بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة
الحمد لله الذي فرض على عباده صيام رمضان، والصلاة والسلام على من أنزل عليه القرآن، هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان, أما بعد:
*أخي المسلم, هنيئا لك ما خصك الله به من نعمة إدراك شهر رمضان؛ لتصوم نهاره، وتقوم ليله، وتقرأ كتابه، وتتفرغ لعبادته.
*فكم من الناس حرموا تلك النعمة!
*كم من الناس صاموا معنا رمضان الغائب, وهم اليوم موتى في قبورهم!
*وكم من الناس لم يستطيعوا صيام رمضان لمرض نزل بهم، أو عجز أصابهم، أو شيخوخة أضعفتهم، أو هرم أذهب عقولهم!
*فالحمد الله - أخي الكريم - على هذه النعمة، واغتنم فرصة هذا الشهر في طاعة الله وعبادته، ولا تضيع أيامه القلية وساعاته اليسيرة فيما لا يعود عليك بالفائدة والأجر والثواب من الله تعالى. قال [FONT="]r: «من أدرك رمضان, ولم يغفر له باعده الله في النار» [مسلم].
فضائل الصيام
1-رتب الله تعالى على الصيام عظيم الأجر والمغفرة؛ قال تعالى: [FONT="]}وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ[FONT="]{[/FONT] إلى قوله: [FONT="]}[/FONT]أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا[FONT="]{[/FONT] [الأحزاب: 35].
[/FONT]
2-وقال [FONT="]r: «ما من عبد يصوم يوما في سبيل الله إلا باعد الله بذلك وجهه عن النار سبعين خريفاً» [متفق عليه].
[/FONT]
3-ولما سأل أبو أمامة رسول الله [FONT="]r عن عمل يدخله الجنة قال له: «عليك بالصوم، فإنه لا مثل له» [صحيح, رواه النسائي].
[/FONT]
4-وقال [FONT="]r: قال الله تعالى: «كل عمل ابن آدم له إلا الصيام؛ فإنه لي, وأنا أجزي به، والصيام جنة – أي: وقاية – وإذا كان يوم صوم أحدكم, فلا يرفث, ولا يصخب، فإن سابه أحد أو قاتله, فليقل: إني امرؤ صائم، والذي نفس محمد بيده, لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، للصائم فرحتان يفرحهما، إذا أفطر فرح بفطره، وإذا لقي ربه فرح بصومه» [متفق عليه].[/FONT]
5-وأخبر [FONT="]r: «أن الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة» [حسن رواه أحمد والحاكم].
[/FONT]
6-وأخبر [FONT="]r: «أن في الجنة بابا اسمه الريان, لا يدخل منه إلا الصائمون» [متفق عليه]. [/FONT]
فضل شهر رمضان وصيامه
1-من فضائل شهر رمضان أنه الشهر الذي أنزل فيه القرآن، كتاب الله الخالد، وحجته البالغة، ونوره المبين.
2-فيه تصفد الشياطين، وتغلق أبواب النيران، وتفتح أبواب الجنان؛ قال [FONT="]r: «إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة، وغلقت أبواب النيران، وصفدت الشياطين»[متفق عليه] ومعنى صفدت: حبست.
[/FONT]
3-فيه ليلة القدر، والعبادة فيها خير من عبادة ألف شهر. قال تعالى: [FONT="]}لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ[FONT="]{[/FONT] [القدر:3].
[/FONT]
4-بصيامه يحصل الغفران كما قال [FONT="]r: «من صام رمضان إيماناً واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه » [متفق عليه].
[/FONT]
5-بقيامه يحصل الغفران كذلك. قال النبي [FONT="]r: «من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه» [متفق عليه].
[/FONT]
6-وأخبر [FONT="]r «أن العمرة فيه تعدل حجة» [رواه البخاري].
[/FONT]
7-وأخبر [FONT="]r «أن لله فيه عتقاء من النار، وذلك في كل ليلة حتى ينقضي رمضان» [صحيح رواه أحمد].
[/FONT]
8-وأخبر [FONT="]r «أن للصائم عند فطره دعوة لا ترد» [رواه ابن ماجة, وصححه البوصيري]. [/FONT]
متى يجب الصيام؟
*سئل فضيلة الشيخ ابن جبرين: كنت أصوم وأفطر من سن16 سنة إلى سن 18سنة ثم التزمت بعد ذلك بالصيام التام، فهل عليَّ شيء من ذلك؟
*فأجاب: متى أتم الإنسان 15 عاما وجبت عليه التكاليف، فإن هذه السن علامة البلوغ، فهذا الذي تساهل بالصوم, وقد حكم ببلوغه قد ترك واجباً، فعليه قضاء ما ترك أو أفطر فيه من أيام الرمضانات التي مرت، ولا يعذر بجهله بحكمة الصيام، فعليه قضاء الأيام التي تركها أو لم يتم الصيام فيها مع الكفارة عن كل يوم إطعام مسكين، فإن كان جاهلاً بعددها, فعليه الاحتياط, حتى يتيقن أنه قضى ما وجب في ذمته، والله أعلم. [فتاوى الصيام].
بم نستقبل شهر رمضان؟
أولاً: بالمبادرة إلى التوبة الصادقة المستوفية لشروطها وكثرة الاستغفار.
ثانيا: بتعلم ما لا بد منه من فقه الصيام.
ثالثا: عقد العزم الصادق والهمة العالية على تعمير رمضان بالأعمال الصالحة.
رابعا: استحضار أن رمضان ما هو إلا أيام معدودات سرعان ما ينقضي.
خامساً: الاجتهاد في حفظ الأذكار والأدعية المطلقة منها والموظفة خصوصاً المتعلقة برمضان.
