أنتزعوها من مملكة العفاف الوارفة الظلال

boussaha

:: عضو منتسِب ::
إنضم
30 نوفمبر 2013
المشاركات
15
نقاط التفاعل
3
النقاط
7
قضية قذف بها الغرب في مجتمعاتنا منذ زمن بعيد، وتبعهم على آثارها أناس من بني جلدتنا، ممن أغوتهم الحضارة الغربية فهم في عشقها هائمين، أخذت هذه القضية حيزًا مهمًا من تفكير الناس في العصر الحالي، تعالت بها أصوات الحاقدين وعقدوا من أجلها المؤتمرات والندوات، يطلقون عليها في غير ما حياء (تحرير المرأة) بمفهومهم المنحرف عن جادة الصواب، إنه ذلك المفهوم الذي أراد أن يجرد المرأة من ثوب الحياء، وأن ينتزعها من مملكة العفاف الوارفة الظلال الذي أنشأها لها الإسلام، ويرمي بها في غياهب مفهوم غريب على مجتمعاتنا تنهشها الذئاب.
وقد أنبرى لهذه المهمة الكثير ممن يتكلمون بألسنتنا، ممن أعتادوا أن ينفثوا في أمتنا السم الرعاف، ألهتهم أفكار عبرت لنا من الخارج عن تمحيص القضية والنظر فيها نظرة صدق وإنصاف.
مفهوم التحرير
تلك الدعوات يا أخوات والتي يطلق عليها (تحرير المرأة) والتي هي ستار للاسم الحقيقي (التغرير بالمرأة)، هي في حقيقة أمرها دعوات للانحلال والتسيب الاجتماعي والخلقي، بدأت بدعوة النساء إلى نبذ الحجاب الشرعي الساتر لها، الحافظ لعفتها وكرامتها، والخروج من البيت ـ فقط من أجل الخروج ـ مستخدمين حجج شتى كالعمل والمساواة مع الرجل والاختلاط بالرجال اختلاطًا فاحشًا دون ضابط من خلق أو دين، وهذا الذي أدى إلى ضعف الحياء وفقدان العفة والسقوط في مهاوي الرذيلة، مما تسبب في أضرار بالغة لحقت بمجتمعاتنا، فضلًا عن ضرب كثير من الأسر في مقتل.
إن التحرر الذي فهمه دعاة التغريب هو إطلاق العنان للغرائز والشهوات، دون اعتبار لمصلحة المرأة أو مصلحة عائلتها، لقد فهموا التحرر فهمًا مقلوبًا، حيث كان يعني عندهم الهجوم على القيم والأخلاق والإسلام الحامي لهذه القيم، لذلك اعتبروا أن الإسلام هو العدو الأول للمرأة نقلًا بلا تمحيص من أقوال وخرافات المستشرقين الحاقدين.
فلقد كان لسان حال ومقال دعاة التحرير من الغربيين: (لابد من مساواة الرجل والمرأة في جميع نواحي الحياة) بلا قيود ولا حدود، فوافقهم المنهزمون وقالوا: (وهذا هو الذي ينادي به ديننا ويدعو إليه) [عودة الحجاب، محمد أحمد إسماعيل المقدم، (11)، بتصرف].
جذور القضية
(بدأت القضية مع المرأة الغربية، وهذا لا يعني أن المرأة المسلمة لم تكن تعاني من المشاكل والهموم، فلو كان هذا الأمر صحيحًا لما وجد هؤلاء الغربيون ثغرة يدخلون بها إلى مجتمعاتنا، ولكن الفرق بين الشرق والغرب شاسع، ذلك أن المرأة في العالم الإسلامي لم يكن لها قضية خاصة، إنما كانت القضية الحقيقية هي تخلف المجتمع وانحرافه عن حقيقة الإسلام) [المرأة بين التحرير والتغير، د. نهى قاطرجي].
أما الصورة الحقيقية البهية للمرأة في الإسلام يا فتاة الدين، فتلك التي تُقرأ واضحة في صفحات سطرها التاريخ بعطر من الياسمين، تلك الصفحات التي رسمت كيف كان للمرأة في عهد المصطفى صلى الله عليه وسلم كيان مستقل عن الرجل تطالب بحقها الذي أعطاه أياه الإسلام بكل جرأة، ألم يسمع هؤلاء الحاقدين بتلك المرأة التي وقفت في وجه عمر بن الخطاب رضي الله عنه تطالب بحقها في صلاة الجماعة في المسجد، وها هي المرأة في الإسلام تمارس حقها في إدارة أموالها بمعزل عن زوجها كما فعلت ميمونة أم المؤمنين بجاريتها دون علم النبي صلى الله عليه وسلم.
