التصوف عين البدعة.. والتوحيد دين الأنبياء والرسل
الشيخ عبد الرحمن بن صالح محيي الدين
أستاذ الحديث الشريف - المدينة المنورة
الصوفية عين البدعة والبدعة ضلالة والتوحيد هو طريق الأنبياء والرسل ومن تبعهم إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها وهم خلاصة البشرية وهم أهل الجنة وهو طريق النجاة يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم والقلب السليم الخالي من الشرك (أي خالص التوحيد) قال الحافظ ابن كثير رحمه الله (إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ) أي سالم من الدنس والشرك ثم ذكر أقوال السلف في ذلك ومنهم أبو عثمان النيسابوري حيث قال هو القلب السالم من البدعة المطمئن إلى السنة وأيضاً قول سعيد ابن المسيب حيث قال القلب السليم هو القلب الصحيح وهو قلب المؤمن لأن قلب الكافر والمنافق مريض قال الله تعالى في قلوبهم مرض. والتوحيد شفاء القلوب المريضة بالبدعة والبدع ما أكثرها في زماننا هذا يزينها أصحابها ويلبسونها بالحق لتقبل عند الناس ولكن يأبى الله إلا أن يجعل عند كل بدعة من يردها على أصحابها.
ومن البدع التي أكل عليها الدهر وشرب هي بدعة التصوف بأنواعه وأشكاله حيث دخل إلى الإسلام عن طريق العجمة وصدق شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله حيث يقول كل نقص جاء في الإسلام عن طريق العجمة ..أقول العجمة ها هنا هي عدم الفهم عن الله مراده وليست عجمة النسب فقد يكون الإنسان أعجمياً ويفهم عن الله مراده وقد يكون عربياً ولا يفهم عن الله مراده فالقسمة هاهنا رباعية كما قال شيخ الإسلام عربي يفهم وعربي لا يفهم وأعجمي يفهم وأعجمي لا يفهم فأفضلهم العربي الذي يفهم ثم بعده الأعجمي الذي يفهم وأسوأهم الذي لا يفهم وضابط ذلك كله العلم النافع والعمل الصالح وهو الذي على منهاج النبوة (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ) والتصوف أصلاً ليس من الإسلام في شيء ولم يتعبد الله عبادة إلا بالإسلام الصحيح وهو الاستسلام لله بالتوحيد وهو عين التوحيد.
لم يقل الله كونوا صوفية وإنما قال كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون بل قال جل وعلا (وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ) ووالله إن الصوفية الآن ابتدعها إخواننا المسلمون ما كتبها الله علينا فيكفينا ما كان عليه سيد البشر صلوات الله وسلامه عليه.
والصوفية والتصوف هي طريقة تربوية تعبدية ابتدعها كل إنسان على مزاجه وفهمه للإسلام فكلما كان فهمه قاصراً أو أشد قصوراً كان طريقته أبعد في الضلال وهلم جراً حتى ينتهي إلى الإسلام الصحيح الذي كان عليه المصطفى صلى الله عليه وسلم فتكون تربيته وتعبده بعد ذلك على منهاج النبوة.
ولذا لا نعجب إذا رأينا كثرة الطرق الصوفية وبعضها أعمق في الضلالة من بعض هذا كله لبعدهم عن المنهج الصحيح كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
وانظر إلى المثال الواضح أمامك في شخصيتين تاريخيتين في الإسلام شتان بينهما:
الأول شيخ الإسلام الإمام أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن تيمية رحمه الله تعالى جدد دين الله بدعوته الصادقة إلى كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم على فهم السلف الصالح والذي يقرأ فتاواه يجد العجب في كيفية استحضاره الشواهد من الآيات والأحاديث على أقواله وفتاواه حيث ربط نفسه بالوحيين.
والثاني الإمام الغزالي رحمه الله صاحب الإحياء شغل وقته كله في التصوف والخرافات فجاء كتابه العجب العجاب في التربية الصوفية خلط فيه الحق بالباطل والسنة بالبدعة حتى تندم آخر عمره أنه أضاعه في هذه الطرق المتشعبة لا أن نزيدها فرقة بإحياء طرق التصوف والزعم أن هناك تصوفاً صحيحاً وتصوفاً مغلوطاً وضلالاً، ونريد أن نحيي التصوف الصحيح فنرفع علم الصوفية والدفاع عنها.