صوم رمضان حُكْمُهُ وَحِكَمُهُ
*أولاً: حُكمه:
*الصيام: هو الإمساك عن الطعام والشراب والجماع من طلوع الفجر الثاني إلى غروب الشمس.
*وهو فريضة ثابتة بالكتاب والسنة والإجماع، فن أنكر فرضيته فهو مرتد كافر يستتاب، فإن تاب وأقر بفرضيته, وإلا قتل كافراً.
*وصوم رمضان فرض على كل مسلم بالغ عاقل قادر على الصوم.
*ويجب صيام رمضان برؤية هلاله أو بإكمال شعبان ثلاثين يوماً، ويكتفي في إثبات الشهر برؤية عدل واحد.
*قال ابن القيم: وكان من هديه [FONT="]r إلا يدخل في صوم رمضان إلا برؤية محققة أو بشهادة شاهد واحد، كما صام بشهادة ابن عمر، وصام مرة بشهادة أعرابي واعتمد على خبرهما... فإن لم يكن رؤية, ولا شهادة, أكمل عدة شعبان ثلاثين يوماً، ولم يكن يصوم يوم الإغمام, ولا أمر به، بل أمر أن تكمل عدة شعبان ثلاثين إذا غم. [زاد المعاد]. [/FONT]
لا يجوز اعتماد الحساب في إثبات الأهلة
*سئل سماحة الشيخ ابن باز: في بعض بلاد المسلمين يعمد الناس إلى الصيام دون اعتماد على رؤية الهلال، وإنما يكتفون بالتقاويم، فما حكم ذلك؟
*فأجاب: قد أمر النبي [FONT="]r المسلمين أن يصوموا لرؤية الهلال ويفطروا لرؤيته، فإن غم عليهم أكملوا العدة ثلاثين. [متفق عليه].. وقال [FONT="]r[/FONT]: «لا تصوموا حتى تروا الهلال أو تكملوا العدة، ولا تفطروا حتى تروا الهلال أو تكملوا العدة» والأحاديث في هذا الباب كثيرة، وكلها تدل على وجوب العمل بالرؤية أو إكمال العدة عند عدم الرؤية، كما تدل على أنه لا يجوز اعتماد الحساب في ذلك، وهو الحق الذي لا ريب فيه. [فتاوى الصيام].
[/FONT]
*ثانيا: حكم الصيام وفوائده:
1-الصوم طريق التقوى قال تعالى: [FONT="]}يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ[FONT="]{[/FONT][البقرة:183].
[/FONT]
2-وهو سبب للتخلص من كل أنواع الباطل؛ قال [FONT="]r: «من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه»[رواه البخاري].
[/FONT]
3-ومن فوائده أنه يضعف الشهوة، ويعود على الصبر، ويقوي الإرادة، ولذلك أمر النبي [FONT="]r من لم يستطع الزواج من الشباب بالصيام. [/FONT]
4-ومن فوائده تعويد الأمة على النظام والاتحاد وحب العدل والمساواة، والإيثار والبذل والعطاء ومواساة الفقراء والمساكين وأهل الفاقة.
5-ومن فوائده الصحية أنه يطهر الأمعاء، ويصلح المعدة، وينظف البدن من الفضلات التي قد تسبب الضرر مع الوقت.
6-ومن فوائده أنه يفرغ القلب, ويشغله بما يجلب له السعادة والفلاح من الذكر والعبادة وتلاوة القرآن.
7-ومن فوائده أنه يضيق مجاري الدم التي هي مجاري الشيطان، فتسكن النفس ويهدأ البال وتزول الوساوس، ويتفرغ الإنسان لطاعة ربه.
هدية [FONT="]r[/FONT] في رمضان
*قال الإمام ابن القيم: (وكان من هديه [FONT="]r في شهر رمضان الإكثار من أنواع العبادات، فكان جبريل عليه السلام يدارسه القرآن في رمضان، وكان إذا لقيه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة، وكان أجود الناس، وأجود ما يكون في رمضان، ويكثر فيه من الصدقة والإحسان، وتلاوة القرآن، والصلاة، والذكر، والاعتكاف، وكان يخص رمضان بما لا يخص غيره به من الشهور) [زاد المعاد]. [/FONT]
ما ينبغي للصائم وما يجب عليه
*سئل الشيخ ابن عثيمين: ماذا ينبغي للصائم, وماذا يجب عليه؟
*فأجاب: ينبغي للصائم أن يكثر من الطاعات، ويجتنب جميع المحرمات، فيصلي الصلوات الخمس في أوقاتها مع الجماعة، ويترك الكذب والغيبة والغش، والمعاملات الربوية، وكل قول أو فعل محرم، قال النبي [FONT="]r: «من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه» [رواه البخاري].[/FONT]
منها ما هو واجب, ومنها ما هو مستحب، فمن ذلك:
1-الحرص على السحور وتأخيره إلى آخر جزء من الليل ما لم يخش طلوع الفجر. قال النبي [FONT="]r: «تسحروا؛ فإن في السحور بركة» [رواه البخاري].
[/FONT]
2-تعجل الفطر إذا تحقق غروب الشمس؛ لقوله [FONT="]r: «لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر» [رواه البخاري].
[/FONT]
3-البعد عن الرفث والفحش واللغو وقول الزور وجميع المحرمات لقول النبي [FONT="]r: «...فإذا كان يوم صوم أحدكم, فلا يرفث، ولا يصخب, فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني أمرؤ صائم» [رواه البخاري].
[/FONT]
4-أن يفطر على رطبات، فإن لم يجد فتمرات، فإن عدمه, فعلى ماء.
6-عدم الإكثار من الطعام, والاكتفاء بما يقيم البدن.
