قصيدة عن الثورات العربية للشاعر أحمد مطر

يمامة الأقصى

:: عضو منتسِب ::
إنضم
7 مارس 2014
المشاركات
29
نقاط التفاعل
19
النقاط
3
عندي لغز يا ثوار
يحكي عن خمسة أشرار
...
اﻷول يبدو سباكاً
والثاني ساقٍ في بار
والثالث يعمل مجنوناً
في حوش من غير جدار
والرابع في الصورة بشرٌ
لكنْ في الواقع بشار
أما الخامس يا للخامس
شيء مختلف اﻷطوار
سباك؟ كﻼ..مجنونٌ؟
كﻼ..سَقَّاءٌ؟ بشار؟
ﻻ أعرفُ، لكني أعرفُ
أنَّكَ تعرِفُهُ مَكَّار
جاء الخمسة من صحراءٍ
سكنوا بيتاً باﻹيجار
جاءوا عطشى جوعى هلكى
كلٌّ منهم حافٍ عار
يكسوهم بؤسُ الفقراءِ
يعلوهم قَتَرٌ وغُبَار
رَبُّ البيتِ لطيفٌ جِدّاً
أسَكّنهم في أعلى الدار
واختار البَدْرُومَ اﻷسفل
والمنزلُ عَشْرَةُ أَدْوَار
هو يملك أَرْبَعَ بَقَرَاتٍ
ولديه ثﻼثةُ آبار
أسرتُهُ: اﻷمُّ، مع الزوجةِ
وله أطفالٌ قُصّار
مرتاحٌ جداً، وكريمٌ
وعليه بهاء ووقار
مرّتْ عَشَرَاتُ السنواتِ
لم يطلبْ منهم دينار
طلبوا منه الماءَ الباردَ
واللحمَ مع الخبز الحارّْ
أعطاهم كَرَماً؛ فأرادوا الـ
آبارَ، وَحَلْبَ اﻷبقار
أعطاهم؛ فأرادوا الْمِنْخَلَ
والسِّكِّينةَ والعَصَّارْ
أعطاهم حتى لم يتركْ
إﻻ أوعيةَ الفخَّار
طلبوا الفخارَ، فأعطاهم
طلبوه أيضاً؛ فاحتار
خجِلَ المالكُ أنْ يُحرِجَهم
فاستأذنهم في مِشْوار
خرج المالكُ من منزله
ومضى يعمل عند الجار
ليوفر للضيفِ الساكنِ
واﻷسرةِ ثَمَنَ اﻹفطار
سَرَقَ الخمْسَةُ قُوتَ اﻷسرةِ
واتَّهَمُوا الطِّفْلَةَ أبرار
ثم رأَوْا أن تُنْفَى اﻷسرةُ
واتخذوا في اﻷمرِ قرارْ
طردوا اﻷسرة من منزلها
ثم أقاموا حفلةَ زَارْ
أكلوا شرِبوا سَكِرُوا رَقَصُوا
ضربوا الطَّبْلَةَ والمزمار
باعوا الماءَ وغازَ المنزلِ
وابتاعوا جُزُراً وبِحَار
وأقاموا مدناً وقُصُوراً
وحدائقَ فيها أنهار
وتنامَتْ ثرْوَتُهم حتى
صاروا تُجَّارَ التُّجَّار
حَزِنَ المالكُ مِنْ فِعْلَتِهِمْ
وَشَكَا لِلْجِيرَةِ ما صَار
قالوا :أَنْتَ أَحَقُّ بِبَيْتَكَ
واﻷُسْرَةُ أَوْلَى بالدار
فمضى نحو المنزل يسعى
واستدعى الخمسةَ وَأَشَارْ
خاطَبَهُمْ بِاللُّطْفِ :كَفَاكُمْ
في المنزل فوضى ودمار
أحسنت إليكم فأسأتم؛
فأجابوا :أُسْكُتْ يا مهذار
ﻻ تفتحْ موضوعَ المنزلِ
أوْ نَفْتَحَ في رأسِكَ غارْ
فانتفضَ المالكُ إعصاراً
وانفجرُ البركانُ وثار
أمَّا اﻷَوَّلُ: فَهِمَ الْقِصَّة؛َ
فاستسلَمَ للريح وطار
والثاني: فكَّرَ أنْ يبقَى
وتحدَّى الثورةَ؛ فانْهَارْ
فاستقبَلَهُ السِّجْنُ بِشَوْقٍ
فِذٍّ هُوَ واﻹبِنْ البارّْ
والثالثُ: مجنونٌ طَبْعاً
قال بِزَهْوٍ واسْتِهْتَارْ:
أنا خَالِقُكُمْ وسَأَتْبَعُكُمْ
زَنْقَهْ زنقه .. دارْ دارْ
أَرْغَى أَزْبَدَ هَدَّدَ أَوْعَدَ
وَأَخِيراً: يُقْبَضُ كالفار
ولقدْ ظَهَرَتْ في مَقْتَلِهِ
آياتٌ ﻷولي اﻷبصار
والرابع والخامس أيضاً
دَوْرُ الشُّؤْمِ عَلَيْهِمْ دَارْ
لم يَعْتَبِرُوا، لَكِنْ صَارُوا
فيها كَجُحَا والمسمار
اُخْرُجْ يا هذا من داري!
لنْ أخرجَ إﻻ بحوار
إرْحَلْ هذي داري إِرْحَلْ!!
لن أرحلَ إﻻ بالدَّار
إمَّا أنْ تَتْبَعَ مِسْماري
أوْ أنْ أُضْرِمَ فيها النار
فاللغزُ إذنْ يا إخوتنا
عقلي في مُشْكِلِهِ حَارْ
هل نعطي الدارَ لمالكها؟!
أم نعطي رَبَّ المسمار؟!
هل لوْ قُتِلَ المالِكُ فيها
هُوَ في الجنةِ، أم في النار؟!
هل في قول المالك :إرحَلْ
يا غاصبُ عَيْبٌ أوْ عار!؟
هل لُغْزِي هذا مَفْهُومٌ؟!
مَنْ لم يفهمْ فهو :.......!!!
أحمد مطر
 
رد: قصيدة عن الثورات العربية للشاعر أحمد مطر

شكرااااااااا
 
رد: قصيدة عن الثورات العربية للشاعر أحمد مطر

الف شكراا لك
 
اي ثورات تلك التي شردت عائلات ودمرت بيوتا
دعواتنا بالهداية لكل من ظلم وطغى
على كل شكرا ع طرح
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top