أم أنهم لم يأتهم خبر بنت ملحان، التي أهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عرسه هدية باسمها لا باسم زوجها، فقالت: (يا أنس، اذهب بهذا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقل: بعثت بهذا إليك أمي، وهي تقرؤك السلام وتقول : إنَّ هذا منَّا قليل يا رسول الله) [متفق عليه].
هذه كانت حياة المرأة في ظل الإسلام، أمَّا عند الغرب الذي أراد أن يصدِّر لنا القضية فقد كانت المرأة تعيش فعلًا في قضية ومشاكل ومعاناة، إذ أنها كانت (في اعتقاد وعقيدة الأوروبيين حتى مئتي سنة مطيَّة الشيطان، وهي العقرب الذي لا يتردد قط عن لدغ أي إنسان، في أوروبا ـ أيتها الأخوات ـ انعقد مؤتمر في فرنسة عام 568م ، أي أيام شباب النبي صلى الله عليه وسلم، للبحث هل تعد المرأة إنسانًا أم غير إنسان؟ وأخيرًا قرروا: إنها إنسان خلقت لخدمة الرجل فحسب!
والقانون الإنكليزي حتى عام 1805م كان يبيح للرجل أن يبيع زوجته بستة بنسات فقط، حتى الثورة الفرنسية التي أعلنت تحرير الإنسان من العبودية والمهانة لم تشمل المرأة بحنوِّها، والقاصرون في عرفها: الصبي والمجنون والمرأة، واستمر ذلك حتى عام 1938م ، حيث عُدِّلت هذه النصوص لصالح المرأة) [المرأة بين التحرير والتغير، د. نهى قاطرجي].
فأصل عقدة المرأة وتحريرها في الغرب نشأت بسبب الكنيسة النصرانية، حيث أساءت الكنيسة كمؤسسة في فهم الدين المسيحي في روحانيته وأخذت تطبقه وفقًا لذهنية القائمين عليها، والنتيجة ما سمعناه مثلًا من القديس بولس الذي قال: (إن المرأة خُلقت للرجل) والقديس توما الأكويني الذي ذهب إلى أبعد من ذلك إذ صنَّف المرأة بعد العبيد.
ومن ثم حدثت الثورة على الدين كرد فعل على ما فعلته الكنيسة في أوروبا، ونقموا على كل ما يمت للدين بصلة، فكان للمرأة النصيب الأوفر حيث أرادوا أن يخلعوا عنها كل ما يمت لدين أو خلق بصلة.
وضع مغاير
أما في الوقت الذي كانت فيه الكنيسة هي عقدة المرأة، كان الإسلام هو الماء العذب الزلال الذي أتى للمرأة فرواها من بعد عطش وظمأ، وحررها من خرافات الجاهلية ووهب لها الحياة الكريمة العفيفة.
من هنا تفهم زهرة الإسلام أن الفرق بين المرأة الغربية والمرأة المسلمة يعود إلى الجذور، وهذا ما يدعو كل عاقل للقول بعدم صحة إسقاط الحلول الغربية على الوضع الإسلامي، فالوضع بين الحضارتين مختلف، والمرأة هنا غير المرأة هناك، هذا ما لا يريد أن يفهمه دعاة التحرير!
ذبح العفاف
لقد أراد المنادون بتلك القضية الوهمية ـ تحرير المرأة ـ أن يذبحوا طهر فتياتنا المسلمات وأن يقضوا على عفافهن، ولكن ترى ماذا استخدموا في هذه الجريمة البشعة، هل يا ترى أمسكوا بالسكين أو استخدموا الرشاش والبندقية، لو كان كذلك لكان أهون، لكنهم لجئوا إلى ما هو أخطر وأفسد، لقد عمدوا إلى تغيير المسار وتبديل الأفكار لدى محاضننا التي نعوِّل عليها في تربية الجيل المسلم، اللاتي ربين بالأمس أنس وعمار والفاتح من بعدهم وكل بطل أشرق نوره على أمتنا من الأبطال.
لقد أرادوا أن يحولوا المسار من صانعة الأبطال والرجال إلى الباحثة عن الشهرة والمال والجمال، التي تعتبر اهتمامها ببيتها ورعايتها لأسرتها وتربيتها لأبنائها وصمة عار في حقها إذا أنها بذلك تكون مقيدة منغلقة عن العالم الخارجي، وحين تبلور لديها ذلك المفهوم قيل لها أنت لا فرق بينك وبين الرجال فهيا انزلي إلى الميدان واحتكي بالأعمال دون ضابط من خلق أو دين.
