أوصيكَ بـ نفسكَ ، ولا تهتَم بعدَ الآن بمَا يحدث لِي ومَا قد يحدُث ، الآن فقَط أدركتُ أننّا إنتهينَا ،
ولا تقلَق .. . يومًا مَا سأحقق لَكَ مَا أردتهُ دائمًا لِي ، لَا تقلَق .. إن كنتَ تقلَق !
أتدري ؟ لَم أكُن أستحِق كُل مَا فعلتهُ بِيَ أنتَ
وأنتَ تعلَم ذلكَ قبلِي ، كَان من المفترَض أن نحتفل بسنويتنَا هذا الشهر ،
ولكنّها سخريَة القَدَر التّي دفعتكَ الآن تحديدًا للرحِيل بعيدًا عنّي بلا عَودة ،
أوصيكَ بـ نفسكَ ، وإن طرقتْ بابكَ بعدِي إمرأة و أحبّتكَ مثلمَا فعلتُ أنَا .. . لَا تقسُو عليهَا و رُدّ لَها الحُب | حُبًا ،
لَا تُخطِئ معهَا مثلمَا مَارستَ أخطاءكَ معِي بفداحَة ، صدّق أو لا تصدّق ولكنّ هناكَ مَن قَد يُحبّكَ بِلا مُقابِل ، و أنَا أحببتكَ هكذَا ،
و لَا تندَم إن شعرتُ يومًا مَا بـ أنّكَ قَد تماديتَ بُظلمِي ، مَا فَات مِن زَمَن ذكريَاتِي السّيئَة مَعكَ قَد قتلته فـ لا تندَم على شَيئ ،
أنَا قَد سألتُكَ أنْ تحبّني فقط ، فِي وقتٍ كُنتُ قَد أعطيتكَ بِهِ ما يفوق الحُب بكثيييير ، و أنتَ بخلتْ ! وحتّى الحُب لَم تعطنِي إياه ،
لَم أعتب عليكَ و لَن أفعَل ...
ربّما لَم أكُن أستحِقه ، لَم أكُن أستحِق أن تحبّنِي أنتَ ،
أوصيكَ بـ نفسكَ ، و لَا تضحكَ بعدِي ! [ ضحكتك ] كانتْ أكثر مَا أحبّه بكَ ، فـ لا تحرمنِي منها بينمَا تعطهَا لغيري ،
هذَا إن كَانتْ ضحكتكَ تفعَل بهِم مَا كَانت تفعلهُ بِي ، وتسعدهُم مثلمَا كانتْ تسعدنِي ،
وَلا تحمِل هَمّ متى أنسَاكَ .. . إن كُنتَ تحمِل همًا بشأنِي ، ربّما لَم أستطِع نسيَانكَ ،
بِربّكَ مَاذا أنسى ؟ ومَا أذكُر ؟ و أنتَ كُنتَ تناصِفني عُمرِي ، و أعيشُكَ قبلَه ، مَاذَا أنسى ؟ مَاذا أذكُر ،
أنا إِن إنسلختُ منكَ تشوّهتُ ، و إن بقيتُ أبكِي علَى أطلالكَ تمزّقتُ حزنًا ، مَا الحَل ؟ لَا أعلَم !
أوصيكَ بـ نفسكَ ، وأقسِم لَكَ أننّي مَا أردتُ لَكَ إلاّ الخَير ، حَد أننّي حينَ كنتُ أظنّ أن فراقِي لَكَ خيرًا كُنتُ أطيل بهِ و لَا أعُود لَكَ ،
أقسِم لَكَ أننّي مَا أردتُ لَكَ إلاّ الخَير ، حتّى و أنَا أتجرّع معكَ مرَارَة أقسَى الأحاسِيس التّي لا تتخيّلهَا ..
.. كُنتُ أعجَز أن أدعِي الله بمَا قَد يُسيئكَ ، و أخَافُ أن يعاقبكَ الله بحُزنِي منكَ ،
أوصيكَ بـ نفسكَ .. . فقَد شعرتُ أخيرًا أنّني الوحيدَة التّي تعانِي بـ فراقكَ ، و أننّي أصغَر بكثِير مِن أن تشعُر بـ خلو عالمكَ منّي ،
أو أن يؤثّر بِكَ فراقِي ، لَا يهُم .. لَا شَيئ يهُم الآن وَلا أعلَم كَيفَ كتبتُ لَكَ آخر رسائلِي ولكننّي فعلتُ ،
إن قرأتها فـ إعلَم أننّي سامحتكَ علَى كُل شَيئ ، و إن لَم تقرأ .. فـ لا حيلَة لديّ لكي تمر عينكَ علَى خِتام كلماتِي لكَ ، لا حيلَة لديّ .
السبت :
15 مايو 2010 /
56 : 3 صباحًا
للكآتبة شتآت