بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين و على آله و صحبه أجمعين
اختي.. تأدبي
اختي.. ما هو معنى الأدب؟
اختي.. ما هو معنى الأدب؟
وقيل: أدبته أدبا: علمته رياضة النفس ومحاسن الأخلاق.
وقيل: الأدب ملكة تعصم من قامت به عما يشينه.
وقيل: الأدب هو ترويض النفس على كريم الخصال وجميل الأفعال.
وقيل: الأدب حلية زين الله بها الإنسان ودعامة أيد الله بها العقول.
بل قيل: حقيقة الأدب: استعمال الخلق الجميل؛ فالفضل بالعقل والأدب لا بالأصل والحسب، لأن من ساء أدبه ضاع نسبه، ومن قل عقله ضل أصله.
فالأدب من صميم هذا الدين والآداب التي جاءت بها الشريعة الإسلامية آداب تميز المسلمين عن غيرهم وتظهر سمو هذه الشريعة وعظمتها.
و الآن بنيتي دعيني أسألك من جديد:
هل تدركين أهمية الأدب؟
قيل: "أربع يسود بها العبد: العلم، والأدب، والفقه، والأمانة".
وقال الثوري - رحمه الله -: "من لم يتأدب للوقت فوقته مقت" أي: أن من لم يتأدب ويأخذ نفسه بشعائر الأدب فحياته مكروهة عند الناس.
وكان يقال: "العون لمن لا عون له: الأدب".
ومن فضيلة الأدب أنه ممدوح بكل لسان، متزين به في كل مكان وباقٍ ذكره على مدار الزمان.
وقيل: "الأدب في العمل علامة قبول العمل".
ورأى حكيم غلاماً جميلاً لا أدب له فقال: "أي بيت لو كان له أساس".
وقال الحسين رحمه الله: "إن كان الرجل ليخرج في أدب نفسه السنين ثم السنين".
وقال مخلد بن الحسين رحمه الله: "نحن إلى قليل من الأدب أحوج منّا إلى كثير من الحديث".
و إليك الآن بعض النقاط المهمة التي تحدد أهمية الأدب في حياتك:
1) الأدب شرع:
فالباحثون عن الحياة الطيبة إذن يلزمهم عمل الصالحات التي أمرت بها الشريعة ليتحقق لهم وعد الله سبحانه بالحياة الطيبة، وما الأعمال الصالحة إلا مجموعة من الآداب، أو هي وسيلة تحصليها، فسيادة الأدب بين الناس مقياس لاستفادتهم من هذه النصوص وقبولهم لها، وعدم تطبيق هذه الآداب السلوكية هو مؤشر خطير على تقايل الناس هذه الشرائعَ أو على الأقل دلالة على إهمالها.
2) إصلاح المجتمع:
3) الأدب طريق العلم النافع:
قال أحد السلف: "من أراد العلم والفقه بغير أدب فقد اقتحم أن يكذب على الله ورسوله" وقال آخر: "بالأدب تتفهم العلم، وبالعلم يصح لك العمل".
4) الأدب ضرورة:
إذا كان ثمة تعامل من المسلم مع غيره فلا بد من ضوابط للحقوق والواجبات، ولابد من فهم أصول التعامل مع الغير، وهذا هو المقصود بمعنى الأدب، ولا يتم تحصيل هذا الأدب إلا بالعلم، فالأدب نوع من (الإتيكيت) كما يقولون، وإنما هو شرع ودين وقربة إلى الله تعالى، و تدور عليه الأحكام الشرعية الخمسة، وواجب على كل مسلم التماسها والعمل بمقتضاها ؛ ففيه واجب وحرام ومندوب ومباح و مكروه.
5) بالأدب تعرف الواجبات:
6) الأدب عنوان الأمة:
7) الأدب ثمرة الدعوة:
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" أنا زعيم بيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقاً، وبيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحاً، وبيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه" (صحيح سنن أبي داود: 4800).
ربض الجنة: يعني ما حول الجنة من بيوت ونحوها.
المراء: يعني الجدال.
{يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} [المجادلة:11] فما أحوجنا اليوم إلى العلم النافع الذي يأخذ بأيدينا إلي دروب التقدم والعزة والرفعة التي افتقدناها طويلاً، والتي توصلنا إلى مرضاة ربنا بعيداً عن الهوى والجهل إذ هما متلازمان، والأدب يخلصك منهما، والطالب للعلم – أي علم كان – لن يناله بدون أن يتأدب أولاً، وإذا نال بعضاً من العلم بدون تأدب فسيكون وبالا عليه في الدنيا والآخرة لأنه سيكون من جملة علماء السوء، وقد حذر السلف كثيراً من طلب العلم بدون أدب.
قال أحد السلف: "من أراد العلم والفقه بغير أدب فقد اقتحم أن يكذب على الله ورسوله" وقال آخر: "بالأدب تتفهم العلم، وبالعلم يصح لك العمل".
4) الأدب ضرورة:
إذا كان ثمة تعامل من المسلم مع غيره فلا بد من ضوابط للحقوق والواجبات، ولابد من فهم أصول التعامل مع الغير، وهذا هو المقصود بمعنى الأدب، ولا يتم تحصيل هذا الأدب إلا بالعلم، فالأدب نوع من (الإتيكيت) كما يقولون، وإنما هو شرع ودين وقربة إلى الله تعالى، و تدور عليه الأحكام الشرعية الخمسة، وواجب على كل مسلم التماسها والعمل بمقتضاها ؛ ففيه واجب وحرام ومندوب ومباح و مكروه.
5) بالأدب تعرف الواجبات:
6) الأدب عنوان الأمة:
7) الأدب ثمرة الدعوة:
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" أنا زعيم بيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقاً، وبيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحاً، وبيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه" (صحيح سنن أبي داود: 4800).
ربض الجنة: يعني ما حول الجنة من بيوت ونحوها.
المراء: يعني الجدال.
فيا بُنيتي .. يا ابنة الإسلام..
التأديب يكون من وجهين:
أحدهما: ما علمه الوالد لولده في صغره.
الثاني: ما تأدب الإنسان به في نفسه عند نشأته وكبره.
فأما التأديب اللازم للأب فهو أن يأخذ ولده بمبادئ الآداب ليأنس بها وينشأ عليها، فيسهل عليه قبولها عند الكبر، لأنه إذا أغفل تأديبه في صغره كان تأديبه في كبره عسيراً. قال الله سبحانه وتعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ} التحريم {6} قال ابن عباس رضي الله عنهما: "علموهم وأدبوهم".
وأما الأدب اللازم للإنسان عند نشوئه وكبره فهو أدب استصلاح" وهذا هو المراد، لأن به صلاح النفس، وصلاح النفس به صلاح البدن بل وصلاح كل حياة الإنسان وأحواله. قال سبحانه وتعالى: {قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا (*) وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا (*)} الشمس {9-10}.
و الآن دعيني أسألك –بنيتي- سؤالا عمليا تنتظرينه:
مع من نتأدب؟
ثم يتأدب مع إمام المرسلين صلى الله عليه وسلم وسيد الأولين والآخرين؛ لأنه معلم البشرية ومرشدها إلى ربها وموصلها إلى طريق الخير والفلاح، وهو القدوة والأسوة والمثل الأعلى للمؤمنين.
ثم يتأدب المسلم مع أصحاب النبي رضي الله عنهم؛ فهم الذين حملوا راية الحق ورفعوها عالية خفاقة، وهم الذين حملوا مشعل النور والهداية إلى الناس كافة.
ثم يتأدب مع من كان سبباً في وجوده على هذه الأرض؛ مع أبويه.
ثم يتأدب مع نفسه التي بين جنبيه، فيسلك بها سبيل الصالحين، وينأى بها عن طريق الضالين المفسدين ليهذبها وليصل بها إلى صراط الله المستقيم.
ثم يتأدب الإنسان مع من حوله من إخوانه المسلمين وغيرهم.
اختي ماذا بعد؟
عقوبة تارك الأدب
قال بعضهم: "الزم الأدب ظاهراً وباطناً، فما أساء أحد الأدب في الظاهر إلا عوقب ظاهراً، وما أساء الأدب في الباطن إلا عوقب باطناً".
وقال عبد الله بن المبارك رحمه الله: "من تهاون بالأدب عوقب بحرمان السنن، ومن تهاون بالسنن عوقب
بحرمان الفرائض، ومن تهاون بالفرائض عوقب بحرمان المعرفة".
وقال ابن القيم رحمه الله فيما يصلح أن يكون قاعدة في هذا الأمر: "أدب المرء عنوان سعادته وفلاحه، وقلة أدبه عنوان شقاوته وبواره، فما استجلب خير الدنيا والآخرة بمثل الأدب، ولا استجلب حرمانها بمثل قلة الأدب، فانظري إلى الأدب مع الوالدين كيف نجى صاحبه من حبس الغار حين أطبقت عليهم الصخرة، وانظري إلى الإخلال به مع الأم تأويلاً وإقبالاً على الصلاة كيف أمتحن صاحبه بهدم صومعته وضرب الناس له ورميه بالفاحشة".
وتأملي أحوال كل شقي ومغتر ومدبر لتكتشفي أن قلة الأدب هي التي ساقته إلى الحرمان.
وانظري إلى أدب الصديق رضي الله عنه مع النبي صلى الله عليه و سلم في الصلاة - حين أمره المصطفى عليه الصلاة و السلام أن يتقدم بين يديه، فقال: "ما كان ينبغي لابن أبي قحافة أن يتقدم بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم"- كيف أورثه مقامه الإمامة بعده! فكان ذلك التأخر إلى خلفه – وقد أومأ إليه أن: اثبت مكانك- بكل خطوة إلى ورا أعناق المطي .
نسأل الله تعالى أن يؤدبنا بآدابه وأن يجعلنا هداة مهتدين.
و صلى الله على سيدنا محمد و على آله و صحبه
و الحمد لله رب العالمين