أما فتاة الإسلام فكانت تمثل لديهم الجائزة الكبرى، التي إن استطاعوا أن يوجهوا عواطفها تجاه أفكارهم الهدامة فقد راموا بذلك ما يريدون وحققوا ما يطلبون، فتكون بذلك تلك الفتاة السكين الذي يظل غائرًا في جراحات المسلمين، وقد سخروا لأجل تلك المهمة وسائل شتة، منها:
· الإعلام: (فالإعلام يتحمل جريرة ما يجري في قضية تغريب المرأة المسلمة، ومن بين وسائله الصحف وهي نوع من الإعلام ذي الجرعات المنتظمة، وبلغ عدد الصحف التي تدخل إلى سوقنا شهريًا ما يزيد على خمسة ملايين نسخة شهريًا، وعندما ذكرت هذا الرقم في مناسبة جاء من يقول لي: لعل فيه مبالغة و ـ سبحان الله ـ! تقع في يدي إحصائية جديدة قبل أيام قلائل، من مؤسسة تصدر مجلات لا تخفى عليكم، ويظهر الرقم كالآتي:
إحدى المجلات التي تصدر عن هذه الشركة ـ واحدة فقط ـ وهي مجلة قصد بها تغريب المرأة، توزع شهريًا أربعمائة وأربعين ألف نسخة، والعجيب أن هذه الإحصائية تقول: هذا هو العدد الذي يشترى،‏ لا العدد الذي يوزع، ولها مجلة أخرى توزع ثلاثمائة وثلاثين ألفًا في شهر واحد، من مؤسسة واحدة تصدر مجلتين، توزع قرابة ثمانمائة ألف لفتياتنا، أما الأفلام فيقول الدكتور حمود البدر: (إنه تبين من خلال إحدى الدراسات التي أجريت على خمسمائة فيلم طويل أن موضوع الحب والجريمة والجنس يشكل 72% منها، وتبين من دراسة أخرى حول الجريمة والعنف في 100 فيلم وجود 68% مشهد جريمة أو محاولة قتل، بل وجد في 13 فيلمًا فقط 73 مشهدا للجريمة).
ويقول الدكتور نشار ـ وهو أمريكي الجنسية ـ: تبين من دراسة مجموعة الأفلام التي تعرض على الأطفال أن 29.6% تتناول موضوعات جنسية ـ والقائل أمريكي ـ 27.4% تتناول الجريمة، 15% تدور حول الحب بمعناه الشهواني العصري المكشوف ـ هذه أفلام للأطفال!!!) [فتياتنا بين التغريب والعفاف، د. ناصر بن سليمان العمر].
لقد استغلوا وسائل الإعلام وغيرها في بث أفكارهم الهدامة، وصوروا المرأة والفتاة الحرة، هي تلك التي تفعل ما تريد وقت ما تريد دون حدود ولا قيود، ولا ندري أي حرية حقيقية تلك التي عرفتها الإنسانية يومًا من الأيام ولا يحيط بها مجموعة من الحدود تحفظها من جنوحها عن الصواب.
فكان نتاج ذلك أن تتخيل الفتاة أن الاختلاط إنما هو قمة الحرية؛ إذ أنها لا فرق بينها وبين الرجال والشباب، وأن تتخيل أن التبرج والسفور نوع من أنواع الانفتاح والتمدين والحرية الشخصية في الملبس، وما عدا ذلك مما يحفظ للفتاة كرامتها ويستر جسدها وعفتها، فهو تقييد لها واتهام لأخلاقها.
وما لبث هؤلاء الماكرون ـ من رافعي شعارات التحرير الوهمية ـ إلا ورسموا خيوطًا لاصطياد العاطفة الجياشة التي تزخر بها الفتاة، فجاءت الصورة التي رسموها من خلال الإعلام، أن الفتاة صاحبة الصحة العاطفية هي التي تستطيع أن تقيم علاقة عاطفية حارة مع شاب ما، فكان ذلك الانحراف المقيت بالعاطفة عن مسلكها الصحيح الذي رسمه الإسلام، والذي عمد إلى تخزين أكبر قدر من العواطف إلى أن تحل مرحلة الزواج فتفرغ بها هذه الشحنة العاطفية الضخمة، فتنير بيت الزوجية بفيض من الحب والعاطفة.
إن أبلغ وصف لما فعله الغرب بالمرأة، وما اختلقه لها من قضايا واهية شغلتها عن همومها الحقيقية هو ذلك الوصف الذي الذي أصاب فيه قائله: (أما والله إني لأرى العالم قد حفر بئرًا للمرأة ثم وأدها فيه، ثم رفع قبعته محييًا لها) [يمان السباعي، الراقصون على جراحنا، ص (45)].
المصادر:
فتياتنا بين التغريب والعفاف د. ناصر بن سليمان العمر.
المرأة بين التحرير والتغير د. نهى قاطرجي.
عودة الحجاب محمد أحمد إسماعيل المقدم.
الراقصون على جراحنا يمان السباعي