7-كثر الصدقة وإطعام الطعام، فإن النبي [FONT="]r كان في رمضان أجود بالخير من الريح المرسلة.
[/FONT]
8-تلاوة القرآن ومدارسته، فقد كان جبريل يدارس النبي [FONT="]r القرآن في رمضان.
[/FONT]
9-صلاة التراويح مع المسلمين في المساجد وإتمامها كاملة مع الإمام.
10-زيادة العبادة في العشر الأواخر من رمضان، وتحري ليلة القدر في الوتر منها.
11-الاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان.
النوم طوال ساعات النهار
*سئل فضيلة الشيخ ابن عثيمين: ما حكم النوم طوال ساعات نهار رمضان، وإذا كان يستيقظ لأداء الفرض ثم ينام فما الحكم؟
*فأجاب: هذا السؤال تضمن حالين:
الحال الأولى: رجل ينام طوال النهار, ولا يستيقظ، ولا شك أن هذا جان على نفسه، وعاص لله عز وجل بتركه الصلاة في أوقاتها، فعليه أن يتوب إلى الله عز وجل، وأن يقوم, ويؤدي الصلاة في أوقاتها حسب ما أمر به.
أما الثانية: وهي حال من يقوم ويصلي الصلاة المفروضة في وقتها ومع الجماعة، فهذا ليس بإثم، لكنه فوت على نفسه خيرا كثيراً، لأنه ينبغي للصائم أن يشتغل بالصلاة والذكر والدعاء وقراءة القرآن حتى يجمع في صيامه عبادات شتى. [فتاوى الصيام].
يصوم وهو تارك للصلاة.
*سئل سماحة الشيخ ابن باز: ما حكم من يصوم, وهو تارك للصلاة؟
*فأجاب: الصحيح أن تارك الصلاة عمداً يكفر بذلك كفرا أكبر، وبذلك لا يصح صومه, ولا بقية عباداته حتى يتوب إلى الله سبحانه، لقول الله عز وجل: [FONT="]}وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ[FONT="]{[/FONT][الأنعام:88] وما جاء في معناها من الآيات والأحاديث. [مجموع فتاوى ابن باز].
[/FONT]
حكم من أفطر رمضان بدون عذر
*سئل سماحة الشيخ ابن باز: ما حكم من أفطر رمضان بدون عذر, وهو غير منكر لوجوبه؟
*فأجاب: من أفطر في رمضان عمداً لغير عذر شرعي, فقد أتى كبيرة من الكبائر، ولا يكفر بذلك في أصح أقوال العلماء، وعليه التوبة إلى الله سبحانه مع القضاء، والأدلة الكثيرة تدل على أن ترك الصيام ليس كفراً أكبر إذا لم يجحد الوجوب، وإنما أفطر تساهلا وكسلاً، وعليه إطعام مسكين عن كل يوم إذا تأخر القضاء إلى رمضان آخر من غير عذر شرعي.
*سئلت اللجنة الدائمة: ما حكم من يصوم ويصلي في رمضان فقط، ويترك الصلاة بمجرد انتهاء شهر رمضان؟
*فأجابت: الصلاة ركن من أركان الإسلام، وهي آكد الأركان بعد الشهادتين،، وهي من فروض الأعيان، ومن تركها جاحداً لوجوبها، أو تركها تهاوناً وكسلاً فقد كفر. أما الذين يصومون رمضان, ويصلون في رمضان فقط, فهذا مخادعة لله، فبئس القوم الذين لا يعرفون الله إلا في رمضان، فلا يصح لهم صيام مع تركهم الصلاة في غير رمضان. [فتاوى إسلامية].
حكم صيام من أكل وقت الأذان
*سئل سماحة الشيخ ابن باز: ما الحكم الشرعي للصيام فيمن سمع أذان الفجر, واستمر في الأكل والشرب؟
*فأجاب: الواجب على المؤمن أن يمسك عن المفطرات من الأكل والشرب وغيرهما إذا تبين له طلوع الفجر، وكان الصوم فريضة كرمضان وصوم النذور والكفارات، لقول الله عز وجل: [FONT="]}وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ[FONT="]{[/FONT][البقرة:187]، فإذا سمع الأذان, وعلم أنه يؤذن على الفجر وجب عليه الإمساك، فإن كان المؤذن يؤذن قبل طلوع الفجر لم يجب عليه الإمساك، وجاز له الأكل والشرب, حتى يتبين له الفجر، فإن كان لا يعلم حال المؤذن هل أذن قبل الفجر أو بعده، فإن الأولى والأحوط له أن يمسك إذا سمع الأذان، ولا يضره لو شرب أو أكل شيئا حين الأذان، لأنه لم يعلم بطلوع الفجر [فتاوى إسلامية].
[/FONT]
أمور تهم الصائم
بلع الصائم للعاب
*سئل سماحة الشيخ ابن باز: ما حكم بلع الصائم للعاب؟
*فأجاب: اللعاب لا يضر الصوم؛ لأنه من الريق، فإذا بلع, فلا بأس، وإذا بصق فلا بأس. أما البلغم الغليظ, فيجب على الرجل والمرأة إخراجه وعدم ابتلاعه. [فتاوى الصيام].
السواك في رمضان
*سئل الشيخ ابن عثيمين: عمن يتحرز من استعمال السواك في نهار رمضان؟
*فأجاب: التحرز من السواك في نهار رمضان أو في غيره من الأيام التي يكون الإنسان فيها صائما لا وجه له ؛ لأن السواك سنة في الصيام وفي غيره، وليس مفسداً للصوم، إلا إذا كان له طعم وأثر في ريقك، فإنك لا تبتلع طعمه، وكذلك لو خرج بالتسوك دم من اللثة، فإنك لا تبتلعه، وإذا تحرزت في هذا, فإنه لا يؤثر في الصيام شيئاً. [فتاوى إسلامية].
