أبو يوسف المسيلي
:: عضو منتسِب ::
- إنضم
- 23 مارس 2013
- المشاركات
- 33
- نقاط التفاعل
- 81
- النقاط
- 3
كان هناك رجل أعرابي أنجب ابناء ثلاثة, سمي الاول عبد الله, و الولد الثاني سماه عبد الله, أما الولد الثالث فسماه عبد الله, العجيب أن الرجل ابو العبادلة حينما حضرته المنية -الموت- نظر الي أبنائه الثلاثة و قال: عبد الله يرث, عبد الله لا يرث, عبد الله يرث و خرجت روحه, و كل عبد الله فيهم ينوء بنفسه عن لا يرث. قال الاولاد ماذا نفعل؟.
قاموا بدفن ابوهم ثم قرروا أن يذهبوا الي قاضي المدينة المنورة, تركوا شمال الحجاز و توجهوا الي المدينة. في الطريق وجدوا اعرابيا ظل بعيره - هرب و ضاع منه -
فقال لهم الأعرابي: هل رأيتم بعيرا لي قد شرد؟.
قالوا: لا و الله, فتركهم, فنادوا عليه.
قال له الأول: هل بعيرك أعور؟.
قال: نعم.
قال الثاني: هل بعيرك أبتر - ذيله مقطوع -
قال: بلي.
قال الثالث: هل بعيرك أزور - ماءل علي جنب-
فرح الأعرابي و قال: نعم.
قالوا: و الله ما رأينا بعيرك.
قال لهم: لا بد أن اخذكم الي القاضي.
قالوا : نحن اصلا ذاهبون الي القاضي, تفضل معنا.
دخلوا علي القاضي, عرض الاعرابي القضية علي القاضي.
قال القاضي: كيف عرفتم أن أنه اعور؟.
قال الأول: ايها القاضي رأيته ياكل من جانب من العشب و يترك الجانب الاخر, يأكل من جهة العين المبصرة أما العين التي فيها عوراء فلا يأكل.
قال القاضي: و كيف عرفتم انه أبتر؟.
قال الثاني: لو كان له ذيل كان بعره يتناثر علي الرمال لكن بعره رايته أكواما أكواما فعلمت أنه مقطوع الذيل فقلت أنه أبير.
قال القاضي: ولما قلتم أنه أزور؟
قال الثالث: بسيطة جدا وجدت عمق أخفافه في الناحية اليسري أشد من عمقا من الناحية اليمني فعلمت انه مائل علي جنبه.
قال القاضي للاعرابي: يا رجل ليسوا بأصحاب بعيرك.
ثم قال لهم القاضي: ما قضيتكم أنتم؟
قال احدهم: أبونا سمانا عبد الله, و أخي هذا عبد الله, أما اخويا الثالث فعبد الله. و عند موته قال: عبد الله يرث, عبد الله لا يرث, عبد الله يرث.
القاضي استغرب لأول مرة تأتيه قضية عجيبة بهذا الشكل.
فقال لهم: أنتم ضيوفي الليلة تصلون الصبح ان شاء الله, ثم تأتون الي دار القضاء ثم سنحل هذه المشكلة ان شاء الله.
دخلوا الغرفة و لأن ذكاءهم يقفز منهم.
قال أحدهم: انتبهوا ان عينا تتجسس علينا, ثم قدم الخادم باللحم و الخبز عشاء الضيوف مد الولد الأول يده ثم قال: انتظروا لا تأكلوا هذه لحم كلب, ثم نضر الثاني الي أرغفة الخبز ثم قال: و التي خبزت هذا الخبز امراة حامل في الشهر التاسع, ثم قال الثالث: و القاضي الذي سيقضي بيننا هذا ليس ابن حلال - لقيط يعني-
في الصباح صلوا صلاة الصبح ثم دخلوا علي القاضي, العين التي كانت تتجسس نقلت له ما دار بينهم.
قال القاضي: ما الذي جعلكم تقولون انه لحم كلاب؟
قال الأول: أيها القاضي, ان اللحم الذي نأكله يبدأ بالعظم, ثم اللحم, فالشحم فلما رأيته يبدأ بالعظم ثم الشحم فاللحم علمت أنه لحم كلاب.
فنادي القاضي الطباخ: ماذا صنعت؟
قال: قلت لي بعد المغرب ان عندنا ضيوف من البادية, و القطيع قد تأجر فما رأيت غير كلب الغنم فذبحته.
قال القاضي للثاني: و انت ما أدراك أن المرأة التي خبزت الأرغفة في الشهر التاسع؟
قال: وجدت الأرغفة منتفخة و ملتصقة من ناحية, و المرأة في التاسع بطنها أمامها فلا تستطيع أن تميل يدها في الفرن لتدير الرغيف حتي يستوي من جميع الجهات.
سئل القاضي من خبزت الخبز؟
قالوا: أم فلان, و هي حامل في الشهر التاسع.
قال القاضي: و من أعلمكم و العياذ بالله انني لست ابن حلال؟
قال الثالث: ايها القاضي ان ضيوفا عند قاض مسلم يتحكمون و يتقاضون اليه في قضية يرسل عينا تتجسس عليهم ما يكون هذا الا ابن حلال هذا ابدا.
دخل القاضي علي أمه فأقرها فأقرت.
خرج القاضي ليصدر الحكم, قال: من قال ان اللحم لحم كلب.
قال عبد الله: انا.
قال القاضي: انت عبد الله ترث.
ثم قال: من قال ان أرغفة الخبز خبزتها امـرأة في الشهر التاسع؟.
قال عبد الله: انا.
قال: انت عبد الله ترث.
ثم قال القاضي: و من قال انني ابن حرام.
قال: عبد الله: انا.
قال القاضي: انت عبد الله لا ترث.
قال: لماذا؟
قال القاضي: لأنه لا يعرف ابن الحرام الا ابن حرام مثله.
ذهب الاثنان ليسألوا امهم, يا أمنا: من عبد الله هذا؟ قالت كان أبوكم في طريقه الي المسجد فوجده مرمي بجانبه و تبناه.
أخوكم عمر أبو يوسف.