أم عبد الرحمن محمد يوسف
 
رد: أنتزعوها من مملكة العفاف الوارفة الظلال

بارك الله فيك اخي تسلم
 
رد: أنتزعوها من مملكة العفاف الوارفة الظلال

بارك الله فيك وجعله في ميزان حسناتك
 
رد: أنتزعوها من مملكة العفاف الوارفة الظلال

يعطيك آلصحة خويآ
 
رد: أنتزعوها من مملكة العفاف الوارفة الظلال

baraka Allaho fik
 
رد: أنتزعوها من مملكة العفاف الوارفة الظلال

بارك الله فيكم وجزاكم الله كل خيرعلى مروركم الاكثر من رائع


وانما الحرية الحقيقية هي الحرية من الماثم والمظالم. وفي الرواية ان أحد الأئمة كان يمر في بعض الطرقات اذ خرجت جارية من احد المنازل وكان منزلا فخما بهيا لتلقي القمامة في الطريق وكأنما في هذه القمامة ما يدل على انها مخلفات خمر ومجون والعياذ بالله، فسألها الامام : من صاحب هذا البيت ؟ قالت: مولاي بشر (وهو الذي سمي ببشر الحافي بعد ذلك). قال لها: مولاك حـر ام عبد. قالت: حر. قال: نعم لو كان عبدا لما عصى مولاه. فدخلت الدار فقال لها بشر مولاها: اين كنت ؟ فذكرت له كلام الامام بدون ان تعرفه طبعا. فقال لها: صدق (الامام) ثم خرج الى الطريق يركض ليلحق بالامام ثم انه تصدق بكل ماله واصبح من الزاهدين ولقب بشر الحافي لانه كان يسير بدون نعلين.
 
رد: أنتزعوها من مملكة العفاف الوارفة الظلال

بارك الله فيك اخي
 
رد: أنتزعوها من مملكة العفاف الوارفة الظلال

بارك الله فيك وجزاك الله كل خير
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top