رحلة إلى الماضي - عتاب الذكريات
رحلة إلى الماضي ـ عتاب الذكريات!
ـــ
سـ أجرّب الكتابة في وقت المرض..
لأنني تأخرتُ في النشر..
و لأنّ أزمات الرشح و الأنفلونزا..
لا تذهب بسهولة..
لذلك ، سـ يكون التأخر أكثر..
لو انتظرتُ لـ حين التشافي و التعافي..
و هذا ما لا ينبغي أن يكون..
...
على أية حال..
كنتُ منذ مدة طويلة ، أفكّر في الكتابة عن هذا الأمر
الذي سـ أتطرّق إليه ، في هذا المقال..
و يبدو أن نصيبَ هذا الموضوع ، أن يُكتب
و أنا في مثل هذه الظروف الصحية..
و التي هي بكل تأكيد ، ليست مثالية للكتابة!
...
اخترتُ للمقال.. عنوان: رحلة إلى الماضي
لأنّ الحديث عن "الذكريات" أو أي شأن متصل بها..
هو على الأرجح ، لن يكون ، إلا حديثاً عن أمور
حدثت في فترة سابقة ، لذلك هي ذكريات!
..
هو سفرٌ إلى الماضي إذن..
بغضّ النظر ، عن وقت هذه المواقف و الأحداث..
أكان قديماً جداً ، أو أقل من ذلك..
فـ طالما أنه حدث بالأمس ( القريب أو البعيد)
فـ إنه أصبح ماضٍ .. و مرحلة ذهبت من العمر
أو أيام خلت.. و لن تعود!
...
*الذكريات.. دائماً مؤلمة
حتى و إن كانت جميلة!
فـ كل ذكرى جميلة.. هي بالواقع: مؤلمة
لأنها ببساطة.. لن تعود ، و لن تكرر!
...
*كتبتُ هذه الفقرة ، في مناسبات سابقة..
و حان وقتُ توثيقها ، في مقال مستقل..
و التطرّق لـ جوانب أخرى ، في هذه المسألة..
...
*قلنا.. أن الذكريات ، دائماً مؤلمة
على الأقل ، هذا ما أتصوره ، و هذا ما أشعره..
فلا أحسبُ أنّ أي ذكرى "جميلة" بالنسبة لي
لا تُؤلمني حين أسترجع لحظاتها الجميلة
و تفاصيلها الأجمل..
و التي لن تعود أبداً ، و لا يمكن تكرارها..
لأن ما حدث في الأمس ، لا يمكن إعادته كما هو..
حتى لو اجتهد الجميع ، من أجل ذلك..
و بُذلت الأسباب..
فلا يمكن أن يعود كما حدث بالضبط..
مع العلم ، أننا يمكن أن نصنع ما هو "أجمل" منه..
و لكن بكل تأكيد ، لن نصنع ما هو "مماثل" له!
...
*حين يأخذك الحنين ، إلى لحظات سالفة من عمرك..
قضيتَ فيها وقتاً جميلاً..
أو موقفاً معيناً ، أو حدث ما..
أو حتى لو كانت تفاصيل صغيرة..
قد لا يتذكرها سواك ، في هذا الوقت..
بل قد لم يلحظها سواك.. في ذلك الوقت!
فـ إنك تشعر بـ غصّة في قلبك
بنفس الدرجة ــ ربما! ــ التي تشعر فيها بالنشوة
و السعادة ، من هذه الذكريات الجميلة الراحلة..
و ذلك كما قلنا.. لأنها لا يمكن أن تعود أو تتكرر
بنفس هذه التفاصيل ، و نفس ما كانت عليه في السابق..
فـ كل شيء اختلف الآن.. بما فيهم أنتَ نفسك!
...
*الذكريات.. مؤلمة للغاية
خاصةً إذا كانت عن أطراف لم يعودوا حاضرين..
أو مع أطراف.. لا يمكنك الوصول إليهم
لأي سبب كان..
و الأقسى من كل ذلك ، أن يكونوا قد رحلوا
و لم يعد أمامك ، سوى التألم و التذكّر و الحنين..
و الغناء مع "مروان" .. و ترداد "لو فيّي!" بكل وجع!
...
*و لكن بعد التجربة ، و بعد هذا العمر..
وجدتُ أن ثمة ما هو أقسى من ذلك..
و هي تلك المواقف و الأمور الصادرة منك..
في ماضي حياتك..
و التي حين تتذكرها ، لا تملك سوى التلويح برأسك
أو هزّه أو تقليبه ، يُمنةً و يُسرة ، بـ سرعة و ألم
لأنك ببساطة ، قمتَ بـ أمر لا يعجبك تذكّره الآن..
و صدر منك ، ما لو تكرر الموقف ، لن تفعله مجدداً!
