لا اخشع في الصلاة فما الحل؟

Nilüfer

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
15 أكتوبر 2011
المشاركات
11,103
نقاط التفاعل
16,879
النقاط
351

أشكركم جزيل الشكر على تفهمكم، وبصراحة أنا سعيدة جدا لأن يستمع إلي ويجاب عن أسئلتي وهمومي،

سؤالي هو الآتي:
أنا شابة تونسية وأصلي منذ أن بلغت 13 سنة ولكن أواجه مشكلة كبيرة وهي عدم الخشوع في الصلاة حيث ينصرف تفكيري إلى الحوادث والأمور الدنيوية ولا أفكر في الله، وقد تعبت من هذه الحالة ولا أدري فهل فهمتوني واطلعتم على إحساسي؟
فإني أنتظر إجابتكم وبفارغ الصبر.



الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ nouha حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

نسأل الله العظيم أن يوفقك ويسدد خطاك، وأن يمتعنا بحلاوة مناجاته وذكره، وأن يلهمنا رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا.

فكم نحن سعداء بهذا الحرص على الخشوع في الصلاة، وبهذه الرغبة في أداء الصلاة بطمأنينة وحضور قلب، ونسأل الله أن يكثر في شبابنا من أمثالك، وأن ينفع بكم بلاده والعباد، وأبشري بالخير، فإن هذا الشعور هو الخطوة الأساسية في استحضار الخشوع، ومن سار على الدرب وصل.

وأرجو أن تحمدي الله الذي وفقك للمواظبة على الصلاة، وتوجهي إليه ليتمم عليك نعمته ويرزقك الخشوع، واعلمي أن الشيطان هو عدو الإنسان، ولهذا العدو حِيلٌ وأساليب، فعندما يعجز عن منع المسلم من الصلاة فإنه يدخل عليه من أحد الأبواب؛ كأن يطلب منه أن يُزيِّن صلاته لما يرى من نظر الناس إليه، فيوقعه بذلك في الرياء، أو يأتيه من قبل الخشوع فيقول له اذكر كذا وكذا، حتى لا يدري كم صلى، وحتى يحرمه من حلاوة الصلاة ومن لذة المناجاة، لكن كيد الشيطان ضعيف، والفقيه أشد على هذا الشيطان من ألف عابد؛ لأن صاحب العلم يعرف مكايد ومداخل الشيطان، ويفهم مراتب الأعمال، وإنما ينال الإنسان الفقه بالاجتهاد في الطلب وكثرة السؤال، وإنما شفاء العي السؤال، وهذا بيان مختصر للأمور التي تُعين على الخشوع في الصلاة، وسوف نبدأ في بيان الأمور التي تُساعد على الخشوع خارج الصلاة وهي كما يلي:

1- الاستعداد للصلاة قبل حضور وقتها، كما قال عدي بن حاتم رضي الله عنه: (ما أذن المؤذن للصلاة إلا وقد أعددت لها قبل ذلك وضوءها وأنا لها بالأشواق).

2- المجيء للصلاة من بيئةٍ فيها طاعة لله، فلا نجيء للصلاة من مشاهدة فلم أو من مجلس غيبة.

3- البسملة عند بداية الوضوء، واستحضار المغفرة للذنوب عند غسل الأعضاء.

4- ترديد كلمة التوحيد بعد الفراغ من الوضوء ليطهر المسلم باطنه بالتوحيد بعد أن طهر ظاهره بالماء.

5- مشاركة المؤذن في الأذان، وترديد قول لا حول ولا قوة إلا بالله عند قوله "حي على الصلاة حي على الفلاح"، مع استحضار أن القوة والحول لله.

6- المجيء للصلاة بعد أن يفرغ الإنسان من حاجاته الأساسية الملحة، فإن كان جائعاً أكل وشرب، وإن كان به حاجة إلى قضاء الحاجة تخلص مما يشغله (فلا صلاة بحضرة طعام ولا وهو يُدافعه الأخبثان).

7- اختيار مكان معتدل الجو للصلاة؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: (إذا كان شدة الحر فأبردوا بالظهر).

8- تجنب الملابس الضيقة؛ فقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن اشتمال الصماء.

9- أخذ الزينة للصلاة، فإن الثياب المعطرة النظيفة تهيئ النفس للخشوع.

10- تحديد مكان هادئ بعيداً عن الضوضاء معتدل الإضاءة إذا كانت الصلاة في المنزل.

11- الذهاب لمكان الصلاة بسكينة ووقار، والسكينة هي الهدوء، والوقار هو عدم الالتفات يمنةً ويسرة، وهذا مهم جدًّا في قضية الخشوع؛ لأن الإنسان إذا التفت وهو في الطريق إلى مكان الصلاة فرأى أوساخاً أو شاشةً أو مزهرية لعب بها الأطفال فإنه عندما يُكبِّر يقول له الشيطان: لم لَمْ تزيل الأوساخ؟ وما هي نهاية الفلم؟ وماذا فعل الأطفال الذين تركتهم؟ فيخرجه من الصلاة بهذه الأشياء التي رآها في طريقه.

12- الاشتغال بالذكر حتى يصل إلى مكان الصلاة لينتقل من طاعةٍ إلى طاعة.