كل الطرق الصوفية عن بكرة أبيها تدعي أنها على الحق وكل فرق الضلالة التي في الساحة الإسلامية تدعي أنها على الحق بل حتى اليهود والنصارى يدعون أنهم على الحق لكن الحق الصحيح الصريح الذي لا غبار عليه وهو الميزان الحق وهو حبل الله الذي بين الله وبين عباده هو كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم على فهم السلف الصالح ولا يوجد في كلام الله ولا كلام رسوله صلى الله عليه وسلم التصوف وطرقه ولا في كلام السلف وما يتعلق به من الشبهات التي ذكرها شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى وأنه أثنى على صوفية أهل الحديث والسنة.
فأقول وبالله التوفيق إن شيخ الإسلام رحمه الله ذكر أولئك القوم من كان على طريق السنة والحديث وأن لهم قدم صدق في نصرة السنة والحديث والعلم النافع وذكر ما فيهم من تصوف أو زهد فهو يصف حالهم ويثني عليهم في فضائلهم والتي هي نصرة للسنة لا أنه يثني على التصوف ويشيد به. بدلالة أن علماء السنة المحضة المشهورين الأعلام الفضلاء العظام كالإمام أحمد ومالك والشافعي والترمذي والبخاري ومسلم وغيرهم وغيرهم الذين هم على منهاج النبوة المحضة لم يوصف أحد منهم بأنه من الصوفية أو صوفية أهل الحديث أو صوفية أهل السنة.
فشيخ الإسلام واصف لحال أولئك العلماء الفضلاء وليس مقررا لمبدأ التصوف أصلاً فهو يصف الواقع أصلاً لا أن يقرر مبدأ وطريقا يبني عليه، وحتما الذي لم يوصف بالتصوف من العلماء الكبار الذين نصروا السنة والحديث وانتسبوا إليها (أي السنة) كالإمام أحمد والأوزاعي ووكيع والبخاري والشافعي وغيرهم وغيرهم كثير من السلف الصالح أفضل من الذين وصفوا بأنهم من صوفية أهل السنة أو صوفية أهل الحديث.
فشيخ الإسلام يصف الواقع وأثنى على أولئك العلماء بما لهم من جهود في نصرة السنة ورد البدعة من البدع الأخرى غير الصوفية.
(صحيفة المدينة ـ ملحق الرسالة) الجمعة 17 جماد الأول 1426 - الموافق - 24 يونيو 2005 - العدد 15402
الشيخ عبد الرحمن بن صالح محيي الدين
أستاذ الحديث الشريف - المدينة المنورة
الصوفية عين البدعة والبدعة ضلالة والتوحيد هو طريق الأنبياء والرسل ومن تبعهم إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها وهم خلاصة البشرية وهم أهل الجنة وهو طريق النجاة يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم والقلب السليم الخالي من الشرك (أي خالص التوحيد) قال الحافظ ابن كثير رحمه الله (إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ) أي سالم من الدنس والشرك ثم ذكر أقوال السلف في ذلك ومنهم أبو عثمان النيسابوري حيث قال هو القلب السالم من البدعة المطمئن إلى السنة وأيضاً قول سعيد ابن المسيب حيث قال القلب السليم هو القلب الصحيح وهو قلب المؤمن لأن قلب الكافر والمنافق مريض قال الله تعالى في قلوبهم مرض. والتوحيد شفاء القلوب المريضة بالبدعة والبدع ما أكثرها في زماننا هذا يزينها أصحابها ويلبسونها بالحق لتقبل عند الناس ولكن يأبى الله إلا أن يجعل عند كل بدعة من يردها على أصحابها.
ومن البدع التي أكل عليها الدهر وشرب هي بدعة التصوف بأنواعه وأشكاله حيث دخل إلى الإسلام عن طريق العجمة وصدق شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله حيث يقول كل نقص جاء في الإسلام عن طريق العجمة ..أقول العجمة ها هنا هي عدم الفهم عن الله مراده وليست عجمة النسب فقد يكون الإنسان أعجمياً ويفهم عن الله مراده وقد يكون عربياً ولا يفهم عن الله مراده فالقسمة هاهنا رباعية كما قال شيخ الإسلام عربي يفهم وعربي لا يفهم وأعجمي يفهم وأعجمي لا يفهم فأفضلهم العربي الذي يفهم ثم بعده الأعجمي الذي يفهم وأسوأهم الذي لا يفهم وضابط ذلك كله العلم النافع والعمل الصالح وهو الذي على منهاج النبوة (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ) والتصوف أصلاً ليس من الإسلام في شيء ولم يتعبد الله عبادة إلا بالإسلام الصحيح وهو الاستسلام لله بالتوحيد وهو عين التوحيد.