...
*من أقسى المشاعر ، حين تتذكّر أموراً في الماضي
لا تملك تغييرها الآن..
و مع ذلك ، تتمنى لو أنّ بإمكانك ذلك..
من فرط الإزعاج ، الذي يُخلّفه لك هذا الموقف أو ذاك..
حين تتذكّر ، كيف كان تصرّفك أو جوابك حينها..
و ليس بالضرورة ، أن يكون أمراً كبيراً
أو تصرفاً عديم الضمير ، أو موغل في الخطأ..
فـ حتى لو كان الأمر ، لا يتجاوز كلمة عابرة..
أو حركة عفوية لم تقصد فيها السوء..
أو ما شابه ذلك من أمور ، هي بالمجمل "بسيطة"
إلا أنها تُسبّب لك "إزعاجاً" حين تمرّ بـ بالك الآن
و تودّ لو يعود الزمان ، و ذات الموقف يتكرر
حتى تُصحّح الأمر ، أو تقوم بما هو أفضل..
...
*لا يمكن ذلك!
و الإنسان ، يتعلّم من أخطائه ِ في الماضي..
لأنه بشر ، يُخطئ و يُصيب.. و ينمو يوماً بعد آخر
فلا يصل لمرحلة النضج أو الكمال ، بين ليلة و ضحاها..
بل لا يمكنه أن يصل لهذه المرحلة مهما بلغ!
لأنه سـ يبقى بشر ناقص ، و ليس ملاكاً و لا آلهة!
..
و لكن المزعج.. بل و المؤلم
أن تكون هذه الأمور ، حدثت مع من لا يمكنك تعويضهم الآن..
مثل الذين رحلوا عنك ، أو فارقوا بؤس الحياة..
أو الذين لم تعد على وصال معهم..
أو الذين شقّوا طريقهم الخاص في الحياة ، و اختلفت ظروفهم..
و غير ذلك ، من الأشكال و الأنواع..
التي لا يمكنك الآن
الوصول و التواصل مع أصحابها كما ينبغي..
و إلا.. لـ ربما صنعتَ حاضراً أجمل ، معهم..
و ربما ترتاح من "عتاب الذكريات" المؤلم..
حينما تعوّض ما فات ، بما يمكنك..
رغم أنك مهما فعلت ، و اجتهدت..
سـ تظل تُخطئ و تُصيب ، و تصنع "الذكريات"
فـ ما هو حاضر الآن.. سـ يصبح ماض ٍ غداً
و لن يبقى منه ، إلا الذكرى..
سواءً كانت جميلة أو غير ذلك
و لكن حين يكون التواصل ، ما زال قائماً
فـ إنه يمكنك التعويض ، و إن بشكل جزئي..
و يمكنك العمل ، على إصلاح ما فات
بما هو أجمل الآن ،، في حاضرك..
أما و إن لم يعد ذلك ممكناً ، فـ أعانك الله
على عتاب الذكريات القاسي..
و على نفسك اللوّامة دائماً ، كما وصفها الله
في مُحكم كتابه.. .
...
*الحياة قصيرة جداً..
و قد يفقد الإنسان حياته في أي لحظة..
و هو لم يتمكن من ترجمة ما يكفي من مكنونه الخيّر
تجاه غيره ، و الناس ، و تجاه أحبّائه ِ خصوصاً..
* و الأقسى من ذلك.. أن يفقدهم هم في أية لحظة
و يبقى في صراع مرير مع الذكريات المؤلمة
حيث سبقوه إلى العالم الآخر ، قبل أن يتمكّن
من ترجمة مشاعره "الآنيّـة" تجاههم..
بل قبل أن يظهر منه ، ما يكفي ، مما يحوي..
فـ الإنسان ، يملك الكثير داخل نفسه..
و يعجز في أحايين كثيرة ، عن ترجمة ما يحويه..
و تحويله إلى واقع أو سلوك ، أو حتى عبارات
يشعر من خلالها ، أنه عكس بعض ما يحويه
من مكنون و من خير و من مشاعر معينة..
....
*أعتقد أنّ علينا المحاولة..
و بذل المزيد من الجهد ، و استغلال الوقت..
قبل أن يفوت الأوان ، و تضيع الفرص السانحة..
و لا نملك بعد ذلك ، إلا الحسرة و الألم
و الوجع الحقيقي.. مع الذكريات!
...
*آآه.. ما أقسى الرحيل إلى الماضي!
و ما أقسى الحديث (مجرد الحديث!)
عن الذكريات!
*أعتذر إن تسببتُ لأي قارئ ، بـ أي ألم ما..
جرّاء الحديث عن ذلك..
و شكراً لمتابعتكم و اهتمامكم..
و لـ وقتكم!