الاحتلام- الدم - القيء
*سئل سماحة الشيخ ابن باز: كنت صائما, ونمت في المسجد، وبعدما صليت وجدت أني محتلم، فهل يبطل ذلك صيامي؟ ومرة أخرى أصابني حجر في راسي وسال منه الدم، فهل أفطر بسبب الدم؟ وهل القيء يفسد الصوم؟
*فأجاب: الاحتلام لا يفسد الصوم؛ لأنه ليس باختيار العبد، ولكن عليه غسل الجنابة إذا خرج منه مني. والحجر الذي أصاب رأسك حتى أسال الدم لا يبطل صومك، وهذا القيء الذي خرج منك بغير اختيارك لا يبطل صومك؛ لقول النبي [FONT="]r: «من ذرعه القيء, فلا قضاء عليه، ومن استقاء, فعليه القضاء» [رواه أحمد وأهل السنن بإسناد صحيح].
[/FONT]
*وسئل سماحته، هل خروج المذي لأي سبب كان يفطر الصائم أم لا؟
*فأجاب: لا يفطر الصائم بخروجه منه في أصح قولي العلماء. [مجموع فتاوى ابن باز].
الطيب
*وسئل الشيخ ابن عثيمين: ما حكم استعمال الصائم للروائح العطرية في نهار رمضان.
*فأجاب: لا بأس أن يستعملها في نهار رمضان، وأن يستنشقها إلا البخور لا يستنشقه ؛ لأن له جرماً يصل إلى المعدة, وهو الدخان. [فتاوى الصيام].
معجون الأسنان والقطرة
*سئل سماحة الشيخ ابن باز: ما حكم استعمال معجون الأسنان, وقطرة الأذن والأنف والعين للصائم؟
*فأجاب: تنظيف الأسنان بالمعجون لا يفطر به الصائم كالسواك، وعليه التحرز من ذهاب شيء منه إلى جوفه, فإن غلبه شيء من ذلك بدون قصد, فلا قضاء عليه، وهكذا قطرة العين والأذن في أصح قولي العلماء، فإن وجد طعم القطور في حلقة, فالقضاء أحوط, ولا يجب ؛ لأنهما ليسا منفذين للطعام والشراب، أما القطرة في الأنف, فلا يجوز، لأن الأنف منفذ.
دخول الماء إلى الحلق دون قصد
*سئل الشيخ ابن عثيمين: إذا تمضمض الصائم أو استنشق، فدخل إلى حلقه ماء دون قصد، هل يفسد صومه؟
*فأجاب: إذا تمضمض الصائم أو استنشق فدخل الماء إلى جوفه لم يفطر، لأنه لم يتعمد ذلك لقوله تعالى ك [FONT="]}وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ[FONT="]{[/FONT][الأحزاب:5] [فتاوى الصيام].
[/FONT]
*ومما أجازه العلماء أيضا في نهار رمضان:
1-بخاخ الفم المستخدم لعلاج مرض الربو.
2-الكحل غير أن استعماله في الليل أفضل في حق الصائم.
3-الإبر التي ليست للتغذية سواء كانت في الوريد أو العضل، وكذلك أخذ الدم اليسير للتحليل.
4-أخذ الحقنة الشرجية للحاجة لعدم مشابهتها للأكل والشرب.
5-تذوق الطعام للحاجة بأن يجعله على طرف لسانه؛ ليعرف حلاوته وملوحته, ولكن لا يبتلع منه شيئا.
6-ومما لا يفسد الصوم: الأكل والشرب ناسياً، لكن إذا تذكر فعليه أن يكف ويخرج ما في فمه.
7-تقبل الزوجة ممن يملك نفسه، فإذا لم يملك نفسه ونزل منه المني عن شهوة بطل صومه سواء حصل عن مباشرة أو قبله أو تكرار نظر أو غير ذلك من الأسباب التي تثير الشهوة كالاستمناء ونحوه.
من هدي النبي [FONT="]r[/FONT] في الصيام
*قال الإمام ابن القيم: كان [FONT="]r يفطر قبل أن يصلي، وكان من هديه إسقاط القضاء عمن أكل أو شرب ناسياً، وصح عنه أنه كان يستاك, وهو صائم، وكان يتمضمض ويستنشق, وهو صائم، ومنع الصائم من المبالغة في الاستنشاق، ولا يصح أنه احتجم, وهو صائم. [زاد الميعاد].
[/FONT]
أمر الصبي بالصيام
*سئل سماحة الشيخ ابن باز: هل يؤمر الصبي المميز بالصيام؟ وهل يجزئ عنه لو بلغ في أثناء الصيام؟
*فأجاب: الصبيان والفتيات إذا بلغوا سبعا فأكثر يؤمرون بالصيام؛ ليعتادوه، وعلى أولياء أمورهم أن يأمروهم بذلك، كما يأمرونهم بالصلاة، فإذا بلغوا الحلم وجب عليهم الصوم، وإذا بلغوا في أثناء النهار أجزأهم ذلك اليوم، فلو فرض أن الصبي أكمل الخامسة عشرة عند الزوال, وهو صائم ذلك اليوم أجزأه ذلك, وكان أول النهار نفلا وآخره فريضة إذا لم يكن بلغ قبل ذلك بإنبات الشعر الخشن حول الفرج, وهو المسمى العانة، أو بإنزال المني عن شهوة، وهكذا الفتاة الحكم فيها سواء، إلا أن الفتاة تزيد أمرا رابعا يحصل به البلوغ, وهو الحيض. [مجموع فتاوى ابن باز].