لم يقل الله كونوا صوفية وإنما قال كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون بل قال جل وعلا (وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ) ووالله إن الصوفية الآن ابتدعها إخواننا المسلمون ما كتبها الله علينا فيكفينا ما كان عليه سيد البشر صلوات الله وسلامه عليه.
والصوفية والتصوف هي طريقة تربوية تعبدية ابتدعها كل إنسان على مزاجه وفهمه للإسلام فكلما كان فهمه قاصراً أو أشد قصوراً كان طريقته أبعد في الضلال وهلم جراً حتى ينتهي إلى الإسلام الصحيح الذي كان عليه المصطفى صلى الله عليه وسلم فتكون تربيته وتعبده بعد ذلك على منهاج النبوة.
ولذا لا نعجب إذا رأينا كثرة الطرق الصوفية وبعضها أعمق في الضلالة من بعض هذا كله لبعدهم عن المنهج الصحيح كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
وانظر إلى المثال الواضح أمامك في شخصيتين تاريخيتين في الإسلام شتان بينهما:
الأول شيخ الإسلام الإمام أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن تيمية رحمه الله تعالى جدد دين الله بدعوته الصادقة إلى كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم على فهم السلف الصالح والذي يقرأ فتاواه يجد العجب في كيفية استحضاره الشواهد من الآيات والأحاديث على أقواله وفتاواه حيث ربط نفسه بالوحيين.
والثاني الإمام الغزالي رحمه الله صاحب الإحياء شغل وقته كله في التصوف والخرافات فجاء كتابه العجب العجاب في التربية الصوفية خلط فيه الحق بالباطل والسنة بالبدعة حتى تندم آخر عمره أنه أضاعه في هذه الطرق المتشعبة لا أن نزيدها فرقة بإحياء طرق التصوف والزعم أن هناك تصوفاً صحيحاً وتصوفاً مغلوطاً وضلالاً، ونريد أن نحيي التصوف الصحيح فنرفع علم الصوفية والدفاع عنها.
كل الطرق الصوفية عن بكرة أبيها تدعي أنها على الحق وكل فرق الضلالة التي في الساحة الإسلامية تدعي أنها على الحق بل حتى اليهود والنصارى يدعون أنهم على الحق لكن الحق الصحيح الصريح الذي لا غبار عليه وهو الميزان الحق وهو حبل الله الذي بين الله وبين عباده هو كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم على فهم السلف الصالح ولا يوجد في كلام الله ولا كلام رسوله صلى الله عليه وسلم التصوف وطرقه ولا في كلام السلف وما يتعلق به من الشبهات التي ذكرها شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى وأنه أثنى على صوفية أهل الحديث والسنة.
فأقول وبالله التوفيق إن شيخ الإسلام رحمه الله ذكر أولئك القوم من كان على طريق السنة والحديث وأن لهم قدم صدق في نصرة السنة والحديث والعلم النافع وذكر ما فيهم من تصوف أو زهد فهو يصف حالهم ويثني عليهم في فضائلهم والتي هي نصرة للسنة لا أنه يثني على التصوف ويشيد به. بدلالة أن علماء السنة المحضة المشهورين الأعلام الفضلاء العظام كالإمام أحمد ومالك والشافعي والترمذي والبخاري ومسلم وغيرهم وغيرهم الذين هم على منهاج النبوة المحضة لم يوصف أحد منهم بأنه من الصوفية أو صوفية أهل الحديث أو صوفية أهل السنة.
فشيخ الإسلام واصف لحال أولئك العلماء الفضلاء وليس مقررا لمبدأ التصوف أصلاً فهو يصف الواقع أصلاً لا أن يقرر مبدأ وطريقا يبني عليه، وحتما الذي لم يوصف بالتصوف من العلماء الكبار الذين نصروا السنة والحديث وانتسبوا إليها (أي السنة) كالإمام أحمد والأوزاعي ووكيع والبخاري والشافعي وغيرهم وغيرهم كثير من السلف الصالح أفضل من الذين وصفوا بأنهم من صوفية أهل السنة أو صوفية أهل الحديث.
فشيخ الإسلام يصف الواقع وأثنى على أولئك العلماء بما لهم من جهود في نصرة السنة ورد البدعة من البدع الأخرى غير الصوفية.
(صحيفة المدينة ـ ملحق الرسالة) الجمعة 17 جماد الأول 1426 - الموافق - 24 يونيو 2005 - العدد 15402