تحياتي..
رحلة إلى الماضي ـ عتاب الذكريات!
ـــ
سـ أجرّب الكتابة في وقت المرض..
لأنني تأخرتُ في النشر..
و لأنّ أزمات الرشح و الأنفلونزا..
لا تذهب بسهولة..
لذلك ، سـ يكون التأخر أكثر..
لو انتظرتُ لـ حين التشافي و التعافي..
و هذا ما لا ينبغي أن يكون..
...
على أية حال..
كنتُ منذ مدة طويلة ، أفكّر في الكتابة عن هذا الأمر
الذي سـ أتطرّق إليه ، في هذا المقال..
و يبدو أن نصيبَ هذا الموضوع ، أن يُكتب
و أنا في مثل هذه الظروف الصحية..
و التي هي بكل تأكيد ، ليست مثالية للكتابة!
...
اخترتُ للمقال.. عنوان: رحلة إلى الماضي
لأنّ الحديث عن "الذكريات" أو أي شأن متصل بها..
هو على الأرجح ، لن يكون ، إلا حديثاً عن أمور
حدثت في فترة سابقة ، لذلك هي ذكريات!
..
هو سفرٌ إلى الماضي إذن..
بغضّ النظر ، عن وقت هذه المواقف و الأحداث..
أكان قديماً جداً ، أو أقل من ذلك..
فـ طالما أنه حدث بالأمس ( القريب أو البعيد)
فـ إنه أصبح ماضٍ .. و مرحلة ذهبت من العمر
أو أيام خلت.. و لن تعود!
...
*الذكريات.. دائماً مؤلمة
حتى و إن كانت جميلة!
فـ كل ذكرى جميلة.. هي بالواقع: مؤلمة
لأنها ببساطة.. لن تعود ، و لن تكرر!
...
*كتبتُ هذه الفقرة ، في مناسبات سابقة..
و حان وقتُ توثيقها ، في مقال مستقل..
و التطرّق لـ جوانب أخرى ، في هذه المسألة..
...
*قلنا.. أن الذكريات ، دائماً مؤلمة
على الأقل ، هذا ما أتصوره ، و هذا ما أشعره..
فلا أحسبُ أنّ أي ذكرى "جميلة" بالنسبة لي
لا تُؤلمني حين أسترجع لحظاتها الجميلة
و تفاصيلها الأجمل..
و التي لن تعود أبداً ، و لا يمكن تكرارها..
لأن ما حدث في الأمس ، لا يمكن إعادته كما هو..
حتى لو اجتهد الجميع ، من أجل ذلك..
و بُذلت الأسباب..
فلا يمكن أن يعود كما حدث بالضبط..
مع العلم ، أننا يمكن أن نصنع ما هو "أجمل" منه..
و لكن بكل تأكيد ، لن نصنع ما هو "مماثل" له!
...
*حين يأخذك الحنين ، إلى لحظات سالفة من عمرك..
قضيتَ فيها وقتاً جميلاً..
أو موقفاً معيناً ، أو حدث ما..
أو حتى لو كانت تفاصيل صغيرة..
قد لا يتذكرها سواك ، في هذا الوقت..
بل قد لم يلحظها سواك.. في ذلك الوقت!
فـ إنك تشعر بـ غصّة في قلبك
بنفس الدرجة ــ ربما! ــ التي تشعر فيها بالنشوة
و السعادة ، من هذه الذكريات الجميلة الراحلة..
و ذلك كما قلنا.. لأنها لا يمكن أن تعود أو تتكرر
بنفس هذه التفاصيل ، و نفس ما كانت عليه في السابق..
فـ كل شيء اختلف الآن.. بما فيهم أنتَ نفسك!
...
*الذكريات.. مؤلمة للغاية
خاصةً إذا كانت عن أطراف لم يعودوا حاضرين..
أو مع أطراف.. لا يمكنك الوصول إليهم
لأي سبب كان..
و الأقسى من كل ذلك ، أن يكونوا قد رحلوا
و لم يعد أمامك ، سوى التألم و التذكّر و الحنين..
و الغناء مع "مروان" .. و ترداد "لو فيّي!" بكل وجع!
...
*و لكن بعد التجربة ، و بعد هذا العمر..
وجدتُ أن ثمة ما هو أقسى من ذلك..
و هي تلك المواقف و الأمور الصادرة منك..
في ماضي حياتك..
و التي حين تتذكرها ، لا تملك سوى التلويح برأسك
أو هزّه أو تقليبه ، يُمنةً و يُسرة ، بـ سرعة و ألم
لأنك ببساطة ، قمتَ بـ أمر لا يعجبك تذكّره الآن..
و صدر منك ، ما لو تكرر الموقف ، لن تفعله مجدداً!
...
