كثير من الناس دائما ما يكون في حالة ضجر .. ويبين هذا ردود أفعاله وأقواله ..
" أف .. نفسيتي سيئة .. أنا قلق .. كرهت .. مزاجي متعكر .. الحياة روتين ..
ملل .. لا أدري ماذا أفعل .. ملل .. نقد .. تشاؤم " ..
كلمات نسمعها كل يوم في كل مجلس أو تغريدة أو نقرأها بالصحف من الصباح إلى المساء ..
وأكثر الرسائل التي نقرأها أو نسمعها سلبية وقليل منها ايجابية ..
يقول : " نفس هذا الاسلوب حصل معي في جلسة عائلية ..
فقلت لهم : التفتوا حولكم وعيشوا نعم الله تعالى عليكم وكونوا متفائلين ..
فرد علي أحدهم : وكيف نكون ايجابيين وأنت كما ترى ..
الأوضاع من حولنا سياسيا سيئة .. وإقتصاديا متدهورة .. وتربويا منحدرة .. وإعلاميا مضللة ..
فقلت له : إذا كان كل ما تراه في انحدار .. فكيف ترى نفسك إذن ؟؟
فاستغرب من سؤالي وارتبك قليلا وأنا أنظر إليه .. ثم قال : فاجأتني بسؤالك ..
فقلت له : أكرر سؤالي مرة أخرى وأنت كيف ترى ذاتك ؟؟ فأجاب إجابة دبلوماسية ..
فقلت له : إنه من السهل علينا أن ننتقد ولكن من الصعب أن نرتقي بأنفسنا ونركز على ذواتنا فنغيرها ..
ولو درسنا حياة المصلحين والناجحين لرأينا أنهم قليلوا الكلام كثيروا العمل ..
ونحن صرنا كثيري الكلام قليلي العمل " ..
إن التفكير في الذات وتنميتها وتطويرها هو الأساس الذي يهرب منه الناس بحيل كثيرة ..
من خلال كثرة الجلسات وطول السهرات والانشغال بالجوالات والقيل والقال ..
كل ذلك هروبا من مواجهة النفس والذات ..
فإذا جلسوا وحدهم في السيارة أو الطائرة أو في غرفة الانتظار ..
فإنهم يشغلون أنفسهم بأي شيء حتى لا يفكروا بذواتهم وتبدأ أنفسهم تحاسبهم على تقصيرهم ..
ولهذا هم يتهربون من مواجهة ذواتهم ..
يقول : " يذكر أن رجلا قال لي يوما : أنا أهرب من نفسي ..
فلما تحدثت معه .. اكتشفت أنه مقصر ولا يريد أن يحاسب نفسه على تقصيره ..
بينما لو جلس مع ذاته جلسة واحدة ونظفها من الشوائب ..
فانه سينطلق محبا لذاته وللآخرين .. وهذا ما حصل معه والحمد لله ..
وقد طرح سؤالا وهو :
" ما هي الأفكار التي تساعدنا على الشعور بالسعادة والراحة والإطمئنان ونكون إيجابيين ومتفائلين ؟ "
فأجبته بأن أول خطوة ..
- أن نحب الجلوس مع أنفسنا وذواتنا ..
- نوقف ألسنتنا من كثرة النقد والشكوى ..
- أن نعيش مع الطبيعة ..
- نرسم ..
- نتغنى ..
- نمارس الرياضة ..
- نخطط لمستقبلنا ..
- نذكر الله ..
- نتطوع في عمل خيري ..
- نساعد المساكين ..
- نطور مهاراتنا ..
- نسافر لنغير المزاج والبيئة ..
- ننظر للأمور بصورة ايجابية ..
- نصادق من تؤنسنا صحبته ..
- نكون متوازنين غير متهورين ..
- لا نكثر من تأنيب ضميرنا ..
- نسعى لتحقيق أهدافنا وأحلامنا ..
- نتعلم شيئا جديدا ..
- نأكل غذاء صحيا ..
- نتعلم من أخطائنا ..
- نرتاح وننام مبكرا ..
- نحافظ على الصلاة بوقتها ..
- نردد أذكار الصباح والمساء ..
- نوقف لوم أنفسنا ..
- نعيش يوما من غير تلفاز ..
- نخرج للبحر أو للبر ..
- نلعب مع الأطفال ..
- نستمتع بلحظات السعادة التي نعيشها ولو كانت لدقائق ..
- نتعرف على أصدقاء جدد ..
- نعمل بعض أعمالنا بأنفسنا ..
فهذه ثلاثون فكرة تساعدنا على أنفسنا والحياة ولا تشعرنا بروتين الحياة ..
من يتأمل سيرة النبي الكريم -
إلا انه أكثر الناس تبسما ..
وهذه الابتسامة ليست مجاملة وإنما هي حقيقية ونستطيع أن ندرب أنفسنا عليها ..
فالنبي الكريم -
فقد توفيت زوجته وتوفي بناته عدا فاطمة رضي الله عنها وتوفي بعض أحفاده ..
وتآلبت عليه القبائل وتعرض للاضطهاد وأخرج من بلده أكثر من مرة ..
والمؤامرات تحاك ضده يوميا من المنافقين والكفار ..
ومع ذلك كان أكثر ما يرى في وجهه -
كيف لا وهو الذي كان يقول ..
" تَبَسُّمُكَ في وجْهِ أخِيك لكَ صدَقةٌ ..
وأمرُك بالمعروفِ و نهيُك عن المنكرِ صدقةٌ ..
وإِرْشادُك الرجلَ في أرضِ الضَّلالِ لكَ صدَقةٌ ..
وإماطَتُك الحجرَ و الشَّوْكَ و العظْمَ عن الطَّريقِ لكَ صدَقةٌ ..
وإِفراغُك من دَلْوِك في دَلْوِ أخِيكَ لكَ صدَقةٌ " ..
وكانت أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - تقول واصفة خلق النبي -
" كان خلقه القرآن " ..
فما هي هذه المعادلة التي عاشها النبي الكريم -
وهل نستطيع نحن أن نعيشها اليوم ؟!
والجواب على السؤال الأول أن هذه المعادلة ..
تقتضي الايمان بالله .. والتوكل عليه .. وتفويض الأمر إليه ..
مع العيش مع أحداث الحياة ومعاناتها ومرارتها ..
فهي خلطة ايمانية انطلاقا من أبرز صفات المؤمنين ..
" الإيمان بالقدر خيره وشره " ..
ولكن هذه التربية نحن لم نتلقها ولهذا نحتاج أن نربي أنفسنا عليها ..
وأما الجواب على السؤال الثاني .. فنعم نحن نستطيع ..
على الرغم من كثرة المآسي أن نعيش بسلام داخلي وابتسامة دائمة ..
لأن النبي -
وإنما نتعلم منه الممكن ..
أتمنى إنو الموضوع نال على استحسانكم ورضاكم ..
هذا .. وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم ..
المــوضووع منقول لمــا فيه من فــائدة