[/FONT]
المقدمة
الحمد لله الذي فرض على عباده صيام رمضان، والصلاة والسلام على من أنزل عليه القرآن، هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان, أما بعد:
*أخي المسلم, هنيئا لك ما خصك الله به من نعمة إدراك شهر رمضان؛ لتصوم نهاره، وتقوم ليله، وتقرأ كتابه، وتتفرغ لعبادته.
*فكم من الناس حرموا تلك النعمة!
*كم من الناس صاموا معنا رمضان الغائب, وهم اليوم موتى في قبورهم!
*وكم من الناس لم يستطيعوا صيام رمضان لمرض نزل بهم، أو عجز أصابهم، أو شيخوخة أضعفتهم، أو هرم أذهب عقولهم!
*فالحمد الله - أخي الكريم - على هذه النعمة، واغتنم فرصة هذا الشهر في طاعة الله وعبادته، ولا تضيع أيامه القلية وساعاته اليسيرة فيما لا يعود عليك بالفائدة والأجر والثواب من الله تعالى. قال [FONT="]r: «من أدرك رمضان, ولم يغفر له باعده الله في النار» [مسلم].
فضائل الصيام
1-رتب الله تعالى على الصيام عظيم الأجر والمغفرة؛ قال تعالى: [FONT="]}وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ[FONT="]{[/FONT] إلى قوله: [FONT="]}[/FONT]أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا[FONT="]{[/FONT] [الأحزاب: 35].
[/FONT]
2-وقال [FONT="]r: «ما من عبد يصوم يوما في سبيل الله إلا باعد الله بذلك وجهه عن النار سبعين خريفاً» [متفق عليه].
[/FONT]
3-ولما سأل أبو أمامة رسول الله [FONT="]r عن عمل يدخله الجنة قال له: «عليك بالصوم، فإنه لا مثل له» [صحيح, رواه النسائي].
[/FONT]
4-وقال [FONT="]r: قال الله تعالى: «كل عمل ابن آدم له إلا الصيام؛ فإنه لي, وأنا أجزي به، والصيام جنة – أي: وقاية – وإذا كان يوم صوم أحدكم, فلا يرفث, ولا يصخب، فإن سابه أحد أو قاتله, فليقل: إني امرؤ صائم، والذي نفس محمد بيده, لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، للصائم فرحتان يفرحهما، إذا أفطر فرح بفطره، وإذا لقي ربه فرح بصومه» [متفق عليه].[/FONT]
5-وأخبر [FONT="]r: «أن الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة» [حسن رواه أحمد والحاكم].
[/FONT]
6-وأخبر [FONT="]r: «أن في الجنة بابا اسمه الريان, لا يدخل منه إلا الصائمون» [متفق عليه]. [/FONT]
فضل شهر رمضان وصيامه
1-من فضائل شهر رمضان أنه الشهر الذي أنزل فيه القرآن، كتاب الله الخالد، وحجته البالغة، ونوره المبين.
2-فيه تصفد الشياطين، وتغلق أبواب النيران، وتفتح أبواب الجنان؛ قال [FONT="]r: «إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة، وغلقت أبواب النيران، وصفدت الشياطين»[متفق عليه] ومعنى صفدت: حبست.
[/FONT]
3-فيه ليلة القدر، والعبادة فيها خير من عبادة ألف شهر. قال تعالى: [FONT="]}لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ[FONT="]{[/FONT] [القدر:3].
[/FONT]
4-بصيامه يحصل الغفران كما قال [FONT="]r: «من صام رمضان إيماناً واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه » [متفق عليه].
[/FONT]
5-بقيامه يحصل الغفران كذلك. قال النبي [FONT="]r: «من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه» [متفق عليه].
[/FONT]
6-وأخبر [FONT="]r «أن العمرة فيه تعدل حجة» [رواه البخاري].
[/FONT]
7-وأخبر [FONT="]r «أن لله فيه عتقاء من النار، وذلك في كل ليلة حتى ينقضي رمضان» [صحيح رواه أحمد].
[/FONT]
8-وأخبر [FONT="]r «أن للصائم عند فطره دعوة لا ترد» [رواه ابن ماجة, وصححه البوصيري]. [/FONT]
متى يجب الصيام؟
*سئل فضيلة الشيخ ابن جبرين: كنت أصوم وأفطر من سن16 سنة إلى سن 18سنة ثم التزمت بعد ذلك بالصيام التام، فهل عليَّ شيء من ذلك؟
*فأجاب: متى أتم الإنسان 15 عاما وجبت عليه التكاليف، فإن هذه السن علامة البلوغ، فهذا الذي تساهل بالصوم, وقد حكم ببلوغه قد ترك واجباً، فعليه قضاء ما ترك أو أفطر فيه من أيام الرمضانات التي مرت، ولا يعذر بجهله بحكمة الصيام، فعليه قضاء الأيام التي تركها أو لم يتم الصيام فيها مع الكفارة عن كل يوم إطعام مسكين، فإن كان جاهلاً بعددها, فعليه الاحتياط, حتى يتيقن أنه قضى ما وجب في ذمته، والله أعلم. [فتاوى الصيام].
بم نستقبل شهر رمضان؟
أولاً: بالمبادرة إلى التوبة الصادقة المستوفية لشروطها وكثرة الاستغفار.
ثانيا: بتعلم ما لا بد منه من فقه الصيام.
ثالثا: عقد العزم الصادق والهمة العالية على تعمير رمضان بالأعمال الصالحة.
رابعا: استحضار أن رمضان ما هو إلا أيام معدودات سرعان ما ينقضي.
خامساً: الاجتهاد في حفظ الأذكار والأدعية المطلقة منها والموظفة خصوصاً المتعلقة برمضان.