*من أقسى المشاعر ، حين تتذكّر أموراً في الماضي
لا تملك تغييرها الآن..
و مع ذلك ، تتمنى لو أنّ بإمكانك ذلك..
من فرط الإزعاج ، الذي يُخلّفه لك هذا الموقف أو ذاك..
حين تتذكّر ، كيف كان تصرّفك أو جوابك حينها..
و ليس بالضرورة ، أن يكون أمراً كبيراً
أو تصرفاً عديم الضمير ، أو موغل في الخطأ..
فـ حتى لو كان الأمر ، لا يتجاوز كلمة عابرة..
أو حركة عفوية لم تقصد فيها السوء..
أو ما شابه ذلك من أمور ، هي بالمجمل "بسيطة"
إلا أنها تُسبّب لك "إزعاجاً" حين تمرّ بـ بالك الآن
و تودّ لو يعود الزمان ، و ذات الموقف يتكرر
حتى تُصحّح الأمر ، أو تقوم بما هو أفضل..
...
*لا يمكن ذلك!
و الإنسان ، يتعلّم من أخطائه ِ في الماضي..
لأنه بشر ، يُخطئ و يُصيب.. و ينمو يوماً بعد آخر
فلا يصل لمرحلة النضج أو الكمال ، بين ليلة و ضحاها..
بل لا يمكنه أن يصل لهذه المرحلة مهما بلغ!
لأنه سـ يبقى بشر ناقص ، و ليس ملاكاً و لا آلهة!
..
و لكن المزعج.. بل و المؤلم
أن تكون هذه الأمور ، حدثت مع من لا يمكنك تعويضهم الآن..
مثل الذين رحلوا عنك ، أو فارقوا بؤس الحياة..
أو الذين لم تعد على وصال معهم..
أو الذين شقّوا طريقهم الخاص في الحياة ، و اختلفت ظروفهم..
و غير ذلك ، من الأشكال و الأنواع..
التي لا يمكنك الآن
الوصول و التواصل مع أصحابها كما ينبغي..
و إلا.. لـ ربما صنعتَ حاضراً أجمل ، معهم..
و ربما ترتاح من "عتاب الذكريات" المؤلم..
حينما تعوّض ما فات ، بما يمكنك..
رغم أنك مهما فعلت ، و اجتهدت..
سـ تظل تُخطئ و تُصيب ، و تصنع "الذكريات"
فـ ما هو حاضر الآن.. سـ يصبح ماض ٍ غداً
و لن يبقى منه ، إلا الذكرى..
سواءً كانت جميلة أو غير ذلك
و لكن حين يكون التواصل ، ما زال قائماً
فـ إنه يمكنك التعويض ، و إن بشكل جزئي..
و يمكنك العمل ، على إصلاح ما فات
بما هو أجمل الآن ،، في حاضرك..
أما و إن لم يعد ذلك ممكناً ، فـ أعانك الله
على عتاب الذكريات القاسي..
و على نفسك اللوّامة دائماً ، كما وصفها الله
في مُحكم كتابه.. .
...
*الحياة قصيرة جداً..
و قد يفقد الإنسان حياته في أي لحظة..
و هو لم يتمكن من ترجمة ما يكفي من مكنونه الخيّر
تجاه غيره ، و الناس ، و تجاه أحبّائه ِ خصوصاً..
* و الأقسى من ذلك.. أن يفقدهم هم في أية لحظة
و يبقى في صراع مرير مع الذكريات المؤلمة
حيث سبقوه إلى العالم الآخر ، قبل أن يتمكّن
من ترجمة مشاعره "الآنيّـة" تجاههم..
بل قبل أن يظهر منه ، ما يكفي ، مما يحوي..
فـ الإنسان ، يملك الكثير داخل نفسه..
و يعجز في أحايين كثيرة ، عن ترجمة ما يحويه..
و تحويله إلى واقع أو سلوك ، أو حتى عبارات
يشعر من خلالها ، أنه عكس بعض ما يحويه
من مكنون و من خير و من مشاعر معينة..
....
*أعتقد أنّ علينا المحاولة..
و بذل المزيد من الجهد ، و استغلال الوقت..
قبل أن يفوت الأوان ، و تضيع الفرص السانحة..
و لا نملك بعد ذلك ، إلا الحسرة و الألم
و الوجع الحقيقي.. مع الذكريات!
...
*آآه.. ما أقسى الرحيل إلى الماضي!
و ما أقسى الحديث (مجرد الحديث!)
عن الذكريات!
*أعتذر إن تسببتُ لأي قارئ ، بـ أي ألم ما..
جرّاء الحديث عن ذلك..
و شكراً لمتابعتكم و اهتمامكم..
و لـ وقتكم!
تحياتي..
آخر تعديل: