لماذا أتيت ...لماذا عدت ... لأعيد عليك قصتي إذا فإليك ...
لقد حذروني من الغرق في بحر عينيك ... لأن لا منقذ فيه ... من التشبث في سحر كلامك... لأنه ليس طوق
النجاة .. من الإستسلام لجاذبية لمساتك ...لأنها كالمغناطيس
لقد حذروني ... وكنت أقول لا كيف أفعل هذا و أنا صاحبة العقل الركيز... صاحبة العيون المفتوحة ... ولم
أتوقع يوما ما ينتظرني وراء أبوابك المغلقة...
فحين رأيتك ونظرت في عينيك ... أحسست أنها تناديني لتأخذني في جولة حول العالم .. تناديني لتريني كل ما
ا هو جميل في هذا العالم ... وكانت تقول إني أحبك ... فغرقت...
ولما سمعتك ... فصاحة لسانك... وحسن تعبيرك ... جعلني أشعر وكأن كلماتك هي كحبة فراولة... مغموسة
في قطعة سكر ... ذائبة في فنجان من ماء الورد ... ولما وضعتها في فمي شعرت وكأني على متن طائرة...
تحلق بي في السماء... وأنما أتفرج على الأرض ... وكأنها معرض ... لكل الأشكال والألوان ... وحين
وصولها إلى معدتي حان موعد هبوط الطائرة .. خلال كل هذا كانت عيناي مغمضتين ... وحين فتحتهما
نظرت إلى عينيك فوجدتها تقول إني أحبك... فسحرت...
ولما لمستني يداك نسيت من أنا ... فتلاشى التركيز وقل التفكير ...وأصبح لساني يتعثر..ولم أجد ما أقول وما
أفعل ... فوجدت نفسي مرتمية بين أحضانك ... تغمرني بحنانك فجذبت ..
فتطورت العلاقة من نظرة... فكلمة... فلمسة... إلى علاقة حب حقيقية ... وكثرت المواعيد واللقاءات
المصحوبة بالتحذيرات ...ولم أعد آبه لشيء وأصبحت أنت لي في هذه الحياة كل شيء...
إلى أن جاء اليوم الذي هو بمثابة نقطة تحول في حياتي من السيء إلى الأسوء ..اليوم الذي دفنت فيه شرفي
على يداك ... فقد كنت وكأنك في محكمة أنت الحاكم فيها ... وأنا المحكوم عليه ... تطالب بدليل ...
جعلته في نظري الوحيد الذي سيبريء حبي لك ... فأعلنت أني سأصبح ملكا لك ... حكمت علي بالبراءة
في نظري... التي هي في الأصل إعدام ... منذ ذلك اليوم المشؤوم ... وبعد أن أوهمتني بحبك المزعوم ..
أصبحت تستدرجني إلى الفراش... كلما تكون أنت إلى ذلك محتاج ...لتشبع غريزتك ... دون مراعاة منك
لمشاعر غيرك ... جعلتني أقول أن الوقت الذي عشته قبل حبك لا يحسب من عمري ... ويوم حبك يوم