أما الأمور التي تُساعد على الخشوع بعد الوصول إلى مكان الصلاة فهي كما يلي:

إذا كانت الصلاة في المسجد.

1- يقدم يمناه في الدخول، ويصلي على الرسول صلى الله عليه وسلم.

2- يشتغل بالصلاة والتلاوة والدعاء حتى يأتي وقت الصلاة.

3- يحرص على أن يكون في الصف الأول - هذا للرجال- وللنساء إذا كان مسجدهنَّ منفصلاً عن الرجال، أما إذا كانت تصلي خلف الرجال فتحرص على الصف الأخير لبعده عن الرجال.

4- الاعتدال في الصف، وسد الفرج؛ لأن الشيطان يدخل فيها ويتخلل الصفوف.

5- إزالة الستائر التي فيها تصاوير والأوراق التي فيها كتابات عن قبلة المصلي؛ حتى لا تُشغله في صلاته، قال صلى الله عليه وسلم: (فإنها ألهتني آنفًا في صلاتي).

6- الحرص على صلاة الجماعة في المسجد، أو مع الأمهات والأخوات، وهذا بالنسبة للنساء.

7- استحضار معنى التكبير، فنحن نقول "الله أكبر" ثم نفكر في الأمور الصغيرة، فلا بد أن نقولها ونحن متحققون من معناها، ونوقن أن الدنيا صغيرة والأولاد والأموال كل ذلك صغير، والله هو الكبير سبحانه.

8- استشعار الوقوف بين يدي الله، الذي يعلم السر وأخفى، فإن الإنسان إذا أراد أن يقابل عظيماً من العظماء اهتم بمظهره، وانتبه، وركّز في كلامه ونظره، فكيف إذا كنا نقف بين يدي الله؟! قال سليمان الدراني: (أتدرون بين يدي من أريد أن أقف؟) وذلك عندما سألوه عن خوفه واضطرابه عند مجيء وقت الصلاة).

9- معرفة قيمة الصلاة، وأنها الصلة بين العبد وربه، وأنها الأمانة، كما قال علي رضي الله عنه.

10- معرفة منزلة الخشوع وأنه روح الصلاة.

11- المجاهدة والعزم من أجل الحصول على حضور القلب، وإدراك معنى الصراع المستمر مع الشيطان.

12- قراءة دعاء الاستفتاح والتفكير في معناه.

13- التعوذ بالله من الشيطان استعاذة نابعة من القلب يستحضر صاحبها عظمة الله وحقارة الشيطان.


14- قراءة سورة الفاتحة بترتيل، قال ابن القيم: (ويستحضر معنى الحديث الوارد.. فإذا قال الحمد لله، قال رب العزة: "حمدني عبدي"، وإذا قال العبد: الرحمن الرحيم؛ قال رب العزة: "أثنى علي عبدي". وإذا قال العبد:...الخ الحديث).
يستحضر هذا ويتمهل وكأنه يستمع لرب العزة والجلال وهو يقول: "مجدني عبدي".

15- إذا كان في جماعة والصلاة جهرية وهو يستمع للإمام فإنه يُنصت ويقرأ الفاتحة إذا سكت الإمام.

16- يشتغل في الصلاة بالأذكار الواردة والقراءة في أماكنها، مع عدم ترك فراغ وسكتات حتى لا تتسلل إلينا الوساوس. (إن في الصلاة لشغلاً).

17- متابعة الإمام وليس مساواته أو مسابقته أو التأخير عليه.

18- الالتزام بأداء الأذكار بأعدادها المشروعة وفي أماكنها المحدودة.

19- إبعاد وسائل الاتصال عن مكان الصلاة، أو وضعها على هيئة "صامت".

20- التوجه إلى الله الذي يجيب المضطر إذا دعاه.

21- الانتباه عند تكبيرات الانتقال وأذكار الصلاة.

22- التأمين والتسبيح والأذكار التي تجعل المصلي يتابع بدقة.

23- تدبر القرآن الذي يتلوه أو يستمع إليه من إمامه.

ومن لطف الشريعة أن الإنسان إذا اجتهد وحاول وطلب الخشوع فإنه يؤجر على ذلك، ويكون في صلاة وجهاد، فإذا شغله الشيطان ولم يدر كم صلّى فإنه يبني على الأقل على اليقين، فإذا لم يدر أثلاثًا أم أربعاً فإنه يجعلها ثلاثًا ويأتي بركعة، فإن صلى خمساً شفعت له صلاتها، وإن كانت أربعاً كانت ترغيماً للشيطان.

وأرجو أن نلاحظ عظمة هذه الشريعة التي جعلت علاج الصلاة بأكثر شيء يغيظ الشيطان وهو السجود للرحمن، فإن الشيطان إذا سجد ابن آدم اعتزل يبكي ويقول: أُمرتُ بالسجود فلم أسجد فلي النار، وأُمر ابن آدم بالسجود فسجد فله الجنة، فنحن نُعاند ونغيظ هذا العدو بسجدتين للسهو.

ونسأل الله أن يرزقك الخشوع والإخلاص.
 
رد: لا اخشع في الصلاة فما الحل؟

شكرا على الموصوع المميز بارك الله فيك
 
رد: لا اخشع في الصلاة فما الحل؟

بآركَ الله فيك عَلى الإفادَة

 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top