السؤال
هل في كتاب الزواجر لابن حجر ما يجب الحذر منه عند قراءته، حيث ذكر الذين حققوا الكتاب أن المصنف ينقل عن الصوفية الذين يخالفون عقيدة أهل السنة؟ وهل ابن حجر من أهل السنة أم لا؟.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنه لا يوجد كتاب من الكتب التي يؤلفها الناس إلا وتجد به ملاحظات، فقد قال الإمام الشافعي رحمه الله تعالى: لقد ألفت هذه الكتب ولم آل جهدا فيها ولا بد أن يوجد فيها الخطأ، لأن الله تعالى يقول: وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ـ فما وجدتم في كتبي هذه مما يخالف الكتاب أو السنة فقد رجعت عنه ـ قال العجلوني في كشف الخفاء: أخرجه عبده بن شاكر في مناقبه.
وقال بعضهم: كم من كتاب قد تصفحته وقلت في نفسي أني أصلحته حتى إذا طالعته ثانيا وجدت تصحيفا فصححته.
وكتاب الزواجر كتاب جيد في بابه وهو لا يخلو من الملاحظات، ولكن ذلك لا يوجب الحذر منه، ولا يمنع الاستفادة من نفائسه، فهو لا يخلو من الأحاديث الضعيفة وإن كان الأغلب على أحاديثه الصحة أو الحسن، ولكن له كتبا أخرى لا تخلو من هنات عقدية، وقد انتقد شيخ الإسلام وعظم شأن بعض المبتدعة كابن عربي الحاتمي، وهذا لم يحمل المحققين من أهل العلم على الزهادة في كتبه النافعة في الحديث والفقه، وقد قال فيه العلامة عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب ـ رحمه الله تعالى ـ كما في الدرر السنية: ونحن كذلك لا نكفر من صحت ديانته وشهر صلاحه، وعلم ورعه وزهده، وحسنت سيرته، وبلغ من نصحه الأمة ببذل نفسه لتدريس العلوم النافعة والتأليف فيها وإن كان مخطئا في هذه المسألة أو غيرها كابن حجر الهيتمي، فإنا نعرف كلامه في الدر المنظم ولا ننكر سعة علمه ولهذا نعتني بكتبه كشرح الأربعين والزواجر وغيرهما، ونعتمد على نقله لأنه من جملة علماء المسلمين. انتهى.
وقد لاحظ عليه بعض العلماء أنه يذكر في الكبائر ما لم يثبت بالدليل كونه كبيرة، فقد قال الصنعاني: ولقد صنف ابن حجر الهيتمي كتابه: الزواجر ـ وكثر من الكبائر، حتى بلغت ثلاث مائة، ولكن جلها ما لا شاهد له من كتاب ولا سنة، وإنما هو مأخوذ من النهي عن كذا، وفيه: من فعل كذا... إلى غير ذلك مما يحير من نظر فيه. اهـ.
هل في كتاب الزواجر لابن حجر ما يجب الحذر منه عند قراءته، حيث ذكر الذين حققوا الكتاب أن المصنف ينقل عن الصوفية الذين يخالفون عقيدة أهل السنة؟ وهل ابن حجر من أهل السنة أم لا؟.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنه لا يوجد كتاب من الكتب التي يؤلفها الناس إلا وتجد به ملاحظات، فقد قال الإمام الشافعي رحمه الله تعالى: لقد ألفت هذه الكتب ولم آل جهدا فيها ولا بد أن يوجد فيها الخطأ، لأن الله تعالى يقول: وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ـ فما وجدتم في كتبي هذه مما يخالف الكتاب أو السنة فقد رجعت عنه ـ قال العجلوني في كشف الخفاء: أخرجه عبده بن شاكر في مناقبه.
وقال بعضهم: كم من كتاب قد تصفحته وقلت في نفسي أني أصلحته حتى إذا طالعته ثانيا وجدت تصحيفا فصححته.
وكتاب الزواجر كتاب جيد في بابه وهو لا يخلو من الملاحظات، ولكن ذلك لا يوجب الحذر منه، ولا يمنع الاستفادة من نفائسه، فهو لا يخلو من الأحاديث الضعيفة وإن كان الأغلب على أحاديثه الصحة أو الحسن، ولكن له كتبا أخرى لا تخلو من هنات عقدية، وقد انتقد شيخ الإسلام وعظم شأن بعض المبتدعة كابن عربي الحاتمي، وهذا لم يحمل المحققين من أهل العلم على الزهادة في كتبه النافعة في الحديث والفقه، وقد قال فيه العلامة عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب ـ رحمه الله تعالى ـ كما في الدرر السنية: ونحن كذلك لا نكفر من صحت ديانته وشهر صلاحه، وعلم ورعه وزهده، وحسنت سيرته، وبلغ من نصحه الأمة ببذل نفسه لتدريس العلوم النافعة والتأليف فيها وإن كان مخطئا في هذه المسألة أو غيرها كابن حجر الهيتمي، فإنا نعرف كلامه في الدر المنظم ولا ننكر سعة علمه ولهذا نعتني بكتبه كشرح الأربعين والزواجر وغيرهما، ونعتمد على نقله لأنه من جملة علماء المسلمين. انتهى.
وقد لاحظ عليه بعض العلماء أنه يذكر في الكبائر ما لم يثبت بالدليل كونه كبيرة، فقد قال الصنعاني: ولقد صنف ابن حجر الهيتمي كتابه: الزواجر ـ وكثر من الكبائر، حتى بلغت ثلاث مائة، ولكن جلها ما لا شاهد له من كتاب ولا سنة، وإنما هو مأخوذ من النهي عن كذا، وفيه: من فعل كذا... إلى غير ذلك مما يحير من نظر فيه. اهـ.