صوم رمضان حُكْمُهُ وَحِكَمُهُ
*أولاً: حُكمه:
*الصيام: هو الإمساك عن الطعام والشراب والجماع من طلوع الفجر الثاني إلى غروب الشمس.
*وهو فريضة ثابتة بالكتاب والسنة والإجماع، فن أنكر فرضيته فهو مرتد كافر يستتاب، فإن تاب وأقر بفرضيته, وإلا قتل كافراً.
*وصوم رمضان فرض على كل مسلم بالغ عاقل قادر على الصوم.
*ويجب صيام رمضان برؤية هلاله أو بإكمال شعبان ثلاثين يوماً، ويكتفي في إثبات الشهر برؤية عدل واحد.
*قال ابن القيم: وكان من هديه [FONT="]r إلا يدخل في صوم رمضان إلا برؤية محققة أو بشهادة شاهد واحد، كما صام بشهادة ابن عمر، وصام مرة بشهادة أعرابي واعتمد على خبرهما... فإن لم يكن رؤية, ولا شهادة, أكمل عدة شعبان ثلاثين يوماً، ولم يكن يصوم يوم الإغمام, ولا أمر به، بل أمر أن تكمل عدة شعبان ثلاثين إذا غم. [زاد المعاد]. [/FONT]
لا يجوز اعتماد الحساب في إثبات الأهلة
*سئل سماحة الشيخ ابن باز: في بعض بلاد المسلمين يعمد الناس إلى الصيام دون اعتماد على رؤية الهلال، وإنما يكتفون بالتقاويم، فما حكم ذلك؟
*فأجاب: قد أمر النبي [FONT="]r المسلمين أن يصوموا لرؤية الهلال ويفطروا لرؤيته، فإن غم عليهم أكملوا العدة ثلاثين. [متفق عليه].. وقال [FONT="]r[/FONT]: «لا تصوموا حتى تروا الهلال أو تكملوا العدة، ولا تفطروا حتى تروا الهلال أو تكملوا العدة» والأحاديث في هذا الباب كثيرة، وكلها تدل على وجوب العمل بالرؤية أو إكمال العدة عند عدم الرؤية، كما تدل على أنه لا يجوز اعتماد الحساب في ذلك، وهو الحق الذي لا ريب فيه. [فتاوى الصيام].
[/FONT]
*ثانيا: حكم الصيام وفوائده:
1-الصوم طريق التقوى قال تعالى: [FONT="]}يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ[FONT="]{[/FONT][البقرة:183].
[/FONT]
2-وهو سبب للتخلص من كل أنواع الباطل؛ قال [FONT="]r: «من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه»[رواه البخاري].
[/FONT]
3-ومن فوائده أنه يضعف الشهوة، ويعود على الصبر، ويقوي الإرادة، ولذلك أمر النبي [FONT="]r من لم يستطع الزواج من الشباب بالصيام. [/FONT]
4-ومن فوائده تعويد الأمة على النظام والاتحاد وحب العدل والمساواة، والإيثار والبذل والعطاء ومواساة الفقراء والمساكين وأهل الفاقة.
5-ومن فوائده الصحية أنه يطهر الأمعاء، ويصلح المعدة، وينظف البدن من الفضلات التي قد تسبب الضرر مع الوقت.
6-ومن فوائده أنه يفرغ القلب, ويشغله بما يجلب له السعادة والفلاح من الذكر والعبادة وتلاوة القرآن.
7-ومن فوائده أنه يضيق مجاري الدم التي هي مجاري الشيطان، فتسكن النفس ويهدأ البال وتزول الوساوس، ويتفرغ الإنسان لطاعة ربه.
هدية [FONT="]r[/FONT] في رمضان
*قال الإمام ابن القيم: (وكان من هديه [FONT="]r في شهر رمضان الإكثار من أنواع العبادات، فكان جبريل عليه السلام يدارسه القرآن في رمضان، وكان إذا لقيه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة، وكان أجود الناس، وأجود ما يكون في رمضان، ويكثر فيه من الصدقة والإحسان، وتلاوة القرآن، والصلاة، والذكر، والاعتكاف، وكان يخص رمضان بما لا يخص غيره به من الشهور) [زاد المعاد]. [/FONT]
ما ينبغي للصائم وما يجب عليه
*سئل الشيخ ابن عثيمين: ماذا ينبغي للصائم, وماذا يجب عليه؟
*فأجاب: ينبغي للصائم أن يكثر من الطاعات، ويجتنب جميع المحرمات، فيصلي الصلوات الخمس في أوقاتها مع الجماعة، ويترك الكذب والغيبة والغش، والمعاملات الربوية، وكل قول أو فعل محرم، قال النبي [FONT="]r: «من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه» [رواه البخاري].[/FONT]
[فتاوى الصيام]
آداب الصيام وسننه منها ما هو واجب, ومنها ما هو مستحب، فمن ذلك:
1-الحرص على السحور وتأخيره إلى آخر جزء من الليل ما لم يخش طلوع الفجر. قال النبي [FONT="]r: «تسحروا؛ فإن في السحور بركة» [رواه البخاري].
[/FONT]
2-تعجل الفطر إذا تحقق غروب الشمس؛ لقوله [FONT="]r: «لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر» [رواه البخاري].
[/FONT]
3-البعد عن الرفث والفحش واللغو وقول الزور وجميع المحرمات لقول النبي [FONT="]r: «...فإذا كان يوم صوم أحدكم, فلا يرفث، ولا يصخب, فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني أمرؤ صائم» [رواه البخاري].
[/FONT]
4-أن يفطر على رطبات، فإن لم يجد فتمرات، فإن عدمه, فعلى ماء.
6-عدم الإكثار من الطعام, والاكتفاء بما يقيم البدن.
