادة رحمه الله تعالى) قال الدارمي: أخبرنا موسى بن إسماعيل حدثنا أبو هلال حدثنا قتادة قال: " قالت بنو إسرائيل يا رب أنت في السماء ونحن في الأرض فكيف لنا أن نعرف رضاك وغضبك؟ قال إذا رضيت استعملت عليكم خياركم وإذا غضبت استعملت عليكم شراركم ".
(قول سليمان التيمي رحمه الله تعالى) قال ابن أبي خيثمة في تاريخه حدثنا هارون بن معروف قال حدثنا ابن ضمرة عن صدقة التيمي عن سليمان التيمي قال: " لو سئلت أين الله؟ لقلت في السماء ".
(قول كعب الأحبار رحمه الله تعالى) قال الليث بن سعد حدثني خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال أن يزيد بن أسلم حدثه عن عطاء بن يسار قال " أتى رجل كعبا وهو في نفر فقال: يا أبا إسحاق حدثني عن الجبار، فأعظم القوم قوله: فقال كعب دعوا الرجل، فإن كان جاهلا تعلم، وإن كان عالما ازداد علما، ثم قال كعب أخبرك أن الله خلق سبع سموات ومن الأرض مثلهن، ثم جعل ما بين كل سمائين كما بين سماء الدنيا والأرض، وكثفهن مثل ذلك، ثم رفع العرش فاستوى عليه فوقه، وقال نعيم بن حماد أخبرنا أبو صفوان الأموي عن يونس بن يزيد عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن كعب قال: " قال الله في التوراة: أنا الله فوق عبادي وعرشي فوق جميع خلقي وأنا على عرشي أدبر أمور عبادي؛ لا يخفى عليّ شيء من أمر عبادي في سمائي ولا أرضي وإليّ مرجع خلقي فأنبئهم بما خفي عليهم من علمي، أغفر لمن شئت منهم بمغفرتي وأعاقب من شئت بعقابي ".
(قول مقاتل رحمه الله تعالى) ذكر البيهقي في الأسماء والصفات عن بكر بن معروف عن مقاتل " بلغنا والله أعلم في قوله عز وجل { هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ} الأول قبل كل شيء والآخر بعد كل شيء، والظاهر فوق كل شيء، والباطن أقرب من كل شيء، وإنما يعني القرب بعلمه وقدرته وهو فوق عرشه وهو بكل شيء عليم، وبهذا الإسناد عنه في قوله تعالى { إِلاَّ هُوَ مَعَهُمْ} يقول بعلمه وذلك قوله { إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} فيعلم نجواهم ويسمع كلامهم ثم ينبئهم يوم القيامة بكل شيء، وهو فوق عرشه وعلمه معهم ".
(قول الضحاك رحمه الله تعالى) روى بكر بن معروف عن مقاتل بن حيان عنه { مَا
يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ} " قال هو الله على العرش وعلمه معهم ".
(قول التابعين جملة) روى البيهقي بإسناد صحيح إلى الأوزاعي قال: كنا والتابعون متوافرون نقول: إن الله تعالى جل ذكره فوق عرشه ونؤمن بما وردت السنة به من صفاته.
قال شيخ الإسلام: وإنما قال الأوزاعي ذلك بعد ظهور جهم المنكر لكون الله سبحانه فوق عرشه، والنافي لصفاته، ليعرف الناس أن مذهب السلف كان بخلاف قوله، قال أبو عمر بن عبد البر في التمهيد وعلماء الصحابة والتابعين الذين حمل عنهم التأويل قالوا في تأويل قوله تعالى { مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ} هو على العرش وعلمه في كل مكان وما خالفهم أحد في ذلك يحتج به.
(قول الحسن رحمه الله تعالى) روى أبو بكر الهذيلي عن الحسن رحمه الله قال: " ليس شيء عند ربك من الخلق أقرب إليه من إسرافيل وبينه وبين ربه سبعة حجب، كل حجاب مسيرة خمسمائة عام، وإسرافيل دون هؤلاء، ورأسه تحت العرش ورجلاه في تخوم السابعة ".
(قول مالك بن دينار رحمه الله تعالى) ذكر أبو العباس السراج أخبرنا عبد الله بن أبي زياد وهارون قالا: حدثنا سيار قال حدثنا جعفر قال: سمعت مالك بن دينار يقول: " إن الصديقين إذا قرئ عليهم القرآن طربت قلوبهم إلى الآخرة، ثم يقول: خذوا فيقرءون، ويقول اسمعوا إلى قوله الصادق من فوق عرشه " وكان مالك بن دينار وغيره من السلف يذكرون هذا الأثر: " ابن آدم خيري إليك نازل وشرك إليّ صاعد، وأتحبب إليك بالنعم وتتبغض إلي بالمعاصي ولا يزال ملك كريم قد عرج إليّ منك بعمل قبيح ".
(قول ربيعة بن عبد الرحمن رحمه الله شيخ مالك بن أنس رحمة الله عليه) قال يحيى بن آدم عن أبيه عن ابن عيينة قال: سئل ربيعة عن قوله تعالى { الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} قال " الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول، ومن الله تعالى الرسالة وعلى الرسول صلى الله عليه وسلم البلاغ وعلينا التصديق ".
(قول عبد الله بن الكوا رحمه الله تعالى) ذكر الحافظ أبو القاسم بن عساكر رحمه الله
في تاريخه عن هشام بن سعد قال: قدم عبد الله بن الكوا على معاوية فقال له " أخبرني عن أهل البصرة؟ قال يقاتلون معا ويدبرون شتى، قال فأخبرني عن أهل الكوفة؟ قال أنظر الناس في صغيرة وأوقعهم في كبيرة، قال فأخبرني عن أهل المدينة؟ قال أحرص الناس على الفتنة وأعجزهم عنها، قال فأخبرني عن أهل الموصل؟ قال قلادة وليدة فيها من كل شيء خرزة، قال فأخبرني عن أهل مصر؟ قال لقمة أكل. قال فأخبرني عن أهل الجزيرة؟ قال كناسة بين مدينتين. قال فأخبرني عن أهل الشام؟ قال جند أمير المؤمنين لا أقول فيهم شيئا، قال لتقولن قال أطوع الناس لمخلوق وأعصاهم لخالق ولا يحسبون للسماء ساكنا ".
من كتاب:
اجتماع الجيوش الإسلامية
آخر تعديل بواسطة المشرف: