إن ما صرح به بن فليس قبل أن يوقع على محضر إيداع ملف ترشيحه للإنتخابات الرئاسية المقبلة داخل وأمام رئيس المجلس الدستوري والصحافة ، وما حصل لرشيد نكاز من اختطاف لسيارة أخيه التي كانت تحمل استمارات ترشحه 26 ألف من داخل مقر المجلس الدستوري على حسب تصريحه ، وما سبق ذلك من حركية في الشارع سواء عفوية أو مقصودة ومن أطراف فاعلة ونخبة من المجتمع ، لدليل قاطع على الصراع الحاصل وبقوة في أعلى هرم السلطة بين مؤسسة الرئاسة التي تقودها عائلة بوتفليقة ، وبين المخابرات أو كما يطلق عليها الدياراس ، هذا الأخير الذي يظهر جليا بأنه يحاول تأليب الشارع مهما بلغ الثمن وأكيد أن الحملة الإنتخابية ستشهد انزلاقات وأحداث ستكون ربما منعرجا اخطر من توقيف المسار الإنتخابي الديمقراطي سنة 92 ، لكن هذه المرة لا نعلم على ماذا يعول كل طرف خاصة جهاز المخابرات باعتبار أن مؤسسة الجيش افتراضيا في يد الرئاسة بمثلثها قايد صالح ، بوسطيلة والهامل.
فقط بقى أن نذكر بمهزلة المجلس الدستورى والفبركة والتعتيم الذي رافق إيداع عبد العزيز بوتفليقة لملف ترشحه ، والذي أثبت أكثر قطعية على حتمية تفعيل المادة 88 من الدستور بعد أن اخرج لنا منتجوه فيلما بائسا يبعث على الشفقة والإشمئزاز في آن واحد .
إن الوضع لا يبعث على الإرتياح ابدا ، ومستقبل بلدنا يلعب به وراء الستار كقطع الشطرنج ، فحري بكل أطراف المجتمع أن تقف صفا واحد أمام الغولين والحفاظ على مستقبلنا ومستقبل أبنائنا ، ونعلناها مقاطعة ليس للعهدة الرابعة فقط لأنه شعار يخدم طرفا على أخر بل نعلنها مقاطعة لنظام بكل أجهزته ، ونعلنها قطيعة مع ممارسات مافيوية فاسدة ، لننقذ حقا البلاد والعباد ، اما غير ذلك فاللهم فاشهد