7-كثر الصدقة وإطعام الطعام، فإن النبي [FONT="]r كان في رمضان أجود بالخير من الريح المرسلة.
[/FONT]
8-تلاوة القرآن ومدارسته، فقد كان جبريل يدارس النبي [FONT="]r القرآن في رمضان.
[/FONT]
9-صلاة التراويح مع المسلمين في المساجد وإتمامها كاملة مع الإمام.
10-زيادة العبادة في العشر الأواخر من رمضان، وتحري ليلة القدر في الوتر منها.
11-الاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان.
النوم طوال ساعات النهار
*سئل فضيلة الشيخ ابن عثيمين: ما حكم النوم طوال ساعات نهار رمضان، وإذا كان يستيقظ لأداء الفرض ثم ينام فما الحكم؟
*فأجاب: هذا السؤال تضمن حالين:
الحال الأولى: رجل ينام طوال النهار, ولا يستيقظ، ولا شك أن هذا جان على نفسه، وعاص لله عز وجل بتركه الصلاة في أوقاتها، فعليه أن يتوب إلى الله عز وجل، وأن يقوم, ويؤدي الصلاة في أوقاتها حسب ما أمر به.
أما الثانية: وهي حال من يقوم ويصلي الصلاة المفروضة في وقتها ومع الجماعة، فهذا ليس بإثم، لكنه فوت على نفسه خيرا كثيراً، لأنه ينبغي للصائم أن يشتغل بالصلاة والذكر والدعاء وقراءة القرآن حتى يجمع في صيامه عبادات شتى. [فتاوى الصيام].
يصوم وهو تارك للصلاة.
*سئل سماحة الشيخ ابن باز: ما حكم من يصوم, وهو تارك للصلاة؟
*فأجاب: الصحيح أن تارك الصلاة عمداً يكفر بذلك كفرا أكبر، وبذلك لا يصح صومه, ولا بقية عباداته حتى يتوب إلى الله سبحانه، لقول الله عز وجل: [FONT="]}وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ[FONT="]{[/FONT][الأنعام:88] وما جاء في معناها من الآيات والأحاديث. [مجموع فتاوى ابن باز].
[/FONT]
حكم من أفطر رمضان بدون عذر
*سئل سماحة الشيخ ابن باز: ما حكم من أفطر رمضان بدون عذر, وهو غير منكر لوجوبه؟
*فأجاب: من أفطر في رمضان عمداً لغير عذر شرعي, فقد أتى كبيرة من الكبائر، ولا يكفر بذلك في أصح أقوال العلماء، وعليه التوبة إلى الله سبحانه مع القضاء، والأدلة الكثيرة تدل على أن ترك الصيام ليس كفراً أكبر إذا لم يجحد الوجوب، وإنما أفطر تساهلا وكسلاً، وعليه إطعام مسكين عن كل يوم إذا تأخر القضاء إلى رمضان آخر من غير عذر شرعي.
[مجموع فتاوى ابن باز]
يصوم ويصلي في رمضان فقط *سئلت اللجنة الدائمة: ما حكم من يصوم ويصلي في رمضان فقط، ويترك الصلاة بمجرد انتهاء شهر رمضان؟
*فأجابت: الصلاة ركن من أركان الإسلام، وهي آكد الأركان بعد الشهادتين،، وهي من فروض الأعيان، ومن تركها جاحداً لوجوبها، أو تركها تهاوناً وكسلاً فقد كفر. أما الذين يصومون رمضان, ويصلون في رمضان فقط, فهذا مخادعة لله، فبئس القوم الذين لا يعرفون الله إلا في رمضان، فلا يصح لهم صيام مع تركهم الصلاة في غير رمضان. [فتاوى إسلامية].
حكم صيام من أكل وقت الأذان
*سئل سماحة الشيخ ابن باز: ما الحكم الشرعي للصيام فيمن سمع أذان الفجر, واستمر في الأكل والشرب؟
*فأجاب: الواجب على المؤمن أن يمسك عن المفطرات من الأكل والشرب وغيرهما إذا تبين له طلوع الفجر، وكان الصوم فريضة كرمضان وصوم النذور والكفارات، لقول الله عز وجل: [FONT="]}وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ[FONT="]{[/FONT][البقرة:187]، فإذا سمع الأذان, وعلم أنه يؤذن على الفجر وجب عليه الإمساك، فإن كان المؤذن يؤذن قبل طلوع الفجر لم يجب عليه الإمساك، وجاز له الأكل والشرب, حتى يتبين له الفجر، فإن كان لا يعلم حال المؤذن هل أذن قبل الفجر أو بعده، فإن الأولى والأحوط له أن يمسك إذا سمع الأذان، ولا يضره لو شرب أو أكل شيئا حين الأذان، لأنه لم يعلم بطلوع الفجر [فتاوى إسلامية].
[/FONT]
أمور تهم الصائم
بلع الصائم للعاب
*سئل سماحة الشيخ ابن باز: ما حكم بلع الصائم للعاب؟
*فأجاب: اللعاب لا يضر الصوم؛ لأنه من الريق، فإذا بلع, فلا بأس، وإذا بصق فلا بأس. أما البلغم الغليظ, فيجب على الرجل والمرأة إخراجه وعدم ابتلاعه. [فتاوى الصيام].
السواك في رمضان
*سئل الشيخ ابن عثيمين: عمن يتحرز من استعمال السواك في نهار رمضان؟
*فأجاب: التحرز من السواك في نهار رمضان أو في غيره من الأيام التي يكون الإنسان فيها صائما لا وجه له ؛ لأن السواك سنة في الصيام وفي غيره، وليس مفسداً للصوم، إلا إذا كان له طعم وأثر في ريقك، فإنك لا تبتلع طعمه، وكذلك لو خرج بالتسوك دم من اللثة، فإنك لا تبتلعه، وإذا تحرزت في هذا, فإنه لا يؤثر في الصيام شيئاً. [فتاوى إسلامية].
الاحتلام- الدم - القيء
*سئل سماحة الشيخ ابن باز: كنت صائما, ونمت في المسجد، وبعدما صليت وجدت أني محتلم، فهل يبطل ذلك صيامي؟ ومرة أخرى أصابني حجر في راسي وسال منه الدم، فهل أفطر بسبب الدم؟ وهل القيء يفسد الصوم؟
*فأجاب: الاحتلام لا يفسد الصوم؛ لأنه ليس باختيار العبد، ولكن عليه غسل الجنابة إذا خرج منه مني. والحجر الذي أصاب رأسك حتى أسال الدم لا يبطل صومك، وهذا القيء الذي خرج منك بغير اختيارك لا يبطل صومك؛ لقول النبي [FONT="]r: «من ذرعه القيء, فلا قضاء عليه، ومن استقاء, فعليه القضاء» [رواه أحمد وأهل السنن بإسناد صحيح].
[/FONT]
*وسئل سماحته، هل خروج المذي لأي سبب كان يفطر الصائم أم لا؟
*فأجاب: لا يفطر الصائم بخروجه منه في أصح قولي العلماء. [مجموع فتاوى ابن باز].
الطيب
*وسئل الشيخ ابن عثيمين: ما حكم استعمال الصائم للروائح العطرية في نهار رمضان.
*فأجاب: لا بأس أن يستعملها في نهار رمضان، وأن يستنشقها إلا البخور لا يستنشقه ؛ لأن له جرماً يصل إلى المعدة, وهو الدخان. [فتاوى الصيام].
معجون الأسنان والقطرة
*سئل سماحة الشيخ ابن باز: ما حكم استعمال معجون الأسنان, وقطرة الأذن والأنف والعين للصائم؟
*فأجاب: تنظيف الأسنان بالمعجون لا يفطر به الصائم كالسواك، وعليه التحرز من ذهاب شيء منه إلى جوفه, فإن غلبه شيء من ذلك بدون قصد, فلا قضاء عليه، وهكذا قطرة العين والأذن في أصح قولي العلماء، فإن وجد طعم القطور في حلقة, فالقضاء أحوط, ولا يجب ؛ لأنهما ليسا منفذين للطعام والشراب، أما القطرة في الأنف, فلا يجوز، لأن الأنف منفذ.
دخول الماء إلى الحلق دون قصد
*سئل الشيخ ابن عثيمين: إذا تمضمض الصائم أو استنشق، فدخل إلى حلقه ماء دون قصد، هل يفسد صومه؟
*فأجاب: إذا تمضمض الصائم أو استنشق فدخل الماء إلى جوفه لم يفطر، لأنه لم يتعمد ذلك لقوله تعالى ك [FONT="]}وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ[FONT="]{[/FONT][الأحزاب:5] [فتاوى الصيام].
[/FONT]
*ومما أجازه العلماء أيضا في نهار رمضان:
1-بخاخ الفم المستخدم لعلاج مرض الربو.
2-الكحل غير أن استعماله في الليل أفضل في حق الصائم.
3-الإبر التي ليست للتغذية سواء كانت في الوريد أو العضل، وكذلك أخذ الدم اليسير للتحليل.
4-أخذ الحقنة الشرجية للحاجة لعدم مشابهتها للأكل والشرب.
5-تذوق الطعام للحاجة بأن يجعله على طرف لسانه؛ ليعرف حلاوته وملوحته, ولكن لا يبتلع منه شيئا.
6-ومما لا يفسد الصوم: الأكل والشرب ناسياً، لكن إذا تذكر فعليه أن يكف ويخرج ما في فمه.
7-تقبل الزوجة ممن يملك نفسه، فإذا لم يملك نفسه ونزل منه المني عن شهوة بطل صومه سواء حصل عن مباشرة أو قبله أو تكرار نظر أو غير ذلك من الأسباب التي تثير الشهوة كالاستمناء ونحوه.
من هدي النبي [FONT="]r[/FONT] في الصيام
*قال الإمام ابن القيم: كان [FONT="]r يفطر قبل أن يصلي، وكان من هديه إسقاط القضاء عمن أكل أو شرب ناسياً، وصح عنه أنه كان يستاك, وهو صائم، وكان يتمضمض ويستنشق, وهو صائم، ومنع الصائم من المبالغة في الاستنشاق، ولا يصح أنه احتجم, وهو صائم. [زاد الميعاد].
[/FONT]
أمر الصبي بالصيام
*سئل سماحة الشيخ ابن باز: هل يؤمر الصبي المميز بالصيام؟ وهل يجزئ عنه لو بلغ في أثناء الصيام؟
*فأجاب: الصبيان والفتيات إذا بلغوا سبعا فأكثر يؤمرون بالصيام؛ ليعتادوه، وعلى أولياء أمورهم أن يأمروهم بذلك، كما يأمرونهم بالصلاة، فإذا بلغوا الحلم وجب عليهم الصوم، وإذا بلغوا في أثناء النهار أجزأهم ذلك اليوم، فلو فرض أن الصبي أكمل الخامسة عشرة عند الزوال, وهو صائم ذلك اليوم أجزأه ذلك, وكان أول النهار نفلا وآخره فريضة إذا لم يكن بلغ قبل ذلك بإنبات الشعر الخشن حول الفرج, وهو المسمى العانة، أو بإنزال المني عن شهوة، وهكذا الفتاة الحكم فيها سواء، إلا أن الفتاة تزيد أمرا رابعا يحصل به البلوغ, وهو الحيض. [مجموع فتاوى ابن باز].
[/FONT]